تأخر الزواج
السلام عليكم... جزى الله خيرا القائمين والمشاركين الكرام بهذا الموقع الرائع وأعانهم علي ما يقدمونه.
مشكلتي مباشرة وباختصار هي عدم زواجي حتى الآن مع الأسف... أعلم جيدا أنها مشكلة كثير من النساء ولكن لعل أجد من كلماتكم ما يهدئ أفكاري، فأنا لطالما كنت راضية ولدي قدر من القوة النفسية ولكن منذ سنة تحديدا بعد أن أتممت ال 36 وأنا أعاني بشدة.
إليكم نبذة عن نفسي:
أنا من أسرة مكون من أب وأم وثلاث أخوات ذكور (كلنا أعزب)، طبقتي الاجتماعية فوق المتوسط ولله الحمد. توفيت والدتي وأنا بعمر 14 عاما والذي كان له تأثير كبير وبالأخص من ناحية ما يتعلق بالحياة الأنثوية، فأنا بفضل الله من اجتهدت لتعليم نفسي عن مجتمع النساء. علاقتي بوالدي كانت ممتازة، كان نعم الأب والسند والحضن الدافئ ولكن توفاه الله منذ 5 سنوات وكانت هذه من أشد الصدمات في حياتي كلها والتي أعاني منها حتى الآن.
التزمت منذ أن كان عمري 15 عاما، ارتديت الحجاب، كنت أستمع للدروس الدينية وأحفظ القرآن وطبعا لم أختلط بالرجال في الثانوي أو الجامعة.
تربيت على أن الفتاة الملتزمة التي تحافظ على نفسها وسمعتها هي من يريدها الرجال لخطبتها وهي من تتزوج المحترم التقي فالطيبون للطيبات (طبعا مع مرور السنيين والخبرة وفهم العقيدة الصحيحة للابتلاءات تبين أن هذا كلام خطأ و ليس قاعدة).
حياتي العاطفية:
منذ دخولي الجامعة طبعا لم أختلط بالشباب ولكن فقط صديقاتي البنات.
- في عمر ال 19 اتخطبت عن طريق جواز الصالونات وطبعاً كأي فتاة كانت تجربة جديد. فكنت سعيدة في البداية أن هناك رجل ما دخل حياتي ولكن مع الأسف اتخطبت لمدة 4 شهور كانت كلها مشاكل لا تعد ولا تحصى، كانت تجربة مريرة .. هذا بالإضافة لضغط عمتي طول فترة الخطوبة لقبول هذا الرجل لأنه محترم ومحدش لاقي جواز... ولكن تم فسخ الخطوبة وخرجت من هذه التجربة حقاً متألمة.
- بعد فسخ الخطوبة ب 3 شهور، تقدم شخص آخر صالونات أيضا وجلست معه وقبلت به ولكن تم الرفض من ناحيته، شعرت بالألم والخيبة والخجل من أسرتي.
حتى عمر ال 23 لم يتقدم لي أحد مطلقاً.
- في عمر ال 24 تقدم شخص آخر وتم التعارف لمدة شهر ثم أيضاً تم الرفض من جانبهم ولكن بسبب اتفاقيات الزواج لم تكن مناسبة (وعلي أية حال أحمد الله لأنه لم يكن مناسب وكنت أحاول أن أقنع نفسي به) ولكن وقتها كانت صدمة أيضا.. منذ ذلك الحين حتي عمري هذا لم أوفق بأي علاقة.
حياتي المهنية والثقافية:
الحمد لله أعمل بشركة مرموقة بدخل جيد.
أطور من ذاتي وأستمع لدورات عن تنمية الذات والذكاء العاطفي والثقافة العامة.
افهم نفسي جيداً وما أتحمله وما لا أقدر أن اتحمله.
المشكلة:
لا أعرف حقيقة كيف أصيغ الكلاكيع المسيطرة على عقي التي أعاني منها:
1- أعاني من الوحدة بشدة خاصة بعد وفاة والدي، أنا بلا أب بلا أم بلا زوج وأولاد، حتى أخواتي لم يتزوجوا، أنا بلا أسرة طبيعية.
2- أتحسر عندما أرى من في عمري لديهم أسرة وأولاد في عمر المراهقة.
3- يتقدم لي الآن رجل متفصل ومعه أولاد مع زوجته، ولكن حقاً لا أستطيع ولا أتحمل تربية أطفال.. أستطيع مثلا تحمل الأب أو الأم، لكن أطفال لا أقدر، أنا أعلم ما أستطيع تحمله وما لا أقدر.
4- أفكر حتى لو تزوجت، أشعر أنه أصلا قد فاتني القطار وهل من تزوج في سن ال 20 في عنفوانه وقوته ومعه رفيق دربه منذ الصغر كما من تزوج في سن ال 40؟ هل من تزوج في الشباب وكبرا معا وسافرا معا وتشاركوا الحياة معاً كمن تزوج في الكبر بعد أن مرّ كل شخص منهم بأحداث حياتية كثيرة منهم بمفرده؟؟ هل من شاهد أبنائه وهو في عمر ال 25 كمن شاهدهم شباب وهم في عمر ال 60؟؟ هل سأنجب أصلاً؟؟ هل وهل وهل؟؟
مثلا منهم من يقول أن السعادة غير مرتبطة بالعمر أو أن عدد السنيين ليس لها دخل في التوافق بين الشركين.. حقاً لا أدري!!
5- أعاني من الاحتياج الجسدي وفي بعض الأحيان أشاهد مواقع غير لائقة وأستغفر وأتوب ثم أعود وأستغفر وأتوب.
أعتذر على الإطالة ولكن ختاماً أتمنى منكم النصيحة... هل هناك أمل في هذا السن أن أجد الحب؟ كيف السبيل إلى التأقلم، هل بالانشغال؟
كيف أكف عن المقارنة بالآخرين؟ كيف الرضا؟!
12/7/2024
رد المستشار
صديقتي..
الحياة لا تأتي قيمتها من الزواج والإنجاب... وقيمتك ليست مرتبطة بهذا أيضا.
الوحدة شعور ينتج عن عدم مصادقتك لنفسك في المقام الأول.. ليست للوحدة علاقة حقيقية بعدم وجود آخرين... قد نشعر بالوحدة ونحن محاطون بالأصدقاء والأحباب.. وأحيانا نكون وحدنا تماما ولكن لا نشعر بالوحدة... مقارنة ظروفك بظروف آخرين تعتقدين أنهم أحسن حالا لأنهم في أسرة لا ينتج عنه سوى الأسى وهو أمر في يدك تماما.
تقولين أنه ليس باستطاعتك التعامل مع أطفال الرجل المنفصل الذي تقدم لك.. لماذا إذا تتحسرين على تقلص فرص الإنجاب... الإنجاب في حد ذاته لن يضيف لك القيمة ولن يجعلك امرأة مكتملة.
على أي حال إن كنت تريدين تغييرا حقيقيا في حياتك فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فرصك في الحصول على شريك حياة وربما الإنجاب سوف تأتي عندما تغيري من نفسك ولكن بهدف تطوير نفسك وإسعادها وهذا لن يتحقق بدون الكف عن المقارنات التي تجعلك تركزين على ما ينقصك، بدلا من أن تركزي على ما لديك... ما يركز عليه الإنسان يكبر في حياته.
عليك بالهوايات والاهتمامات المتعددة والتي ستفتح أبواب للصداقات وربما الحب والزواج.
اكتبي قائمة من المواصفات التي تتمنينها في شريك الحياة... ثلاثون صفة على الأقل من مبادئ وهوايات واهتمامات وتعليم وثقافة وكل التفاصيل والحذافير التي تريدينها فيه إلى جانب أن يحبك ويحترمك ويقدرك... ثم اسألي نفسك لماذا تريدين هذه الصفات؟ ما هي الأشياء المشتركة بينك وبينه؟ وكيف تكوني المرأة التي يريدها هذا الرجل؟
الرضا والسعادة بالاختيار وليس بالحظ والظروف
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة