السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في أوائل العشرينيات من عمري، مؤهل متوسط، وأعمل في شركة قطاع خاص. من خلال عملي تعرفت على مهندس زميلي في العمل، والموضوع تطور بنا ووصل إلى تبادل للمشاعر.
وهو يريد أن يرتبط بي بشكل رسمي، ولكن والدته غير موافقة، وأسبابها هي:
1- أني دبلوم وهو مهندس، مع أنها تعرف أني سأكمل دراستي من السنة القادمة إن شاء الله.
2- أنها تريد بنتا مستواها المالي والاجتماعي عال جدا، مع أنهم يعيشون في المستوى الطبيعي الذي يعيش فيه أي إنسان.
3- أن شكلي لا يعجبها.
أنا رأيتها وتكلمت معها ورأت أني لا أنفع ابنها للأسباب السابقة، وهو يريدني ومقتنع بي جدا، وأنا أيضا أريده ومقتنعة به، لكننا نريد رضا أمه وموافقتها، وهي مصممة على الرفض، فماذا نفعل؟.
وفي الوقت نفسه أتاني عريس في البيت وأهلي يغصبونني عليه، ولا أعرف ماذا أفعل. أتمنى الاهتمام وسرعة الرد لخطورة الموضوع، فعلا نحن نريد بعضنا لكن أمه ترفض، ولا نستطيع أن نبتعد عن بعض، وفي الوقت نفسه لا نريد عمل شيء غصبا عنها، لكنها مصممة.
وعندما يتكلم معها تقول هذا رأيي، وأنا أريد راحتك، وعندما يقول لها: أنا أريد رضاك تقول أنا لن أعيش لك العمر كله؛ فما الحل يا ترى؟ يغصب عليها ويحضرها فعلا ويتكلم بشكل رسمي في البيت ثم نراضيها بعد ذلك، أم يسمع كلامها ونبتعد عن بعض؟.
أرجوكم ساعدوني، أنا تعبت، وفعلا لا أعرف ماذا أفعل، حياتنا مرتبطة ببعض جدا ولا نقدر على البعد..
قولوا لي ما الحل؟.
3/7/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة،
سوف أبدأ معك الحكاية من نهايتها... وأقول لك: لو تأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له كزوج المستقبل.. لو حدث هذا بالفعل... فليتمسك كل منكما بالآخر، وعلى هذا الشاب أن يخوض معركته حتى النهاية لإقناع والدته بما يريد، ولا أحسبها ستستمر في رفضها لو وجدت منه إصرارا على رأيه وتمسكا باختياره ولو بذل جهدا في إقناعها بمبررات عقلانية أنكِ الاختيار الأنسب له.
والمهم في قصتكما هو أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له بالفعل، خصوصا أن الحب يعمي العيون عن عيوب المحبوب، وأن رفض الأهل يجعل كل واحد منكما يركز على هذا الرفض وكيفية تجاوزه وكيفية التعامل معه، ولا يسمح لكما هذا الانشغال بالتعرف على الآخر وميزاته وعيوبه.
وهناك سؤالان محوريان لابد من الإجابة عليهما قبل أن نناقش معا مشكلة رفض أمه لزواجكما، والسؤال الأول هو: كيف يمكن أن يتأكد كل واحد منكما أن الآخر هو الاختيار الأنسب له؟
أما السؤال الثاني فيبحث في مقدار توافر النضج اللازم لإدارة علاقة زوجية مستقرة عندكما؟.
والإجابة على هذين السؤالين لا تعتبر إجابة سهلة وميسرة، ولكنها تحتاج للكثير من التدقيق والتمحيص؛ وذلك لأن الفروق الفردية بين البشر كثيرة ومتنوعة حسب الطباع والصفات الشخصية وحسب البيئات التي أثرت في كل منا، وحسب توقعات كل واحد منا ورؤيته للزواج.
ومن المؤكد أن ما يناسبك قد لا يناسب غيرك، وما يمكن لغيرك تحمله قد لا تستطيعين أنت تحمله، والبداية تكون برحلة صادقة للتعرف على النفس والتبصر بمزاياها وعيوبها، والتعرف على ما يلائمها ويتوافق معها ويكملها من صفات في شريك الحياة، ثم تأتي المرحلة الثانية بالتعرف على الآخر والبحث عن عيوبه ومزاياه، مع التأكد من إمكانية حدوث التكامل والتوافق بين طرفي العلاقة.
والسؤال الثالث الذي يحتاج لإجابات صادقة منكما هو: هل أنتما بالفعل مؤهلان لإدارة حياة زوجية وأسرية؟ هل تدركان قيمة ومعنى الحياة الزوجية؟ ما هو مفهوم الزواج في نظر كل واحد منكما؟ وهل هناك توقعات مسبقة ترسم صورة متخيلة للحياة الزوجية لا يمكن تحقيقها على أرض الواقع؟ وهل تمتلكان بالفعل المهارات المؤهلة لإدارة حياة زوجية مستقرة، ومن هذه المهارات مهارات التواصل بين الزوجين.. ومهارات التفاوض وحل المشكلات والتعامل مع الأزمات وإدارة الخلافات والاختلافات، وهل يمكنكما بالفعل إدارة الأسرة بمسؤولياتها وباقتصادياتها؟ وهل عندكما من المهارات ما يؤهلكما للقيام بأعباء الوالدية على أفضل صورة ممكنة؟ أسئلة كثيرة.. تبحث عن إجابات وتبحث عن جهد وحركة لاكتساب هذه المهارات.
فإذا تأكدتما من توافر النضج ومن قدرتكما على التعايش والتوافق معا، وإذا تأكدتما من هذه الأمور، فعليه أن يخوض معركته مع والدته ليؤكد لها أنه لا يحب غيرك وأنه لن يسعد إلا معك، وأنه هو الذي يتزوج ولهذا فالقرار قراره، وأنه لا يريد إلا رضاها من أجل أن يحقق سعادته. ويمكنه أن يستعين بمن له تأثير عليها من الأهل أو الأصدقاء، وأحسب أنها لن تصمد طويلا أمام إصراره. وتقصيره وتقاعسه عن إقناعها قد يعني أنه أصبح غير راغب فيك، وهنا يمكنك أن تقبلي بغيره إذا توافرت فيه الشروط السابقة، مع دعواتنا أن يبارك الله لك وأن يقدر لك الخير حيث كان
واقرئي أيضًا:
كل شيء غير واضح! هو وأمه!
زوجي وتأثير أمه عليه!
بعد الخطبة: حماتي سبب كل المشاكل!