الشعور بالشيء قبل حدوثه تفكير خرافي!

رد المستشار

الابن المتصفح الفاضل "3678" من دولة "6863" وليس واضحا جمهورية أم مملكة!! شكرا على الألغاز، وأهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
 
تقول (أنا شخص يعاني من الوسواس القهري، وبدأت أتأقلم معه من فترة) أتأقلم معه هذه معناها ماذا؟ تقصد تتعايش وتراعي الوسواس كأنه رفيق تخاف على مشاعره... فتلجأ لاحتياطات التأمين طمعا في تقليل احتمالات حدوث الوسواس ووطأته إن حدث، بهذا أنت تعتبر أنك تتعايش مع الوسواس، ولا تكون الحقيقة إلا أنك تساعد على صيانته وإدامة المشكلات التي يوزعها على حياتك.
 
من جهة أصدقك يا "3678" أني في ممارستي السريرية مع مرضى الوسواس القهري قابلت كثيرين وبالأحرى كثيرات (فهي أكثر في النساء) لهن حكايا مشابهة عن التنبؤ (اللاإرادي) بحدوث شرور -غالبا- أو غير ذلك، بعضهن في الأحلام وبعضهن وسوسة، هناك تداخل بين طيف اضطرابات الوسواس القهري والطيف الانفصالي Dissociative Spectrum Diorders وهذا التداخل يحدث على مستويات عدة، لن أخوض في تفاصيلها الآن... ولكن ما يعنينا هنا هو ظاهرة أني إذا فكرت كذا فسوف يحدث كذا...أو إذا حلمت بفلان فسيموت... غالبا ما ينبني ذلك على حدث أو حدثين يكونان كافيان لإقناع المريض مثلا بأنه شؤم أو أنه حسود أو عائن... إلخ وغالبا ما يسقط المريض في براثن هذا الوسواس ويعيش متحاشيا ما استطاع أن يتسبب في حدوث المكروه حتى تجد من يخاف النوم ومن يخاف النظر في وجوه الصغار...إلخ .. ويتخلل التحاشي مفردات حياته بصورة تحرمه من معرفة حقيقة أن كل ما يدور برأسه لا علاقة له بما يحدث وإن صادف حدوث ذلك، وأن لو كانت علاقة (اعترافا بقصور علمنا) فإنها تحدث قهرا ولسنا مذنبين في ذلك، ولا مسؤولين عن منعه.
 
مرضى الوسواس القهري يميلون بطبيعتهم إلى تصديق الخرافة، وإلى التفكير الخرافي ومن ذلك ربما فكرة أنك (تشعر بكل حاجة قبل حدوثها سواء خير أو شر) فأنت لم تفسر لنا كيف... فقط قلت (أنا بشعر بكل حاجة قبل حدوثها سواء خير أو شر ومحدش بيصدق كده) شكرا على هذا التقرير كيف لا تكون قادرا على إثبات معرفتك بأن كذا سيحصل أمام الناس؟، إذن أنت بحاجة إلى تجارب سلوكية تتفق عليها مع معالج معرفي سلوكي متخصص في علاج الوسواس... لتختبر صحة قناعاتك بقدرتك على التنبؤ.
 
هذا ربما يكون من أعراض الوسواس القهري ،وقد يكون أعراضا وسواسية لاضطراب آخر، وقد يكون اضطرابا ذهانيا، لا يمكن الحكم على ذلك من خلال النص المكتوب... عليك إذن بدلا من تضييع وقتك بين المواقع الإليكترونية أن تبادر بالتواصل الحي مع طبيب ومعالج نفساني.
 
 ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.

المستشار: أ.د وائل أبو هندي