ابنتي عمرها 9 سنوات ونصف
ابنتي عمرها 9 سنوات ونصف، أخذوا في المدرسة الجهاز الهضمي فالمدرسة عرفتهم أسماء الأجهزة داخل الجسم ومنها التناسلي.
فسألتني بيعمل إيه؟ قلت هو المسؤول عن ولادة الطفل، قالت طيب يعني هو موجود في الراجل كمان؟ قلت آه، قالت ليه هو هيولد؟ قلت لا، قالت أمال موجود ليه؟ قلت زي ما علشان يبقى فيه كتكوت لازم ديك وفرخه برضو علشان فيه نونو لازم ماما وبابا، والنونو بيبقي في بطن ماما خلية واحدة صغيرة خالص -لأنها تعرف يعني إيه خلية- وبعدين تكبر وتكبر لغاية لما تبقى نونو قد أختك لما كانت مولودة، الخلية دي حتة منها من بابا وحتة من ماما، والجهاز التناسلي بتاع بابا بيعمل الحتة اللي من بابا. قالت طيب، والحتة دي إزاي بتروح في بطن ماما؟ بابا بياكل من ماما حتة وماما بتاكل من بابا حتة؟ وقعدت تضحك.
بصراحة لقيتها فرصة لأنسحب انسحاب إيجابي لغاية ما ألاقي إجابة بدون ارتباك، فقعدت أضحك معاها... وبطريقة طبيعية فتحت التليفزيون على كرتون وبعده كررت علي السؤال فقلت الوقت اتأخر ولازم ننام علشان المدرسة، وبكرة واحنا بنذاكر الدرس ده هقولك، فاقتنعت.
أنا كان ممكن أرد عليها وأقول ربنا علم بابا طريقة حلوة يدي ماما بيها الحتة بتاعته، ولكن خفت تقول لي إيه هي الطريقة دي، ممكن أرسم مثلثين رأس الأول في قاعدة الثاني وقاعدة الأول لأعلى، وأقول المثلث اللي فوق يمثل الخصيتين والقضيب والثاني المبيضين والرحم، ولكن حسيت أن الكلام ده كبير عليها، فهي مازالت في التاسعة ومش هتقدر تفهمه،
واحترت أرد عليها بإيه لو سألتني عن الطريقة!!
ماذا أقول؟!!
28/7/2022
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك، ولك مني كل التقدير لوعيك واهتمامك بأمر التربية الجنسية الذي ينكره البعض ويهرب منه الكثيرون، بحجة أن ذلك عيب ولا يصح فيه الحوار مع الأبناء؛ بالرغم من خطورة هذا الأمر، أقصد الكتمان والتعتيم قد يؤدي إلى نمو مفاهيم خاطئة عن الجنس عند الطفل، تظل تنمو معه في مراحل حياته المختلفة، مما نتج عنه أن البعض أصبح يتصور أن هذه الأمور عيب وعار وشيء مخزً لا يصح أن نعرفه.
ولابد أن نؤكد أن الأب والأم هما خير من يطلع الأبناء على هذا العالم الغامض بالنسبة لهم، فيقدمون المعلومات بطريقة تتسم بالجد وتناسب السن، ويحفظونهم من معرفتها من خلال مصادر غير موثوقة ومشوهة.
والآن نعود لسؤالك وماذا عليك أن تفعلي... أرى أن سن ابنتك مناسب للتمهيد والحوار عن الحيض وبدء الدورة الشهرية، فاستعيني بصور من مواقع طبية على الإنترنت لشرح عملية البلوغ والتبويض وشرح الجهاز التناسلي تفصيلا لكل من الجنسين. وتكلمي معها عن البلوغ والتغيرات التي تحدث فيه من الناحية البيولوجية، واخلقي لها مفهوما إيجابيا عن الأنوثة بهذا الحوار.
ويمكن أن تشرحي لها طريقة المثلث لأنها تستطيع استيعابها، وإن لم تفعل فلا تتهربي من الرد لأنها ستلح عليك أكثر في السؤال، لكن يمكنك أن تشرحي لها من خلال الرسم الطبيعي للصور الطبية –كأننا في درس علمي- أن عملية نقل الخلية من الذكر إلى الأنثى تتم بإيلاج العضو الذكرى في مهبل الأنثى (المفترض أنك شرحت لها من خلال الرسومات العلمية كل الأعضاء وبدأت في التصور التشريحي لها).
والسؤال المتوقع منها هنا هو: لماذا يقومان بهذا؟ أو هل يقومان بهذا فقط كلما أرادا إنجاب الأطفال؟ هنا يمكننا أن نتوقف ونرجئ الحوار إلى جلسة أخرى.. لأن مفهوم الرغبة الجنسية قد لا يستوعبه الطفل في هذه السن.
فالمعلومات لا تقدم للطفل في جلسة واحدة بل على جلسات مستمرة؛ لأن دروس التربية الجنسية لا تتوقف مع مراحل النمو المختلفة، فكثير من الآباء يقومون بإعطاء المعلومات للطفل دفعة واحدة ثم لا يتكلمون في الأمر بعد ذلك كأنه هم وانتهوا منه، وهذا خطأ كبير.
ولكن إذا ألحت عليك في معرفة لماذا يفعل الزوجان هذا؟ فعليك بالصبغة الدينية في الرد: إنها فطرة فطرنا الله عليها، فجعل الذكر والأنثى وجعل بينهما المودة والحب، وهذه العلاقة وضع الله لها ضوابط شرعية لتكون بين الرجل وزوجته فقط، وما دون ذلك حرام وإثم يغضب الله.
واحرصي في حديثك معها على مراعاة لغة الجسد بينك وبينها كتعبيرات الوجه، والإيماءات، فقد يشعر طفلك أنك غاضبة من سؤاله وأنت تجيبين عليه، وقد يشعر بخجلك وهذا شيء سلبي في توصيل الكلام، لذلك احرصي على هدوئك قبل الحوار، كوني حازمة كأنك تشرحين درسا علميا، وأعط حوارك صبغة دينية ليصل مفهوم الحلال والحرام في هذه الأمور مبكرا.