ريد أن أهرب ولكن إلى أين؟ م14
أحد أهم المشاكل التي تقف في طريقي
أعلم أنه يجب أن أساعد نفسي في تجاوز مشكلتي هذه لكني قررت أن أرسلها للموقع لعلي أجد تعليقا يساعدني قليلا في ذلك
أحد أهم المشاكل التي تواجهني في حياتي يا دكتور هي مشكلة الخوف من الامتحانات بالتحديد الخوف من الرسوب، رغم أنني أنهيت كلية الطب إلا أنني أنهيتها بصعوبة وبمعدل جيد بالكاد وهو ليس بالتقدير الحسن، أعدت سنة من السنوات في الكلية.
من أهم المشاكل التي واجهتني في هذه الكلية كانت الرعب فترة الامتحانات والدخول في حلقة مفرغة لو مثلا كان قبل الامتحان شهر فأنا أتوتر جدا وحتى لو كنت محضرة جيدا أو على نحو معقول ولدي وقت لكي أرمم ما بقي لي طوال السنة فأنا أدخل في حلقة مفرغة "لن أنجح - سأرسب - زملائي حضروا أفضل مني" فأكون كالتي نقضت غزلها، وأسارع لتأجيل المادة أو أتوقف عن المراجعة وأقول لا فائدة ليس هناك أمل وأدخل الامتحان لا أتذكر شيئا لعدم المراجعة أو لا أذاكر الجزء الثاني من الامتحان لأنه "لا فائدة" فأرسب حتى لو تبين أنني أديت جيدا في الجزء الأول!
وأدخل الدور التاني وأنجح بسهولة لأنه الآن لدي وقت كبير يتسنى لي الدراسة وإعادة المادة دون ضغط خصوصا وأنني لدي فكرة مسبقة عنها، رغم أن من نجحوا لم يحضروا أفضل مني طوال السنة.. حضروا أفضل فترة الامتحان بسبب الدوامة التي أدخل بها كل مرة كما وضحت لك.. قد تتساءل يا دكتور لماذا أقول هذه القصة الآن بعد التخرج الإجابة لأن امتحانات الطب لا تنتهي.. كنت أدرس لمعادلة للبحث عن وظيفة طبيب مقيم في بلد عربي
فرص القبول عامة قليلة جدا لكن قلت لا ضير من المحاولة فدرست للامتحان وقلت في البداية سأدخل الامتحان يوم كذا ثم عندما لم أنهي الدراسة المطلوبة أجلته لآخر يوم متاح
دفعت جزءا من الرسوم المطلوبة وصدمت عند معرفتي أن هناك رسوما أخرى، قلت في نفسي لمَ أقوم بدفع هذا المبلغ كله إن كان القبول غير مضمون؟؟ قلت لأهلي لا أرغب بدخول الامتحان بسبب التكلفة رغم أننا دفعنا القسط الأول ولم أدخل فعلا.. وليتني دخلت فقد سمعت ممن دخلوا الامتحان أنه جاء مما درسته... كل مرة هكذا من أيام الكلية، مفترضة الفشل قبل وقوعه.. يتكرر السيناريو
يا دكتور سأقول ما مر بقرارة نفسي وقتها. فكرت أنني درست لهذا الامتحان لكن ليست دراسة قوية دراسة بحسب قدرتي دون أن أضغط نفسي إلى جانب ممارسة حياة طبيعية، وقلت إن لم أنجح في هذا الامتحان أي المعادلة العربية هذه ستنهار معنوياتي تماما في بداية مسيرتي المهنية وسيزداد عدم إيماني بنفسي أشواطا وأشواطا وأهلي أيضا قد ملوا مني بصراحة رغم أنهم متعاونون إلا أن كثرة تأجيلي ورسوبي جعلتهم لا يثقوا بي أيضا حتى ولو لم يفصحوا علنا فأنا أحس بذلك تخبطي في القرارات قلت لو فشلت هذه المرة كيف ستكون ردة فعلهم؟!! ناهيك يا دكتور عن المبلغ المالي سأفاقم خسارتي له، قد تبدو كلها ذرائع واهية لكنها ما يدور في عقلي قبيل كل امتحان
ما حدث كان العكس تندمت أشد الندم على عدم دخول الامتحان لو كنت نجحت كان سيرفع من معنوياتي على الأقل وربما يزود رصيدي بكوني أؤمن أنني لست بأقل من زملائي ولا شيء.. رعب، خوف، يأس، إحباط، تقليل من النفس، الشعور أنني أقل من زملائي، هذا هو الشعور المسيطر علي
عقبة كأداء أمامي وأمام تحقيقي تقدما أرغب به نابعة من انخفاض ثقتي بنفسي وتشكيكي بها اسمها الامتحانات ارتعب منها رعبا، ولا أجد سبيلا سوى الهروب بأشكاله من الرسوب والفشل، قلت لن أكرر نفسي بعد الكلية فقد عرفت الخطأ لكن ها أنا أكرر!! يعني لكي ألخص لم أدخل الامتحان لخليط من الأسباب أولا أنني شعرت أنه مرتفع الثمن ووضعي صعب مادي كما أن نسبة القبول للوظيفة قليلة جدا جدا ثانيا الخوف من الفشل في الامتحان.
أشعر أن هربي المستمر من أي تحدي أو امتحان أصبح عادة مخي تبرمج عليها! كيف أتحداها كيف أكسر حاجز الرعب المستمر من الامتحانات لدرجة اللجوء للهرب منها، شخصيتي مترددة متذبذبة.. دائما أركض للمضمون فالنجاح في الدور الثاني شبه مضمون لمن يذاكر لأن الوقت كبير أما أي امتحان مادة فهناك نسبة إمكانية رسوب لأن الامتحانات لا تكون بسيطة وعادة بها تحدي.. لا أعرف كيف أسيطر على الخوف من الفشل والهرب من المغامرة الضرورية للتقدم المشكلة أنني أفكر أنه لم يسبق لي أن اختبرت نفسي فعليا ولا مرنت نفسي على ضغط الامتحانات مما يزيد من قلقي
فيما يتعلق بالأعراض النفسية لا أعاني الكثير أحيانا أفقد الشهية بسبب الإحباط الذي لدي أو أضرب نفسي في ساعات غضب وشعور بالحسرة والإحباط أو أصرخ في المخدة لكي أنفس عما بداخلي دون إزعاج أحد.
نفسي تتحقق أمنيتي وأقدر أتجاوز رعب الامتحانات هذا وأؤمن بعمق أنني لست أقل من أحد لأنها عبارة أكتبها الآن لكنني أشك بها.
هدفي أن أصير طبيبة مؤهلة لكن ساعات كثيرة لا أؤمن بنفسي.
27/3/2024
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
بياناتك الشخصية تشير إلى أنك طبيبة مع وقف التنفيذ ولا أعلم إن كان ذلك يعني أنك تمارسين أو لا تمترسين المهنة. تخرجت من الجامعة وحان الوقت الآن أن تخرجي من نمط طالبة وامتحانات إلى نمط العمل. بدلا من التفكير مجدداً بامتحانات معادلة شهادتك أو غيرها عليك بممارسة المهنة ومع الممارسة تصبح الامتحانات سهلة جدا والغالبية العظمى من معلومات الطبيب بعد التخرج هي من الممارسة وليست من قراءة كتب، وهذا ما تستند عليه فعلاً الامتحانات الطبية بعد التخرج.
لا يوجد إنسان لا يعاني من خوف ورهاب من الامتحانات وما يجب أن يضع نصب عينيه هو أداء الامتحان في وقته. إذا كان الإنسان لا يقوى على النجاح في امتحان ما بسبب عدم كفاية الوقت للمراجعة والدراسة فهو بصراحة يفتقد الثقة بنفسه وهو في المهنة الخطأ.
لا يوجد أمامك سوى التوقف عن تأجيل الامتحانات والقبول بأن الخوف من الامتحان أمر طبيعي ويشكل جزءً لا يتجزأ من الامتحان نفسه.
لا تحتاجين إلى عقار أو معالج نفساني وإنما تحتاجين إلى العزيمة الذاتية وهذه تحت سيطرتك أنت فقط.
وفقك الله.
ويتبع >>>>: أريد أن أهرب ولكن إلى أين؟ العصاب والاستقطاب م16