بسم الله الرحمن الرحيم..
مشكلتي أني كانت لدي صديقة مقربة جدا جدا.. وكنا دوما مع بعض، لا ننقطع أبدا عن بعض، سواء بالاتصالات أو الزيارات، كانت صديقتي كالكتاب المفتوح لي أعرف كل شيء عنها وأساعدها في مشكلها يعلم الله أني كنت أحبها فيه وما زلت.
لكن بعد زواجها لاحظت تغيرها وأصبحت قليلة الاتصال بي تشعرني دوما بأنها مشغولة، بدأت أفتقد خوفها وسؤالها عني كالسابق أيضا لم تعد كالسابق تشاركني في أفراحها وأحزانها هذا الموضوع أثر في جدا وأحيانا عندما أتذكر كيف كنا وأصبحنا أبكي بحرقة.
سؤالي هل هذه الحالة التي أمر بها شيء طبيعي أم حالة مرضية؟ أحيانا قبل النوم أتذكرها وأبكي من الأعماق.
أو عندما أكلمها وأجدها ترد علي ببرود، أرجوكم أخبروني ماذا أفعل؟
20/7/2024
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على صفحة استشارات مجانين، أشعر بالألم الذي تمرين به هذه الأيام، وقد مررت بتجربة مشابهة وكانت خبرة جديدة ومؤلمة في آن واحد، ولكنها علمتني الكثير... فأصبحت هذه الخبرة الأولى بمثابة التطعيم الذي زاد من مناعتي فيما بعد.. أو كما يقول المثل "الضربة التي لا تكسرك تقويك"!
دعينا نتحدث عن أسباب ابتعاد صديقتك، ثم أجيبك عن سؤالك الأخير.
يقولون: "دوام الحال من المحال" .. وابتعاد صديقتك يمكن أن يكون لأسباب كثيرة منها انشغالها الفعلي بأمر زوجها وأمور بيتها وعالمها الجديد، أعرف أنك تشعرين أن هذا ليس هو السبب الوحيد!! وأتفق معك في أن هناك أسبابا أخرى، فإلى أي مدى كانت صداقتكما حقيقية؟ هل الصديقة هي من تتخلى عن صديقتها؟ ربما كانت صديقتك –في وقت ما- في احتياج إلى من تشاركها أحزانها وأفراحها... ولم تجد غيرك أمامها ليقوم بهذه المهمة، وبمجرد أن وجدت شخصا آخر (ربما زوجها) ابتعدت عنك، وقد يكون هناك أسباب أخرى فكثير منا ينزعج حين يشعر أنه "كتاب مفتوح"، وهناك من يعرف كل أسراره وعيوبه، فكشف الذات ليس بالأمر الهين... وكل منا يحب ألا يرى الآخرين سوى إيجابياته!!
وبناءً على هذا قد يكون ابتعاد صديقتك هو محاولة لنسيان تلك الأيام التي كشفت فيها عن نفسها! لم تعطيني آنستي ما يساعدني على فهم أسباب ما يحدث، وربما أنك لا تعرفين الأسباب بالفعل - لذا أجتهد في اكتشاف بعض الأسباب من خلال خبراتي، وقد أصيب أو أخطئ فلا تؤاخذيني.. ولكن تمعني هذه المعاني بهدوء.
ما عليك أن تفعليه هو رؤية جديدة للأمور وإعادة التفكير في صداقتكما... أظن أنه من المناسب أن تتركي لها مساحة من الحرية... حتى تستشعر هي باحتياجها إليك، فإما أن تحسن الحديث معك وهنا افتحي معها الموضوع وتحدثي معها بصراحة ودعيها تعرف مدى الألم الذي سببته لك، فعلى أسوأ الأحوال لا تعيد الكرّة مع صديقة أخرى! وقد لا ترجع صداقتكما إلى ما كانت عليه في السابق، فلا تحزني بل ارضي بما كتبه الله وأشهديه على أنك أحببتها فيه!
وتأكدي من أنه تعالى سيعوضك خيراً منها، وخلال الفترة القادمة سيدتي فكري في ملء الفراغ الذي تركته صديقتك... نعم لقد تعلمت ألا أعتمد في هذه الدنيا على شيء واحد بل أعتمد أولاً وأخيراً على الله سبحانه وتعالى، وأن أوقن بأنه الوحيد الذي لن يتخلى عنّي، ثم أنشغل بدراسة وعمل وعبادة وعمل تطوعي ونشاط ترفيهي و.. و.. و... كل من هذه الجوانب يسير في خط متوازٍ مع الجانب الآخر فلا يكون الجانب العلمي هو ما أهتم به على حساب الجوانب الأخرى مثلاً، ومن ثم يكون التعثر في أي جانب ليس بالخسارة الكبيرة المزعجة، وابحثي عمن تحبك في الله ولا تريد منك مصلحة أو الأخذ دون العطاء.
من جهة أخرى فإن الانشغال وحده لا يكفي والصبر وحده لا يكفي، بل ينبغي أن يلازم الصبر إدراك أن تصرفات صديقتك ليست هي نهاية الحياة ومعرفة أن خبرات الحياة "المؤلمة" أحياناً هي ما يجب أن نتعلم منه.. وأن من ابتعدت عنك هكذا لا تستحق أن تبكي عليها بحرقة.
أخيراً تابعينا بأخبارك واقرئي على موقع مجانين ردودا بالعناوين الآتية:
صديقتي مزعجة: ماذا أفعل؟
صديقتي لا تحبني ماذا أفعل؟
التشابه التام ليس شرطا للصداقة
أنا وصديقتي صدمات الاختلاف والفراغ!
عن الصداقة والدراسة والمراهقة!
مقياس الحب والصداقة