مشكلتي أن زوجتي لها علاقة لا أرتاح بها أبدا؛ فهي ولفترات طويلة على الهاتف لها كلام غير مفهوم مع صديقتها، وإن فهم فهو سخيف، وتقضي فترات طويلة معها وحدهما بحجة العمل للإسلام والدعوة، لكنني لا أجد أي ثمار لهذا العمل.
حاولت التحدث مع زوجتي مرات ومرات عديدة، وقمت بنصحها لكنها تقول بأنهما يحبان بعضهما في الله ويتعاونان على الخير، لكن هذا الكلام لم أقتنع به.
أنا سعيد في بيتي، ولكن هذا الموضوع يؤرقني؛ لأن زوجتي أصبحت حياتها كلها صديقتها.. تليفوناتها.. زياراتها، حتى في العمل علمت أنهما يقضيان وقتا مع بعضهما.
زوجتي مصرة على هذه الصحبة، أريدكم أن ترشدوني كيف أتصرف؟ لأنني متأكد أن زوجتي متعلقة جدا بصديقتها، وأشعر أنه من الممكن الاستغناء عني من أجلها، وأعلمكم أنني حاولت مع زوجتي لكي تقرأ عما ذكر على صفحتكم بخصوص العلاقات المثلية والحب المرضي بين أفراد الجنس الواحد، لكنها ترفض.. أرجوكم أرشدوني.
01/07/2024
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
في البداية لا بد من الإشارة إلى محتوى الاستشارة، فهي لا تحتوي على تفاصيل أخرى سوى أن زوجتك لها علاقة صداقة مع آنسة أو سيدة أخرى وأخبرتك بأن الحب بينهما هو في الله عز وجل. لم تذكر أن كان هناك أطفال في البيت العائلي وعن الواجبات والفعاليات المشتركة بين الزوجين، ولا تتطرق أبداً الى العلاقة الجنسية بينكما.
السؤال الذي تطرحه في استشارتك هو كيف تتصرف معها ولديك شكوك بوجود علاقة مثلية بينها وبين صديقتها. يضاف إلى ذلك تتحدث أيضاً بأن الحوار بين زوجتك وصديقتها غير مفهوم أحيانا ويتميز بسخافته. تعليقك على طبيعة ومحتوى هذا الحوار لا يخلو من التحيز المعرفي بسبب نفورك من هذه العلاقة. التحيز المعرفي يدفع الإنسان تدريجياً إلى استنتاجات بعيدة عن الصواب إطارها الشك أحيان، وفي ضمن الحضارة الراهنة وكثرة الحديث عن المثلية يتم جنسنة بعض السلوكيات والعلاقات بين الأفراد. لا يوجد في رسالتك ما يشير إلى وجود دليل على أن هناك علاقة جنسية بين زوجتك وصاحبتها.
العلاقات الودية والصداقات بين أفراد الجنس الواحد ظاهرة طبيعية والكثير من الأفراد يترددون أحياناً في دخول عش الزوجية خوفا من نهاية هذه العلاقات الودية والصداقات التي تلبي احتياجات الفرد المختلفة وخاصة مشاركة الآخرين بمشاكل عاطفية ومهنية ناهيك عن الدعم المعنوي والمادي الذي يحصل عليه الفرد أحيانا من أصدقائه بدون شروط. وضع مثل هذه العلاقات في إطار المثلية أحيانا مصدره كثرة الإشارة إلى موضوع المثلية في المواقع المختلفة والإعلام الثقافي والعامي.
ما يمكن استنتاجه من رسالتك أن زوجتك لديها علاقة صداقة قوية مع امرأة أخرى وتشير كذلك إلى إطار هذه الفعاليات ديني ولكن في نفس الوقت ما تسمعه يتميز بسخافته. على ضوء ذلك لا يوجد دليل يستحق الذكر يشير إلى وجود علاقة جنسية بينها وهذا الاستنتاج مصدره الخوف من المثلية وكأنها وباء منتشر في كل مكان. الحقيقة العلمية التي يمكن الاستناد عليها بإن العلاقات المثلية بين الذكور والإناث لم يتغير انتشارها منذ أكثر من سبعين عاماً سوى أن هذه العلاقات أصبحت علانية ولا يتم تجريمها في غالبية بلاد العالم. كذلك الأمر مع العالم العربي والإسلامي فلا يوجد دليل على أن انتشار المثلية تغير منذ القدم، ولكن ما هو معروف بأن التجارب الجنسية المثلية بين الذكور أكثر شيوعاً في العالم الشرقي والعربي بسبب الكبت الجنسي وهناك إشارة إلى انتشار مثل هذا السلوك بنسبة ٤٠٪ ، وربما هذا الرقم لا يختلف كثيراً في الإناث كذلك.
لا يستطيع الموقع التعليق على طبيعة العلاقة الزوجية وإن كنت تشير إلى أنك سعيد في بيت الزوجية. هناك الحاجة إلى مراجعة الفعاليات والهوايات المشتركة بينك وبين زوجك وغض النظر عن علاقتها بصديقتها. ليس من الصواب أن تحرمها من هذه الصداقة وسيزداد تعلقها بها مع تصريحات سلبية تصدر منك. من الظواهر المعروفة في العلاج النفساني بأن تركيز أحد الزوجين على مثل هذه العلاقات نتيجته دوما زيادة قوة الصداقة وتعكس دوماً فشل أحد الطرفين في سد احتياجات ناقصة لزوجه لا يدركها أولا يجب أن يعترف بها.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
زوجتي سحاقية ولا أستطيع طلاقها!
زوجتي سحاقية وأنا بالخارج هل أطلقها؟
زوجتي تمارس السحاق : وهام الخيانة الزوجية!