لا أعرف كيف أبدأ.. ولكن مشكلتي تكمن في شكي في سلوك خطيبتي.. فمنذ أن عقدنا قراننا وهي تنتظر اللحظة التي أختلي بها؛ كي تتغزل بي.. و"تنقَضّ" عليّ لتقبيلي.. وتقوم بحركة غريبة؛ فدائما ما تقوم بمص شفتي.. وأنا أتقزز وأنفر.. كذلك تقبّل رقبتي أحيانا.. و…و… أنا بصراحة دائما أقول لها: توقّفي عن فعل ذلك، وأزجرها أيضا فتبكي!!.
من أين تعلّمت هذه الحركات؟؟ أنا محتار أفيدوني.. علما بأنني أحبها جدا.. ولكن أنا "ملتزم".. فهل من إرشاد؟!
وجزاكم الله خيرا
16/7/2024
رد المستشار
أخي الكريم، في لقائي الأخير بعدد من مستشاري هذه الصفحة أشار أحد المستشارين إلى أهمية التوقف عند بعض الألفاظ والمصطلحات لتوضيحها، والاتفاق على تعريف أو مفهوم محدد لها، وكان من هذه الألفاظ كلمة "ملتزم".
تبعث لي أخت بمشكلة عن عاطفة تشعر بها نحو شاب دون خوض في التفاصيل –وتقول أعرف أن مشاعر الحب خطأ، ويؤنبني ضميري لأنني "ملتزمة"، وترسل لنا أنت: "أحبها جدًا... ولكن أنا ملتزم" .. أخي، يبدو أن كلمة ملتزم قد أصبحت تعني أشياء لا حصر لها، وبعضها متناقض، مما يقلل من دلالتها وأهميتها.
على كل حال... ومن خلال المعلومات التي ذكرتها، فإننا لا نرى سببًا لحيرتك غير محدودية معرفتك بالحياة.
تسأل من أين تعلمت زوجتك هذه الحركات؟! ونحن نسألك: ومن أين تعلمت الطيور بناء العش، والشدو على الأشجار؟! ما تفعله زوجتك يا أخي الكريم هو تعبير عن حبها لك، وارتباطها بك، وهو تعبير ليس فيه أية ممارسة مرضية، ولا مخالفة شرعية ولا شيء فيه غير أنه قد يؤدي بكما إلى ممارسة جنسية كاملة، بما قد يكون مقبولاً في بعض الأحيان والمجتمعات، وقد لا يكون مقبولاً في أحوال ومجمعات أخرى؛ لأن العقد قد تم ولم يتم الزفاف بعد، والرفض يحدث بحسب العرف الاجتماعي لا بحسب الحكم الشرعي، وينبغي مراعاة العرف ما أمكن.
أما فعل زوجتك في ذاته فلا نجد فيه أية غضاضة، وسعيها في أن تتعلم فنون الحب لتمارسها مع زوجها هو سعي محمود، وتعبيرها الصريح عن رغباتها وعواطفها تجاهك هو تعبير مطلوب، وتصريح ينبغي أن تقابل فيه التحية بمثلها إن لم يكن بأفضل منها، لا أن تزجرها، فإن هذا من شأنه أن يصدمها، وربما خلق بداخلها تفاعلات أخرى مرضية تصيبها بما يمكن أن تشكو منه أنت مستقبلاً من أنها باردة أو ما شابه.
فتجاوب يا أخي مع زوجتك في رغباتها وتعبيراتها، وتعلم فنون الحب والتعبير عنه –طاعة لله- فهكذا علمنا الرسول العظيم، وأصحابه الكرام، بالإحسان في كل شيء، وهكذا يكون "الملتزم" و"الملتزمة" في البيت، ومع الزوج، وراجع كتب السنن الصحاح لتعلم هذا، مع مراعاة العرف السائد عندكم.