مشكلتي أننا تغربنا (أنا وزوجي) عن الوطن والأهل في سبيل تحصيل العلم، وقدر الله لنا في هذه البلاد أن نرزق بطفل؛ ففكرنا أن نتركه في رعاية أهلنا فترة سنة حتى نرتب أمورنا (عمره الآن 4 أشهر) وبذلك نكون قد اخترنا أخف الضررين فما هي السلبيات والإيجابيات؟ وهل يؤثر بعد الولد عنا على نفسيته؟ وهل لذلك آثار سلبية عند الكبر؟
نريد النصيحة. وأود أن أضيف أن الحلول الأخرى أن نضعه لدى حاضنة أو أترك الدراسة.
وجزاكم الله خيرا.
18/7/2024
رد المستشار
الابنة الكريمة "عين" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك.
أولاً، بارك الله لكم في طفلكم ويسر أموركم في الغربة ، سأركز في ردي على أسئلتك على بعض النقاط الهامة للنظر فيها عند اتخاذ القرار:
اولا: الإيجابيات:
1- ترتيب الأوضاع: ستتاح لكم الفرصة لترتيب أموركم دون الشعور بالضغط من رعاية الطفل.
2- رعاية العائلة: سيكون الطفل في رعاية العائلة ، مما يضمن له حنانًا وأمانًا أفضل من وجوده مع حاضنة.
3- استمرار الدراسة: يمكنكم استكمال دراستكم وتحقيق أهدافكم الأكاديمية والمهنية.
ثانيا: السلبيات:
1- الابتعاد عن الوالدين: قد يؤدي الأمر إلى تأثير نفسي على الطفل بسبب الابتعاد عن الوالدين في هذه المرحلة الحرجة من عمره.
2 - الارتباط العاطفي: قد يتأخر تطور الارتباط العاطفي بينكم وبين الطفل بسبب البعد الجغرافي.
3 - التأقلم: قد يجد الطفل صعوبة في التأقلم عندما يعود للعيش معكم بعد سنة.
الآثار النفسية على الطفل :
- على المدى القصير: يمكن أن يشعر الطفل بغياب الأمان نتيجة للابتعاد عن والديه.
- على المدى الطويل: قد يؤدي الانفصال المبكر إلى بعض المشكلات في تكوين العلاقات العاطفية في المستقبل. فالأطفال يحتاجون إلى وجود الأبوين بشكل مستمر لتعزيز الشعور بالأمان والثقة والقدرة على تكوين العلاقات في المستقبل .
- الحلول البديلة:
1- الحاضنة: وضع الطفل لدى حاضنة قد يكون حلا بديلا لكن بدون الاعتماد عليها كلية ، أو ترك الطفل لديها بالأيام، بمعنى يمكن أن يقضي الطفل معها ساعات طويلة من اليوم ثم يعود للمنزل في نهاية اليوم ليقضي مع والديه بعض الوقت ويتلقى الرعاية منهما بقدر المستطاع حتى ولو لساعتين فقط خلال اليوم لضمان استمرار الاتصال بينكم وإشعار الطفل بالاهتمام من جانبكم، وأعتقد أن هذا الحل أفضل من تركه مع العائلة وإبعاده عنكم جغرافيا، حيث سيكون من الصعب الاعتناء به جانبكم وإشعاره باهتمامكم ورعايتكم .
2- ترك الدراسة: ولا أقصد هنا ترك الدراسة كلية أو بشكل نهائي ولكن إذا كان بالإمكان تأجيل الدراسة لفترة مؤقتة حتى يكبر الطفل قليلاً ويصبح أكثر قدرة على التأقلم مع الابتعاد وانشغالك في الدراسة فسيكون هذا أفضل للطفل.
- النصيحة:
القرار يعتمد على ظروفكم الخاصة ومدى قدرتكم على التعامل مع التحديات التي يمكن أن تواجهوها . من المهم محاولة تقليل فترة الانفصال قدر المستطاع إذا قررتم ترك الطفل مع العائلة، والحرص على التواصل المستمر معه عبر الفيديو والمكالمات لضمان استمرار الشعور بالأمان والارتباط العاطفي .
أعانكم على اتخاذ القرار الصائب