السلام عليكم
أعاني من مشكلات نفسية واجتماعية ومادية ودينية، وتبدأ هذه المشاكل من المشكلة المادية حيث إني من أسرة فقيرة جدا، توفي أبي وأنا في الخامسة من عمري، وأنا أكبر إخوتي، وتزوجت أمي بعد ذلك من أحد أقارب أبي كان يسيء معاملتي أنا وإخوتي بالضرب والشتائم.
تبدأ المشكلة النفسية مع نهاية المرحلة الثانوية وعادت لتظهر بشدة منذ دخولي كلية الهندسة -وهي الكلية التي أرغبها منذ الصغر- واشتد تعبي النفسي عند رسوبي في الفرقة الإعدادية، صدمة مازلت أعاني آثارها حتى الآن مع وصولي للفرقة الرابعة هذا العام، فلم يحزنني أي شيء سوى تأخري الدراسي عامين؛ رسوب في إعدادي، وعذر في ثالثة، منقول بمادة في أولى ومادتين في ثالثة، ومقبول في إعدادي وثانية، وأنا في السنة السابعة لي في الكلية، وأدعو الله أن تكون الأخيرة بعد اجتيازها بنجاح.
أشعر بإحباط ويأس يلازمني دائما وعدم ثقة في نفسي مطلقا، ورهبة عند مواجهة من لا أعرفهم، وخجل في مواقف اجتماعية معينة، والميل للانطواء والعزلة والبعد عن الناس، ورهاب اجتماعي أحيانا، وأشعر بالعجز دائما، وضعف الإرادة، وأشعر أنني ضعيف الشخصية وجبان وبخيل وأناني، وليس لي ولاء للآخرين، ومن الممكن أن أكون مرائيا ومنافقا وكل الصفات المكروهة فيّ.
أصلي أحيانا الفروض خلف الأمام، وأحيانا أخرى أتثاقل عن الصلاة، كما أمارس العادة السرية مرتين أسبوعيا، وحاولت كثيرا الإقلاع عنها ولم أتمكن مما أصابني باليأس. أتمنى أن يرزقني الله بالزوجة الصالحة ولكني لا أستطيع ذلك لظروفي المادية -أنظر إلى الجنس الآخر بشهوة- ، وما أذكره هو أني أحب الجنس الآخر جدا، وأصبر على الجوع ولا أصبر عن رؤيتهن وكلامهن.
أما عن مشكلتي الاجتماعية فهي أني لا أحب وجود زوج أمي في البيت معي، لا أرغب فيه، أكون سعيدا ومرتاحا عندما يكون بعيدا، لا أعرف ماذا أفعل في ذلك؟
آسف للإطالة، وجزاكم الله كل خير.
18/7/2024
أعاني من مشكلات نفسية واجتماعية ومادية ودينية، وتبدأ هذه المشاكل من المشكلة المادية حيث إني من أسرة فقيرة جدا، توفي أبي وأنا في الخامسة من عمري، وأنا أكبر إخوتي، وتزوجت أمي بعد ذلك من أحد أقارب أبي كان يسيء معاملتي أنا وإخوتي بالضرب والشتائم.
تبدأ المشكلة النفسية مع نهاية المرحلة الثانوية وعادت لتظهر بشدة منذ دخولي كلية الهندسة -وهي الكلية التي أرغبها منذ الصغر- واشتد تعبي النفسي عند رسوبي في الفرقة الإعدادية، صدمة مازلت أعاني آثارها حتى الآن مع وصولي للفرقة الرابعة هذا العام، فلم يحزنني أي شيء سوى تأخري الدراسي عامين؛ رسوب في إعدادي، وعذر في ثالثة، منقول بمادة في أولى ومادتين في ثالثة، ومقبول في إعدادي وثانية، وأنا في السنة السابعة لي في الكلية، وأدعو الله أن تكون الأخيرة بعد اجتيازها بنجاح.
أشعر بإحباط ويأس يلازمني دائما وعدم ثقة في نفسي مطلقا، ورهبة عند مواجهة من لا أعرفهم، وخجل في مواقف اجتماعية معينة، والميل للانطواء والعزلة والبعد عن الناس، ورهاب اجتماعي أحيانا، وأشعر بالعجز دائما، وضعف الإرادة، وأشعر أنني ضعيف الشخصية وجبان وبخيل وأناني، وليس لي ولاء للآخرين، ومن الممكن أن أكون مرائيا ومنافقا وكل الصفات المكروهة فيّ.
أصلي أحيانا الفروض خلف الأمام، وأحيانا أخرى أتثاقل عن الصلاة، كما أمارس العادة السرية مرتين أسبوعيا، وحاولت كثيرا الإقلاع عنها ولم أتمكن مما أصابني باليأس. أتمنى أن يرزقني الله بالزوجة الصالحة ولكني لا أستطيع ذلك لظروفي المادية -أنظر إلى الجنس الآخر بشهوة- ، وما أذكره هو أني أحب الجنس الآخر جدا، وأصبر على الجوع ولا أصبر عن رؤيتهن وكلامهن.
أما عن مشكلتي الاجتماعية فهي أني لا أحب وجود زوج أمي في البيت معي، لا أرغب فيه، أكون سعيدا ومرتاحا عندما يكون بعيدا، لا أعرف ماذا أفعل في ذلك؟
آسف للإطالة، وجزاكم الله كل خير.
18/7/2024
رد المستشار
الأخ السائل..
هناك باب كبير في الأبحاث العلمية عن "الفقر"، ويذهب بعض علماء الاجتماع إلى دراسة الفقر بوصفة منظومة متكاملة لها آثار على كل نواحي الحياة ومنها الصحة والمرض حتى نشأ مصطلح "أمراض الفقر"، وتنعقد الندوات "والمؤتمرات" للتعامل مع الفقر ومشكلاته حتى انعقدت قمة عالمية برعاية الأمم المتحدة، وكان لي حظ المشاركة فيها، عام 1995 في كوبنهاجن عاصمة الدانمارك، وكان اسمها قمة التنمية الاجتماعية، وأطلق عليها البعض "قمة محاربة الفقر"، وانعقدت اجتماعات لمتابعة توصيات كوبنهاجن، وذلك بعد مضي سنوات على "قمة الفقر".
وفي الأثر: "لو كان الفقر رجلا لقتلته".
ويمكن أن ترى الصراعات والجهود الإنسانية الداخلية والدولية من منظور الفقر ومحاولة التغلب عليه بأساليب اقتصادية وأنظمة سياسية وخطط اجتماعية وثقافية تساهم في التخفيف من آثاره فضلا عن محاولة استئصال جذوره.
لا تبتعد هذه المقدمة عن حالتك الشخصية ففي نشأتك الفقيرة معاناة، وكان فيها أيضا دافع المحاولة والانعتاق، ومثل أية محاولة فيه يمكن أن تتعثر وتفشل أحيانًا، ولكن فشل مرة لا يعني نهاية المطاف، إنما الاستسلام للحزن واليأس والإحباط يؤدي إلى مزيد من الفشل.
ومما يعين على تجاوز أمراض الفقر أن يرتبط الإنسان بصحبة طيبة تعينه على الفضائل، وتذكره إذا نسي، وصدق من قال: "المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه"، وأنت لم تذكر لنا شيئا عن زمالة أو صداقات، أو علاقة اجتماعية تعقدها مع آخرين!!
ومما يعينك ويعين كل إنسان، أن يكون لك مجال هواية أو إبداع أدبي أو علمي أو فني، وأهمية هذه الهواية القابلة للتطوير أنها سبيل فعال ومحمود للتواصل مع الآخرين وتجاوز الخجل تدريجيًّا، وأنها كذلك سبيل للشعور بالتحقق، وأن الإنسان كيانًا وذاتًا متميزة، وأنه شيئا مذكورًا، وهو طموح إنساني عام لا يقتصر على طبقة ولا على قطر.
والأخلاق السيئة تتغير بالاحتكاك واكتساب خبرات إيجابية، والتدريب على سلوكيات حميدة ورشيدة، ولا بد لهذا من بيئة، ومجال أو دائرة حركة، والجامعة بأنشطتها، والجماعة الاجتماعية بأفرادها، وجماعات الاهتمام المشترك كلها دوائر تصلح لممارسة خطة تغيير الذات وتطويرها، وقد استنفضنا من قبل في شرح تركيبة، وأدوار هذه الدوائر.
والميل لرؤية الجنس الآخر والتفكير بالبنات هو شيء فطري، وقد تتجاوز الحاجة إلى الجنس والدافع الجنسي الحاجة إلى الطعام والشراب؛ لأنه دافع قوي وبخاصة في مثل سنك، والمعدل الذي تمارس به العادة السرية يبدو معقولا مقارنة بآخرين، وإن كنا ننصح بالتخفيف أو الامتناع عنها ما أمكن ذلك، ولدينا في هذا الأمر تفاصيل أرجو أن تراجعها ففيها ما يفيد.
وقد تحتاج إلى عون طبي نفساني متخصص إذا لم تفلح كل هذه الخطوط والخطوات في تجاوز ما أنت فيه، وما ترفضه من أحوالك.
وأنت مقياس نفسك في الحكم على ما تراه قابلا للتغيير بمجرد الاحتكاك والتفاعل الاجتماعي، وما تشعر أنه يحتاج إلى تداخل علاجي أرجو ألا تتردد في طلبه عبر قنواته "الطبيعية"، وبعضها منخفض التكاليف، ويناسب ظروفك.
وبمجرد أن تتخرج وتنتهي من خدمة التجنيد -إن كنت مطالبًا بها- ستكون فرصتك أكبر في الحصول على عمل بأجر، وعندما تقبض أول مرتب من عملك ستشعر أن صفحة جديدة قد انفتحت في كتاب حياتك، وستكون فرصتك أكبر في البحث عن الزوجة التي ترضي بك وتناسبها ظروفك.
أرجو أن تظل على صلة مستمرة بصفحتنا قارئا للقديم والجديد فيها مشاركًا فيها بالرأي والنقد، معاونا لنا في تطوير خدمتنا فنحن نعتز بكل من يتصل بنا، ومرة أخرى أشكرك على ثقتك، وأدعو الله أن يوفقك لما فيها الخير، وتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
أرغب بالزواج وظروفي المادية ضعيفة
عقدة الفقر والغنى أم الثلاثية المظلمة؟
الفقر الحقيقي
عقلي مخزن بقاعدة بيانات للمشاعر السلبية
الوجدانية السلبية والتشخيص اضطراب شخصية