السلام عليكم ورحمة الله..
أنا صاحبة مشكلة "الحب والخطيئة: الأصل والمسار والمصير" في البداية أود أن أشكركم على النور الذي أرسلتموه لي والذي فعلا أحسست من خلاله أن الحياة تدار بالعقل والإرادة، وهذا ما غرست أصابعي فيه وأبيت إلا أن أتمسك به والله المعين.
بعد تفكير عميق قمت بالاتصال بذلك الشاب وقمنا بمناقشة ومراجعة أنفسنا بما نقوم به من تصرفات ولما نحن عليه من عشوائية، استيقظ شيء جميل جميل جدًا.. بكى وبكيت.. اعتذر واعتذرت.. تاب إلى الله وتبت، ولم يكن ذلك عن الحب الذي يجمعنا، وإنما عما كان يصاحب العلاقة من أحاديث لا تليق بنا "الجنس"، حملتنا حلاوة التوبة بين كفين من نور عاليًا حتى كدنا نشعر بأننا ولدنا من جديد، وكانت الخطوة الأولى في طريق تشييد حياة جديدة.
هكذا كانت البداية وتأتي بعدها الخطوة التالية ألا وهي تحديد مصير العلاقة، ووضع النقط فوق الحروف؛ إما الحلال وإما إنهاء العلاقة بنفوس راضيه مقتنعة، صعقت من رده القاطع بأني يجب ألا أنتظره؛ لأنه لن يتقدم لخطبتي.. عِزّتي كفتاة منعتني من إطالة الحديث في هذا الأمر، ما كان مني إلا أن لملمت أشلائي وبضعة آمال انتكست رأسًا على عقب لأهمّ بالرحيل من حياة ذلك الشاب.
وكانت حياتي كئيبة في تلك الأيام، ورغم اقتناعي بما حدث فإن بحثي عن أسباب رده القاطع كان يقتلني، المهم مرت أيام قليلة وعاود الاتصال راجيًا إياي البقاء معه؛ لأنه يحبني ولا يستطيع العيش دوني، ولأنه... ولأنه... وما إلى ذلك من كلام يشتت العقل، مع العلم بأنه كان وما زال يؤكد أنه لن يتقدم لي!.
ماذا أفعل؟ تصرفه فوق طاقتي والتفكير فيه يستنزف معظم وقتي، هل أبقى معه أم ماذا؟ أشعر بأنه يخفي شيئًا ما بداخله؛ فمسألة عجزه المادي أصبحت لا تروق لي، بعد أن قدمت له كل الحلول وطرحتها بين يديه وهذه كانت مساعدتي له كما طلبت مني!!
ماذا أفعل؟ مع العلم أني مستعدة للبقاء معه إلى أن يسترد الرب إحدى الروحين، ولا أخفي عليك أن أملي فيه كبير، وأني أريده وسوف أدافع عنه بكل قوة حتى يكون لي...
وإن كيدهن لعظيم.
31/7/2024
رد المستشار
أختي الكريمة، أنا أشكرك على معاودة الاتصال بنا، وبتأكيد الثقة فينا وبرغبتك في أن نكون معًا في التفكير والتدبير "والشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد" كما يقول الحديث الشريف.
هناك نقطتان رأيت أنهما جديرتان بالتعليق؛ الأولى: حول حيرتك وتخمينك عن الأسباب التي تجعله يقطع بأنه لن يتقدم لك، واعتقادك أنه يخفي شيئًا ما بداخله، بعد أن ثبت لك أن المسألة غير متعلقة بعجزه المادي.
وأقول لك: يا أختي، إن هذا الأمر واضح الآن لا لبس فيه ولا غموض، ولا يحتاج إلى كثير عناء في التفكير، فصاحبنا يهواك خليلة، ولا يريدك زوجة، وهو بالفعل يحاول الاحتفاظ بك في هذا الإطار.
وعليك أن تفهمي أنك يمكن أن تدافعي عنه إذا تقدم، ولكنه لن يفعل، ولو حدث وتزوجك تحت إلحاح منك أو بخدعة كيد نسائي مثلاً فستكون حياتك معه جحيمًا أليمًا، ولن تكوني بالنسبة له أكثر من فتاة "منحلّة" قبلت أن تحادثه في الهاتف، وتقول له: كذا وكذا... سينقلب عندها ليعيّرك، مغفلاً أنه كان شريكك في كل كلمة وخطوة.
وأرجوك راجعي إجابة سابقة لنا حول "سيكولوجية الرجل الشرقي" وهي بتاريخ 6 ديسمبر 2021، والحسم في هذه النقطة عندك؛ لأن المتاح واضح ومحدد: إما خليلة "رخيصة" يتركك حين يجد أخرى يرافقها، أو مناسبة يتزوجها "هذه هي حساباته"، وإما أن يتزوجك بضغط ما، ولا أحسبه سيرحمك من اللوم على ما كان بينكما.
النقطة الثانية: هي ما يبدو من تعلقك الشديد به رغم قناعتك بأن موقفه قد جاء مخيبًا لآمالك فيه، وأخشى أن حبك له يوشك أن يصبح نقطة ضعف مدمرة لك، يأتيك منها شر كثير يؤلمك، ويؤذي نفسك باسم الحب. وأحسب أن ظفرك به يستلزم تغيرات في شخصيتك، وألعابًا وحيلاً لا أحسبها من طبعك، ولا في مقدورك، فلا تبالغي في تقدير قدراتك على الكيد.
إذن الخيارات المطروحة واضحة يا أختي: إما أن تظلي "خليلة الهاتف"، ولا فارق عندها إذا تحدثتما في الجنس أو في دعم الانتفاضة!! ، أو أن تتحولي إلى طريق الحواة فتصبحين ممن يلعبون بالبيضة والحجر – كما يقول المصريون كناية عن الحنكة، وخفة اليد، ومهارات التلاعب – لتظفري به زوجًا على غير رغبة منه، أو أن تطوي هذه الصفحة تمامًا، وأكرر "تمامًا" .. وتفتحين صفحة جديدة مستفيدة من هذه التجربة، وأنت حيث تضعين نفسك. ودمت سالمة.