الآباء والزواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نبعث إليكم أنا وخطيبتي بهذه المشكلة راجين من الله أن تعينونا بحل لها.
خطيبتي في الفرقة الثانية بكلية عملية ولم يقدر الله لها النجاح فيها مرتين من قبل وهي الآن فيها للمرة الثالثة. وكانت خطيبتي عندما ظهرت النتيجة لم تخبر أهلها بها خوفا على أمها ولكنها أخبرت أختها فقط – وهى إنسانة مؤتمنة – . وكانت خطيبتي قررت أن تنجح هذه المرة وتخبرهم عند نجاحها بحقيقة أنها لم تنجح العام الماضي.
مما يعني أنهم يظنون أنها في الفرقة الثالثة الآن والعام القادم في الفرقة الرابعة والنهائية.
ثم جئت أنا وخطبتها وقد أخبرتني في أول لقاء للتعارف بيننا وقبل كل شيء بهذا الأمر.
وعند الاتفاق بحضور الرجال بين أبي ووالد خطيبتي كان شرطه الوحيد أن تنهي الدراسة قبل الزواج وتكلم أبي على أنه بعد عامين بغض النظر عن الإنهاء لكن والدها أعاد نفس كلامه –لا زواج إلا بعد الدراسة- وقام والدي بإعادة كلامه هو الآخر وترك الموضوع غير محسوم.
فنحن الآن في حيرة؟؟؟
ماذا نفعل أتخبرهم خطيبتي بعد نجاها هذا العام بهذا الأمر أم لا تخبرهم وبعد الزواج تكمل السنة الباقية؟؟
لكن الحل الأول له نقاط ضعف:
1- أننا نخاف أن يرفض والدها إتمام الزواج قبل إنهاء الدراسة
2- أو يوافق وهو مضغوط وتحت حرج للكلام الذي تكلم فيه مع والدي وهو بعد عامين
3- وعند سؤال خطيبتي - وهي تعرف أباها جيدا – عن ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم قالت أنها لا تضمن رد فعله.
وخطيبتي قالت لي: أنها لا تريد حدوث أي مشاكل طوال فترة الخطبة.
فماذا نفعل؟؟
علما بأننا نريد أن نعقد هذا الصيف- نكتب الكتاب - وهذا أيضا فيه معارضة من أهلها –بعد أن جست هي نبضهم في هذا الأمر وقالت أمها لها إن أبيك لن يوافق لأنه يخاف على دراستك –
ولو نصحتمونا بأن نخبرهم بالحقيقة . هل تنصحون بأن تخبرهم خطيبتي بأني أعرف قبل الخطبة أم لا؟؟
أفيدونا مأجورين
وجزاكم الله خيرا.
03/05/2005
رد المستشار
تحية طيبة
قرأت الرسالة ومن وجهة نظري أرى القيام بما يأتي:
أولا أن تعتذر الطالبة لأسرتها على هذا الموقف وتطلب مسامحتهم، وتذكر الحقيقة وتندم على هذا التصرف
ثانيا: بالنسبة مسألة الزواج فإن الله ييسر لذلك ما دام الإنسان صادقا مع نفسه والآخرين (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) أنا لا أعرف الأسباب التي دعت إلى إخفاء الحقيقة ومبررات ذلك، ولكن أقول مهما كان السبب، ففي نهاية الأمر سوف تعرف الأسرة أن ابنتهم لديها سنة تأخير في الدراسة لأن مدة الدراسة محدودة ومعروفة
ثالثا: الإنسان حينما يكذب وخاصة الزوجة -والحياة الزوجية يفترض أن تكون مدتها طويلة- فإذا بدأت بكذبة سوف تبقى الريبة والشك تلازم الزوج لأي موقف قد يكون طبيعيا ولكن أفكار الزوج تذهب به بعيدا إلى الكذبة التي كذبتها على والديها ويقول كذبت كما كذبت أول مرة.
عموما إذا قُدِّرَ للحياة الزوجية أن تبنى على الصدق فإن الطرفين سيعيشان بحالة من الأمان ويشعر كل منهم بأن ليس هناك طرف يخفي عن الآخر وليس هناك مكان للكذب.
أما مشروعية الكذب فهو له باب واحد يسمح حينما تكون هناك خلافات بين اثنين زوج وزوجة ونريد أن نقرب من حالة النفور نذكر للزوج أن الزوجة تذكرك خيرا وتشيد بك وتكن لك المحبة أو بالعكس ماعدا ذلك فإن الكذب مرفوض تماما.
أرجو من الخطيب أن يطلب من خطيبته مصارحة أهلها وأعتقد أنه ستكبر خطيبته بعينه لأنها أولا اعترفت بالذنب والاعتراف بالذنب فضيلة، وقد حاول الخطيب أن يقاسمها قلق هذه المشكلة لأنها بنظره غالية عليه وبالتالي ستشعر بالأمان
وثانيا أنها اقتنعت برأيه وسمعت نصيحته وهذا يوطد العلاقة الزوجية في مواجهة المشكلات مستقبلا من خلال تبادل الآراء والأخذ بالأصلح
وثالثا سيشعر أنه تزوج امرأة صادقة لذا أكرر وأقول ليس الحل سوى ذكر الحقيقة، أنا متأكد أن الأسرة ستغضب من هذا التصرف ولكن أرجو أن تذكر السبب الحقيقي لإخفاء موضوع رسوبها وليس كذبة أخرى يبرر بها سبب الرسوب وأقول مرة أخرى (النجاة في الصدق) لأنه سيجعلنا أمام مشكلة واحدة يمكن تحجيمها وتحديدها أما إذا كذب الإنسان فهو من البداية يوقع نفسه بسلسلة من المشاكل لا تحل ولا تنتهي
والله الموفق