أنا فتاة عمري 28 عامًا، ملتزمة دينيا وأخلاقيا إلى حد كبير، أشغل مركزًا مرموقًا في الشركة التي أعمل بها.. لم يسبق لي الارتباط بأي صورة، تقدم لي الكثير، لم أرَ منهم من أقتنع به كشريك حياتي عقليا وعاطفيا.
لي زميل في العمل منذ حوالي 3 سنوات ونصف يعمل معي في الشركة نفسها، يكبرني بعام واحد، ولكن مركزه في الشركة أقل.. أحسست باهتمام هذا الزميل بي منذ أكثر من عامين ولكني تجاهلته كعادتي.. لكنه منذ حوالي ثلاثة أشهر تقدم لخطبتي، وبعد تفكير لم يدم طويلا وبعد استشارة أهلي أيضا رفضته لاختلاف المستوى الاجتماعي والمادي، وأيضا لأنني رأيت أن هذا الاختلاف من الممكن أن يستمر، حيث إنه أقل مني مكانة في العمل وأيضا من إخوتي.
بعد شهرين من هذا الرفض - لم يهدأ هو خلالهما من محاولة تتبع أخباري والوجود بجانبي - طلب مني التفكير بالموضوع مرة أخرى، حيث إنني بهذا قد أكون ظلمته ولم أقدر مشاعره التي كتمها عدة سنوات حتى تتحسن ظروفه، وإنه لن يتزوج غيري على أي الأحوال لأنه لا يستطيع التفكير في غيري، وإنه سوف يقوم بأي شيء في الدنيا لإسعادي و.. و... إلخ.
قرأت كثيرا من ردودكم عن الاختيار، وتحديد الأولويات، وأنا من أولى أولوياتي الدين والأخلاق، وهو ليس بالمتدين وإن كان يصلي ويزكي، أي يقوم بالفروض ولكن ليس بالدرجة التي أتمناها لبيتي.. وبالنسبة لأخلاقه فالظاهر أن به بعض الصفات الحميدة.
وثاني أولوياتي المستوى الاجتماعي، حيث إنني وأهلي جميعا نشغل مراكز مرموقة، ولا أحب أن يكون بيتي أقل اجتماعيا من بيت والدي أو إخوتي في المستقبل، وإن كان مؤهله جامعيًا هو وإخوته ووالده، إلا أنني أحس بالفارق وأحس أيضا أنه هو يشعر بهذا الفارق، وأخاف أن يؤثر هذا الشعور المتبادل علي ويوجد حساسيات وخلافات في المستقبل.
بالنسبة لميلي القلبي تجاهه فإنني أقاوم أي إحساس تجاهه حتى أستطيع أن أحكم على الموضوع بعقلانية، قد تقولون ما المشكلة؟ إذن ارفضيه، ولكن المشكلة أنني أتأثر بكلامه، وأخاف أن أكون قد ظلمته، وأخاف أيضا ألا أجد هذا الحب من غيره، حيث إنني أشعر بصدقه الشديد، وأخاف أن لا أجد ما أبحث عنه في غيره ولا أجد هذه المشاعر النبيلة.
على الرغم من ذلك فإنني أخشى أيضًا من الموافقة عليه فقط لأنه يحمل لي مشاعر جميلة وصادقة، وأقول إنه من الممكن أن تختفي هذه المشاعر أو تقل مع الزمن..
أرجو النصيحة سريعا، فأنا لا أريد أن أتركه بدون رد قاطع أكثر من هذا..
ولكم جزيل الشكر.
01/08/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
عملية الارتباط بإنسان آخر تبدأ أولاً بالشعور بالمودة والرعاية تجاه إنسان آخر ويضاف إلى ذلك عملية انجذاب جنسي بين الطرفين. هذه القاعدة لا تختلف في جميع الثقافات ولم يتغير حالها منذ القدم. رسالتك اليوم خالية من اعتراف صريح بشعور بالمودة والرعاية والانجذاب الجنسي تجاه هذا الإنسان الذي يطلب الارتباط بك.
في نفس الوقت لا يمكن استبعاد ممارسة الكبت النفساني للتخلص من هذه المشاعر التي نسميها مشاعر الحب لتنافرها مع قيمك الأخلاقية والدينية وربما هذا ما يفسر كتابتك للموقع.
نتحدث في الطب النفساني والعلوم النفسانية عن استعمال النصف الأيسر من الدماغ لمعالجة أزمات الحياة والتحديات معرفيا، في نفس الوقت نتعامل أيضا مع تحديات الحياة والعلاقات العاطفية بالجانب الأيمن من الدماغ الذي هو أصلا الدماغ العاطفي.
تخلصي من كبت المشاعر وتعطيل النصف الأيمن من الدماغ وبعدها اتخذي القرار. إذا استنتجت عدم وجود مودة ورعاية وانجذاب جنسي فلا تتزوجي منه. إذا كان الأمر عكس ذلك فتزوجيه.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
يلاحقني بحبه وأرفضه!
أكبر مني ولا أحبه، هل أوافق؟!
أوافق أم لا أوافق؟!
ويتبع>>>>>>>: يحبها ويتمناها.. تتعاطف معه وترفضه.. م