وسواس الكفر
أنا عندي وسواس قهري في العقيدة منذ 3 سنين. وهذا الوسواس عبارة عن إني أشك في أفعال كثيرة أنها كفر بالله ولما اسأل وأعرف إنها ليست كفر؛ أشك مرة أخرى في أفعال ثانية، ونفس الحال كدا لا ينتهي! ولما أتكلم مع أهلي يقولوا لي طالما تنطقين الشهادة "خلاص مفيش حاجة تكفرك"! فأنا لا أعرف هذا صح ولا غلط؟ لكن لما اسأل الشيوخ أجد أن فيه أفعال كثيرة بكفر حتى لو بنطق الشهادة.. فأنا مش عارف أصدق أهلي ولا أصدق الشيوخ؟ ولو صدقت الشيخ؛ سوف أشك في كذا حاجة أنها كفر واسأل وأخاف إني لا اسأل فتكون كفر وأكون كفرت!
أنا رحت لدكتور نفسي وقال لي هذا وسواس قهري وأنا مش علي ذنب مهما أعمل.. بس أنا مش مصدق كلامه! أشعر أنه ليس وسواس.. لأنه مرة يقول لي اسأل مشايخ ومرة أخرى يقول لي لا تسأل! فأنا حاسس أنه ليس وسواس.
كشفت عند هذا الدكتور لمدة سنة وبعد كدا بطلت العلاج مع نفسي، وبعدها والحالة ساءت جدا.. أصبحت مثلًا وأنا أمارس العادة السرية؛ يأتي في دماغي النبي -أستغفر الله العظيم يا رب- والصحابة وأزواج النبي -أستغفر الله العظيم يا رب- وألاقي نفسي بفكر فيهم وانا يمارس العادة السرية، وأقول هذا كفر لكن أستمر في فعلها! وأقول هذا كفر؟ نعم؛ كفر عادي!.. فأنا لا أعرف هذا وسواس قهري أم هذا مني أنا؟ لأني أعرف أنه كفر وأفعله بإراداتي!
وآخر حاجة: أنا كنت ألبس سلسلة وعارف أنها حرام ولكن كنت متعشم أن ربنا يسامحني لكن لم أخلعها عشان حرام... ولكن حتى لا تغضب خطيبتي مني!
أقول أنا أعمل حساب لزعل خطيبتي ولا أعمل حساب لزعل ربنا!.. إذن أنا كافر!!
هذا الوسواس دمرني بصراحة.
25/7/2024
رد المستشار
أهلًا وسهلًا بك يا "kk" على موقعك، شرفت مجانين.
يجب أن تتذكر دائمًا وألا يغيب عن ذهنك ولا دقيقة أنك "موسوس". لماذا؟ ببساطة لأن أحكام الموسوسين مختلفة عن أحكام الأصحاء. ألا ترى أن أحكام الصيام للمريض والمسافر ونحوهما مختلفة عن المعافى والمقيم؟ وألا ترى أن أحكام صلاة هؤلاء مختلفة عن أحكام صلاة غيرهم أيضًا؟ حتى الشخص نفسه، قد ينطبق عليه حكم اليوم، ربما لا ينطبق عليه غدًا... مثلًا: رجل ترك صلاة الظهر عمدًا يأثم وعليه القضاء، ثم في الغد تركها ناسيًا، هنا لا يأثم وعليه القضاء فقط...
عندما تسأل الشيخ، هل تقول له أنك موسوس، وأنك تسأل للاستفسار عن أفعالك وليس من أجل معرفة قاعدة عامة؟ أهلك والطبيب يعطونك حكمك الخاص بك، ولعل الشيخ يعطيك قاعدة عامة وذلك حسب صيغة سؤالك.
حتى القواعد العامة عندما نطبقها على شخص ما، تجدها تتغير!! فليس كل من فعل فعلًا مكفرًا كافر، حتى لو كان غير موسوس... ولا نكفر أحدًا حتى لا يبقى أي عذر ولا تأويل محتمل لأفعاله، فما بالك في من عنده عذر بحجم الجبل، وهو: الوسواس؟
كل الأحكام الخاصة بالموسوسين ملخصها أن: (الموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه). فترى موسوس نقض الوضوء لا ينتقض وضوؤه مهما أحس بخروج شيء، وفي الحالات الشديدة حتى لو خرج منه شيء فعلًا، حتى لو أخرجها عامدًا!!
وموسوس النية، يسقط عنه استحضارها، فقط يبدأ الفعل ولا يحاول أن يستحضر النية.
موسوس التكبير في الصلاة قد يصل الأمر في بعض الحالات أن تسقط عنه التكبيرة وأن يبدأ القراءة فورًا!!الوسواس مرض وهو على أنواع ودرجات، ولكل نوع منه حكم، ولكل درجة منه حكم يناسب شدتها؛ فالضرورات تقدر بقدرها، ويتم تفصيل الحكم على كل حالة بما يتوافق مع القواعد العامة والخاصة للموسوسين... فالأمور ليست بهذه البساطة حتى تكفر نفسك عند كل حركة، وعندما يُفْتَى الموسوس بحكم، فعليه التزامه إلى أن يزول الوسواس بالكلية ولا يبقى له أثر البتة، ولا يترك العمل به بمجرد إحساسه بالتحسن.
ثم أمر مهم: كل الموسوسين بالكفر يظنون أنهم فكروا وفعلوا بإرادتهم الكاملة!! ولهذا لا يؤخذ بكلامهم -إذا كان ضمن موضوع وسواسهم- عندما يشتكون ويقولون إنني أفعل ذلك بإرادتي.والخلاصة: أنت موسوس بالكفر، والموسوس بالكفر لا يكفر وإن تعمد (لو فرضنا أن فعله تعمد). فما دمت تنطق الشهادتين، انس الباقي، ولا تدقق في كل فكرة وكل فعل... أنت بحمد الله مسلم ولن يخرجك شيء عن دينك.
أما قصة السلسلة، فأقصى ما يقال فيها بالنسبة للمعافى، أن ذلك رياء. ولا أظنه هنا رياء، بل استحياء حتى لو لم تكن موسوسًا، وهذا أمر طبيعي عند الإنسان، أقصد أن يستحيي من الآخرين فيترك المعاصي، وبعد ذلك تصبح النية خالصة لله تعالى... والحياء خُلق حميد يمنع صاحبه من الأشياء المشينة، قال صلى الله عليه وسلم: (الحياء كله خير). وقال: (الحياء شعبة من الإيمان).
عندما يأتيك وسواس الكفر تَلَهَّ عنه بشيء آخر ولا تفكر فيه، في البداية سيكون هذا صعبًا، لكن القلق سيذهب بعد ذلك وستنسى الفكرة...
لا تترك الذهاب إلى الطبيب، وإن لم يعجبك طبيبك فهناك غيره...، واشرح وضعك لخطيبتك كي تكون على بينة، وتفاديًا للمشاكل فيما بعد
عافاك الله ووفقك للخير.
واقرأ أيضًا:
الموسوس بالكفر لا يكفر! ولو ظن أن أراد!
استحضار النية لا يجب على الموسوس!
وسواس الكفرية: لا إرادة ولا تعمد ولا نية!