بداية أعتذر عن الإطالة مشكلتي من شقين، وأرجو أن يتسع صدركم.. فقد ترددت كثيرا في الكتابة، ولكن وجود المختصين في هذا الموقع هو ما شجعني..
عمري 28 سنة، متزوجة من إنسان أحبه كثيرًا، ويمثل لي كل حياتي فهو إنسان حنون وطيب ويحبني، وهذا أهم حدث في حياتي منذ خمس سنوات..
مشكلتي الأولى تكمن في العقم، فقد اكتشفنا ذاك بعد أشهر قليلة من الزواج، وكان السبب زوجي، تقبلنا القضاء والقدر، وحمدت ربي كثيرا وصبرت ولم أجزع، ولكنها غريزة الأمومة مشاعر وأحاسيس غريبة تختلط في نفسي ورغبة في احتضان طفلي الذي انتظرته كثيرًا..
لم يَعُد لي شاغل إلا منتديات العقم والبحث عن علاج، أشعر دائمًا بأني مختلفة عن بقية النساء، كرهت الناس وتعليقاتهم، وتركت أغلب صديقاتي؛ لأنهن ليس عندهن إلا أطفالهن، وكيف يجدون لي الحل؟ وكأني فأرة تجارب تلك تصف لي علاج، وأخرى تصف لي أعشابا حتى مللت، وكنت أصرخ في داخلي لست أنا السبب، ولكن كنت أجاملهن وأتقبل ما يقولن.
كرهت حتى دعواتهن.. ما أشعر به الآن هو الكبت فأنا منذ أن عرفت أن السبب منه، وأنا أتجاهل الموضوع، وأحاول قدر المستطاع أن أبين له أن الأمر لا يهمني وأني صابرة، ولا أتكلم معه في الموضوع إلا في الضرورة؛ خوفًا على مشاعره أولاً، وخوفًا أن يتركني، فأنا لا أطيق الحياة بدونه..
لم أخبره بما تعرضت له من مضايقات وعن المشاعر التي في داخلي حتى إنني خفت أن أقول إنني أريد أن أعمل العملية حتى لا يتضايق وهي الأمل الوحيد في الإنجاب، والآن نحن في مرحلة علاج جديدة أسأل الله التوفيق.
مشكلتي الثانية هي إدمانه على الأفلام الإباحية، وقد اكتشفت هذا أيضا منذ شهوري الأولى ظننتها حب استطلاع أو نزوة وتنتهي، ولكنها مستمرة للسنة الخامسة.. الغريب في الموضوع أنه إنسان ملتزم محافظ على الصلاة يمنعني من سماع الأغاني ويمنع دخول المجلات المنزل، محترم من كل من حوله، وأكاد أقسم إني لم أره منذ زواجي يرفع عينه في امرأة في الشارع.
هو مثقف جدا ليس لديه رغبة كبيرة في الحياة الخاصة، فعددها في الشهر قليلة جدا صارحته كثيرا وحاولت أن أجذبه بشتى الوسائل، ولكن محاولاتي دائما تبوأ بالفشل.. يخبرني أنه نادم وأنه لن يعاود الكره، ويجعلني أحذفها لأصدق ثم يرجع يلهث مرة أخرى وراءها.
صارحته إن كنت لا أعجبه.. إن كان يريد أن يغير مني في شيء؟ قال أنت تعجبينني، والمشكلة ليست بك إلي أن يئست وتعبت من كثرة الكذب وأيقنت بـ "إنك لن تهدي من أحببت".. بدأت أعامله كالمريض الذي يريد الشفاء ولا يستطيع، وجعلته يشعر بأني أظن أنه ترك هذه الأفلام حتى لا يشعر بالنقص ويسبب ذلك له إحراجا، لكن ذلك أفقدني ثقتي في نفسي وأحسست أني مهما حاولت أن أجذبه لن يلتفت لي وهو يرى عاهرات العالم.
أصبح هذا الموضوع يؤرقني، وصلت إلى مرحلة أن أرى في نومي كيف أفتح وأرى هذه الملفات وأين مكانها وكانت دائما تصدق الرؤية، وأصاب بخيبة أمل جديدة كلما أحسست أنه تركها، وهذا ما دفعني لكتابة هذه الرسالة.
كلما حاولت أن أتجاهل الموضوع أجد شيئا أمامي أو تأتيني الأحلام.. أشعر بالإهانة وأشعر بالقرف من هذا الموضوع، فكرت كثيرا أن أتركه يعيش مثلما اختار وأبعد عنه لكني لا أستطيع حبي له أكبر من كل شيء..
أحب زوجي كثيرا وأريد أن أعيش معه حياة سوية، لكن هذا الموضوع يتعبني، أعرف أن الهداية من الله، أعرف أن الرجال عندهم نزوات، أعرف أن الإنسان ضعيف، أعرف أنه يجب أن أعطيه مساحة من الحرية ولا أضغط عليه في بيته لكي لا يبحث عنها خارج البيت.
أعرف كذلك أن النظرة والصورة المثالية التي رسمتها له هي ما أصابتني بخيبة الأمل، أعرف بأني لدي من العيوب الكثير ولست كاملة، أعرف أن الإنسان لا يحصل على كل شيء في هذه الدنيا وأنا لدي زوج أحبه ويحبني وطيب وحنون وكريم ومتفهم ويحاول دائما إسعادي وكل الصفات التي أريدها فيه، لكني لست قادرة على تحمل هذا التناقض.
علما بأني لا أعمل وليس لي هم إلا بيتي وزوجي، وعندي وقت فراغ كبير.. أرجو أن أجد عندكم ما يهدأ نفسي..
وشكرًا..
21/9/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أعتقد أنك بحاجة للتخلص من مشاعر الألم والرفض والغضب الناتج عن مشكلتكما في الإنجاب كي لا تبحث هذه المشاعر المكبوتة عن منافذ أخرى للتعبير فتزلزل أسس علاقتكما كما تفعلين في غضبك من تصفح زوجك للمواقع الإباحية.
وجهي اهتمامك للمشكلة الحقيقة في حياتك وهي مشكلة الإنجاب فمن ناحية يتطور الطب يوميا بحيث أصبحت حالات العقم بلا أمل محدودة جدا٬ ومع ذلك تذكري دائما بأن العديد من حالات عدم الإنجاب لا يكون لها سبب غير مشيئة الله، ولعلك تعرفين القصة التي تروى بأن سيدة كانت تأتي كل عام لسيدنا موسى تطلب منه أن يدعو الله لها بأن تنجب فيسأل الله فيقول إني كتبتها عقيم، وبعد عدة أعوام عادت تحمل صغيرها فاستغرب، وسأل صاحب العزة ألم تكبتها عقيم٬ قال فعلت ولكن كلما كتبتها عقيم قالت يا رحيم فغلبت رحمتي مشيئتي.. وإن كنت لا أعرف مدى صدق الرواية إلا أنها منسجمة مع ثوابت الشرع بأن الدعاء يدفع القدر فاستعيني بربك.
تقولين إنك اكتشفت سلوكه هذا من بداية زواجكما، فلماذا اعتراضك بهذه الشدة الآن٬ إنها وسيلتك في التنفيس عن غضبك وإحباطك من مشكلته الصحية.
أرى أن من الأفضل لكما معا أن تواجهيه برغبتك في الإنجاب وحاجتك لتعاونه٬ وستجدين عند كشف مشاعركما لبعض على الأغلب شعورا بالذنب لديه نحوك قد يؤدي تجاهله إلى ما لا تحمد عقباه من الانفصام العاطفي لزواجكما وبقاؤه كمجرد علاقة شكلية وزهده في العلاقة الخاصة قد يكون وسيلته في التألم من عجزه غير المسؤول عنه دون أن يدرك بأنه يسبب لك المزيد من المعاناة.
سعيك لحل مشكلتك الأساسية سيجعل ما ترينه مشكلة ثانية أمرا جانبيا لا قيمة له فعزيزتي الزواج يعني المشاركة في الحياة لا صك امتلاك٬ وإن كان الأصل سعي الشركاء للاتفاق لعدم الإضرار بمصالح بعضهم إلا أن الاتفاق التام غير وارد٬ لا أريد أن يصل بك غضبك إلى إفساد حياتك وبتر علاقتك بزوجك اعملي على تنفيذ ما قلت إنك تعرفينه فقيمة المعرفة في التطبيق، وهو أمر قد لا يكون سهلا ولكنه ليس مستحيلا.
لا أرجو أن يظن أحد أنها استهانة بهذا الفعل، ولكنها دعوة لتوسيع قائمة التقييم.. فإن طلبنا الكمال لن نجده في أحد، ففي الشريك كما في الحياة لا كمال، ولكن هناك صورة شمولية نحكم عليها فأيهما يغلب على زوجك التدين والصلاح أم الفسق.
غضبك من زوجك لمشكلته الصحية جعلك تبدئين حديثك عن انفلات سلوكه بقولك: واكتشفت هذا أيضا فأنت تعطفينها على مشكلته الصحية، وتتوقعين منه استسلاما كاملا لك ليعوضك عن صبرك في جانب الإنجاب وتحملك لكلام الناس ولا تعاش الحياة هكذا٬ فأنت تؤكدين أنك سعيدة بزواجك ومع زوجك فهل أنت فعلا كذلك؟ أم أنك تبحثين لنفسك عن مخرج مشرف من هذه العلاقة لأنك تبقين فيها خوفا من ملامة الناس وليس حبا لزوجك؟
راجعي نفسك، واصدقيها القول وتذكري أن المشرع يعطيك الحق في الطلاق ويبدو أن زوجك قد عرض عليك هذا أيضا، ولكنك لم تحسمي أمرك بعد فلا تضيعي سني عمرك في التردد والتورية، كوني صريحة مع نفسك وما لم تخرجي عن إطار الحلال فكل شيء مباح لاختلاف قدرات الناس على التحمل والتقبل لمجريات الحياة. قد يكون في بحثك عن عمل تشغلين به وقتك وسيلة ناجعة في التخفيف من التركيز على معاناتك.
أذكرك بأن أهم مفاتيح السعادة هو الرضا بما لدينا عملا بالآية الكريمة رقم 216 من سورة البقرة "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" وأنا لا أزايد على إيمانك، ولا أشكك في صبرك ولكني فقط أذكرك بما تعرفين.
واقرئي أيضًا
زوجي والجنس على النت!
ماذا أفعل زوجي مدمن أفلام إباحية
صدفية زوجي!
النت شبح في بيتي أذهبت حب زوجي
زوجي الخلوق يشاهد المواقع الإباحية