أخيرا.. كنت أنتظر الساعة الثامنة مساء بفارغ الصبر حتى أتمكن من عرض مشكلتي عليكم؛ لأن هذه المشكلة تكاد تقتلني. أنا أسمع منذ صغري مقولة إن لكل داء دواء. ولكل مشكلة حل، ولكن مشكلتي ليس لها حل.
أولا، مشكلتي بدأت عند البلوغ عندما كنت أمارس العادة السرية بالضغط على العضو الأنثوي أحيانا من الأعلى وأحيانا من الأسفل، وعندما كبرت توقفت عن هذه العادة السيئة، ولكنني قررت الذهاب إلى طبيبة مختصة حتى أطمئن وأنتهي من هذا الكابوس الذي صنعتموه لنا أيها الأطباء، وفيما يلي سأبين سبب اتهامي هذا.
"اطمئني فغشاؤك من النوع السميك جدا، تزوجي ولا تفكري بأي مشاكل" .. هذا كان كلام الاستشارية التي قامت بفحصي وأخبرتني أن الغشاء بالداخل وليس خارجيا كما تظنين، علما أن هذه الاستشارية من أشهر الأطباء في بلدنا.
بعد ذلك نسيت الأمر وعشت حياتي مرتاحة البال، ولكن في إحدى الليالي جنيت على نفسي عندما قمت بممارسة العادة مرة أخرى بالضغط السطحي ومن فوق الملابس القطنية، ولكن لم يدخل شيء أبدا.. فمستحيل أن يدخل شيء من فوق الملابس.
المهم بعد هذا وبعد ساعة واحدة وجدت خيطا من الدم، لم أستطع تمالك نفسي وقتها فدخلت في نوبة بكاء طويلة جدا، وفي صباح اليوم التالي نزلت إفرازات وردية أخرى فدخلت في نوبة بكاء شديدة مرة أخرى.
وللعلم فإني كنت قد انتهيت من الدورة قبل 3 أيام من الحادثة فقررت الذهاب إلى طبيبة أخرى بعد أن اشتد الحزن، ولم أجد مفرًّا غير ذلك.
ذهبت إلى طبيبة أخرى وهنا بدأت المصيبة.. كان كلامها مخيفا وغريبا ولا يبدو لي أنها قادرة على إعطائي جوابا صريحا؛ فقالت لي بعد أن أخبرتها القصة، وبعد الكشف: لا أعتقد أن الغشاء موجود فقد تنزفين وقد لا تنزفين ليلة الدخلة، ثم عادت وقالت إنه يوجد شي بسيط من الغشاء، وقد يكون غشاؤك بهذا الشكل خلقيا.
ما هذا التشتيت؟ الدكتورة الأولى قالت إن غشائي سميك، والغشاء السميك لا يفض بمثل هذا الضغط البسيط، والأخرى شتتني بكلام مخيف.
هل المسألة صعبة إلى هذه الدرجة؛ حيث إن الأطباء أنفسهم غير قادرين على التحقق وإعطاء الجواب الصريح، وبدلا من أن أرتاح دخلت في دوامة مخيفة بسببهم، وإن كانت المسألة صعبة ومعقدة إلى هذه الدرجة فكيف تسمحون لشيء كهذا بأن يكون أساسا للعذرية؟
وأنتم يا معشر الأطباء، لماذا لا تتخذون موقفا صريحا من هذا الأمر الذي يكون سببا في تعاسة آلاف من الفتيات من غير ذنب إلا أنهن ضحايا رغباتهن الجسدية، والتي تكون في كثير من الأحيان رغما عنهن، أو أنهن تعرضن لحوادث، أو لأن الغشاء يكون مطاطيا، أو ليس لأحد هذه الأسباب؛ فأنا أعرف أكثر من فتاة تزوجت ولم ينزل دم وبعضهن ينزل الدم منهن في اليوم الثالث والرابع؟
ما هذا الذي يحدث.. والله حرام أن تضعوا الفتيات تحت سيطرة أمر كهذا، أهي مسألة حظ أم ماذا؟ أكاد أجن فالأفكار تتضارب في رأسي، وأنا ماذا أفعل الآن ماذا تشيرون علي بعد ما قلت لكم؟ لا تقولوا لي اذهبي إلى طبيبة أخرى فهي ستضعني في دوامة أخرى ولا تقولوا اذهبي إلى طبيب شرعي فذلك يعني الدخول في متاعب التحقيق والفضائح ونحن نريد الستر من جراء هذا الفحص.
ماذا أفعل؟ كيف أرتاح؟ أنا لا أنام الليل من كثرة التفكير.
وسؤال أخير: كيف يكون الغشاء السميك؟ هل يكون جزء كبير منه إلى الداخل؟
والبنت التي تفقد عذريتها هل يزول الغشاء كاملا؟ أم أن هناك بقايا يمكن رؤيتها؟ وهل تكون واضحة؟
22/3/2024
رد المستشار
الأخت المتعبة.
أشعر بما تعانينه، وإن كنت لست معك في الوهم والحيرة اللتين سقطت فيهما، وسأقول لك لماذا تتضارب أقوال الأطباء في ذلك الموضوع من واقع عملي، ومن خلال متابعتي للحالات المتكررة من الفتيات اللاتي يترددن عليّ بحكم ذلك العمل.
صديقتي العزيزة.
أولا: يجب أن تعرفي جيدا، وتعرف جميع الفتيات كذلك أن الله عز وجل لم يخلق ذلك الغشاء عيبا أو عبئا على بنات آدم، أو لكي تعيش الفتيات في عذاب وحيرة وتلعن اليوم الذي ولدت فيه؛ فالله أرحم وأحكم من أن ينسب إليه تلك التفسيرات العبثية، ومن ذلك الواقع الذي تعيش فيه بعض الفتيات.
والآن.. لماذا خلق الله ذلك الغشاء؟ وما الحكمة من وجوده؟
يتكون الغشاء في الجنين الأنثى خلال المراحل المبكرة لتكوين الجنين داخل الرحم، ويشترك منشؤه مع منشأ الجهاز البولي والتناسلي.. فيتكون الخمس الأخير من قناة المهبل والغشاء مع الجزء الأخير للمستقيم وفتحة الشرج من نفس المنشأ، بينما يتكون الجزء الأعلى للمهبل والرحم وعنق الرحم وقنوات المبيض والجهاز البولي من منشأ آخر.
ويكون الغشاء وفتحة الشرج في بداية التكوين مسمطين، أي ليس بهما فتحات، ثم يحدث تكوين فتحة بداخل الشرج والغشاء بعد تمام التكوين، بحيث تستطيع محتويات تلك القنوات من براز وإفرازات للرحم الخروج من خلال تلك الفتحات.
كل ذلك يتم في الجنين الأنثى ولم يتعد عمره الأشهر الثلاثة من الحمل.. وقد لا يحدث تكوين تلك الفتحات في أثناء نمو الجنين، فتولد الفتاة والغشاء مقفول تماما بحيث لا يمر الدم عند البلوغ من الرحم إلى الخارج، ويتخزن بداخل البطن مسببا آلاما والتهابات قد تودي بحياة الفتاة إذا لم يحدث تدخل جراحي سريع.
ولا توجد فتاة تولد بغير غشاء بكارة فقط وجميع أجهزتها الأخرى سليمة بلا تشوهات خلقية أخرى، كما أن الله تعالى وفر من الإمكانيات التشريحية للأنثى ما يساعدها على الحفاظ على ذلك الغشاء الذي يرمز للعفة.. وإن كان بالطبع ليس دليلا وحيدا على العفة.
فالغشاء على بعد 2 سم تقريبا من سطح الجلد، ويغطيه الشفران الصغيران والكبيران من الخارج، كما أن المهبل ليس على شكل أسطوانة مفرغة أو أنبوبة ولكن الجدار الأمامي والخلفي للمهبل منطبقان تماما طول الوقت، بحيث لا يفتح إلا عند دخول شيء من الخارج، كالمنظار المهبلي أو العضو الذكري، أو أي شيء صلب، أو من الداخل كالدم والإفرازات الرحمية.
إذن الغشاء محاط بكل الوسائل التي لا تسمح بتمزقه إلا عند أول لقاء للزوج بزوجته.
ونأتي الآن للسؤال الملح.. لماذا يوجد الغشاء في الإناث؟
لأن الفتاة هي رمز العفة داخل المجتمع، وهي التي تستطيع أن ترد الشاب بما حباها الله من مقومات طبيعية، وما تحمله من خلق وقيم وتربية، ولذلك جعل الشرع للبكر حقوقا عند الزواج غير الثيب، وجعل لها مكانة في قلب الزوج أو الرجل تجعله يسعى للزواج منها.. فالغشاء تاج يعلن أن تلك الفتاة لم يطأها رجل ولم تمس.. وقد كانت النساء قديما تتزوج دون وجود أي مشاكل أو شك في عذريتها.
ولكن ثقافة المجتمع التي كثفت من الضغوط على الفتاة لإقناعها بالخطر المترتب على فقدان الغشاء، جعل النساء المحنكات يخترعن الدخول مع العروس ليلة الدخلة لفض الغشاء عن طريق الإصبع، وبصورة صارخة تجرح جدار المهبل والجلد للحصول على أكبر كمية من الدم لإقناع الزوج أن زوجته عذراء.
وبالتالي أصبحت الفتاة التي لا تخرج منها كل هذه الدماء ليلة الدخلة موضع شك وريبة، مع أن الغشاء يمر خلاله القليل من الأوعية الدموية التي تجعل الدم المفقود منه في أثناء الفض قليلا جدا.
إن المجتمع هو الذي جعل تلك الخرافات تحكم حياة الفتاة، وهو أيضا الذي يحاول أن يهون من ذلك الغشاء في الفترة الأخيرة وينادي بعدم أهميته، والإقرار بحق الفتاة في أن تلهو وتعبث بلا ضوابط؛ لأنها مثل الرجل من حقها أن تستمتع.. والكثير من الكلام المغلوط.
يا صديقتي الحبيبة، لا داعي أن تلجئي لمن يثبت لك عذريتك؛ لأن الأطباء يخافون أن يخبروا الفتاة بعذريتها أو عدمها، خاصة أن الفتاة تحضر للعيادة بمفردها ولا تحكي غالبا الحقيقة بل أغلب الفتيات تذكر أنها "هرشت أو وقعت أو شطاف المياه كان شديدا"، والقليل منهن اللاتي يروين ما حدث بالفعل.
بالتالي يخاف الطبيب أن يعطي جوابا قاطعا يسأل عنه فيما بعد، وأغلب الأطباء لا يستطيع البت في وجود الغشاء من عدمه فلا يستطيع إلا طبيب نساء حاذق أو طبيب شرعي.. ولكني أقول لك ولكل فتاة وبكامل المسئولية إذا لم يدخل شيء صلب من خلال الفتحة بقوة وبضغط شديد فلن يتمزق الغشاء أيا كان نوعه.
وقد يتمزق الغشاء من أول مرة، أو بعد تكرار عدة محاولات.. وغالبا يصاحب ذلك الإيلاج أو دخول ذلك الشيء الغليظ الصلب ألم ونزول بعض قطرات الدم الصغيرة.
أما بالنسبة للعادة السرية، فغالبا ما تمارسها الفتاة عن طريق إثارة البظر والشفرين بعيدا عن فتحة الغشاء، وعن طريق الاحتكاك أو التدليك، وهذا لا يسبب مطلقا أي تمزق للغشاء.
يا صديقتي..
أنصحك ألا تزوري أي طبيب إن كان ما رويته صدقا ولا تنزعجي من تلك المياه التي رأيتها، فغالبا هي بقايا للدورة الشهرية، واخرجي من تلك الوساوس باختلاطك بالمجتمع وشغل وقت فراغك وتنمية شخصيتك، وثقي أن الله كريم وذو فضل فالجئي إليه، واطلبي منه الزوج الصالح والحياة السعيدة.. والله يكفيك شر ما تخافين ويقر عين زوجك بك.
إن الأمر أهون من تلك التعقيدات إذا عرفت الفتاة التشريح العلمي لأجهزتها وكيفية العناية بها، وكيف تحافظ على عفتها وتبعد قدر ما تستطيع عما يثير شهوتها.. كفاك الله شر نفسك ورزقك الزوج الصالح.
واقرئي أيضًا:
غشاء البكارة
وسواس قهري البكارة: وسواس الغشاء