السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي استشارة أتمنى أن تجيبوني.. أنا أعاني من الوسواس القهري في أمور الطهارة والصلاة.. وقد قرأت أنه يجوز للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال دفعاً للحرج وقد أخذت بقول سنية إزالة النجاسة عند المالكية.. لكن مؤخراً قرأت أنه يجب إعادة الصلوات التي صلاها بنجاسته بحكم أنه كان عاجزاً عن إزالتها.
فهل يجب عليّ كموسوس إعادة الصلوات؟
وشكرا لكم
8/1/2023
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "سمر حسن" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
تقولين قرأت أنه (يجوز للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال دفعاً للحرج) وهذا غير صحيح لأن الصحيح هو (يجب على الموسوس الأخذ بأيسر الأقوال دفعاً للحرج) القول الأول بالجواز يحمل بين طياته فخا وسواسيا هو يجوز لك ما دمت لا تستطيع لكن أنت تستطيع إذن أنت تتكاسل أو أنت تستهين..إلخ الوساوس... وأما القول الثاني فينبع من فهم أعمق وأشمل لحالة الموسوس العقلية أثناء العبادة، ليس فقط لأجل معاناته وصعوبة العبادة (التي يجب أن تستجلب التيسير) وإنما لأجل كراهة طول القهور على السجادة، أو كما أقول لمرضاي (ليس فقط لنيسر صعوبة العبادة وإنما لكراهة القهور على السجادة) لاحظي أن الموسوس في الصلاة ينوي الصلاة لله عز وجلَّ ثم يتبع تعاليم الوسواس! لأجل ذلك كما أتوقع أصبح عليه (وليس له) البناء على الأكثر عند الشك في العدد، ومنع الموسوس من سجود السهو كذلك، أتوقع لنفس السبب وليس فقط كراهة التكرار عقب كل الصلاة.
ثم تكملين (وقد أخذت بقول سنية إزالة النجاسة عند المالكية) .. حياك الله هذا صحيح ورخصة لابد أن تأخذي بها... لكن يبدو أنك لابد أن تفهمي عنها أكثر، وسنعود لها لاحقا، أما ما قرأته مؤخراً (أنه يجب إعادة الصلوات التي صلاها بنجاسته بحكم أنه كان عاجزاً عن إزالتها..) هذا الكلام صحيح على مذهبين هما الشافعي والحنبلي وذلك في حق المسلم الصحيح أي غير الموسوس حيث لا تصح الصلاة في وجود النجاسة مطلقا، بينما هو كلام خاطئ تماما على مذهبين هما الحنفي والمالكي ففي المذهب الحنفي تصح الصلاة في وجود النجاسة في حالتين هما عدم تذكر وجودها أو تذكرها مع عدم القدرة على إزالتها... وأنت تقولين (يجب إعادة الصلوات التي صلاها بنجاسته بحكم أنه كان عاجزاً عن إزالتها) لا أدري لكن هذا كلام ربما على المذهب الحنبلي أو الشافعي وأظنه بحق الإنسان الذي اضطر إلى الصلاة لسبب أو لآخر وهو يعلم نجاسة لا يستطيع إزالتها... الله أعلم لكنه بالتأكيد لا يخصك من قريب ولا بعيد.
بينما في المذهب المالكي تصح الصلاة في وجود النجاسة على (الجسد أو الثياب أو المكان) رغم التذكر والقدرة على الإزالة، (وربما هناك تفاصيل في الأمر لا أعرفها فأنا طبيب نفساني ولست من أهل الفتوى في غير ما يخص مريض الوسواس وأستند في ذلك لفتاوى الفقهاء)، لكن الأهم صراحة هو أن أنبهك إلى أن الكلام في مسألة إفساد النجاسة للصلاة كله يتعلق بالأصحاء عقليا وليس بالموسوسين، لأن الموسوس معذور بمرضه المعيق، وله لذلك أحكام خاصة في كل مذهب وإن اختلفت في الحالات الخفيفة بين المذاهب فإنها تلتقي في الحالات الشديدة على سقوط التكليف عن الموسوس في موضوع وسواسه الحالي وتبقى الرخصة مفتوحة مدى حياته حال عودة الوسواس.
نصل بعد ذلك إلى موضوع سنية إزالة النجاسة بالنسبة للموسوس فهذا هو ما يخصك أنت تحديدا وعليك أن تأخذي به حتى تنسي أفعالك القهرية وتعود علاقتك بالنجاسة طبيعية مثلما كل الناس، ومثلما كنت قبل الوسواس... سأضع لك عدة ارتباطات بخصوص سنية إزالة النجاسة للموسوس وما دار حولها من نقاشات على استشارات مجانين أتمنى أن تحسني قراءتها وتتبع الارتباطات من داخلها لتعمقي معرفتك بالمسألة بشكل كامل، وأود أن أكرر التأكيد بأنه لا تجب على الموسوس إعادة أي صلاة بسبب الوسوسة وربما لو وسوس هل فسدت صلاتي بسبب الوسوسة أم بإرادتي أو خطئي أو شرودي؟ ..إلخ. لقلنا له صلاتك لا تفسد إلا بالوسوسة!
واقرئي أيضًا:
انتشار النجاسة وسنية إزالتها للموسوس!
للموسوسين سنية إزالة النجاسة والأصل الطهارة!
وسواس النجاسة: الأخذ بالسنية فالوسوسة بالكمية!
وسواس النجاسة: الأخذ بالسنية فالوسوسة بالكمية! م
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.