أحييكم على هذا الموقع الغني وعلى ما تقدمون من خدمات، أنا متزوج منذ عشر سنوات، وزوجتي عصبية المزاج، وحاولت معها بطرق شتى، وكان يحصل منها تقدم بسيط ثم تتراجع. والمشكلة أنني أسكن مع أهلي في نفس العمارة، ولكن في شقة منفصلة، وهي غير متعاونة مع أهلي، ولا تريد الاندماج معهم في شيء، وهذا الأمر يزعجني جدًّا،
ولا أدري ما الحل كي تكون مندمجة معهم، مع العلم أنهم لا يتدخلون في حياتنا مطلقًا،
ومع العلم أيضًا أنها تخرجت في كلية الشريعة؟!
3/7/2024
رد المستشار
أخي العزيز، لفت أنظارنا أنك تشتكي من عصبية زوجتك، وعدم تعاونها مع أهلك – بعد هذه العِشْرة الطويلة – دون أن تذكر لنا بعض التفاصيل عن الجهود التي بذلتها أنت في سبيل إصلاح الظروف والأسباب التي تؤدي لهذه العصبية، وعدم التعاون!! فهل العصبية كانت طبعاً في زوجتك من قبل الزواج تزوجتها وأنت تعلمه؟! أم أن هذه العصبية أمر طارئ جَدَّ بعد الزواج أو بعد الإنجاب وتزايد أعباء المنزل والأولاد والعمل إذا كانت تخرج للعمل؟!
على كل الأحوال نعتقد أن في زوجتك صفات أخرى طيبة، وأنها تحاول إصلاح عيب العصبية هذا ، وتحتاج إلى عون وتفهم منك لأسبابه وملابساته، ومن هذا التفهم أن يكون نقدك تلميحاً لا تصريحاً، وكثرة النقد تدفع أحياناً للعناد، بينما يعطي الله على الرفق ما لا يعطي على سواه، والمرأة يؤثرها طيب الحديث، وحسن السلوك والملاطفة، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زوجاته أمهات المؤمنين، وهو القائل: "لا يفرك – أي لا يبغض – مؤمن مؤمنة؛ إذا كره منها خلقاً، رضي منها آخر".
أما عن عدم تعاونها مع أهلك، فهي شكوى غامضة قد تكون ناتجة عن توقعات عالية باندماج كبير، واختلاط يجور على الخصوصية مما تأباه أية امرأة بفطرتها التي تميل إلى أن تكون حرة في بيتها، وتدبير شئونها.
وقد يكون أهلك لا يعطون أهمية كبرى لعدم التعاون هذا، إما لأنهم تعودوا عليه، أو تجنباً للمشاكل، وحرصاً على مشاعرك، وعلاقتك بهم، وهذا التغاضي – إذا توافر – فهو مما يحمد للأهل، ولا داعي لإثارة فتنة نائمة، والتوازن هام بين حقوق العائلة الواسعة، وحقوق الأسرة الأصغر.
إن الزواج شركة يديرها الرجل، وحين يحدث خلل في الأداء اليومي للشركة نسأل مديرها أولاً عن ممارسته لمهامه وقيامه بواجباته، وأرى أن من المشكلات الزوجية ما هو هين لا يستحق التضخيم، أو الاعتبار من الأصل، ولكن ينبغي احتوائه بسلاسة وتمريره بحكمة، ومنها ما هو محتاج إلى معالجة عبر وقت وجهد، وحوار وتفاهم متبادل يبحث عن الأسباب، ويستكشف صيغ "التسوية السليمة" للمنازعات الأسرية.
راجع أمورك بهدوء، وتعامل معها بتعقل، وتجاوز عن الصغائر، يصفو لك كدر الحياة قدر المستطاع، وأي الناس تصفو مشاربه يا أخي؟!
وأعلمنا بالتطورات.
واقرأ أيضًا:
أنا وزوجي وأهله: معارك ومشاحنات!
أعاني من زوجي، وأهله!
أهل زوجي في بيتي: من يطيق هذا؟!
زوجي يدفعني لكراهية أهله!
الحياة في حقيبة: بيتي أم بيت العائلة؟
تدخلات الأهل: الحياة على كف عفريت!!