ترددت كثيرًا قبل كتابة هذه الرسالة، لكن لا حل آخر أمامي.. فأنا فتاة أبلغ من العمر 14 عامًا.. شببت في أسرة عادية جدًّا، لكن جاءت مرحلة على هذه الأسرة بدأ الدين يدبّ في عروقها، فالتزمت.. كنت حينها أبلغ من العمر 12 سنة.. تغيرت حياتي بشكل جذري.. اكتشفت إمكانياتي ومواهبي.. تحجبت وبدأت أحدد هدفي، واكتشفت أنني أجيد كتابة القصص -نوعًا ما بالنسبة لسني- بدأت أنمّي تلك الموهبة، أكتب قصة تلو الأخرى.. حتى ولو كانت هذه القصص لن ترى النور فإنني أنمي موهبتي التي أنعم الله بها عليّ.
المهم.. أدخل في الموضوع مباشرة.. أنا منذ الصيف الماضي وأنا أشعر أنني بدأت أتغير، أصبحت رومانسية بعض الشيء، مع أنني لم أكن أفكر في الحب والزواج وتلك الأشياء أبدًا وكنت أعتبرها أشياء سابقة لأوانها. لكن الموضوع تطور معي.. أصبحت أضيف في قصصي بعض الرومانسية والتي كانت كمياتها تزيد من قصة لأخرى.. أستمتع وأنا أكتب كلمات الحب في القصص حتى لو كانت العلاقة في القصة حلال -بين زوجين مثلاً-.
الموضوع تطور معي أكثر وأكثر منذ بداية الأسبوع الماضي.. أصبحت بمجرد أن أرى مشهدًا رومانسيًّا في التلفزيون أشعر بأشياء غريبة تدخل في قلبي.. مشاعر لا أعرف لها مسمى.. أصبحت أسرح كثيرًا جدًّا.. وأُبْحر في بحر من الرومانسية بمجرد أن أقرأ قصة بها البطل والبطلة يجتمعان.. مع أن هذه القصص معظمها موجود على مواقع إنترنت وهي كلها جميلة ودينية محترمة، لكني لا أعرف ما الذي يصيبني.
أصبحت أفكر كثيرًا في فارس أحلامي.. أتخيله.. أتخيل بيتي.. أشياء فعلاً سابقة لأوانها.
لكن كان دائمًا بداخلي شيء يرفض هذه المشاعر والأحاسيس.. دائمًا أحاول التخلص منها، لكني لا أعرف وأبرر لنفسي أنني في بداية مرحلة المراهقة وهذه المشاعر طبيعية، لكنني أشعر أن هذه المشاعر يمكن أن تؤدي بي لأشياء لا أحبها؛ فأنا في مدرسة مختلطة أرى معظم البنات من حولي قد شعروا بمثل هذه المشاعر، لكني مختلفة عنهن، هن لسن بدرجة تدين كافية لكي يكنّ لي قدوة.. معظمهن لسن محجبات من الأصل، وأنا مختلفة عنهن.. أنا لا أريد أن أسلك طريقا خطأ أندم عليه بعد ذلك.
تحدثت مع صديقتي الصدوقة عن هذا الموضوع، وهي إنسانة محجبة في درجة تديني، وأنا أعتبرها الحضن الذي ألجأ إليه كلما واجهت مشكلة.. عندما تحدثت إليها، وجدت أنها تشعر بما أشعر به، ويحدث معها ما يحدث معي ومحتارة هي أيضًا.. هل هذا حرام أم حلال؟؟؟ ضميري يعذبني.. هل هذا أمر طبيعي؟.. هل هو حرام؟.. كيف أتخلص من هذه المشاعر أو حتى أقللها؟. فكرت كثيرًا ووجدت الحل المناسب هو إشغال نفسي بهواية أفرغ بها طاقتي غير كتابة القصص بما أن كتابة القصص تجعلني أغرق في هذه المشاعر أكثر.
وجدت نفسي أواجه مشكلة أكبر.. أنا أود أن أمارس الرياضة.. أن أذهب للنادي أمشي في الـ"تراك" أو ألعب تمرينات رياضية.. لكن كيف؟!! النادي قريب منا بعض الشيء فقط سأعبر شارعًا رئيسيًّا ثم أصعد الكوبري وأنزل أجد النادي أمامي، لكن المشكلة أن أمي لا توافق أن أذهب لأي مكان وحدي.. أنا أبي مسافر يأتي كل شهرين مرة، وأمي لا تقود سيارات، وأخواي الاثنان يخرجان ويعملان ولا وقت لديهما لتوصيلي والذهاب بي للنادي.
وأنا أصبحت لا أطيق الجلوس في البيت، فكلما جلست تملكتني هذه المشاعر أكثر، وكيف لي أن أخرج والدنيا لم يَعُد بها أمان، أو أسمع ما يحدث بالبنات حتى لو كنّ منتقبات.. إخوتي دائمًا يقولون لي إنني لا أعرف ماذا يحدث الآن في الشوارع، وإنني إذا حدث لي شيء في الشارع فلن يلحقني أحد.
لقد شرحت لك كل ظروفي.. أنا حقًّا لا أعرف ماذا أفعل.. لا أقدر أن أحكي لأمي على هذه الأشياء، وليس لدي أخوات ولا يمكن أن أحكي لأخي.. هداني الله لفكرة مراسلة الموقع، خاصة بعد قراءة بعض المشاكل فيه وكيف تحلّونها.. هناك شيء خطأ أفعله دائمًا لكني أرجع سريعًا، أحيانًا عندما أرى ولدًا في المدرسة أشعر أنني منجذبة نحوه وأبقي نظري عليه، لكني أغض بصري وأتراجع سريعًا.. حدث معي كثيرًا، خاصة لو كان هذا الولد وسيمًا.. لكنني دائمًا أذكر نفسي بغض البصر.
في النهاية.. أرجو الرد.
فأنا حقًّا أشعر أنني أنهار وأتغير للأسوأ.
16/7/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا بكِ أيتها السيدة الصغيرة على موقعك مجانين دائما.
- جميل ما لديك من موهبة في الكتابة، واحرصي كما تفعلين على تنميتِها، وتنميتُها لها وجوه كثيرة منها القراءة بشكل عام، وقراءة في الأدب بشكل خاص، وكذلك التعلم، والمهم أن يقرأ بشكل نقدي، وحولي هذه الأفكار التي تتحدثين عنها إلى قصص، وإلى دروس استفدتيها وضعيها في مدونات للكتاب أو حسابك الخاص، سيبعث هذا لك لون من العمل المفيد والممتع.
- وأما عن مشاعرك، فذلك شيء طبيعي جدا، لا تقري مشاعرك، وأيضا لا تنفلتي وراءها، ضبط الأمر في الفهم، أي معرفة أن هذه المشاعر وهذه الأفكار شيء طبيعي وعادي جدا،
المهم هو كيف سأَدير هذه المشاعر؟!،
وإدارتها في عدم الانجرار لشيء يُقلل من نفسي، ومن احترامي لذاتي، بل يجب أن أنتبه جدا لرشدي وصورتي النابعة عن قناعاتي، وأيضا.. لا أشعر بذنب لأنني بشيء رومانسي تجاه هذه المعاني او تجاه أحد، لأن هذا طبيعي، لكن أنتبه لسلوكي الذي سينبع عن هذه المشاعر، أي أتصرف بالشكل الذي أحب أن أظهر به والذي يحفظ لي احترامي لنفسي.
- سعدت جدا بمشاركتك الرقيقة التي تشبه مشاعرك الجميلة، وفي انتظار المزيد من المشاركات.
- دمت بخير جميلتي.