بداية.. أشكر جميع العاملين على هذا الموقع.. وأتمنى لهم جميعا طاعة الرحمن طاعة خالصة لوجهه الكريم..
سادتي، إنني فتاة أبلغ من العمر 22 عاما أنهيت دراستي الجامعة.. بداية عملت مدرسة في أحد المراكز لدورات تدريبية على الكمبيوتر وكانت الدورة لمجموعة من الشبان وكانت هي أول تجربة عمل حقيقية لي، وأنا أعمل الآن عملا رائعا لطالما حلمت به، وأحمد الله على ذلك.
عندما كنت في عملي السابق، وبعد أن أنهيت المقرر من المادة تقريبا وجدت أن أحد الشبان لا يغيب عن ناظري لحظة، ولا ينفك التفكير فيه يلاحقني في جميع الأوقات والأحلام لأكتشف فيما بعد أن ذات الشيء بالنسبة إليه أيضا.
أصدقكم القول إنني أحببته؛ لأنه رجل بكل معنى الكلمة (ملتزم نوعا ما، حياته الاجتماعية جيدة، عمله ممتاز) يحمل شهادة الدبلوم في حين أنني أحمل البكالوريوس وأتطلع للماجستير.
تعرفت إلى أمه وأخواته وأصبحنا نعرف بعضنا حق المعرفة إلى أن جاء يوم وطلبت مني أمه أن أرتب لها موعدا مع أمي لخطبتي لولدها، هنا وقفت حائرة وحائرة جدا.. نعم أحبه وأتمنى أن أعيش عمري كله له وفداء له ومعه ولكنني أعرف أبي جيدا وأحبه لدرجة أنني أعشقه، والجميع يستغرب من درجة حبي لأبي، وهذا ما يقلقني ويرعبني أحيانا.. فكيف سأقول لأبي هذه القصة؟
وإن استوعب قصتي مع هذا الشاب فإنه لن يوافق عليه مطلقا؛ لأنه ليس من الدرجة العلمية التي يحب (فإنه يعشق العلم ولم يدع من أولاده أحدا أبدا أقل من البكالوريوس) ولا يعجبه أي شخص لا بل من النادر أن يعجبه شخص ويرحب به للارتباط بإحدى بناته هذا أولا.
وأما بالنسبة لي فقد تقدم لخطبتي قبل أن أتعرف عليه عدد من الشبان الذين يكبرونني بثلاثة أعوام خمسة وستة.. ولكني كنت أراهم أطفالا بكل معنى الكلمة وأقول لأبي هذا مع أنه يكون قد وضع في رأسه الموافقة المبدئية عليهم.
ولكن السبب الثاني الذي يجعلني أرتعد خوفا من أن أكلم أبي عنه هو عمر هذا الشاب.. إنه من مواليد 1971 وأنا من 1985 وهذا فارق كبير بالنسبة لأبي أو أي شخص يرى هذه التواريخ؛ ولهذا فإنني لا أستطيع أن أخبر أهلي بهذا خوفًا أن أخسر أحدهما فلا أريد الاصطدام مع أبي، ولا أريد أن أترك هذا الشاب؛ لأنني أصبحت مغرمة به مع العلم بأننا ملتزمون جدًّا، ولكن أخاف زلة الشيطان لاحقًا.
فماذا أفعل؟ أرجوكم أخبروني؛ لأنني أصبحت لا أطيق هذه الحياة وأنا أفكر بهما..
ماذا أفعل؟
2/8/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال.. عزيزتي قال رب العالمين إنه خلق الإنسان في كبد أي لا بد لنا مما يشغلنا ويدفعنا لنرفع أكفنا بالدعاء لله.
لا بد لك من مواجهة الموقف فلا جدوى من الهروب أو التأجيل بل إنه قد يسيء لنظرة الشاب وأهله لك حين قد يفسر تأخرك في مفاتحة أهلك بأنك عابثة في علاقتك به؛ ولذا يجب أن تخبري أهلك ليس فقط طمعا في الوصول لمن تحبين، ولكن أيضا حرصا على صورتك العامة.
في البداية يجب أن تجلسي مع نفسك لتعرفي درجة تعلقك وإعجابك بصدق وواقعية بهذا الشاب المتقدم فإن وجدت أن مشاعرك صادقة وحقيقية، وليست مجرد تعلق لإعجابه بك انتقلي للخطوة الثانية وهي استخارة رب العالمين، ثم مناقشة الموضوع مع أهلك وابدئي الحديث مع والدتك وأخبريها بما يصادفه هذا الشاب من قبول في نفسك واجعليها واسطة بينك وبين أبيك.
وعادة ما يكون الصدق أسهل الطرق فأهلك يعلمون بعملك في مكان مختلط تتعرضين فيه للتعرف والتعامل مع الرجال فلن ينزعجوا إن اختار أحدهم التقدم لك فلا تخشي مفاتحتهم لهذا السبب.
ثم ننتقل لما تظنين أنه موقف والدك من فارق العمر وفارق التعليم ولكن إن كان الشاب كما تقولين ذا خلق وعمل أي يكافئك اجتماعيا واقتصاديا فقد يتغاضى والدك عما يقلقك ويبقى على الشاب إن كان راغبا إقناع والدك به كصهر مناسب.
مناقشة الموضوع مع والديك سيتيح لك بعدا جديدا للتفكير وتقييم الوضع بعد الاستماع لوجهة نظرهم ولكن تأخيرك يعني ضعف اقتناعك به كزوج رغم إعجابك به كشخص وعندها لا يكون هناك داعي لإحراجه وإطالة فترة انتظاره وأمله إن كنت نفسك غير مقتنعة وتجعلين من رفض والدك حجة تغطين بها مشاعرك.
بالنسبة لفارق العمر لا يوجد ما يحدد الفارق المفضل فالناس فيما يعشقون مذاهب وإن كان تقدم سن الفتى عن الفتاة يتيح له وقتا يستطيع فيه اكتساب نضج يحتوي به زوجة ويتحمل مسؤوليات أسرة جديدة.
الطريقة الوحيدة للتخلص من حيرتك هي طرح الموضوع على والديك، وعندها سيساعدانك في التفكير واتخاذ القرار، وكلما أسرعت في هذا الطرح ساعدت نفسك في التخلص من هذه الحيرة.
اقرأ أيضًا:
جدل التكافؤ الاجتماعي بالزواج
خائفة من الفشل.. عدم التكافؤ في الزواج!
حدود فارق السن بين الزوجين!
معادلة فارق السن بين الزوجين