البحث عن زوجة
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا على موقعكم هذا، أنا أظن أن موقعا مثل موقعكم لا يقل ثوابا ولا أهمية عن حمل السلاح ضد أعداء الأمة.. أتمنى مثل أجركم هذا بشكل أو بآخر. في الواقع ليست لدي مشكلة حقيقية، وأظن أن أمري بسيط إن شاء الله، أنا أرسل هذه الاستشارة لسببين؛ أولا لاتخاذ قرار، ثانيا لتدوين وتنقيح وإجلاء خبرة تعلمتها.
من أنا؟ أنا شاب يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، وأعمل مبرمجا، ومتفوق في عملي أو هكذا يقول رؤسائي وأقراني، يقال إنني متدين، وسيم الوجه طيب الطباع، مثقف خفيف الظل، هذه كانت الأخبار الجيدة وبالطبع لا تفترض أن هذه الصفات تتساوى في الدرجات، أي أنه بإمكانك أن تضيف عبارة "إلى حد ما" لكل هذه الصفات.
أما الصفات السيئة فسوف أسردها في قصة مختصرة لكي أعطي فكرة جيدة عن شخصيتي. فبينما أنا في المرحلة الابتدائية والإعدادية، كانت لدي مشكلة اجتماعية لأسباب كثيرة، منها وأهمها، أني كنت "أعرج" مما أدى لأمرين، الأول هو الرفض النسبي من أقراني لمشاركتهم لعب كرة القدم "لاحظ كلمة النسبي فغالبا ما كنت أتفاعل مع أقراني ولكن بدرجة أقل من المطلوب" وأعتقد أن هذا هو أحد أسباب انزوائي النسبي عن الناس، ففي سن مبكرة جدا كنت أعاني من "رفض المشاركة"، أما السبب الثاني هو كثرة الترحال، والثالث هو أن أسرتي غير اجتماعية.
ومن ضمن الأسباب أيضا هو عدم وجود تدريب من أي نوع لمدرسي المرحلة الابتدائية والإعدادية، فقد كنت لا ألعب في فترة الفسحة لأنه يطلب مني البقاء في الفصل تارة وأترك لرغباتي الانطوائية تارة، عندما مر الزمن فهمت أن هؤلاء المدرسين لم يتلقوا أي نوع من التدريب.
وفى سن الإعدادية قام الأطباء بعمل جراحة ناجحة أدت لتحسن ملحوظ لحالتي المرضية، ولكن لم يكن الشفاء التام، وكانت للجراحة آثار جانبية، الأثر الأول أنني زدت انطواء لأني لازمت الفراش أو المنزل حتى بداية الثانوية العامة، لك أن تتخيل أن مهارة "صباح الخير أو السلام عليكم" كانت مهارة جديدة بالنسبة لي في الفترة الثانوية، اكتشفت أنني إنسان غير مهتم بالآخرين وأنني قد استمتع أكثر بحياتي لو أشعرت الناس الذين أحبهم باهتمامي بهم، لتوي اكتشف هذه المهارة اليوم، وما زال أمامي مشوار طويل من الملاحظات لتعلم درجة الاهتمام التي يريدها الناس.
منذ حوالي 7 سنوات ونتيجة عوامل عدة ومنها الضغط النفسي الذي تعرضت له جراء محاولتي التأقلم مع الناس، أصبت بالوسواس القهري المصحوب بالاكتئاب، فازداد انعزالي عن الناس، كما أنني تأخرت في الدراسة لعام ونصف لنفس السبب، حالتي قد تحسنت كثيرا الآن، ولكن ما زلت أعاني قليلا ولكن هناك تحسنا كبيرا ملحوظا، "أكثر وساوسي في الطهارة" عندما التحقت بعملي منذ عام تقريبا، كانت المشكلة هي أنني التحقت بمجتمع بدا لي في هذه الفترة أنه مجتمع معقد، تعاشر فيه الناس كما تعاشر أهلك، ولكن عليك أن تتعلم أن تحذرهم حذر العدو في بعض الأحيان.
وهناك تعرفت عليها، في البداية كثيرا ما شعرت أنها معجبة بي، النظرات والتلميحات، ولكن هذا لا يدل على شيء لأن الاختلاط يؤدي أحيانا إلى إعجاب مؤقت، ويؤدي أيضا إلى رفع الحواجز بين الذكور والإناث؛ وبالتالي أنا لست على يقين من أنها اهتمت بي ولكن هناك كثيرا من الشواهد التي تؤكد ذلك. أنا لم أستطع التقدم لخطبتها فقد كان لدي كثير من التحفظات الدينية عليها في هذه الفترة بالذات، ولم أكن أعلم كيف أحكم عليها، أحيانا أجدها تصلي وأحيانا أتساءل هل صلت، أجد فيها شيئا من عدم التحفظ في الاختلاط، ولكن نظرتي لهذا الأمر قد تغيرت.
أنا أحسست من كلامها وتعليقاتها وتصرفاتها أن معظم صفاتها الأخلاقية والدينية مناسبة، هي ليست ملتزمة، ولكن على طريق الالتزام، المشكلة هي أنني بعد فترة وجيزة ونتيجة لقلة خبرتي وإعجابي الشديد بها كنت أحتك بها بخصوص أمور خاصة بالعمل، كان عندي عشم بأن تعاملني هي معاملة خاصة وكنت أغضب عندما لا أجد هذه المعاملة، و"كانت معاملاتي الاجتماعية فيها كثير من الأحكام الخاطئة"، ولم يكن هذا ظاهرا في عقلي التحليلي ولكني فهمت هذا عندما حللت عقلي الباطن.
وأخيرا وقعت في حبها، "أنا مش فاهم" لماذا عندما أحب إحداهن تخطب لغيري، "حاجة تغيظ"، ولكن بالطبع كإنسان متدين أوقفت أي تعامل بيني وبينها قدر الإمكان إلى أن اتضح لي أنها في أغلب الظن سوف تفسخ "قراءة الفاتحة"، كان عندها مشاكل في قراءة الفاتحة وأنا لا أعلم ما هي تلك المشاكل، ولكن بدا لي أنها تريد أن تكمل العلاقة وبدا لي أنها تحب خطيبها ولكن الله شاء أن تفسخ الخطوبة، تركت عملها معي وانتقلت لعمل آخر وحينها فقط تيقنت أنها فسخت خطوبتها، فاتصلت بها وطلبتها ورفضت وأنا لا أعلم لماذا رفضت، كان عندي أمل أن تقبل ولو على مضض.
حدثت أحداث كثيرة في هذه الفترة قبل أن أطلبها، أولها أنني أعطيت انطباعا خاطئا عن شخصيتي وذلك نتيجة لانعدام الخبرة، إلا أنني بعد مرور عام تغيرت تغيرا كبيرا، أعتقد أنني أحتاج إلى عامين آخرين حتى أتحول إلى شخصية جذابة وهذا من خلال قراءة كتب العلاقات الإنسانية والممارسة ومتابعة المشاكل على موقعكم هذا.
إنني أخشى أن أفهم بشكل خاطئ، أنا أملك قليلا من خبرة التعامل مع الناس من الناحية الاجتماعية، ولكنى أملك الكثير من الحكمة والقدرة على التحليل في معظم الأمور الهامة، ولذلك فأنا رجل ناضج صالح للزواج بشهادة كل من عرفني معرفة جيدة. إلا أن تقديري للأمور الاجتماعية فيه شيء من الخلل أعوضه بالتأني، وكثرة التفكير والاستشارة والاستخارة.
ولعلكم تتساءلون كيف عرفت هذا عن نفسك، ببساطة الناس تخبرك، يتطوع أحدهم أو إحداهن بدون مناسبة ويخبرني أنني شديد الذكاء، أو يخبرك أحدهم أو إحداهن بدون مناسبة أنني وسيم، فعندما يتكرر هذا تفهم صفة عن نفسك، أو من ردود أفعال الناس، أو من تعليقهم على الآخرين الذين تتواجد لي معهم صفات مشتركة، أو من ضحكهم غير المصطنع على مزاحي... إلخ.
ومثل هذا في الصفات السيئة، بالرغم من أنني قادر على إدارة حياتي وحياة أسرتي، ولكن "وهذا من أسباب هذه الاستشارة" لدي قلق من أن يكون حكمي على الناس فيه شيء من عدم النضج، فكنت أرى منذ فترة ليست طويلة أن التهريج بين الشباب والشابات يدل على انحلال أخلاقي، ولكنى الآن بعد أن فرض على الاختلاط لأكثر من 8 أشهر، فهمت أن هذا نابع عن اعتياد الجنس الآخر؛ فكأنك تنسى وتتصور أنهم من جنسك، ففهمت أن الاختلاط بهذه الكيفية محرم ولكنه مفروض علينا ويفرض علينا أخطاء، هو ما يعرف باعتياد المعصية فكأنك لا تلحظها. السؤال هو لو كانت عندك فرصة للتوقف عن هذا فهل تتوقف؟ وهل تحاول أن تضع الأمور تحت السيطرة؟ نعم لابد من ذلك.
أنا قلق من مسألة "اختيار ذات الدين" ولعل هذا من أبرز الأسباب التي تجعلني أستشيركم، أسألكم تصحيح تعريفي لذات الدين، ورأيكم في هذه المعايير، هل هي معايير متشددة؟ هل هي متسيبة؟ هل تحتاج تعديل؟ ... إلخ عند ذات الدين، الدين هو أول الأولويات على الأقل فكريا، فكثير من الناس لديهم مشكلة في ممارسة الدين من الناحية التعبدية والناحية الأخلاقية، ولكن نفوسهم لوامة، ويعملون عملا حقيقيا كي يغيروا عيوبهم؛ وبالتالي يظهر ذلك على سلوكهم وكلامهم، كما تظهر عيوبهم، فأنا لم أصل بعد إلى طموحي الديني، ولكنى ألاحظ أنني أقترب منه رويدا رويدا. ذات الدين، لا تحلل الحرام ولا تترك أكثر الفروض، فهي خارج سجن الهوى.
إن الإنسان الذي يقنع بحرمة قول أو فعل ما بعد التحري ثم يبرر بأشياء غير منطقية أن أفعاله مباحة، ثم تجده متشبثا برأيه غير محقق فيه وغير مهتم من التحقق فيه ويستسلم لمبرراته، فإنه يتبع هواه وقد جعل إلهه هواه. ذات الدين وقافة عند ما تفهمه من الكتاب والسنة، أما ما لا تفهمه فلا بأس، "فقد وضع عن أمة محمد الخطأ والنسيان". إن كانت لديها مشكلة أخلاقية أو تعبدية، فلابد أن تعترف بحرمة فعلها وعلى ذلك تغير نفسها. ذات الدين "تفلتر" نفسها من الذنوب المعتادة المتكررة، وتعمل على الارتقاء في الدين وتسعى إلى ذلك سعيا حقيقيا، أنا لا أطلب أن تكون حافظة لكتاب الله، ولكنها لا بد من أن تكون محافظة على الصلاة. هذا مطلب رئيسي وإن كنت أنا لدي مشاكل في الصلاة وتقصير، ولكن هذا يرجع إلى حد كبير إلى الوسواس القهري، وإن كنت أنا قد تغلبت على 70% من عيوبي التعبدية، فأنا لا أفهم إنسانا طبيعيا لا يصلي.
إلا أنني قد أقبل بخطبة إنسانة تصلي يوميا ولكن بعض الفروض تفوتها، ولا أقبل أن أتزوجها حتى تتوب توبة نصوحا، وتنتظم على الصلاة لمدة 4 أشهر على الأقل، هناك أشياء ببساطة لا أقبلها أن تكون في خطيبتي، لا بد أن يمضي على امتناعها عن الـ"شات" مع الذكور فترة لا تقل عن ستة أشهر، ويحبذ أنها لم تفعل لأنني لم أفعل قط.
وإن اتضح لي أنها فعلت ذلك ثم توقفت فلا بد من اختبار ذلك، وجهة نظري في ذلك أن هذا فساد عام، عم معظم المراهقين والشباب، إنه مثل الأفلام الإباحية، أنا شاهدت الأفلام الإباحية وقد تبت لله ولكن خبرتي تقول إنه يحتمل أن ترجع إلى مثل هذا، إذا لم تمر فترة كافية أي أكثر من 6 أشهر قبل أي ارتباط من أي نوع، وبسبب اعتقاد حرمة الفعل وليس للانشغال بالعمل مثلا، كذلك أنها لو صادقت شابا في مقتبل حياتها "ولا أقصد الزنا بطبيعة الحال"، فلا بأس ولكن هناك شرطين، أولهما أن يكون ذلك في سن ما قبل 22، والثاني أن يكون عمرها الحالي على الأقل 24، أي أن تبقى سنتين على الأقل تائبة عن ذلك.
إن هذا العيب بالذات يتناقض مع الحديث "إن غبت حفظتك" إن كانت لها أموال أو رأي في البنوك الربوية وكانت تعلم بالآية "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ"، فعلي النظر في رأيها فإن كان هوى فعلي تركها رأسا لأنها من أهل الهوى قطعا، وإن كان جهلا أو قناعة فقهية متينة فلا بأس.
هي مرفوضة قطعا إن كانت عاقة لوالديها، لا بد أن تقبل ولو "بالكلام" أن تقدمني وأولادها في سبيل الله، لا بد أن تَقبل وتُقبل "بضم التاء" على دراسة كتاب الله، فهو العون الحقيقي على الاستقامة، لا بد أن تعينني على ترك المعاصي، ويحبذ أن تدفعني لفعل الخير، أعتقد أن هذه ذات الدين التي تكافئني والله أعلم. أنا لست ملتزما كما ينبغي ولكني قطعت مشوارا طويلا في الالتزام وأعتبر أن الدين هو محور الحياة التي تدور حوله باقي المحاور... لا أستطيع أن أطلب أزهرية للزواج، سوف ترفض على أي حال، ولا أستطيع أن أطلب من ليست على طريق الالتزام مثلي.
هناك أشياء أخرى في غاية الأهمية وتقلقني؛ أولا إحساسها بالأمان هو موضع سؤال، فما أعرفه أن المرأة لابد أن تشعر أن رجلها أكبر منها، وهذا موضع شك في هذه الحالة، أولا هي أكبر منى بعام أو عامين، بالتالي هي قطعا ذات خبرة اجتماعية أكبر، إنها تعمل في نفس المجال، وأنا لا أعلم إن كانت أكثر تفوقا منى وهذا موضع شك، لأنها كانت في وضع يؤهلها لأن ترأسني ولكن هذا لم يحدث نتيجة لقرار الإدارة، إذن فهو ليس رأيي وحدي أن خبراتها العملية لا تؤهلها لقيادتي، أنا أعتقد أنني شاب مثقف ولا أظنها أكثر ثقافة مني.
أما ماديا فأنا من الطبقة فوق المتوسطة ولم أستطع أن أستشف من أي طبقة هي، في الواقع أنا لا أعلم بالضبط ما هي المعايير التي يجب اتباعها هنا، ولكني أعتقد أيضا أنه طالما أن المستوى الاجتماعي والأدبي والديني والمادي متقارب فلا يبقى غير:
1- أن تفهم هي أن الرجال قوامون على النساء.
2- أن أفهم أنا كيف أشعرها بالأمان وكيف أدفعها لحبي واحترامي.
3- القائد الناجح هو قدوة محبوب وحاسم عند الضرورة وليس المستبد الغبي... وعلى أن أتعلم ذلك بالقراءة والوقت والفطرة كيف أن أكون أنجح من الناحية القيادية.
في الواقع أعتقد أنى قلق من طلب فتاة تكبرني بعامين بالرغم من أن لدي مشكلة اجتماعية واضحة، الأمر الذي أجد صعوبة في تحديد مدى أهميته؛ فأنا لم أكن فتاة من قبل كي أحدد كيف تشعر الفتاة بالأمان والسكن! لأنه من الواضح أنه سوف توجهني من الناحية الاجتماعية لمدة 5 أعوام، بصراحة أنا ليست لدى أي مشاكل في هذا، بل أجد هذا طريفا لطيفا، بل إنني أحتاج إلى شخص مقرب جدا ينصحني بما يراه.
السؤال الأخير ولعل هذا من أهم أسئلة هذه الاستشارة، أنا أحاول أن أستعرض البدائل المتاحة أمامي الآن، فأرجو تقديم بدائل أخرى، أو مقترحات، أو إيضاحات، كأن تقولوا (..لا هذا ليس حراما لأن كذا... أو تقولوا... لا بأس من ذلك ولكن لا ننصح به وهكذا...). طبعا لم أكشف عن قلبها، لعلها تريد خطيبها الأول، سألتها إن كانت المشكلة في عرجي فحلفت أنها ليست المشكلة. حاولت أن أقنعها أو أفهم منها لم لا، وأخبرتها أنه لا يشترط أن تحبني من أول يوم، مفيش فايدة، قلت لها كلاما ربما يفهم من معناه "هل السبب هو عدم وجود قبول؟"، فقالت ما يفهم منه أن نعم، بصراحة لم أصدقها وذلك لأن كثيرا من تصرفاتها تدل على اهتمام، حتى أن بعض الناس لاحظ ذلك!!.
للأسف الشديد، يصعب جدا تغيير الانطباعات الأولى، كنت أود أن أخطبها أو تكون في نفس الشركة فأضعها تحت هذه الاستفهامات الشرعية والاختبارات لمعرفة حقيقة دينها، وكنت أتمنى أن أعرفها بعد اكتساب الخبرة التي اكتسبتها الآن فأكون أكثر جاذبية وأكثر مرونة وأكثر ذكاء ودهاء، هذه مسألة البيضة والفرخة، لا طائل من التفكير فيها.. أنا خايف أحاول أن أنتقل إلى الشركة التي هي فيها الآن على أمل أن تغير رأيها بعد فترة، فتكون النتيجة أن ترفضني مرة أخرى، ولا "ينوبني" إلا مشاكل في تقدمي الوظيفي وعدم قدرة على النسيان، "طيب أحاول أتصل بها بشكل دوري، كل أسبوع مثلا... حرام، ثم إنها هتصدني طيب أعمل إيه، مفيش غير حل واحد، هو أن أتصل مرة أخرى بعد شهر مثلا"
وأحاول أن أجعلها تتكلم معي في مكان عام لمدة ساعة أو ساعتين، يمكن أقدر أقنعها... "وليه ده كله؟ علشان مرتاح لها قوي وبحبها، بفكر فيها يوميا، حتى عيوبها أعتقد أنها مناسبة لي"، مع التحفظ على أنني لا أعرف عيوبها كلها ولم أسألها عنها بصراحة، كنت أتألم يوميا حتى دعوت ربى أن يزيل الألم ويبقي على الحب إن كنت سأتزوجها، أو يخرجها من قلبي وعقلي إن لم أكن سأتزوجها، ألاحظ أن الألم يزول عندما يعود الأمل، ولكن الألم يرجع عندما أفقد الأمل "بعكس ما يقال"، ولكن إن كان ولا بد فيجب أن أفقد الأمل، فهذا خير من الأوهام.
أنا خائف من أنني إذا لم أقم بهذه الخطوة أكون قد فرطت في حق نفسي بتفريطي في الأخذ بالأسباب، أو يمكن إذا كان لا يجوز مقابلتها في مكان عام، أن أرسل لها رسالة وأطلب منها أن تقرأها وترد على كل نقطة فيها، حتى لا تتهرب، وأطمئن إلى أنني أخذت بكل الأسباب، سوف أحدثها عن شخصيتي الحقيقية من خلال معارفي، ماذا يقولون عني وما رأيهم في، وكيف أن رأي زملائي في العمل مختلف تماما عن رأي الأهل والأصدقاء وأضرب لها الأمثلة عن عيوبي ومميزاتي وكيفية تطوري، وأحدثها أن القبول كلمة مصدرها "قبل"، أي أن الإنسان يقبل أشياء معينة في شريكه ولا يقبل أشياء أخرى، فإن غلبت الصفات التي يقبلها على الصفات التي لا يقبلها، حدث قبول بنسبة معينة تكافئ الفرق بين الفرق بين الصفتين، وبالرغم أن القبول يحدث في العقل الباطن ولكن العقل الواعي التحليلي هو الذي يمد العقل الباطن بالمعلومات، أنا متفق معها تماما في أنني أرفض أن تتزوجني دون أن يحدث قبول منها، ولكن اعتقادي أن سبب عدم قبولها هو الكثير من المعلومات الخاطئة.
لذلك الحل الوحيد هو أن تعطيني فرصة كي تقبليني أو ترفضيني تبعا لمعطيات حقيقية، أو "خدها من قصيرها، وانسى يا عمرو، انسى وهتحب غيرها في خلال عامين كما حدث في مراهقتك"، اختيار صعب ولكن.. تأتى الريح بما لا تشتهى السفن، ولعل الخير والرضا في غيرها.. لو أني اخترت هذا الاختيار فما رأيكم في التقدم من خلال المعارف لفتاة أخرى مش يمكن تعجبني وأنسى هذه التجربة بعد فترة بسيطة، المشكلة لو قبلت هي، هذا أن تفترض هي أنه ليس لدي أسئلة تحتاج منها إلى إجابة، بل إن لي متطلبات معينة، وخطوطا حمراء دينية واجتماعية وحياتية، لا بد أن تتنازل من أجلها وتعمل على إرضائي باحترامها، أو التفاوض عليها، وعندها خطوط حمر لا بد لي من احترامها، وقد يؤدي كل هذا إلى الانفصال أو الاتفاق كأي علاقة مبنية على أسس سليمة، وحتى لا أضيع عليها فرصا أخرى فلا بد من الحديث عن هذا كله في الثلاثة أشهر الأولى من الخطوبة، إن خطبتها أصلا.
ومثل هذا إن خطبت غيرها، أما التصرف الذي لا أحبذه هو عدم التصرف على الإطلاق، لا أحبذه لأنه الأكثر إيلاما، وهو أن أترك الأمور تنساب، ولا أسعى إلى أن أنساها من خلال امرأة أخرى فهذا خطر على نفسي وعلى الأخرى، وانتظر حتى تكتمل خبراتك الاجتماعية ونضوجك العاطفي، ويزداد التزامك الديني.. لاحظ مثلا أن تصرفاتك في العام الماضي لم تكن حكيمة أبدا، بإمكاني أن أقول إنني تغيرت بشكل غير عادي في سنة واحدة، فاصبر لمدة عامين آخرين فتكون جذابا اجتماعيا خبيرا محنكا جاهزا 100%. أتمنى أن يظهر المستشار تفهما لعواطفي، أعتقد أن هذا من أكثر ما أحتاجه الآن.
لا شك أن صفة عدم الارتياح والقلق والألم هي صفة لازمة لي منذ أن حدثت هذه الأزمة، ليس لدي أقوال أخرى.
الإمضاء: شاب يبحث عن الاستقرار العاطفي والراحة ولعلني أبحث عن النسيان.
30/06/2024
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا على موقعكم هذا، أنا أظن أن موقعا مثل موقعكم لا يقل ثوابا ولا أهمية عن حمل السلاح ضد أعداء الأمة.. أتمنى مثل أجركم هذا بشكل أو بآخر. في الواقع ليست لدي مشكلة حقيقية، وأظن أن أمري بسيط إن شاء الله، أنا أرسل هذه الاستشارة لسببين؛ أولا لاتخاذ قرار، ثانيا لتدوين وتنقيح وإجلاء خبرة تعلمتها.
من أنا؟ أنا شاب يبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، وأعمل مبرمجا، ومتفوق في عملي أو هكذا يقول رؤسائي وأقراني، يقال إنني متدين، وسيم الوجه طيب الطباع، مثقف خفيف الظل، هذه كانت الأخبار الجيدة وبالطبع لا تفترض أن هذه الصفات تتساوى في الدرجات، أي أنه بإمكانك أن تضيف عبارة "إلى حد ما" لكل هذه الصفات.
أما الصفات السيئة فسوف أسردها في قصة مختصرة لكي أعطي فكرة جيدة عن شخصيتي. فبينما أنا في المرحلة الابتدائية والإعدادية، كانت لدي مشكلة اجتماعية لأسباب كثيرة، منها وأهمها، أني كنت "أعرج" مما أدى لأمرين، الأول هو الرفض النسبي من أقراني لمشاركتهم لعب كرة القدم "لاحظ كلمة النسبي فغالبا ما كنت أتفاعل مع أقراني ولكن بدرجة أقل من المطلوب" وأعتقد أن هذا هو أحد أسباب انزوائي النسبي عن الناس، ففي سن مبكرة جدا كنت أعاني من "رفض المشاركة"، أما السبب الثاني هو كثرة الترحال، والثالث هو أن أسرتي غير اجتماعية.
ومن ضمن الأسباب أيضا هو عدم وجود تدريب من أي نوع لمدرسي المرحلة الابتدائية والإعدادية، فقد كنت لا ألعب في فترة الفسحة لأنه يطلب مني البقاء في الفصل تارة وأترك لرغباتي الانطوائية تارة، عندما مر الزمن فهمت أن هؤلاء المدرسين لم يتلقوا أي نوع من التدريب.
وفى سن الإعدادية قام الأطباء بعمل جراحة ناجحة أدت لتحسن ملحوظ لحالتي المرضية، ولكن لم يكن الشفاء التام، وكانت للجراحة آثار جانبية، الأثر الأول أنني زدت انطواء لأني لازمت الفراش أو المنزل حتى بداية الثانوية العامة، لك أن تتخيل أن مهارة "صباح الخير أو السلام عليكم" كانت مهارة جديدة بالنسبة لي في الفترة الثانوية، اكتشفت أنني إنسان غير مهتم بالآخرين وأنني قد استمتع أكثر بحياتي لو أشعرت الناس الذين أحبهم باهتمامي بهم، لتوي اكتشف هذه المهارة اليوم، وما زال أمامي مشوار طويل من الملاحظات لتعلم درجة الاهتمام التي يريدها الناس.
منذ حوالي 7 سنوات ونتيجة عوامل عدة ومنها الضغط النفسي الذي تعرضت له جراء محاولتي التأقلم مع الناس، أصبت بالوسواس القهري المصحوب بالاكتئاب، فازداد انعزالي عن الناس، كما أنني تأخرت في الدراسة لعام ونصف لنفس السبب، حالتي قد تحسنت كثيرا الآن، ولكن ما زلت أعاني قليلا ولكن هناك تحسنا كبيرا ملحوظا، "أكثر وساوسي في الطهارة" عندما التحقت بعملي منذ عام تقريبا، كانت المشكلة هي أنني التحقت بمجتمع بدا لي في هذه الفترة أنه مجتمع معقد، تعاشر فيه الناس كما تعاشر أهلك، ولكن عليك أن تتعلم أن تحذرهم حذر العدو في بعض الأحيان.
وهناك تعرفت عليها، في البداية كثيرا ما شعرت أنها معجبة بي، النظرات والتلميحات، ولكن هذا لا يدل على شيء لأن الاختلاط يؤدي أحيانا إلى إعجاب مؤقت، ويؤدي أيضا إلى رفع الحواجز بين الذكور والإناث؛ وبالتالي أنا لست على يقين من أنها اهتمت بي ولكن هناك كثيرا من الشواهد التي تؤكد ذلك. أنا لم أستطع التقدم لخطبتها فقد كان لدي كثير من التحفظات الدينية عليها في هذه الفترة بالذات، ولم أكن أعلم كيف أحكم عليها، أحيانا أجدها تصلي وأحيانا أتساءل هل صلت، أجد فيها شيئا من عدم التحفظ في الاختلاط، ولكن نظرتي لهذا الأمر قد تغيرت.
أنا أحسست من كلامها وتعليقاتها وتصرفاتها أن معظم صفاتها الأخلاقية والدينية مناسبة، هي ليست ملتزمة، ولكن على طريق الالتزام، المشكلة هي أنني بعد فترة وجيزة ونتيجة لقلة خبرتي وإعجابي الشديد بها كنت أحتك بها بخصوص أمور خاصة بالعمل، كان عندي عشم بأن تعاملني هي معاملة خاصة وكنت أغضب عندما لا أجد هذه المعاملة، و"كانت معاملاتي الاجتماعية فيها كثير من الأحكام الخاطئة"، ولم يكن هذا ظاهرا في عقلي التحليلي ولكني فهمت هذا عندما حللت عقلي الباطن.
وأخيرا وقعت في حبها، "أنا مش فاهم" لماذا عندما أحب إحداهن تخطب لغيري، "حاجة تغيظ"، ولكن بالطبع كإنسان متدين أوقفت أي تعامل بيني وبينها قدر الإمكان إلى أن اتضح لي أنها في أغلب الظن سوف تفسخ "قراءة الفاتحة"، كان عندها مشاكل في قراءة الفاتحة وأنا لا أعلم ما هي تلك المشاكل، ولكن بدا لي أنها تريد أن تكمل العلاقة وبدا لي أنها تحب خطيبها ولكن الله شاء أن تفسخ الخطوبة، تركت عملها معي وانتقلت لعمل آخر وحينها فقط تيقنت أنها فسخت خطوبتها، فاتصلت بها وطلبتها ورفضت وأنا لا أعلم لماذا رفضت، كان عندي أمل أن تقبل ولو على مضض.
حدثت أحداث كثيرة في هذه الفترة قبل أن أطلبها، أولها أنني أعطيت انطباعا خاطئا عن شخصيتي وذلك نتيجة لانعدام الخبرة، إلا أنني بعد مرور عام تغيرت تغيرا كبيرا، أعتقد أنني أحتاج إلى عامين آخرين حتى أتحول إلى شخصية جذابة وهذا من خلال قراءة كتب العلاقات الإنسانية والممارسة ومتابعة المشاكل على موقعكم هذا.
إنني أخشى أن أفهم بشكل خاطئ، أنا أملك قليلا من خبرة التعامل مع الناس من الناحية الاجتماعية، ولكنى أملك الكثير من الحكمة والقدرة على التحليل في معظم الأمور الهامة، ولذلك فأنا رجل ناضج صالح للزواج بشهادة كل من عرفني معرفة جيدة. إلا أن تقديري للأمور الاجتماعية فيه شيء من الخلل أعوضه بالتأني، وكثرة التفكير والاستشارة والاستخارة.
ولعلكم تتساءلون كيف عرفت هذا عن نفسك، ببساطة الناس تخبرك، يتطوع أحدهم أو إحداهن بدون مناسبة ويخبرني أنني شديد الذكاء، أو يخبرك أحدهم أو إحداهن بدون مناسبة أنني وسيم، فعندما يتكرر هذا تفهم صفة عن نفسك، أو من ردود أفعال الناس، أو من تعليقهم على الآخرين الذين تتواجد لي معهم صفات مشتركة، أو من ضحكهم غير المصطنع على مزاحي... إلخ.
ومثل هذا في الصفات السيئة، بالرغم من أنني قادر على إدارة حياتي وحياة أسرتي، ولكن "وهذا من أسباب هذه الاستشارة" لدي قلق من أن يكون حكمي على الناس فيه شيء من عدم النضج، فكنت أرى منذ فترة ليست طويلة أن التهريج بين الشباب والشابات يدل على انحلال أخلاقي، ولكنى الآن بعد أن فرض على الاختلاط لأكثر من 8 أشهر، فهمت أن هذا نابع عن اعتياد الجنس الآخر؛ فكأنك تنسى وتتصور أنهم من جنسك، ففهمت أن الاختلاط بهذه الكيفية محرم ولكنه مفروض علينا ويفرض علينا أخطاء، هو ما يعرف باعتياد المعصية فكأنك لا تلحظها. السؤال هو لو كانت عندك فرصة للتوقف عن هذا فهل تتوقف؟ وهل تحاول أن تضع الأمور تحت السيطرة؟ نعم لابد من ذلك.
أنا قلق من مسألة "اختيار ذات الدين" ولعل هذا من أبرز الأسباب التي تجعلني أستشيركم، أسألكم تصحيح تعريفي لذات الدين، ورأيكم في هذه المعايير، هل هي معايير متشددة؟ هل هي متسيبة؟ هل تحتاج تعديل؟ ... إلخ عند ذات الدين، الدين هو أول الأولويات على الأقل فكريا، فكثير من الناس لديهم مشكلة في ممارسة الدين من الناحية التعبدية والناحية الأخلاقية، ولكن نفوسهم لوامة، ويعملون عملا حقيقيا كي يغيروا عيوبهم؛ وبالتالي يظهر ذلك على سلوكهم وكلامهم، كما تظهر عيوبهم، فأنا لم أصل بعد إلى طموحي الديني، ولكنى ألاحظ أنني أقترب منه رويدا رويدا. ذات الدين، لا تحلل الحرام ولا تترك أكثر الفروض، فهي خارج سجن الهوى.
إن الإنسان الذي يقنع بحرمة قول أو فعل ما بعد التحري ثم يبرر بأشياء غير منطقية أن أفعاله مباحة، ثم تجده متشبثا برأيه غير محقق فيه وغير مهتم من التحقق فيه ويستسلم لمبرراته، فإنه يتبع هواه وقد جعل إلهه هواه. ذات الدين وقافة عند ما تفهمه من الكتاب والسنة، أما ما لا تفهمه فلا بأس، "فقد وضع عن أمة محمد الخطأ والنسيان". إن كانت لديها مشكلة أخلاقية أو تعبدية، فلابد أن تعترف بحرمة فعلها وعلى ذلك تغير نفسها. ذات الدين "تفلتر" نفسها من الذنوب المعتادة المتكررة، وتعمل على الارتقاء في الدين وتسعى إلى ذلك سعيا حقيقيا، أنا لا أطلب أن تكون حافظة لكتاب الله، ولكنها لا بد من أن تكون محافظة على الصلاة. هذا مطلب رئيسي وإن كنت أنا لدي مشاكل في الصلاة وتقصير، ولكن هذا يرجع إلى حد كبير إلى الوسواس القهري، وإن كنت أنا قد تغلبت على 70% من عيوبي التعبدية، فأنا لا أفهم إنسانا طبيعيا لا يصلي.
إلا أنني قد أقبل بخطبة إنسانة تصلي يوميا ولكن بعض الفروض تفوتها، ولا أقبل أن أتزوجها حتى تتوب توبة نصوحا، وتنتظم على الصلاة لمدة 4 أشهر على الأقل، هناك أشياء ببساطة لا أقبلها أن تكون في خطيبتي، لا بد أن يمضي على امتناعها عن الـ"شات" مع الذكور فترة لا تقل عن ستة أشهر، ويحبذ أنها لم تفعل لأنني لم أفعل قط.
وإن اتضح لي أنها فعلت ذلك ثم توقفت فلا بد من اختبار ذلك، وجهة نظري في ذلك أن هذا فساد عام، عم معظم المراهقين والشباب، إنه مثل الأفلام الإباحية، أنا شاهدت الأفلام الإباحية وقد تبت لله ولكن خبرتي تقول إنه يحتمل أن ترجع إلى مثل هذا، إذا لم تمر فترة كافية أي أكثر من 6 أشهر قبل أي ارتباط من أي نوع، وبسبب اعتقاد حرمة الفعل وليس للانشغال بالعمل مثلا، كذلك أنها لو صادقت شابا في مقتبل حياتها "ولا أقصد الزنا بطبيعة الحال"، فلا بأس ولكن هناك شرطين، أولهما أن يكون ذلك في سن ما قبل 22، والثاني أن يكون عمرها الحالي على الأقل 24، أي أن تبقى سنتين على الأقل تائبة عن ذلك.
إن هذا العيب بالذات يتناقض مع الحديث "إن غبت حفظتك" إن كانت لها أموال أو رأي في البنوك الربوية وكانت تعلم بالآية "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ"، فعلي النظر في رأيها فإن كان هوى فعلي تركها رأسا لأنها من أهل الهوى قطعا، وإن كان جهلا أو قناعة فقهية متينة فلا بأس.
هي مرفوضة قطعا إن كانت عاقة لوالديها، لا بد أن تقبل ولو "بالكلام" أن تقدمني وأولادها في سبيل الله، لا بد أن تَقبل وتُقبل "بضم التاء" على دراسة كتاب الله، فهو العون الحقيقي على الاستقامة، لا بد أن تعينني على ترك المعاصي، ويحبذ أن تدفعني لفعل الخير، أعتقد أن هذه ذات الدين التي تكافئني والله أعلم. أنا لست ملتزما كما ينبغي ولكني قطعت مشوارا طويلا في الالتزام وأعتبر أن الدين هو محور الحياة التي تدور حوله باقي المحاور... لا أستطيع أن أطلب أزهرية للزواج، سوف ترفض على أي حال، ولا أستطيع أن أطلب من ليست على طريق الالتزام مثلي.
هناك أشياء أخرى في غاية الأهمية وتقلقني؛ أولا إحساسها بالأمان هو موضع سؤال، فما أعرفه أن المرأة لابد أن تشعر أن رجلها أكبر منها، وهذا موضع شك في هذه الحالة، أولا هي أكبر منى بعام أو عامين، بالتالي هي قطعا ذات خبرة اجتماعية أكبر، إنها تعمل في نفس المجال، وأنا لا أعلم إن كانت أكثر تفوقا منى وهذا موضع شك، لأنها كانت في وضع يؤهلها لأن ترأسني ولكن هذا لم يحدث نتيجة لقرار الإدارة، إذن فهو ليس رأيي وحدي أن خبراتها العملية لا تؤهلها لقيادتي، أنا أعتقد أنني شاب مثقف ولا أظنها أكثر ثقافة مني.
أما ماديا فأنا من الطبقة فوق المتوسطة ولم أستطع أن أستشف من أي طبقة هي، في الواقع أنا لا أعلم بالضبط ما هي المعايير التي يجب اتباعها هنا، ولكني أعتقد أيضا أنه طالما أن المستوى الاجتماعي والأدبي والديني والمادي متقارب فلا يبقى غير:
1- أن تفهم هي أن الرجال قوامون على النساء.
2- أن أفهم أنا كيف أشعرها بالأمان وكيف أدفعها لحبي واحترامي.
3- القائد الناجح هو قدوة محبوب وحاسم عند الضرورة وليس المستبد الغبي... وعلى أن أتعلم ذلك بالقراءة والوقت والفطرة كيف أن أكون أنجح من الناحية القيادية.
في الواقع أعتقد أنى قلق من طلب فتاة تكبرني بعامين بالرغم من أن لدي مشكلة اجتماعية واضحة، الأمر الذي أجد صعوبة في تحديد مدى أهميته؛ فأنا لم أكن فتاة من قبل كي أحدد كيف تشعر الفتاة بالأمان والسكن! لأنه من الواضح أنه سوف توجهني من الناحية الاجتماعية لمدة 5 أعوام، بصراحة أنا ليست لدى أي مشاكل في هذا، بل أجد هذا طريفا لطيفا، بل إنني أحتاج إلى شخص مقرب جدا ينصحني بما يراه.
السؤال الأخير ولعل هذا من أهم أسئلة هذه الاستشارة، أنا أحاول أن أستعرض البدائل المتاحة أمامي الآن، فأرجو تقديم بدائل أخرى، أو مقترحات، أو إيضاحات، كأن تقولوا (..لا هذا ليس حراما لأن كذا... أو تقولوا... لا بأس من ذلك ولكن لا ننصح به وهكذا...). طبعا لم أكشف عن قلبها، لعلها تريد خطيبها الأول، سألتها إن كانت المشكلة في عرجي فحلفت أنها ليست المشكلة. حاولت أن أقنعها أو أفهم منها لم لا، وأخبرتها أنه لا يشترط أن تحبني من أول يوم، مفيش فايدة، قلت لها كلاما ربما يفهم من معناه "هل السبب هو عدم وجود قبول؟"، فقالت ما يفهم منه أن نعم، بصراحة لم أصدقها وذلك لأن كثيرا من تصرفاتها تدل على اهتمام، حتى أن بعض الناس لاحظ ذلك!!.
للأسف الشديد، يصعب جدا تغيير الانطباعات الأولى، كنت أود أن أخطبها أو تكون في نفس الشركة فأضعها تحت هذه الاستفهامات الشرعية والاختبارات لمعرفة حقيقة دينها، وكنت أتمنى أن أعرفها بعد اكتساب الخبرة التي اكتسبتها الآن فأكون أكثر جاذبية وأكثر مرونة وأكثر ذكاء ودهاء، هذه مسألة البيضة والفرخة، لا طائل من التفكير فيها.. أنا خايف أحاول أن أنتقل إلى الشركة التي هي فيها الآن على أمل أن تغير رأيها بعد فترة، فتكون النتيجة أن ترفضني مرة أخرى، ولا "ينوبني" إلا مشاكل في تقدمي الوظيفي وعدم قدرة على النسيان، "طيب أحاول أتصل بها بشكل دوري، كل أسبوع مثلا... حرام، ثم إنها هتصدني طيب أعمل إيه، مفيش غير حل واحد، هو أن أتصل مرة أخرى بعد شهر مثلا"
وأحاول أن أجعلها تتكلم معي في مكان عام لمدة ساعة أو ساعتين، يمكن أقدر أقنعها... "وليه ده كله؟ علشان مرتاح لها قوي وبحبها، بفكر فيها يوميا، حتى عيوبها أعتقد أنها مناسبة لي"، مع التحفظ على أنني لا أعرف عيوبها كلها ولم أسألها عنها بصراحة، كنت أتألم يوميا حتى دعوت ربى أن يزيل الألم ويبقي على الحب إن كنت سأتزوجها، أو يخرجها من قلبي وعقلي إن لم أكن سأتزوجها، ألاحظ أن الألم يزول عندما يعود الأمل، ولكن الألم يرجع عندما أفقد الأمل "بعكس ما يقال"، ولكن إن كان ولا بد فيجب أن أفقد الأمل، فهذا خير من الأوهام.
أنا خائف من أنني إذا لم أقم بهذه الخطوة أكون قد فرطت في حق نفسي بتفريطي في الأخذ بالأسباب، أو يمكن إذا كان لا يجوز مقابلتها في مكان عام، أن أرسل لها رسالة وأطلب منها أن تقرأها وترد على كل نقطة فيها، حتى لا تتهرب، وأطمئن إلى أنني أخذت بكل الأسباب، سوف أحدثها عن شخصيتي الحقيقية من خلال معارفي، ماذا يقولون عني وما رأيهم في، وكيف أن رأي زملائي في العمل مختلف تماما عن رأي الأهل والأصدقاء وأضرب لها الأمثلة عن عيوبي ومميزاتي وكيفية تطوري، وأحدثها أن القبول كلمة مصدرها "قبل"، أي أن الإنسان يقبل أشياء معينة في شريكه ولا يقبل أشياء أخرى، فإن غلبت الصفات التي يقبلها على الصفات التي لا يقبلها، حدث قبول بنسبة معينة تكافئ الفرق بين الفرق بين الصفتين، وبالرغم أن القبول يحدث في العقل الباطن ولكن العقل الواعي التحليلي هو الذي يمد العقل الباطن بالمعلومات، أنا متفق معها تماما في أنني أرفض أن تتزوجني دون أن يحدث قبول منها، ولكن اعتقادي أن سبب عدم قبولها هو الكثير من المعلومات الخاطئة.
لذلك الحل الوحيد هو أن تعطيني فرصة كي تقبليني أو ترفضيني تبعا لمعطيات حقيقية، أو "خدها من قصيرها، وانسى يا عمرو، انسى وهتحب غيرها في خلال عامين كما حدث في مراهقتك"، اختيار صعب ولكن.. تأتى الريح بما لا تشتهى السفن، ولعل الخير والرضا في غيرها.. لو أني اخترت هذا الاختيار فما رأيكم في التقدم من خلال المعارف لفتاة أخرى مش يمكن تعجبني وأنسى هذه التجربة بعد فترة بسيطة، المشكلة لو قبلت هي، هذا أن تفترض هي أنه ليس لدي أسئلة تحتاج منها إلى إجابة، بل إن لي متطلبات معينة، وخطوطا حمراء دينية واجتماعية وحياتية، لا بد أن تتنازل من أجلها وتعمل على إرضائي باحترامها، أو التفاوض عليها، وعندها خطوط حمر لا بد لي من احترامها، وقد يؤدي كل هذا إلى الانفصال أو الاتفاق كأي علاقة مبنية على أسس سليمة، وحتى لا أضيع عليها فرصا أخرى فلا بد من الحديث عن هذا كله في الثلاثة أشهر الأولى من الخطوبة، إن خطبتها أصلا.
ومثل هذا إن خطبت غيرها، أما التصرف الذي لا أحبذه هو عدم التصرف على الإطلاق، لا أحبذه لأنه الأكثر إيلاما، وهو أن أترك الأمور تنساب، ولا أسعى إلى أن أنساها من خلال امرأة أخرى فهذا خطر على نفسي وعلى الأخرى، وانتظر حتى تكتمل خبراتك الاجتماعية ونضوجك العاطفي، ويزداد التزامك الديني.. لاحظ مثلا أن تصرفاتك في العام الماضي لم تكن حكيمة أبدا، بإمكاني أن أقول إنني تغيرت بشكل غير عادي في سنة واحدة، فاصبر لمدة عامين آخرين فتكون جذابا اجتماعيا خبيرا محنكا جاهزا 100%. أتمنى أن يظهر المستشار تفهما لعواطفي، أعتقد أن هذا من أكثر ما أحتاجه الآن.
لا شك أن صفة عدم الارتياح والقلق والألم هي صفة لازمة لي منذ أن حدثت هذه الأزمة، ليس لدي أقوال أخرى.
الإمضاء: شاب يبحث عن الاستقرار العاطفي والراحة ولعلني أبحث عن النسيان.
30/06/2024
رد المستشار
عزيزي "عمرو"، أهلا بك في موقع مجانين دوت كوم، بعد قراءة رسالتك المفصلة، يمكنني تقديم التفسير والنصيحة التالية:
فالتفسير النفسي والمرضي لمشكلتك ممكن توضيحه في بعض النقاط الاتية:
1. خلفية الطفولة والمراهقة: فقد عانيت من مشكلة جسدية (العرج) أثرت على تفاعلاتك الاجتماعية المبكرة. وكذلك عملي التنقل المتكرر والبيئة الأسرية غير الاجتماعية ساهما في صعوبات التكيف الاجتماعي. وهذه العوامل أدت إلى تطور ميول انطوائية ونقص في المهارات الاجتماعية.
2. تطور الوسواس القهري والاكتئاب: فالضغط النفسي الناتج عن محاولاتك للتكيف الاجتماعي أدى إلى ظهور الوسواس القهري والاكتئاب لديك وهذه الحالات زادت من عزلتك الاجتماعية وأثرت على دراستك.
3. صعوبات في العلاقات والتفاعلات الاجتماعية: فقد تعاني من نقص الخبرة في التعاملات الاجتماعية أدى إلى سوء فهم وتفسير خاطئ لبعض المواقف. وقد صعوبة في فهم وإدارة المشاعر العاطفية، خاصة في سياق العلاقات مع الجنس الآخر.
4. القلق حول اختيار شريكة الحياة: فالخوف من عدم القدرة على تقييم الشريكة المناسبة بشكل صحيح. قد يؤدى الى القلق من عدم القدرة على توفير الشعور بالأمان للشريكة بسبب نقص الخبرة الاجتماعية.
5. الصراع بين الرغبات العاطفية والمعايير الدينية والأخلاقية: فمحاولة الموازنة بين الرغبة في علاقة عاطفية والالتزام بالمعايير الدينية والأخلاقية. قد يؤدى أيضا الى القلق والتردد.
النصائح للتعامل مع المشكلة:
1. العلاج النفسي: وأنصحك في هذا الصدد بالبحث عن طبيب نفساني او معالج نفساني متخصص للمساعدة في التعامل مع الوسواس القهري والاكتئاب. فالعلاج المعرفي السلوكي قد يكون مفيداً لتحسين المهارات الاجتماعية وإدارة القلق.
2. تطوير المهارات الاجتماعية: فعليك الانضمام إلى مجموعات أو نوادي اجتماعية لممارسة التفاعل الاجتماعي في بيئة آمنة. وكذلك الاستمرار في قراءة الكتب عن العلاقات الإنسانية وتطبيق ما تتعلمه.
3. التركيز على التطور الشخصي: وعليك الاستمرار في العمل على تحسين مهاراتك المهنية والشخصية وكذلك ممارسة الرياضة والأنشطة التي تعزز الثقة بالنفس.
4. إعادة تقييم معايير اختيار الشريكة: حاول أن تكون أكثر مرونة في معاييرك مع الحفاظ على قيمك الأساسية وركز على التوافق في القيم والأهداف الحياتية بدلاً من التركيز الزائد على التفاصيل الصغيرة.
5. التعامل مع الموقف الحالي: وعليك احترم قرار الفتاة التي رفضتك وتقبل أن هذا قد يكون الأفضل لك ولا تحاول الضغط عليها أو محاولة تغيير رأيها بشكل متكرر.
6. الانفتاح على فرص جديدة: كن منفتحاً على التعرف على أشخاص جدد، سواء للصداقة أو للزواج ولا تركز كل طاقتك على شخص واحد.
7. الصبر والتأني: وتذكر أنك ما زلت في مرحلة النمو والتطور الشخصي لذا لا تتسرع في اتخاذ قرارات مصيرية وامنح نفسك الوقت للنضج والتطور.
8. الاستعانة بالأهل والأصدقاء: وعليك مشاركة مخاوفك وأفكارك مع أشخاص موثوقين في حياتك للحصول على الدعم والنصيحة.
وتذكر أن التغيير والتطور يحتاجان إلى وقت وجهد. كن صبوراً مع نفسك واستمر في العمل على تحسين ذاتك. مع الوقت والممارسة، ستجد أن مهاراتك الاجتماعية والعاطفية تتحسن، مما سيساعدك في نهاية المطاف على بناء علاقات صحية ومستقرة.
مع خالص دعائي لك بالرضا والتوفيق.