أنا مطلقة وعندي ولدان -"بس عند أبيهم"- عمري 29 سنة، قبل طلاقي بـ4 سنوات كنت عند أهلي درست واشتغلت وكانوا أولادي عندي، والحمد لله بعد الدراسة وجدت عملا، ونظرا لظروفي وقتها كان الشغل نعمة كبيرة لي، وتزوج في أثناء ما كنت عند أهلي ورجعت مع الضرة وعشت معها، بس استمرت المشاكل بينا، وكان السبب الرئيسي في الطلاق هو وافتعاله للمشاكل دائما.
المهم صار الطلاق بعد خسارة كبيرة مني، مشكلتي كانت بدايتها الحقيقية بعد الطلاق بسنة، شعرت بأني محتاجة لأن أرتاح وأستقر كثيرا، ويكون لي بيت وأولاد وزوج، أشعر بأني "ما بدي أشتغل أو اطلع.. أتمنى تكون لي حياة واستقرار، كان ييجي خطابين كتير بس المشكلة إن كلهم طمع أساسي في الوظيفة مش لشكل أو أخلاق"، مع العلم بأنني والحمد لله جميلة واجتماعية.
المشكلة الرئيسية اللي بتمنى تفيدوني بيها، عرفت شابًّا "أصغر مني وعزابي كان ييجي على الشغل تدريب، حبني وللأسف حبيته وطلب يتقدم لي حكيت له عن ظروفي وكوني أكبر منه ومطلقة ومعي ولدان وإن العادات والتقاليد ما راح تسمح بهيك شي وإنه بيستاهل الأفضل"، حكى لي أنه "ما بيفكر هيك وكل اللي بده إياه يكون سعيد وسعادته معي"، وفعلا تكلم مع أهله وكان رفضهم قاطعا.
"مش راح أكذب عليكم الشاب كثير محترم وصادق ويشهد الله عمره ما آذاني بكلمة أو حاول يتجاوز الحد"، وصرت أتمناه كزوج لأنه فعلا إنسان صادق، المشكلة في رفض أهله، هل فعلا عندهم حق مع العلم أني أكبر منه بـ4 سنوات؟، وصدقوني.. "حاسة أني ما راح ألاقي إنسان زيه لأني كل اللي بتمناه إنسان متدين ومحترم يحافظ علي"، وهل هي أنانية مني وسوء تفكير أني أفكر في شاب عزابي.
"بترجاكوا تفيدوني"
وهل طلبي في أني أستقر مع إنسان محترم وصادق طلب كبير في زماننا وصار شيئا نادرًا.
14/8/2024
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغبتك في الاستقرار ليست أنانية على الإطلاق، بل هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وبالتالي فمطلبك منطقي جدا ومقبول، ولكن اختيارك غير مناسب من الناحية الاجتماعية والنفسية.
أعارض عادة الخضوع للقيم الاجتماعية التي لا تستند إلى أسس شرعية وتنغص عيشنا مثل الاهتمام الزائد بفرق السن بين الزوجين، غير أن موافقة الأهل على الاختيار في نظري من القيم التي يجب أن توضع في عين الاعتبار؛ فموافقة ولي الأمر للرجل غير واردة شرعا، ولكن الخروج عن قبول الأهل يهدد قيمة عالية جديرة بالاهتمام وهي بر الوالدين وحقوقهم المعنوية.
ومن ناحية أخرى كل بداية غضة تحتاج لدعم المحيطين بها، بما فيها زواجك؛ فمعارضة أهله لهذا الزواج ستقلل من فرص نجاحه؛ لأنها ستحرمه من دعمهم وفي حال فشل زواجك الثاني فستكون خسارتك كبيرة.
ما يهدد هذا الزواج ليس فقط فارق السن ولا معارضة أهله؛ فهناك أيضا فرق الخبرة والنضج؛ فالمرأة تنضج قبل الرجل؛ وهو ما يوجد تفاوتًا في الخبرات لصالح المرأة؛ ولذا فأنت تسبقين الفتى بمراحل، وهذا الفارق سيزعجك ويزعجه في الحياة اليومية، إلا إن كنت مستعدة أن تلعبي معه دور الأم وتتوقعي وتقبلي تجاوزه لك بعدما يشتد عوده ويرغب في الاستقلال، ولا أعرف لماذا استبعدت عنه تحديدا شبهة الطمع في راتبك مع أنها في حالته أكثر احتمالية؟.
يقول العقل والمنطق المحايد بأن ما يهدد هذا الزواج أكثر مما يثبته ويحميه، ونظرًا لما مررت به من قبل من خبرات مؤلمة ولحاجتك للاستقرار كي تتخلصي من بوادر الاكتئاب، أرى أن تصرفي نظرًا عن هذا الاختيار لتدرسي خيارات أكثر ملاءمة لك بعيدا عن التحسس والشك في طمع الآخرين براتبك؛ فلا بد من دافع يحرك الناس نحو بعضها أو بعيدا عن بعضها، فإن كان مالك نقطة إيجابية تحسب لك فهو لا يقلل من شأنك طالما أنك ستستبدلين ببعض مالك استقرارا اجتماعيا ونفسيا يدفع عنك الشعور بالوحدة والاكتئاب.
واقرئي أيضًا:
مطلقة وأريد الزواج: التدقيق أولا!
زواج المطلقة.. تغلفه مخاوف مشروعة
أعطواالقرار حقه: خبرة مطلقة!
حواء المطلقة بين نار الرغبة وواجبات الأمومة!
الزواج من مطلقة
الزواج من مطلقة ومنهج الاختيار
نار الوحدة، ورمضاء الرغبة: مشاعر مطلقة!
كيف تحيا المطلقة؟
أهيم بالمطلقة،هل أتزوجها؟