بصراحة لا أعرف ما الذي عليَّ كتابته بالضبط؛ فأفكاري مبعثرة؛ فعذرا إذا لم أستطع أن أوصل ما أريده.
أنا فتاة في الـ 17 من عمري، من عرب 48، تعرفت من خلال الإنترنت على شخص من الضفة، وأحببته بحق، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل علاقتنا، إلا أنها دامت 3 سنوات تقريبا، عرفته وأنا الآن على مشارف البدء بالصف الثالث الثانوي.
أخبرته بأنني أريد الانفصال عنه؛ فهو من المستحيل أن يكون زوجي؛ نظرا للظروف الأمنية، وهذا الشاب بخلاف كونه من الضفة الغربية فقد اعتقل ذات مرة؛ وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة، كما أن أهلي لن يوافقوا عليه أبدا.
علاقتي بهذا الشاب لا تتعدى شاشة الحاسوب، وحتى صورة لي لم أرسل إليه، مع أنه يصر عليَّ في ذلك إلا أني أخاف، وحتى مقابلته لمرة واحدة رفضتها، والآن أريد الانفصال عنه، إلا أنه يحبني كثيرا، وأشعر أنه قد يضيع من غيري، كما أني أيضا أحبه، ولا أعرف كيف أنساه، ولا حتى كيف أجعله يتوقف عن إرسال الرسائل لي.
وأول شيء كان يدفعني لترك هذا الشاب هو مخافة الله؛ فأنا لست سيئة بل على العكس أخاف الله كثيرا، ولكنني أحبه وبشدة.. ماذا أفعل كي أنساه وأنشغل بدراستي؟ فأنا على وشك البدء بآخر سنة دراسية لي، لا أريد أن أظلمه أو أعذبه فأنا أحبه أرجوكم ساعدوني.
أعاني مشكلة أخرى هي الفراغ وفتور الهمة، وأود أن أسألكم عن شيء آخر، وهو أساليب الدعوة في المرحلة الثانوية لباقي الطلاب.. ألم أقل لك إنني لست سيئة؟
أعرف أني أطلت عليك، وأن أفكاري مبعثرة، إلا أنني أثق فيكم، وجزاكم الله كل خير.
15/6/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لنحدد مواضيع سطورك كي يسهل تناولها، تريدين الانفصال عنه وتخشين عليه من أثر هذا الانفصال، ولتعلقك به أيضا تريدين وصفة للنسيان والالتفات لما هو مهم وجاد في حياتك، وتعانين من الفراغ وفتور الهمة، وترغبين في الاطلاع على أساليب الدعوة للمراهقة المتأخرة.
بداية أشكرك على ثقتك، وأسأل الله أن يجعلني أهلا لها.
وكما تعرفين بما لديك من مستوى نضج واضح ألا أمل أمامكما للارتباط الرسمي، لا بد أنك تعرفين أيضا ألا أحد يموت من خسارة محبوب أو صديق، قد يتألم ويحزن ولكن لفترة عابرة وثم تستمر الحياة ويتجدد الأمل في اتجاه آخر؛ فلا تخشي عليه من تنفيذ قرار العقل بعدم تعذيب القلب بأهواء وآمال لا مجال لتحقيقها، واعلمي أن كلما كان الانفصال أسرع كان كذلك تجاوز التعلق والتنعم بضلال النسيان للطرفين.
أبسط طريقة لوقف علاقة على شبكة الإنترنت بعد إعلان رغبتك هي تغيير العنوان وهكذا تنتفي سبل التواصل حتى وإن كان من خلال أحد المنتديات أو ما شابه، وقد يكون من المفيد الابتعاد قليلا عن الكمبيوتر إلا لضرورة ولوقت قصير لا يسمح لأهواء النفس بالنفاذ، وبعدها تبدأ عملية النسيان وهي ببساطة عكس الخطوات التي اتبعتها للتعلق.
هل تذكرين كيف تعلقت به، يبدأ الأمر عادة بالألفة والتعود ثم بانشغال الفكر وينتهي به، وهذه هي طريقة النسيان أي التخلص من الألفة والتعود وإشغال الفكر بحقيقة المميزات التي بناء عليها قد تعلقنا بالطرف الآخر، وكلما قل التعامل زاد صفاء الذهن والموضوعية في التفكير، وبعد مرور قليل من الوقت سينشغل الفكر بتحليل أمور تعنيه وتشغله في الحياة أكثر من أمور مضت، وهنا تأتي الخطوة التالية وهي زيادة العبء الملقى على الفكر فيستغل كل طاقاته في مواجهة التحديات الجديدة، لا تتصورين أنك ستدرسين بعد زيادة دافعك فهي ستزداد بطريقة أسرع لو بدأت الدراسة بالفعل.
إن كان لديك فراغ حقا فاستثمريه في أبوابه الصحيحة وما أكثر المحتاجين للدعم النفسي من المكلومين حولك في المجتمع منهم أقارب ومسنون وأيتام، لو أعملت فكرك بهم وأعطيتهم بعض وقتك لنجحت في استثمار ما يتبقى بعد دراستك.
عزيزتي إن ارتكاب الأخطاء أمر مبتلى به كل البشر؛ لذا يسر الله لنا كفارات الذنوب. وارتكاب ذنب لا يجعل الإنسان سيئا، ولكن ما يجعله كذلك هو إصراره على هذا الذنب أو الخطأ؛ لذا يجب ألا نصنف الناس كأشرار أو طيبين؛ فالشرير قد يتوب يوما ما والطيب قد يفتن والعياذ بالله يوما ما.
قد يفهم تعلقك بهذا الشاب بسبب ما تعيشونه من ظروف حياتية صعبة تجعل الإنسان أكثر قلقا ورغبة في الحصول على الاستئناس بمن حوله، ولكنه يبقى غير حقيقي عبر الإنترنت؛ لذا يجب عدم الاعتماد عليه أو الاستمرار فيه.