السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل، جزاك الله خيرا لدي سؤال يؤرقني لاسيما وأنا أم متفرغة لأبنائي، والسؤال هو: كيف نستطيع أن ننمي إحساس الفتاة بدينها وإسلامها لكي تستطيع أن تربي أجيالا صالحة في المستقبل وخصوصا بعد أن فتح المجال للفتيات عبر شاشات الفضائيات والإنترنت
وكيف نقنع أولادنا بأن الفيديو كليب هو مناف لأخلاقنا نحن المسلمين وخصوصا التقليد الواضح من فتياتنا للمطربة الفلانية ويتخذونها قدوة لهم
فكيف السبيل لأن نتخلص من هذه المشكلة الخطيرة؟
31/10/2023
رد المستشار
شكرًا يا "أم عبادة"، أسئلتك صعبة وتحتاج إلى إجابات مطولة لنلم بموضوعاتها الواسعة، ولكن لا بأس من محاولة الاختصار، وتقديم أفكار أولية:
- أعتقد أننا لا نعرف بدقة، ولا ننقل بالتالي لبناتنا وأولادنا شيئا عن الفنون المقبولة، فنحن فقط نكتفي بالاعتراض والنقد، وكانت لي رحلة، ما زالت مستمرة، لمعرفة فنوننا التي اندثرت أو تكاد، ووجدت عجبًا، وأعطيك مثالا واحدًا اكتشفت مثلا وجود فن مذهل يسمى السير الشعبية، ولا أدري هل لديك فكرة عنها أم ماذا؟؟
فن رواية ومشاهدة السير الشعبية شيء ممتع للغاية، ولا يستطيع أحد أن يقول إنه مستورد إطلاقاً، أو أن فيه شيئا مخلا، إنما يحمل، بجانب المتعة، الكثير من المعاني الإيجابية والحماسية، ومثله فن إنشاد المدائح النبوية، وهو ما يزال موجودًا ولو على نطاق ضيق في المغرب، وربما في الشام، وغيرها من فنون كثيرة، آسف أن أقول إنها جميعًا محدودة الانتشار، ولا أريد أن أقول إنها تحتضر ولا تجد من يعتني بها، وينقلها من جيل إلى جيل، ومن منطقة إلى منطقة، وبالتالي فإننا نقع بين مستورد تافه لا يتناسب مع ثقافتنا، وفراغ لا نجد ما نملؤه به، وكأننا أمة بلا تاريخ أو تراث أو فنون، وهذا غير حقيقي بالمرة، ولكنه الأمر الواقع للأسف.
- وما يحدث في مجال الفنون يحدث مثله في التعليم، فمناهجنا ومدارسنا تكاد تكون منفصلة تمامًا عن تاريخنا وأصول ثقافتنا وحقيقة ذاتنا، وفيما يتعلق بالإسلام فإنه ليس فقهًا أو نصوصًا فقط، ولكنه حركة حضارية دائبة عبر قرون لا ندرس عنها في مدارسنا، بل وفي جامعتنا إلا القشور، فقولي لي بربك كيف تثق الفتاة أو تعتز بشيء تجهله أو يقدم لها منه القشور؟؟!!
واقرئي أيضًا:
كفى صراخا: نصرة قضايانا بالكتابة للأطفال!