أنا طالب في السنة الثالثة بكلية الطب ومهتم جدا بدراستي، ودائما والحمد لله أنا من المتفوقين، وأحب أن أساعد الناس وأتفاعل معهم في مشاكلهم وهمومهم، ولكن عندي مشكلتين.
الأولى: أنا حاليا عمري 21 سنة، ومنذ كان عمري 11 سنة تعرضت إلى تحرش جنسي من ابن الجيران، وأخذ مني ما يريد لإشباع رغبته بالقوة، وحتى إنني كنت لا أعرف هل هو حرام أم لا.. مع العلم بأنني لا أخرج من المنزل نهائيا إلى يومنا هذا وأهتم بدراستي فقط.
المهم استمر معي هذا الشخص في هذه الممارسات إلى يومنا هذا، مع العلم بأنني الآن شاب وأعرف الحرام من الحلال، إلا أنني لا أستطيع مقاومته وأحيانا أبحث عنه لكي تتم الممارسة بيننا.
واستمررت على هذا الحال إلى أن تفاقمت عندي المشكلة، وأصبحت أكون في علاقات حب بين الشبان وعلاقات جنسية، وأصبحت أحب الشباب أكثر من الفتيات.. أرجو منكم مساعدتي على تجاوز هذه المحنة التي ابتلاني بها الله.
- أما مشكلتي الثانية فهي أنني:
التقيت فتاة تدرس معي، كان أول يوم لقاء بأنها أتت لي لكي تسألني عن معلومة بعد المحاضرة.. المعلومة كانت من خلال الدراسة.. وقلت لها المعلومة ومن ثم بدأنا نتكلم مع بعض في أمور الدراسة، وهكذا إلى أن تطورت العلاقة إلى إعجاب.. أنا لا أنكر أنني معجب بها.
المهم كان الإعجاب من خلال الطرفين أنا وهي في السنة التي مضت.. مع العلم أنني أخفيت عليها مشاعر الإعجاب وهي كذلك، ولكنه كان واضحا من خلال العيون المهم في السنة التي مضت وهي السنة الثانية.. بدأ الزملاء بالتحدث علينا بأننا نحب بعضنا.. مجموعة يقولون إن الحب من طرفي أنا فقط، ومجموعة يقولون الحب من طرفها هي.
المهم بعد ذلك اتفقنا على ألا نتكلم مع بعض كثيرا.. مع العلم بأنها كانت تكلمني على كل مشاكلها التي تواجهها في البيت وخارجه، وكانت عندما يتقدم لها شخص تأتي لي وتكلمني عنه وتأخذ رأيي في الموضوع.
المهم اتفقنا على ألا نتكلم كثيرا وخفت على سمعتها، وكنت أقول لها: "هل أنت مقتنعة بألا تكلميني؟". فتقول لي: "لا بس غصب عني، وتبكي"..
في السنة التي مضت كنت أتكلم أنا وهي في قاعة المحاضرات، فقالت لي إنها متقدم لها عريس.. فقلت لها هل أنت مقتنعة به؟ فقالت لي ليس كثيرا ولكن أباها غصب عليها أن تتزوج.. أنا، والله شاهد علي، كنت أريد أن أخطبها ولكن بعد التخرج، ولم أقل لها ذلك.
المهم في السنة التي مضت في الامتحانات النهائية قالت لي إحدى صديقاتها إنها ستتزوج بعد الامتحانات، وبالفعل تزوجت الآن.
أنا وهي في نفس السنة وعندما أراها أتصنع بأنني لا أعرفها، ولكنها تسلم علي وتصبح علي.. وأنا لا أريد أن أقف لأتحدث معها، أولا: حفاظا على سمعتها.. ثانيا: احتراما لمشاعر زوجها.. فهو ليس له ذنب بأنني أحبها.
المهم أصبحت أتفادى أن أراها في أي قسم من أقسام الكلية.. أريد منكم أن تقولوا لي هل هي ما زالت تحبني؟ أم ماذا؟ وهل أستمر في التحدث معها أو لا؟..
أنا لا أستطيع أن أنساها أبدا فقولوا لي كيف الحل؟
شكرا.. وآسف على التعطيل.. وبارك الله فيكم وفي مجهوداتكم الجبارة.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
9/8/2024
رد المستشار
أخي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فهمت أنك تعرضت لتحرش جنسي في سن الحادية عشرة ومن يومها وأنت على علاقات جنسية بالشخص الذي تحرش بك في أول مرة حين كان عمرك 11 سنة وبغيره من الشباب، وأنك تحب الشباب الذكور أكثر من الفتيات... وذكرت أيضا أنك أقمت علاقة عاطفية مع زميلتك في الجامعة استمرت في السنة الأولى والسنة الثانية من الكلية إلى أن تزوجت زميلتك من شخص آخر؛ نظرا لعدم قدرتك على زواجها في ذلك الوقت.
والآن أنت تسأل النصيحة في شيئين:
الأول: هو كيف تخرج من محنة ممارسة السلوكيات الجنسية المثلية، وأنت تعتبرها ابتلاء وأنت –كما قلت– تعرف الحلال من الحرام في هذه المرحلة من العمر، ولكنك لا تستطيع مقاومة هذه الرغبة.
الثاني: حول علاقتك بزميلتك بعد أن تزوجت.
وللإجابة على السؤال الأول: أقول لك بأن هذه الجنسية المثلية، والتي تتألم منها وترفضها وتقاومها، ولكنك لا تستطيع التوقف عنها تحتاج لمساعدة علاجية لدى معالج أو طبيب نفساني يتفهم هذا الموقف في إطار ميزانك القيمي وفي إطار ثقافتك وثقافة مجتمعك.
وسوف يتضمن برنامج العلاج أنشطة معرفية، وأخرى سلوكية تهدف جميعا إلى مساعدتك على إعادة ترتيب حياتك وتنظيم إشباعاتك واحتياجاتك بشكل صحي يتوافق مع قيمك وثقافتك وتوجهات مجتمعك كما ذكرنا.
ونجاح العلاج يتوقف إلى حد كبير على توقعاتك من هذا العلاج، وعلى رغبتك في التغيير وعلى نوعية التغيير الذي تريده أنت، وقدرتك على بذل الجهد الصادق والمخلص لتحقيق هذا التغيير.. وأن يكون لديك الصبر والمثابرة لبلوغ الهدف الذي تنشده، وألا تستسلم لرغباتك وضعفك على اعتبار أنك لا تستطيع ولا تقدر.
أما السؤال الثاني... فهو أقل صعوبة من الأول.. وهو أن زميلتك قد تزوجت وانتهى الأمر، لذلك لا يوجد في الوقت الحالي ما يبرر وجود أي علاقة بينكما، وإذا حدث أن استمرت العلاقة فإنها ستربك حياتك وحياتها بلا أي ثمرة.. فهي سيدة متزوجة وأنت طالب جامعي لا تستطيع الزواج إلا بعد انتهاء دراستك، وحدوث هذه العلاقة في وقت من الأوقات له دلالة على أن لديك ميلا للفتيات "بجانب ميلك نحو الرجال".
وهذا يعني أن لديك ميولا جنسية مزدوجة.. وهذا سيسهل عملية التحول نحو الجنس الآخر من خلال البرنامج العلاجي.. ويجعل تفكيرك في الخطبة والزواج من فتاة مناسبة بعد التخرج أمرا ممكنا ويعطيك الفرصة لحياة طبيعية في كنف أسرة.
أرجو أن تكون حازما مع نفسك في قطع هذه العلاقة حتى لا تفسد على زميلتك حياتها الزوجية، ولا تكن أنانيا تفكر في احتياجاتك منها بصرف النظر عما يصيبها من ضرر، ولا تتعلل بأنها تقبل أو تريد هذه العلاقة؛ فأنت مسؤول عن سلوكك وعن تداعياته، ولا تضع تبريرات تسهل لك العبث بحياتها إن كنت حقا أحببتها في وقت من الأوقات أو ما زلت تحبها.
واعلم أن الله سيعوضك عنها إن سلكت سلوكا قويما تجاهها وتجاه نفسك.. أسأل الله أن يعينك ويوفقك ويجعل مجاهدتك لنفسك في ميزان حسناتك.
واقرأ أيضًا:
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م1
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي!