السلام عليكم
أعتقد أن سؤالي ليس بخصوص المرض النفسي، ليس له علاقة باهتمام الموقع، لكن أرجوكم العذر، فقد ضاقت عليَّ نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت.
بعد ثلاثة أشهر سأكون قد مر على زواجي عامان، وها أنا بانتظار طفلتي بعد شهر بإذن الله، وإلى الآن أحاول بكل جهدي أن أغير نظرة زوجي للمرأة، وهي أنها يجب أن لا تعمل، وأن لا تتكلم مع الرجال، ولكن أفعل ذلك أحيانا من وراء ظهري، ولكن أقسم أنه من قهري. فقط يجب عليها أن تتنقب، وأنا الآن أكرهه أشد الكره وإلى أبعد الحدود. وفوق هذا لا يجب عليَّ أن أخرج وحدي وكأني بنت صغيرة لا تعرف كيف تتصرف. وأنا أعيش في بلاد الخليج منذ 15 سنة؛ أي أعرف الأماكن أكثر من بلدي، حاولت معه بكل الوسائل.. بالنقاش بالحب بالشجار بكل شيء ولكن لا فائدة، والكل يقول لي: مع الأيام سيتغير، ولكني لا أجد شيئا.
أشعر أني أعيش بلا فائدة، بلا هدف، فقط آكل وأشرب وأنام، تعبت.. حاولت كثيرا أن أشغل نفسي لكن الوحدة تكاد تقتلني، أريد أن أفعل شيئا مفيدا. ملاذي الوحيد هو الجلوس على الإنترنت. لا أجد رغبة في الحديث مع زوجي، وهو يشعر بضيقي لكن لا يفعل شيئا؛ فهو لن يغير أفكاره وأنا التي كنت أعيش مع أهلي بكل الحرية التي أتمناها
.
كثيرا ما أقول في نفسي: ليتني لم أتزوج، لا أدري ما أفعل؟ وليس لي سوى باب ربي، أن أدعو ليل نهار. حتى علاقتي بربي فترت كثيرا بسبب كثرة مشاهدة التلفاز الذي أكرهه.. أرجوك ساعديني، فإني في أمس الحاجة إلى نصحك.
وأرجوك لا تقولي لي: تحاوري مع زوجك، فإن ذلك لن يجدي؛
لأني فعلت ذلك مرارا وتكرارا.. وشكرا.
23/09/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يهتم الموقع والمختصون النفسيون بالمشكلات الاجتماعية لأنها باب واسع للاضطرابات النفسية، فأهلا بك معنا. لن أطلب منك محاورة زوجك الغيور والراعي لك فهو أمر تتمناه الكثير من النساء في وقتنا الحالي. تقبلي القوانين وإن لم تحبيها وانشغلي في التفكير فيما يمكنك عمله ويسعدك ضمن هذه القوانين، مليئة الحياة بالخيارات وحده ضيق الأفق يغيبها عنا.
قد يكون انزعاجك الحالي بسبب الحمل وتغيراته وليس فقط من قوانين زوجك، أليس هو صاحب القوامة والمسؤولية عن بيته وفي مقابل هذه المسؤولية يحق له وضع القوانين، قوانين قد لا نحبها ولكنا نقبلها في جوانب حياتنا المختلفة، عدم حبنا للقوانين لا يعني التحايل عليها ولا الاستسلام للشعور بالقهر.
لماذا لم تطرحي فكرة الطلاق من زوج لا تنسجمين معه، لا أشجعك على الطلاق ولكن أدعوك للتفكير في إيجابيات زوجك والحياة معه بدل التركيز على ما يزعجك منه. لا تندمي على قرار الزواج ولا غيره من الأمور فالندم لا يفيد إلا إن كان من مراحل تغيير ما يزعجنا، ذكرت ندمك ولم تذكري تفكيرك في الطلاق ولا تخدعي نفسك بالقول من أجل الطفلة فتعاسة الأم ستنعكس عليها وكذلك سعادتها مهما كان وضعها.
اهتمي بحالتك النفسية بتعديل طريقة تفكيرك، لست ضحية بل مسؤولة عن اختيارك لزوجك أو مجرد الموافقة عليه، عسر مزاجك هو سبب فتور عباداتك فاعملي على إصلاحه قبل أن يتفاقم. تريدين فعل شيء مفيد في حياتك ولكنك لم تعطينا أمثلة لهذه الأمور، جربي كتابتها في قائمة مفتوحة، أي يمكنك تعديلها بالحذف والإضافة مع الوقت. سيشغلك بالتأكيد وجود الأطفال ولكن رعايتهم قد تكون عبئا عليك إن لم تسارعي بإصلاح صحتك النفسية من خلال إعادة تقييم حياتك مع زوجك بما فيها من سلبيات وإيجابيات، وتذكري أنك مسؤولة عن اختيارك له وكذلك مسؤولة إن أجبت أنك لم تكوني واعية لمواقفه وأفكاره التي تزعجك، تعبنا من تكرار أهمية الخطبة للتعرف على صفات الخاطب، إقرارك بالمسؤولية عن وضعك الحالي سيساعدك أكثر من مجرد الشكوى منه، ابدئي.
دعواتي لك بالسلامة ومولودة صحيحة لطيفة وتفكير سوي يزيدك سعادة.