السلام عليكم
بدأت مشكلتي منذ طفولتي عندما كنت في الرابعة من عمري تقريبا، كنا نسكن في مدينة بعيدة، وكان ابن عمتي يأتي لقضاء عطلته الصيفية عندنا، وبعدها أصبح يقيم معنا، وهو يكبرني بحوالي 14 سنة.
هنا بدأت مشكلتي حيث كان يستغلني جنسيا بداعي أنه مجرد لعب، كانت أمي تسافر وتتركنا في رعايته، واستمر هذا الحال لسنوات عديدة، كان يأمرني بأن لا أخبر أحدا وإلا قتلوني، وكنت أصمت، كان ينزع عني ملابسي كلها، ويفعل بي ما يشاء، وبعدها يخرجني لألعب مع أطفال الحي، لم أشعر حينها أنني أنتمي لهؤلاء الأطفال، كنت أنظر إليهم وأقول: إن ما يفعلونه هو اللعب الحقيقي، وليس ما يفعله ذلك الوقح بي.
أصبحت طفلة منطوية على نفسي، لم أكن أستطيع مقاومته، كنت أحس أن ما يفعله معي خطأ لكن لم أكن أعرف ماذا أفعل، واستمر الحال إلى أن أصبحت في العاشرة من عمري، أصبح يشعر بقوة صدّي له، ولم يعد يتجرأ علي بعد ذلك، هنا انتهى الاستغلال، وبدأت المشكلة النفسية، أصبحت كل لياليّ دموعا، وأصبحت أخاف من الجنس الآخر، حتى أبي صرت أخاف منه، كنت لا أستسيغ تقبيله أو ضمه، ويتملكني الخوف والهواجس بأنه سيغتصبني، كانت لياليّ كلها بكاء، بعدها وجدت نفسي أمارس العادة السرية، لم أكن أعرف لِمَ أقوم بذلك، هل التعود على ما كان يفعله ذلك اللئيم معي أم ماذا؟
أنا الآن عمري 25 سنة، متحجبة، ومتخلقة، لكن أشعر أنني لست عفيفة لأنني ما زلت أمارسها وإن كان نادرا، أطلب الله أن يغفر لي لأنني أتوب، ثم أعود إلى هذه العادة السرية، ولو بعد طول انقطاع، أنا الآن أعمل، وأنا محبوبة من طرف الجميع في نظرهم، أنا فتاة مرحة دائمة الابتسام، خلوقة ومؤدبة وطاهرة، إلى حد أن البعض يقول عني إنني جوهرة غالية ونادرة.
لكنني كثيرا ما أصرخ عندما أكون في البيت، ولا أنام إلا ودموعي على خدي، لقد أصبحت في سن الزواج، وككل فتاة أتمنى أن تكون لي أسرة، لكنني خائفة لأنني أشك في أنني ما زلت عذراء بعد كل ما حدث لي لحد الآن، لم أستطع إخبار أي شخص عما حدث لي، وهذا أمر يضيق علي حياتي، أود أن أقول كل ما بداخلي، فكرت لمرات عدة أن أذهب لطبيب نفساني عسى أن يخفف عني، كما أنني أفكر في الذهاب لطبيبة نساء لأنني -ومع كل هذه الأحداث- لدي أمل ضعيف في أن غشاء البكارة ما زال موجودا، لكنني أخشى أن يتأكد لي أنني قد فقدت بكارتي، وهكذا سأتأزم أكثر فأكثر.
أعلم أنني قد أطلت عليكم، لكن هذه أول فرصة أتيحت لي لأقول كل ما بداخلي، أرجو أن لا تهملوا رسالتي، وتفيدوني بردودكم في أقرب وقت ممكن.
أسأل الله أن يغفر لي ولكم، وجزاكم الله خيرا.
23/9/2024
بدأت مشكلتي منذ طفولتي عندما كنت في الرابعة من عمري تقريبا، كنا نسكن في مدينة بعيدة، وكان ابن عمتي يأتي لقضاء عطلته الصيفية عندنا، وبعدها أصبح يقيم معنا، وهو يكبرني بحوالي 14 سنة.
هنا بدأت مشكلتي حيث كان يستغلني جنسيا بداعي أنه مجرد لعب، كانت أمي تسافر وتتركنا في رعايته، واستمر هذا الحال لسنوات عديدة، كان يأمرني بأن لا أخبر أحدا وإلا قتلوني، وكنت أصمت، كان ينزع عني ملابسي كلها، ويفعل بي ما يشاء، وبعدها يخرجني لألعب مع أطفال الحي، لم أشعر حينها أنني أنتمي لهؤلاء الأطفال، كنت أنظر إليهم وأقول: إن ما يفعلونه هو اللعب الحقيقي، وليس ما يفعله ذلك الوقح بي.
أصبحت طفلة منطوية على نفسي، لم أكن أستطيع مقاومته، كنت أحس أن ما يفعله معي خطأ لكن لم أكن أعرف ماذا أفعل، واستمر الحال إلى أن أصبحت في العاشرة من عمري، أصبح يشعر بقوة صدّي له، ولم يعد يتجرأ علي بعد ذلك، هنا انتهى الاستغلال، وبدأت المشكلة النفسية، أصبحت كل لياليّ دموعا، وأصبحت أخاف من الجنس الآخر، حتى أبي صرت أخاف منه، كنت لا أستسيغ تقبيله أو ضمه، ويتملكني الخوف والهواجس بأنه سيغتصبني، كانت لياليّ كلها بكاء، بعدها وجدت نفسي أمارس العادة السرية، لم أكن أعرف لِمَ أقوم بذلك، هل التعود على ما كان يفعله ذلك اللئيم معي أم ماذا؟
أنا الآن عمري 25 سنة، متحجبة، ومتخلقة، لكن أشعر أنني لست عفيفة لأنني ما زلت أمارسها وإن كان نادرا، أطلب الله أن يغفر لي لأنني أتوب، ثم أعود إلى هذه العادة السرية، ولو بعد طول انقطاع، أنا الآن أعمل، وأنا محبوبة من طرف الجميع في نظرهم، أنا فتاة مرحة دائمة الابتسام، خلوقة ومؤدبة وطاهرة، إلى حد أن البعض يقول عني إنني جوهرة غالية ونادرة.
لكنني كثيرا ما أصرخ عندما أكون في البيت، ولا أنام إلا ودموعي على خدي، لقد أصبحت في سن الزواج، وككل فتاة أتمنى أن تكون لي أسرة، لكنني خائفة لأنني أشك في أنني ما زلت عذراء بعد كل ما حدث لي لحد الآن، لم أستطع إخبار أي شخص عما حدث لي، وهذا أمر يضيق علي حياتي، أود أن أقول كل ما بداخلي، فكرت لمرات عدة أن أذهب لطبيب نفساني عسى أن يخفف عني، كما أنني أفكر في الذهاب لطبيبة نساء لأنني -ومع كل هذه الأحداث- لدي أمل ضعيف في أن غشاء البكارة ما زال موجودا، لكنني أخشى أن يتأكد لي أنني قد فقدت بكارتي، وهكذا سأتأزم أكثر فأكثر.
أعلم أنني قد أطلت عليكم، لكن هذه أول فرصة أتيحت لي لأقول كل ما بداخلي، أرجو أن لا تهملوا رسالتي، وتفيدوني بردودكم في أقرب وقت ممكن.
أسأل الله أن يغفر لي ولكم، وجزاكم الله خيرا.
23/9/2024
رد المستشار
الأخت الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخطار الاستغلال الجنسي للأطفال أنه ينتهك براءة الطفولة، ويفتح عليها بابا ليست مستعدة للولوج إليه في هذا الوقت المبكر، وهذا يشوه رؤية الطفل أو الطفلة للحياة وللجنس الآخر، وللعلاقات الجنسية والإنسانية، وبمعنى آخر يشوه الإدراك ويشوه المشاعر والأفكار، وهذا ما يجعل الاستغلال الجنسي جريمة شنعاء نحاول تفاديها، وننبه الآباء والأمهات ليحموا أبناءهم وبناتهم منها.
ومن المهم -وقد حدث ما حدث لك- أن تخرجي من هذه الأزمة بأقل قدر من الخسائر المتوقعة في مثل هذه الحالات، ولكي تتمكني من ذلك يتوجب عليك التعامل مع بعض جوانب الموضوع بصراحة وواقعية حتى يتم وضع كل شيء في نصابه، وحتى تستطيعي إعادة رؤية الأحداث وترتيبها واستيعابها بشكل لا يهدد استقرارك النفسي.
نبدأ أولا بعلاقتك بذاتك، فربما يساورك إحساس بالذنب على ما حدث على اعتبار أنك قبلت أو استسلمت لابن عمتك، (وهذا ما جعلك تتساءلين: هل أنا جانية أم ضحية؟)، وهذا غير صحيح، فمن غير المتوقع لطفلة في الرابعة من عمرها أن تعرف هذا الأمر، فضلا عن معرفتها كيف تحمي نفسها خاصة أنه يبدو أن الأم كانت مشغولة بسفرها، (لا أدري لماذا)، وربما لم تقم بواجبها في توعيتك بخصوص حماية نفسك.
وبناء على ذلك فأنت لا تلقين بمسؤولية ما حدث على نفسك؛ لأن ذلك سوف يترك شعورا مؤلما بالذنب يجعلك تكرهين نفسك، وربما تتمنين أو تحاولين إيذاءها بأشكال مختلفة تكفيرا عن ذنب لم تعي معناه في وقتها، ويكفيك أنك حين بلغت العاشرة، وعرفت معنى هذا الأمر أنك قمت بصد ابن عمتك عن هذا الفعل، ونجحت في ذلك. أما إذا كنت تعلمين أنك شاركت في هذا الأمر في وقت من الأوقات برضا، أو سهلت حدوثه، فعليك بالتوبة إلى الله، وأن تثقي في عفو الله ورحمته، وتتجاوزي هذا الأمر قدر استطاعتك، وتغلقي هذا الملف في حياتك. وإذا نجحت في ذلك نكون قد تجاوزنا أهم مضاعفات هذا الأمر، وهو كراهية الذات والشعور بالعار.
وإذا شعرت بالغضب تجاه ابن عمتك الذي استغلك أو تجاه أمك التي أهملتك وتركتك تحت رعايته فحاولي أن تجدي لهما عذرا، (مثلا: لابن عمتك بصغر السن وطيش الصبا، ولأمك بالجهل أو سوء التقدير)، وأن تتعلمي من ذلك درسا لتحمي أبناءك وبناتك من مثل هذه الأمور التي ربما يتساهل فيها أو يتغافل عنها الكثير من الآباء والأمهات.
وقد تساورك رغبة في الانتقام من ابن عمتك، (وقد يستحق هو العقاب فعلا ردعا له ولأمثاله)، ولكن ذلك سوف يفتح عليك وعليه وعلى العائلة كلها أبواب صراعات لا يعرف أحد مداها، لذلك اتركيه يحاسبه الله على ما فعل، وهو سبحانه القادر العليم الحكيم.
نأتي بعد ذلك لمخاوفك على غشاء البكارة، فقد ثبت في كثير من هذه المحاولات أن الغشاء يظل سليما، حيث إن أغلب الممارسات الجنسية في مثل هذه الظروف تكون خارجية، ولكن إذا افترضنا أسوأ الاحتمالات، وهي أن الغشاء قد تمزق، فمن الأفضل أن لا تنشغلي بهذا الأمر أو تبحثي عنه، بل اتركيه لوقته، وإذا تزوجت ولم ينزل دم عند الممارسة فهناك 15% من الفتيات الطبيعيات لا ينزل منهن دم عند الممارسة، أي إن نزول الدم ليس هو العلامة الوحيدة لعفة الفتاة خاصة في هذا العصر.
لذلك حاولي أن تمارسي حياتك بشكل طبيعي –قدر الإمكان– وأن تتخلصي من آثار هذا الاستغلال المبكر لك، وقد ذكرت ما يشير إلى نجاحك (على الأقل الظاهري) في ذلك، فأنت – كما ذكرت– معروفة بالمرح والعفة، ويصفونك بأنك جوهرة، وثقي تماما أن الله لن يضيعك لأن ما حدث لم يكن بيدك دفعه، وحين أصبح بيدك دفعه قمت فعلا بذلك.
وهناك قاعدة تسمى قاعدة الـ10% والـ90% ، وهي تعني أن 10% من أحداث حياتنا لا يكون لنا فيها خيار، ولكن 90% من أمور حياتنا تكون ناتجة عن رد فعلنا على الـ10% السابقة، وبناء على هذه القاعدة فأنت لست مسؤولة عما حدث في طفولتك المبكرة من استغلال جنسي، ولكنك مسؤولة الآن عن إدارة حياتك حتى تتجنبي الآثار المترتبة على ما حدث، ولن تكوني وحدك، فالله معك يدفع عنك ما لا تستطيعين دفعه بحوله وقوته.
فأنت الآن تملكين أن تتحلي بالأخلاق الحميدة، والعلاقات الاجتماعية الطيبة، والنجاح في عملك، والتقرب إلى الله بسائر العبادات والدعوات.
أما بخصوص موضوع العادة السرية فحاولي قدر إمكانك التوقف عنها أو الإقلال منها، واحذري أن تجرحي نفسك أثناء ممارستها، وهي –كما ذكرت– تنشط الحاجة لها بسبب ما حدث من ممارسات جعلت هذه المنطقة محل اهتمام أكثر مما يجب، وسوف يساعدك انشغالك بجوانب ونشاطات إيجابية في حياتك تجعلك ترين الحياة من منظور أكثر اتساعا وأكثر إيجابية حتى لا تغرقي طول الوقت في بحر الأفكار والمشاعر الجنسية.
يبقى أن تنجحي في التخلص من تعميم ما حدث على علاقاتك الحالية أو المستقبلية، وتعرفي أن كل الرجال ليسوا كمن استغلك، وأن العلاقة الجنسية المشروعة في الحياة الزوجية هي نعمة من الله للزوجين، وهي حافلة بكل ألوان السعادة والاستمتاع الحلال الذي يثاب عليه الزوجان، ويشعران بالفخر تجاهه.
وإذا داهمتك مشاعر اكتئابية بسبب ذكرياتك القديمة، ولم تستطيعي التغلب عليها فلا مانع من زيارة أقرب طبيب نفساني يساعدك في التغلب على تلك المشكلات بالعلاج الدوائي أو النفسي، أو بهما معا.
ونسأل الله لك التوفيق.
واقرأ أيضًا:
الاستغلال الجنسي للطفلة: التحرش الجنسي
ضحية الاعتداء الجنسي الجحيم الحي
تحرش أم انتهاك جنسي؟ الضحيةّ!
ضحية التحرش: الخوف من المشاعر ليس انعدام!
الاستغلال الجنسي.. وعدم القدرة على المقاومة!