أنا شاب لبناني في الحادية والعشرين من العمر، هذا العام ألتحق بالسنة الرابعة، حيث أدرس الهندسة في إحدى الجامعات اللبنانية الراقية من حيث المستوى التعليمي، ملتزم بديني ومؤمن بالأفكار الإسلامية إلى أبعد حدود وأحفظ ما تيسر لي من القرآن.
في منتصف السنة الثانية أعجبت بفتاة في السنة الأولى ملتزمة، تضع الحجاب على رأسها، يظهر الأدب والحياء عليها، بدأت أراقبها خطوة بخطوة وأراقب تصرفاتها وحركاتها، واثقا من نيتي، علما بأني لم أقم علاقة مع أي فتاة من ذي قبل، فأنا لا أحبذ الاختلاط بالفتيات.
عموما.. بعد فترة من النظرات وجدت نفسي متعلقا بها، أحس بها دائما، أتواجد تلقائيا، حيث تتواجد، وأبحث عنها في كل مكان.
في هذا الوقت - وكبقية الفتيات اللاتي قرأت عنهن في الموقع - راحت الفتاة التي لا تقيم علاقات مع الشباب والقليلة الخبرة في هذا المجال - بعدما نبّهتها إحدى صديقاتها لوجودي - تتقبلني وتتعلق بي شيئا فشيئا، وتمكنت من الوصول إليها والكلام معها عبر رسول في بداية السنة الثالثة.
منذ عام ونحن نتحدث إلى بعضنا البعض ويزداد الحب والعشق بيننا فهي في مخيلتي دائما وأنا كذلك عندها، لقد أخبرت أمي بذلك، وهي أخبرت اثنين من أخواتها.
بقي سنتان حتى أتخرج، وبالتالي سنتان ونصف حتى أستطيع التقدم لخطبتها، وهي فترة طويلة بالنسبة إلى ما يكنزه قلبي من صدق في المشاعر وما أعانيه من تأنيب للضمير وإحساس بالذنب، حيث أشعر باستمرار أني أخالف شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ مما يسبب لي شرودا في الذهن وقلقًا مستمرًّا لا ينجلي، وهي تشعر بذلك أيضا.
لقد قرأت في إحدى الاستشارات عن تجميد العلاقة ريثما تتيسر أمور الزواج، ولكني أستصعب ذلك نظرا لتعلقي الشديد بها، والأهم من ذلك أننا ندرس في نفس الكلية وبالتالي فأنا أراها يوميا، وكان هذا الأمر أسهل لو كنا في مكانين مختلفين.
وتجدر الإشارة إلى أنني قدمت منذ يومين من الأراضي المقدسة، حيث قمت بأداء مناسك العمرة، وفي ذلك أمران مهمان:
1- رغبتي العميقة في عدم العودة للمعصية بعدما أكرمني الله بزيارة بيته الحرام وما رافق ذلك من لحظات إيمانية.
2- كان أحد المعتمرين شقيق الفتاة وقد وضعنا بنفس الغرفة نظرا للأصدقاء المشتركين، فتعرفت عليه ونشأت بيننا علاقة طيبة لقدسية المكان والزمان، وأنّ السفر كان بَرَّا.
فأرشدوني وأشيروا علي إلى ما قد يكون عليه صلاح أمري أثابكم الله،
وأسرعوا فأنا في حيرة منذ بدء العام الجامعي.
18/10/2024
رد المستشار
ولدي..
إن الخوف من المجهول أو الخوف من خوض غمار أي تجربة جديدة أو خطوة غير مجربة قد يفقد الإنسان أحيانا أمانيه وأحلامه.. وإذا كان المثل يقول "من خاف سلم"، فإنه لا يفوز باللذات إلا كل مغامر، فانظر في أي كفة تريد أن تضع أحلامك.. السلامة أم اللذات..
لماذا تصعب الحياة على نفسك؟ ألم تصبح أنت وشقيقها صديقين؟ لماذا لا تحدثه مباشرة عن رغبتك في الارتباط بأخته حين تنتهي من دراستك؟ هل سيقول لك اذهب وعد إلينا لتطلبها حين تحصل على شهادتك؟ جميل.. إذن لقد علموا أنك تريدها.. وذلك يخفف من ذنبك إن نظرت إليها.. ثم لماذا لا تطلب منه أن يقرأ معك الفاتحة، إنهم لن يقبلوا بأي خاطب آخر.. بمعنى أن يعتبروك قد خطبتها.. أحيانا يلجمنا الخوف عن الخوض في طرق لو مددنا فيها القدم لوجدنا أنها سهلة سلسة.
أنت تتصور أنك غير أهل للتقدم للفتاة.. ربما هذا تصورنا أن تذهب أنت وأهلك للقاء أبيها وأهلها.. ولكن الحديث من صديق لآخر برغبة رجل معروف عنه التقوى والصلاح والالتزام وأمامه مستقبل إن شاء الله مزدهر، في الارتباط بأخته شيء مختلف تماما.. وإذا وضعنا في الاعتبار علم اثنتين من أخواتها -طبعًا أنت لن تخبره بذلك- ووالدتك، فستجد أن أي حديث أو حوار بينكما قد خرج من الإطار المحرم إلى إطار التعارف بين المخطوبين.. فهذا هو الفرق يا ولدي بين الحلال والحرام.. إنها "النية المعقودة للزواج".
أرى أن تتصل بأخيها وتجلس معه وتخبره بعزمك ونيتك.. وأتوقع أن يجد طلبك قبولا، بالعكس أتصور أن المسألة ستصبح خطوبة حقيقية، وعليك أن تنتظر أن تنتهي أنت من دراستك لتصبح زواجا.
توكل على الله ولا تخف.. واستشر أهلك وستجد أن والدتك ستكون خير عون لك في هذا الموضوع.
مبارك مقدما..واقرأ أيضًا:
هل أتزوج من أخت صديقي؟
أخت صديقي أحبها.. فهل أصارحها؟