السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري ٢٩ عام... بدأت قبل سنتين تقريبا بتعاطي الكبتاجون... ولم أكن أعاني من أي مشاكل أسرية، مادية، اجتماعية، ولكن أخذتها من باب حب التجربة وأتذكر وقتها أنه أعطاني شعور كبير في السعادة وطاقة للعمل أكثر.
عندما قرأت عن مخاطره في المدى البعيد أدركت حجم الخطورة... حاولت تركه قبل ثلاث أشهر وكل مرة كنت أفشل... لدي رغبة شديدة في تركه... ولدي العزيمة بإذن الله ولكن بعض الأعراض التي أواجهها في كل مرة؛ كثرة النوم، عدم القدرة على عمل شيء أغلب الأوقات، مزاج سيئ، عدم التركيز أثناء العمل
وأريد ما يساعدني على تخفيف هذه الأعراض وخاصة أثناء ممارسة العمل علما أنني أعمل "مدخل بيانات" قسم المبيعات وأحتاج التركيز وعدم تشتت... بالإضافة إلى زواجي بعد عيد الفطر إن شاء الله... وحاولت الوصول إلى مراكز علاج الإدمان وجميعها خارج المحافظة التي أسكن فيها...
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويهديني في هذا الشهر الفضيل.
وأذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس..."
21/3/2024
رد المستشار
عزيزى "عمر"، أهلا بك في موقع مجانين دوت كوم، وأشكرك على ثقتك فينا وعلى شجاعتك في مواجهة تحدي تعاطي الكبتاجون.
فهمت من استشارتك أنك تعاني من بعض الأعراض السلبية عند محاولتك التوقف عن تعاطيه، مثل زيادة النوم، وعدم القدرة على القيام بأنشطة معينة، والمزاج السيئ، وضعف التركيز أثناء العمل. ولكن عليك أن تدرك أن ترك التعاطي يمكن أن يكون تحديًا صعبًا، ولكنه ليس مستحيلًا. وأنصحك بالإسراع في الحصول على الدعم المناسب والمساعدة المتاحة لك. وإليك بعض الخطوات التي يمكنك العمل بها:
أولا أن تطلب المساعدة المهنية وذلك من خلال البحث عن مراكز علاج الإدمان في المناطق القريبة منك، فقد تتوفر بها خدمات العلاج والدعم للأشخاص الذين يرغبون في التوقف عن تعاطي المخدرات ويمكن لفريق متخصص مساعدتك في تطوير خطة علاج شخصية وتوفير الدعم النفسي والعلاج اللازم لحالتك.
ثانيا أن تبحث عن الدعم المجتمعي فقد تكون هناك مجموعات دعم محلية تركز على الإدمان وتوفر البيئة الآمنة للتحدث عن تجاربك والحصول على الدعم من الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة وللعلم فإن للدعم المجتمعي تأثير قوي في تعزيز قدرتك على التغلب على التحديات.
ثالثا أن تعتني بنفسك وذلك من خلال الاعتناء بصحتك العامة كممارسة النشاط البدني المنتظم والتغذية السليمة والنوم الجيد، وقد يكون من المفيد لك أيضًا البحث عن تقنيات الاسترخاء والتأمل والتي تساعد في تخفيف التوتر عنك وزيادة تركيزك وسيطرتك على اندفاعاتك ورغباتك. رابعا أن تبحث عن الدعم الاجتماعي وذلك من خلال الحصول على دعم من الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يدعمون رغبتك في التوقف عن التعاطي، وقد يكون من الضروري أيضًا تجنب المواقف والأشخاص الذين يشجعون أو يؤثرون سلبًا على قرارك.
ويسعدني أيضا أن أقدم لك بعض النصائح للتعامل مع الأعراض السلبية التي تشعر بها عند محاولة التوقف عن تعاطي الكبتاجون، لذا إليك بعض النصائح التي قد تساعدك منها الالتزام بالتوقف عن التعاطي مع ثبات موقفك وتذكر أن التوقف عن التعاطي يتطلب قوة إرادة كبيرة وقد يكون مصحوبًا بصعوبات، لذا حافظ على العزيمة والتصميم القوي للتغلب على هذه الصعوبات والاستمرار في الالتزام بقرارك. ومنها أيضا البحث عن طرق تخفيف الأعراض فهناك بعض التقنيات والأساليب التي يمكن أن تخفف من الأعراض السلبية التي تشعر بها مثل، ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة فيمكن أن تساعدك في زيادة مستويات الطاقة وتحسين المزاج، وكذلك تجربة التقنيات التأملية والاسترخاء يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل التوتر. وأيضا أن تدعم نفسك بشكل صحي لذا يجب عليك الاهتمام بصحتك العامة، وأن تحافظ على نمط حياة صحي ومتوازن من خلال تناول الطعام الصحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بانتظام، فهذه العوامل قد تساعد في تعزيز الشعور بالعافية العامة وتقليل الأعراض السلبية.
وكذلك أن تحصل على الدعم الاجتماعي فلا تتردد في البحث عن الدعم من الأشخاص المقربين لك، سواء كانوا أصدقاء أو أفراد عائلتك حيث تشاركهم تحدياتك وتطلب منهم الدعم والتشجيع، وقد يكون من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات دعم للأشخاص الذين يحاولون التوقف عن التعاطي، حيث يمكنك تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين. وأخيرا عليك بالابتعاد عن المحفزات التي تعيدك للتعاطي: فتحاول تجنب المواقف والأشخاص الذين يمكن أن يساعدوا في استثارة رغبتك في التعاطي، وقد يكون من الضروري إجراء تغييرات في البيئة المحيطة بك للتقليل من المحفزات التي تعيدك لتعاطي الكبتاجون مرة أخرى مع الاستعانة بالمهنيين المتخصصين وعليك أن لا تتردد في طلب المساعدة من المهنيين المتخصصين في مجال الإدمان حيث أن لديهم الخبرة والمعرفة في التعامل مع مثل هذه المشاكل، وأعلم أن هذا التحدي صعب، ولكن بالعزيمة والدعم المناسب، يمكنك تحقيق التوقف عن تعاطي الكبتاجون وبناء حياة صحية ومستقرة.
واعلم أننا هنا لدعمك وتقديم المساعدة والمشورة لك مع نصحي بملاحظة أنه من المهم أن تستشير محترفي الصحة المؤهلين لتقييم حالتك بدقة وتوصف خطة علاج مناسبة لك، ذلك مما يمكنهم من تقديم المشورة الشخصية والدعم بناءً على حالتك الخاصة.
أتمنى لك التوفيق في رحلتك نحو الشفاء والتعافي. مع أطيب الأمنيات
واقرأ أيضًا:
إدمان الكبتاجون
إساءة استعمال الكبتاجون!
الكبتاجون: فقدان التلذذ يعرفه المدمنون!
التعليق: أخي الشاب، إعلم بأنك لن تنجو من الوساوس التي تأمرك إلى المعاصي و المخدرات إلا بذكر الله تعالى وإقامة الصلاة قال ربنا سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)} [الأحزاب : 41-43] و قال عن الصلاة: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت : 45] فالذي خلق القلب والعقل هو الله سبحانه وتعالى، وهو الذي أرشدنا إلى العلاج، فمن ترك العلاج الذي دل عليه خالقه و ربه فأي دواء سينفعه؟ وأي طبيب يخلصه من كربه؟ لا إله إلا الله، فعليك يا أخي الفاضل بالتحصن بالأوراد صباحا ومساء وقبل النوم وعقب الصلوات المكتوبة من كتاب "حصن المسلم" ففيها قوة عظيمة للتخلص من الذنوب والمعاصي والإدمان بإذن الله، و كلما كان إيمانك أقوى، و أنقى من الذنوب سوف تتخلص من إدمامك وإنحراف بشكل أسرع، لكن لا تترك الأوراد والتحصينات الصباح والمساء وقبل النوم حت لا ترجع إلى سابق عهدك.