أولا: أود أن أشكركم على هذه الخدمة التي تتيح للشباب طرح تساؤلاتهم واستشاراتهم.
ثانيًا: أطرح عليكم مشكلتي المتلخصة فيما يلي:
أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، تعرفت على فتاة تبلغ 17 سنة منذ ما يقارب سنة، حيث كنت أعمل في مقهى إنترنت، وكانت هي كزبونة عندي تأتي لعمل البحوث المدرسية، وبعدما صارحتها بإعجابي لها قالت إنها تبادلني نفس الإعجاب.. وبعد هذا كنت أرسل لها فتاة لكي تطمئن عليها وتطمئنها علي، وكانت هذه الفتاة وسيلة الاتصال الوحيدة بيننا.
بعد مرور 3 أشهر على هذه الحال جاءت الإجازة الصيفية، وانقطعت بيننا وسائل الاتصال، إلى أن دخل موسم الدراسة الجديد؛ فقررت أن أعرض عليها أن أخطبها؛ لأنه الحل الأمثل، فقالت إنها توافق على هذا وإنها ستقبل بي إن تقدمت لخطبتها، وشجعتني على هذا الأمر وبنينا الآمال.. كان الأمر مهيئا بشكل كبير في البداية، حيث إنني تكلمت مع أبي في هذا الموضوع، فلم يبد اعتراضا ورحب بالفكرة، والأهل كلهم كذلك. زيادة على هذا قام أبي بإعطائي منزلا كان يملكه لكي أتزوج فيه.. إلى الآن كان الأمر يبدو رائعا وجميلا.
بعد هذا لم يبق إلا السؤال عن الفتاة جيدًا وعن أخلاقها... إلخ، ثم التكلم مع أبيها كي يعطيني موعدا لكي أجلب أهلي لخطبة الفتاة، فاستخرت الله تعالى ودعوته إن كان في هذا الأمر خير أن ييسره لي، وإن كان فيه شر فيبعده عني ويعوضني خيرا منه... بعدها بدأت أسأل عن الفتاة فوجدت نفسي بين صنفين من الناس: صنف يذكر الفتاة بخير ويثني عليها، وصنف يصفها أنها غير شريفة وغير مناسبة للزواج، علما أن الصنف الأخير لم يكونوا قلة، لكن الصنف الأول كانوا أكثر منهم؛ فقلت في نفسي برغم أن الذين يذكرونها بخير هم كثرة إلا أن الذين يذكرون عنها أمورا تطعن في شرفها ليسوا قلة أيضا، ولا يمكن أن يكونوا قد كذبوا جميعا.
من هنا بدأ الشك، بعدها توجهت إلى والد الفتاة كي أحدثه؛ ففوجئت أنه رافض للفكرة حاليا وأخبرني أن ابنته لا تزال صغيرة على الخطوبة، وحاولت معه بكل الطرق كي أقنعه لكن بدون جدوى، وفي الأخير اتفقنا على أن أعود بعد سنة أو سنتين كي أخطبها (للعلم أن والد الفتاة كان في السجن وهو متهم بأنه تورط في سرقة مكونات السيارات السبب الذي أدى به لدخول السجن). بعد هذا قام أبي ببيع المنزل الذي كان سيعطيني إياه، حيث إنه كان مدينا من شخص وقام الشخص بالضغط عليه وعجله في تسديد الدين، فضاع المنزل وبدأت تضيع معه أحلام الزواج.
بعد مدة خسرت عملي الذي كنت أعمل فيه وظللت بلا عمل مدة 15 يومًا إلا أنني وجدت عملا بعدها وبهذا انقطعت كل اتصالاتي بالفتاة؛ لأني لم أعد ألتقي بالفتاة التي كانت وسيطة بيننا، بعد أيام عاودت الحديث مع أبي في موضوع الخطوبة إلا أنني وجدته قد غيّر رأيه إلى الرفض بحجة أنني غير مستقر في العمل، وأني لا أملك منزلا، ثم تكلمت مع أختي وطلبت منها أن تذهب للتكلم مع الفتاة وتخبرها أني سآتي كي أخطبها بعد سنة أو سنتين إن شاء الله إلا أنها رفضت خوفا من أن يسمع أبي بالخبر.
الفتاة إلى الآن لا تدري بمجريات الأمور، وأنا حاولت أن أجد وسيلة اتصال معها فلم أفلح.
أنا الآن في حيرة من أمري؛ هل أحاول إيجاد وسيلة اتصال بالفتاة كي أخبرها بما حصل؟
هل أنتظر سنة أو سنتين؟
وهل ستنتظرني الفتاة أم أن الأيام ستنسيها كل شيء؟
هل سيصدق أبوها في وعده لي، أم أنه سيعطيها لشخص آخر يتقدم لها؟
وإذا انتظرت هل أبقى على اتصال بالفتاة في مرحلة الانتظار أم لا؟
وما هي الطريقة المثلى للاتصال؟
وفيما يخص موضوع شرف الفتاة هل أميل إلى رأي من يثني عليها، أم أميل إلى رأي من يطعن في شرفها؟
وهل كل ما واجهته من عراقيل هو نتيجة الاستخارة؟
هل أنسى الأمر كليا وأبحث عن فتاة أخرى؟
أنا في حيرة من أمري.. فهل لكم أن تساعدوني؟
7/8/2024
رد المستشار
ولدي..
ما أجملك من شاب.. فيه من صفات الرجولة والنضج والحكمة الكثيرة.. سأرد على أسئلتك كلها أولا، ثم أناقشك في مشكلتك إن بقي شيء لم يأت في الرد..
بالطبع لا تحاول أن تجد وسيلة اتصال بالفتاة.. فوسيلة اتصالك الشرعية كانت الخطوبة، وقد ذهبت إلى أبيها والتقيْتَهُ وقد أمهلك سنة.. وأنت في هذه الحالة أمام وضعين لا ثالث لهما:
- إما أنه أخبرها أن فلانا تقدم إليك، وأنا أمهلته سنة.. وبالتالي هي تعرف..
- أو أنه لم يخبرها، وبالتالي هو لا يريد أن يكون بينكما أي نوع من العلاقة ولا حتى العلاقة الفكرية.. بمعنى لن تفكر ابنته فيك، ويجب عليك احترام رغبته ما دمت شابا يتقي الله ويخاف عقابه.
ليس أمامك يا ولدي سوى الانتظار إلى أن تستقر أحوالك ثم تذهب إلى أبيها مرة أخرى.. وحاول جاهدًا أن تستقر أحوالك في ظرف عام واحد؛ لأن هذه هي مهلة الرجل –أبيها– إليك حتى لا يتصور أنك نسيت أو تراجعت.. أو أن طلبك كان أمرًا طارئًا تغير بعد تفكير وروية..
وبالنسبة للفتاة.. فإن الأيام هي من سيثبت لك إذا كانت تريدك وتنتظرك أم لا.. وإن تغيرت وتغيرت مشاعرها فلا يجوز لك أن تتزوجها.. ولا حتى أن تعاتبها.. وساعتها نحمد الله على أن هذا التغيير حدث، وأنتما على البر قبل أن تتزوجا، وتصبح المشكلة مصيبة تهدم بيتًا وتشرد أطفالاً.
أعتقد أن هذه هي أهم تساؤلاتك.. والآن نعود لمسألة الشرف والسمعة.. أنا لا أميل يا ولدي إلى قذف المحصنات.. وأفضل مذهب الستر على العورات والنقائص.. إلا في الزواج؛ فأنا أعتبر أن الإنسان عليه أن يسأل ويتأكد في مرحلة الخطبة.. وله مطلق الحرية أن يختار استكمال المشروع أو التوقف عنه.. ولكن على علم وليس عن جهل أو تجاهل.
وفي رأيي فإنك تستطيع في هذه المرحلة التي أمهلك فيها والدها.. وتغير موقف والدك أن تتحقق مما ذكره الذين سبوا شرفها ولوثوا سمعتها، وتطالبهم بدليل على كلامهم واتهامهم.. فإما تحصل على دلائل قوية.. تكون بمثابة إنقاذ من الله لك من مثل هذه الزيجة التي كنت ستتورط فيها، وإما أن تعرف أن ما يقولونه هو من باب الإشاعات التي لا تستند على أي أصل أو أساس.
لكن يا ولدي لا يوجد دخان بلا نار.. فعليك أن تتأكد، وبعد أن تستقر أحوالك في العمل.. وتستطيع الحصول على منزل يجمعكما، فعليك أن تقوم بحساب اختياراتك من جديد.. وللعلم فكونك تحصل على فرصة ثانية للتفكير فهذه نعمة يحسدك عليها الكثيرون ممن لم تتح لهم فرصة إعادة التفكير وترتيب الأوراق.
أقول لك: بعد ذلك وحسب نتيجة سؤالك وتحقيقاتك تقدم إليها مرة أخرى.. فإما أن يتم الموضوع بقبول ومحبة؛ وإما أن تجد نفسك قد تغيرت بعد هذا الزمن ولم تعد تحبها كما كنت سابقا، أو تجدها هي قد تغيرت ولم تعد تريدك.. أو.. أو...
هناك مئات التباديل والتوافيق لحالتك، ولكن حتى الآن هذا ليس وقتها ولا وقت اتخاذ أي قرار بالارتباط بفتاة أخرى.. هذا وقت البحث عن المستقبل ومحاولة للاستقرار.