السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المشكلة باختصار شديد: هناك شاب يريد الزواج بي وهو أصغر مني بست سنوات، وهو يحبني منذ سنين طويلة منذ أن كان في عمر 15 سنة، وكان يريد خطبتي عندما أصبح في الـ 18 من عمره لكن أهله رفضوا لأنه ما زال صغيرا، وبعد أن أصبح في الرابعة والعشرين من عمره حاول مرة أخرى مع أهله ولكنهم رفضوا لأنني أكبر منه سنا.
هو محتار لا يدري ماذا يفعل، فهو يحبني ويريدني ولكن أهله لا يستطيعون تقبل هذه الفكرة بأن يتزوج من فتاة أكبر منه سنا، فهذا غير مقبول كثيرا في مجتمعاتنا الخليجية أو العربية!
في الحقيقة أنا لم أكن أعرف شيئا عن حبه لي ولكن هو من أقربائي -ولكن من بعيد- وقد شاءت الظروف أن ألتقي معه من خلال المراسلة والمحادثة عبر الإنترنت لأمر ما، ولكن الأمر بعد ذلك تطور بيننا وأصبحنا نتحدث دائما عبر الماسنجر ولكن في أمور عادية وعن حياتنا ومشاكلنا وأخبار عائلاتنا ولكن مع الأدب والاحترام المتبادل ولله الحمد.
ومن خلال المحادثات أخبرني بقصته ولكنه لم يجرؤ حتى الآن أن يخبرني أن الفتاة التي يريدها هي أنا، فهو كثيرا ما يردد أنه لو يعلم أن الفتاة سوف تقبل به فإنه سوف يجبر أهله أن يخطبوها له، وسوف يفعل المستحيل للوصول إليها، ولكنه متردد وخائف كثيرا، فقد طلب من أهله أن يأخذوا رأي الفتاة، ومن ثم إذا وافقت تقدم لخطبتها رسميا، ولكنهم رفضوا الفكرة من الأساس، بل إنهم قالوا له إنه ممكن أن تتزوج هذه الفتاة بعد أن نزوجك فتاة صغيرة وجميلة، ففي هذه الحالة لن يتحدث الناس عليك ولن يؤذوك ويؤذونا بالكلام!
هو غير مقتنع بهذا الكلام، ولكنه يقول إنه سوف يلجأ لهذه الطريقة إذا أقفلت جميع الأبواب أمامه، وعندما قلت له: لماذا لا تصارح الفتاة فقد تقبل بك؟ قال إنه خائف إن صارحها أن ترفض، وأنه إذا رفضت فقد يخسرها ويخسر احترامها له، وهو لا يريد أن يخسرها ويفضل أن يبقى حبه سر حياته إلى أن يسهل الله أمره!
هو أيضا يخشى إن هو تقدم لخطبتي ورفضت أنا وأهلي أن يخسر مودة أهلي وإخوتي، وأن ينظروا له نظرة غير جيدة حيث إنه صغير وفكر في الزواج من ابنتهم التي هي أكبر منه! خائف أن يخسر حبهم واحترامهم له وخاصة أنا، فسوف تتغير حياته جراء ذلك.
في الحقيقة أنا احترت في الأمر، وقد كنت دائما ضد زواج المرأة ممن يصغرها سنا، وذلك بسبب ما عودنا عليه مجتمعنا، وكثيرا ما كنت أصرح برأيي هذا لصديقاتي وقريباتي حينما تأتي مناسبة في هذا المجال، ولكن عندما وجدت كل هذا الحب والوفاء والتقدير والاحترام من هذا الشاب وتمسكه بي طوال هذه السنوات جعلني أفكر في أن أقبل به، ولكن في نفس الوقت أنا خائفة من ردة فعل المجتمع وممن هم حولي ومن موقفي ومنظري أمام أهلي وأهله إذا قبلت بالزواج به، وماذا سوف يقولون عني؟ إنني تزوجت بأصغر مني؟! وإني لم أجد أحدا يتزوجني فأخذت من هو أصغر مني خوفا من العنوسة؟! ومن هذا الكلام... إلخ.
أهله أيضا يحبونني ولكن اعتراضهم علي فقط من أجل العمر وخوفهم من كلام الناس، فأخشى إن قبلت به وأجبر أهله أن يخطبوني له أن يغضبوا مني وتتغير نظرتهم لي ويحقدون علي بسبب أنني قبلت به! أو قد يقبلون بالأمر الواقع ولكن يبقى شيء في نفوسهم!
أنا محتارة.. هل أخبره أنني أعلم أنني أنا الفتاة التي يحبها وأنني موافقة عليه لكي يتشجع ويتقدم؟ أو أبقى صامتة حتى يخبرني هو؟ أو ربما لا يخبرني أبدا ويتزوج غيري من هي أصغر مني لكي يتمكن من أن يتزوجني فيما بعد كزوجة ثانية كما أخبرني من قبل؛ لكي يسلم من كلام الناس ومن غضب أهله عليه.. أحيانا أفكر في أن أكون الزوجة الثانية؛ لأن ذلك سوف يجنبه ويجنبني كلام الناس، وسوف يكون حلا مناسبا جدا لإرضاء أهله، ولكن في نفس الوقت أخشى من مرور السنوات؛ لأنه سوف يتزوجني حسبما قال بعد سنة أو سنتين من زواجه الأول.
أيضا أخشى أن يأتي شخص آخر لخطبتي خلال هذه الفترة ولا يكون أفضل منه ولا أستطيع رفضه، خاصة أنني أشعر أنني بدأت أتعلق به وأريده زوجا لي!! وبذلك قد أضيع علي فرصة الزواج من شخص جيد كان بين يدي وأضعته بسبب الخوف ممن هم حولي.
كذلك أخشى إن تزوجته أن يتزوج عليّ فيما بعد أي بعد 10 أو 15 سنة، فقد يشعر بعد مرور هذه السنوات أنني كبيرة بالنسبة إليه، وقد يفكر أن يتزوج بمن هي أصغر منه، وحينها سوف أشعر بالغيرة وسوف يتحدث الناس عني بأنه تزوج علي لأنني أكبر منه وأنه من حقه أن يتزوج من هي أصغر منه لأنني أكبر منه!
أرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ فأنا في حيرة من أمري.. أنا أعرف الشاب معرفة جيدة فهو من أقربائي كما قلت سابقا وأثق به وهو شخص سوي وصادق وخلوق.. حبه الكبير وتمسكه بي طوال هذه السنوات جعلني أعجب به وأميل إليه كثيرا، ولكن مسألة العمر هذه تؤرقني، فأحيانا أقول لنفسي لا لن أخبره أني أعلم؛ لكي ينساني ويعيش حياته، فهو ما زال صغيرا ويستحق فتاة أصغر منه أو في عمره، وتارة أقول لنفسي لا لن أضيع شخصا صادقا مثله وأخسره، بل يجب أن أخبره أنني أعلم أنني المقصودة وأنني أقبل به زوجا.
فأخبروني ماذا أفعل؟؟
فأنا احترت هل أرضي الأهل والمجتمع أم أرضي نفسي وأحلامي في زوج صادق ومحب وأسرة وأولاد؟
24/08/2024
رد المستشار
الأخت/ "محتارة" حفظها الله، السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد....
موقفكِ ليس سهلاً، وأتفهم تمامًا الحيرة التي تشعرين بها بين رغبتك في الزواج من شاب صادق ومحب، وبين الضغوط الاجتماعية والتوقعات من حولك.
إليكِ بعض النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار ، وقد تساعدك في اتخاذ القرار:
1. التفاهم بينكما:
يبدو أن الشاب صادق في مشاعره تجاهكِ، وهذا أمر نادر وثمين. إذا كنتِ تشعرين بالمثل وتعتقدين أنه سيكون شريكًا جيدًا لكِ، فقد تكون هذه فرصة لبناء حياة زوجية قائمة على المحبة والاحترام.
2. الفرق العمري:
صحيح أن الفرق العمري قد يكون موضوع نقاش في مجتمعاتنا ولكن النجاح في الحياة الزوجية لا يعتمد بالضرورة على العمر. إذا كنتما على استعداد للتعامل مع هذا الجانب، وتجاوزتِما فكرة "ما سيقوله الناس"، فقد تجدين أن الأمر أقل أهمية مما كنت تعتقدين.
ولا تنسي - يا عزيزتي- أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة خديجة وكانت تكبره بخمسة عشر عاما حيث كان النبي ابن ٢٥ عاما حين تزوج السيدة خديجة ،وكان عمرها رضي الله عنها انذاك ٤٠ عاما . قضت السيدة خديجة مع رسول الله بعدما تزوجها ٢٤ عاما و٦ أشهر حتى دفنها رسول الله في الحجون بعد وفاتها ، وكانت له نعم اليد الحانية ، تحملت معه الشدائد ، ووقفت بجانبه بنفسها ومالها ، ورزقه الله منها بالولد . ورغم تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم الا إنه لم يتزوج عليها امرأة أخرى طوال مدة زواجه منها التي استوعبت شبابه .
3. الحديث الصريح معه:
عزيزتي لماذا لا تصارحينه بمشاعرك؟؟!، ربما من الأفضل أن تسهلي الأمر عليه وعلى نفسك وتكوني صريحة معه حول مشاعرك وتفكيرك. هذه المصارحة ستجعلك أكثر قدرة على التحدث معه بوضوح عن مخاوفك، سواء فيما يتعلق بالفارق العمري أو بكلام الناس. قد يساعدكما ذلك في تحديد موقف علاقتكما معًا، واتخاذ القرار الصائب فيما يتعلق بها لكل منكما.
4. رأي الأهل: بما أن أهله يعارضون بسبب العمر فقط، قد يكون من المفيد محاولة التحدث معهم أو إيجاد وسطاء من العائلة للتواصل معهم وإقناعهم. في كثير من الأحيان، يمكن تجاوز هذه الحواجز إذا شعر الأهل أن الزواج سيكون مستقرًا وسعيدًا.
5. التفكير في المستقبل: إذا قررتِ المضي قدمًا في هذه العلاقة، فكّري في كيفية التعامل مع التحديات التي قد تطرأ مستقبلاً، مثل فكرة زواجه من أخرى بعد سنوات. من الضروري أن تكوني مستعدة لمواجهة مثل هذه التحديات بحكمة واتزان. وأن كنت أرى أنها مخاوف توضع في الحسبان ولكن لا داعي للتفكير فيها الآن، فما أدراكي إنه لن يكتفي بك وحدك كزوجة وحيدة له وإنه لن يرغب في الزواج بعدك بأخرى؟! دعي عنك وساوس الشيطان وتفاءلي بالخير لتجديه.
6. الاستخارة والتوكل على الله: في مثل هذه القرارات المهمة، صلاة الاستخارة دائمًا ما تكون خطوة هامة وضرورية. اسألي الله أن يرشدكِ إلى ما فيه الخير لكِ في الدنيا والآخرة.
قرار الزواج -يا عزيزتي- يجب أن يكون نابعًا من داخلك، بناءً على ما تعتقدين أنه الأفضل لكِ ولحياتك المستقبلية. المهم أن تكوني مقتنعة بقرارك وأن تشعري بالراحة تجاهه، بغض النظر عن ما يقوله الآخرون.
وأخيرا ، أدعو الله أن يرشدك للصواب، وأن يصلح لك الحال والبال، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق.
واقرئي أيضًا:
عريس النت في بيتي.. الأسئلة تحسم القرار!
غرام الإنترنت: في النار حياة وحريق
زواج الأقدار: حدث في مثل هذا اليوم