مساء الخير عليكم،
أعيش مع أختي أكبر مني بعشر سنوات.. كنت على علاقة بشاب يعيش ببلد آخر وكان بيننا مكالمات جنسية قبل سنة.. سمعتني أختي وتقول إنها سجلت صوتي وتهددني فيه باستمرار بأن تخبر أهلي.. تبتزني حتى أصرف عليها وحتى أصبح خادمة لها..
أختي ربما أستطيع أن أصفها بالنرجسية.. كنت متعلقة بها عاطفيا جدا وكنت أراها ملاكا لكن مع الوقت أصبحت أرى استغلالها وابتزازها العاطفي، بالبدايات كنت أنكر وأختار أن أكذب نفسي وأصدقها لكن مع استمرار ازدياد أذاها لم أعد أصدقها وبدأت أتمرد عليها.. هذا الشيء لم يعجبها لذلك عند كل محاولة مني للخروج من سيطرتها أصبحت تهددني علنا وتبتزني.. طلبت مساعدة من وحدة الجرائم الإلكترونية لكن أخبروني بأني لن أستفيد شيئا من الشكوى لأن التسجيلات ليست معها بل مع شخص آخر لا نعرفه وربما إذا اشتكيت عليها تنفذ تهديداتها..
لا أستطيع الخروج من المنزل والاستقلال عنها لأنها تهددني ولا أستطيع البقاء معها لأنها مؤذية.. ولا أعرف كيف أتعامل معها ولا يوجد شخص قريب يساعدني.. علاقتي مقطوعة بأهلي ولا يوجد قريب يساعدني وأخاف أن أهرب من المنزل فتثبت التهمة علي خاصة أنها تتهمني بأني أمارس علاقات مع عدد من الرجال مقابل المال وأهلي لا يحتاجون دليلا ليصدقوها فهم فقط ينتظرون أي تهمة.. أختي مؤذية وتنفذ تهديداتها..
حاولت أكثر من مرة أن أحل المشكلة معها وديا لكنها أحيانا ترفض وأحيانا تسايرني وعند أول خلاف بيننا تعود الأمور لنقطة الصفر..
حتى وصلنا بالنهاية للعراك بالأيدي.. وأصبحت تناديني بألقاب وألفاظ سيئة.. كيف أتعامل معها؟
24/7/2024
رد المستشار
السائلة الكريمة:
أتمنى فعلا أن نستفيد حقا من النشر العام لرسائلكم والردود والتعليقات عليها، ويتحقق هذا بتناول ما نقرأه ليس بوصفه مشكلة أو حالة فردية على أنه عينة لما يجري في مجتمعاتنا وبيوتنا، وهو ليس ببعيد عنا شخصيا، وبالتالي فإن تقمص دور الأطراف المختلفة في أية قصة، والاجتهاد في تحري المخارج والسبل نحو الحل يفيد الجميع، ويساهم في النضج الشخصي والعام..
لا أريد أن تتحول إجابتي هنا إلى وصلة نقد مستحق لأوضاعنا الاجتماعية والنفسية والأسرية المزرية، وعالم العلاقات الهشة والمؤذية، والاحتياجات غير الملباة التي يلجأ معها الناس إلى اختيارات تحمل الكثير من المخاطرة دون عائد يشبع بحق!!
ولا أريد مناقشة الموضة الشائعة عن اتهام كل سلوكيات سخيفة بوصفها علامات على اضطراب الشخصية النرجسية، فهذا كله لا أحسبه يفيدك بشيء!!!
تقولين أن أختك تمارس ابتزازا وضغوطا عليك، ولم تذكري عمرها ولا ظروف وملابسات ومدى احتياجها لوجودك ونفقتك عليها!! لماذا تعيشان بعيدا عن بقية الأسرة؟
وما هو وضعك المالي والوظيفي وبالتالي قدرتك على الاستقلال!!!
مبدئيا يبدو الحل الذهبي أن تجدي رجلا مناسبا للزواج بغرض الاستقلال. أبني على كلامك عن أختك وأسرتك حيث لا أمل ولا جدوى ولا تصلك منهم غير القيود والضغوط والابتزاز.
لو وجدت رجلا مناسبا، قد يكون شريك المكالمات الجنسية أو غيره بشرط أن تخبريه بحقيقة نقطة ضغط أختك عليك.
أعجب لمجتمعاتنا التي ما تزال غارقة في الهرب والإنكار والتغابي!!
أقول من يستطيع أن ينكر على فتاة مضى على بلوغها الجنسي أكثر من عقدين وتنتظر مثل ملايين الفتيات فرصة قد تأتي وقد لا تأتي للزواج!!
ما هو المسلك المتوقع منك أو مثيلاتك غير تمرير الوقت مع ممارسة العادة السرية أو المكالمات الجنسية بوصفها اختيارات أخف ضررا، وأقل خطرا، وسوءا من غيرها..
لو صادفت شابا عاقلا ناضجا يمكن أن يتفهم القصة برمتها وتتخلصين مما يزعجك بضربة واحدة.
البديل لهذا سيكون المزيد من تحمل سخافات أختك وجفاء أهلك، وهو أمر يبدو بلا أفق ويحتاج للكثير من الحكمة والديبلوماسية وضبط النفس.
وأتمنى أن تصلنا تعليقات من واقع خبرات أصحابها قد تضيف زوايا أخرى للصورة، ومخارج أخرى ربما من هذه المعاناة!!
تابعينا بأخبارك.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "رانيا" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، أعتذر أولا عن تأخرنا في الرد عليك لظروف ضياع رقم الاستشارة من مجيبك د. أحمد عبد الله، ولا يفوتني تنبيهك إلى أن حالتك النفسانية الحالية تستلزم تواصلا حيا مع طبيب نفساني وربما سماع الطرف الآخر إن أمكن وأنا شخصيا قلق عليك من تفكيرك الزوراني، وأنتظر متابعتك.