أنا خائفة جدًا
السلام عليكم، أعلم أن استشارتي طويلة ولكن أرجو قراءتها جميعها والإجابة على جميع الأسئلة لأنني أشعر أنني سأجن.
سأحاول بدء مشكلتي مباشرة أنا بدأ معي الوسواس منذ سنوات عدة، بجميع الأشكال، والآن عاد إلي وسواس الكفر، أنا الآن أشعر أنني لست مسلمة! لا أعلم من أين أبدأ الشرح حتى!
هل إطفاء الشمعة في عيد الميلاد كفر؟ لأنه يرتبط باعتقادات دينية يونانية قديمة؟ أنا الآن أشعر أنني كافرة لأنني كنت قد علقت على منشورات صديقاتي اللاتي قمن بإطفاء الشمعة في أعياد ميلادهن، وأخاف أن يكون من الرضا بالكفر، ولكنني لا أستطيع حذف تعليقاتي لأنه تم تغيير منشوراتهن للوضع الخاص، أي لا يستطيع أن يراه إلا هن، وهل آثم إذا لم أحذفها؟ لأنني أستطيع أن أخبرهن بأنني أريد حذفها.
أيضًا هل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كنت جالسة مع ناس يفعلون الكفر خجلًا خشية أن يقولوا عني كلام مثل متشددة (أنا أعلم أن هذا هو الدين وأنه ليس تشدد) أو أشياء من هذا القبيل هل هذا كفر؟ لأنه سيبدو مثل الرضا؟ وما حكم محاولة تجنب الموضوع الذي يكون كفرًا لكي لا أضطر إلى النهي عن المنكر؟ وأيضًا أنا تأتيني أفكار مثل لو كنت في اجتماع عائلي وعلمت أن هذه الأشياء التي ذكرتها في الأعلى كفر، وكان في وقت الصلاة تأتيني أفكار تقول لي أنه لو حصل هذا سأترك الصلاة لكي لا يقول الناس عني موسوسة أو لماذا تصلي في منتصف الاجتماع أو من هذا القبيل.
وأيضًا تأتيني أفكار مثل لو دعتني إحدى صديقاتي لعيد ميلادها تأتيني أفكار تقول لي أنني سأرفض، ولكن لن أخبرها لماذا رفضت، لكي لا تقول عنني متشدده ومن هذا القبيل (أنا أعلم أن هذا هو الدين وأنه ليس تشدد) لكنني أخاف أن يكون رضا بالكفر أيضًا لأنني بالنسبة لهم أبدو موافقة على هذا الشيء.
أيضًا أنا أتبع القول الذي يقول أن سؤر الكلب وبدنه طاهر، وتأتيني أفكار تقول لي لا أنتِ لا تتبعينه وأنتِ الآن صلواتك باطلة وأصبحت كافرة وأنتِ أهنتي الذكر والقرآن لأنك لمستيه بيدك التي لم تطهريها وأنه ممكن حدثت أشياء كفر أخرى، وكلما تبت من هذه الأشياء (الصلوات الباطلة والإهانة) تأتيني أفكار تقول لي ستعودين لهذا الشيء وستفكرين بهذا الموضوع وأشعر أني مقتنعة بأنني سأعود! وهل إذا فكرت بهذا القول وصحته يبطل اتباعي له وتحصل هذه الأشياء التي أخاف منها؟
وأيضًا لقد أشعلت الفوانيس الطائرة تلك التي تطير في السماء، وأخاف أن يكون كفرًا لأن له اعتقادات أديان أخرى. هل فعل الشيء بدون اعتقاد مثل الفوانيس الطائرة وإطفاء الشموع يعتبر كفرًا؟ ولو لم يعتبر كفرًا هل يتغير الحكم عندما أفعله أمام ناس يعتقدون به شيء؟ وإذا تم طرح موضوع كفر وأصبحوا يدافعون عنه ولم أنههم عن هذا ولم أقم عن مجلسهم لكي لا يقولوا عني كلام، وأبدو كالراضية بالنسبة لهم هل أكفر؟ وأيضًا متى يكون حديث النفس كفرًا؟
وأيضًا تأتيني أفكار تقول لي أن وسواسك لن يذهب وأن الأفكار الكفرية ستعودين إليها وستكفرين مرة أخرى وتوبتك ليست صحيحة. وأيضًا أخي قال لي لماذا اشتريتي هذه الأشياء هذا إسراف وقلت غاضبة أنه بمالي لأنه كأنه يحاسبني أخاف أن يكون هذا كفرًا. وماذا عن مشاعري هل هي حقيقية؟ لأنني الآن أصبحت ردات فعلي بارده تجاهها أخاف أني صرت اتقبلها! وأحيانًا أنساها أخاف أنني صرت لا أبالي لها
أنا خائفة جدًا جدًا جدًا وأخاف أن أموت وأنا على هذه الحال
أرجوكم أجيبوا على كل الأسئلة.
17/8/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا بنيتي "لولو"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
يا بنيتي، لم يعد أحد يعرف أن إطفاء الشموع أو إشعال الفوانيس الطائرة لها علاقة بأديان أخرى، وانتشر ذلك بين الناس كلهم كمظهر من مظاهر الاحتفالات.... وعندما ينتشر الفعل بين الناس كلهم، تنتفي العلاقة بينه وبين التشبه بغير المسلمين، ولم يعد محرمًا فضلًا عن أن يكون كفرًا.... إذن إطفاء الشموع وإشعال الفوانيس ليس بكفر
لا خلاف أن الحفلات التي تكون فيها هذه المظاهر الاحتفالية -في غالبها- مليئة بالغفلة والإسراف، وفيها مخالفات شرعية، كالأغاني الماجنة، واللباس الذي يكشف العورة أحيانًا، وأحيانًا أخرى يكون هناك رقص خليع.... لكن هذه الأمور لا علاقة لها بالمعتقدات، وليست كفرًا، وإنما كل واحد منها معصية منفصلة عن الأخرى
أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليس واجبًا دائمًا، وإنما حسب الحال! فإذا كان الأمر والنهي –مثلًا- يمكن أن يؤدي إلى معصية أكبر مما يتم النهي عنه، أصبح حرامًا، (كأن تنهي شخصًا عن سماع أغنية فيسب الدين، وأنت تعرفين أنه سيفعل هذا)، وكذلك لا إنكار في المسائل المختلف فيها!! وإذا كان هناك سبب معقول يمنع الناهي عن نهيه، لم يعد النهي واجبًا!! وعلى كل الأحوال، حتى في حالة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يعتبر ترك ذلك رضًى بالمعصية ولا علاقة له بالكفر، أكثر ما فيه أن يكون معصية...
لن أناقشك في خوفك من أن يقولوا متشددة، لأنه حتى هذا الخوف قد يكون مبررًا في بعض المواضع، وغير مبرر في مواضع أخرى، والأمر يحتاج إلى تقدير دقيق، وعدم قدرتك على تقدير ذلك يعفيك من الإثم إن شاء الله
لا ينكر عوام الناس إلا المنكرات المتفق عليها كترك الصلاة، والغيبة ونحو هذا.... وإلا كان ما يفسدونه أكثر مما يصلحونه....
إذا أردت الاعتذار عن حضور حفلة عيد ميلاد لصديقتك، بيني لها بلطف أنك لا تحضرين مناسبات فيها غناء وعورات مثلًا، ولا داعي لذكر الشموع وغيرها.... من الممكن أن تقولي: لا أحضر حفلات أعياد الميلاد لمن تستوعب ذلك، وتفهم أن ذلك عادة دخيلة على المسلمين.... لكن لا داعي للاعتذار إذا لم يكن هناك معاصٍ ضمن الحفلة، وكانت صديقتك ستحزن إن لم تذهبي....
وكمثال: امرأة اعتادت حماتها أن تحتفل بيوم ميلادها، ولا يمكن أن تستوعب البتة أن هذا الأمر فيه كلام، طبعًا على الكنة أن تذهب، وتحضر هدية، وتعايد حماتها أفضل من أن تشعل حربًا أهلية!!! خاصة كما قلت لك أن هذا الاحتفال انتشر بين الناس على جميع اعتقاداتهم، فمن السماذجة التعلل بحرمة تقليد غير المسلمين!!
وطبعًا لا تكفرين إذا فعلت هذه الأمور أمام أناس يعتقدون أن ذلك لا يجوز، هم أحرار بالتورع، لكن أنت لم تفعلي معصية باعتبار الأمر لم يعد مقتصرًا على غير المسلمين وليس حرامًا في ذاته.
-أحاديث النفس التي تأتيك ليست كفرًا وليست مهمة أيضًا، ونسيانها هو الفعل الصحيح الذي يقوم به الإنسان الطبيعي عادة، أما الأخذ والرد فيها وتمحيصها فهي عادة الموسوس
-إذا كنت في مجلس، وكانوا يتداولون كلامًا محرمًا بيقين، أو كفرًا لا خلاف فيه، أو كنت في مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي والأعضاء يتكلمون مثل هذا الكلام، فعليك أن تقولي لهم: إن هذا لا يجوز. فإن أصروا وضحكوا عليك ففارقي مجلسهم، أو اخرجي من المجموعة.... هم أناس لا يستحقون أن تخجلي من مذمتهم، هم يذمون الدين، ولن يتضرر الدين من مذمتهم، وأنت لن تتضرري من مذمتهم أيضًا....
فإن لم تستطيعي المفارقة، وضعفت عن ذلك، فبقاؤك معصية وليست كفرًا، وأنت لست راضية بما يقولون قطعًا، كيف تكونين راضية وفي نفس الوقت تتمنين ترك المجلس لأنك لا ترضين ما يجري فيه؟!!! إن هذا لشيء عجاب!
-أما موضوع أخذك بطهارة الكلب وسؤره، لماذا يحاسبك الله وتكون صلاتك باطلة، وقد قال بهذا الإمام مالك رحمه الله، ويعمل به كل المالكية على وجه الأرض؟!! هل نقول إن صلاتهم باطلة جميعًا؟!!
مسألة نجاسة الكلب هينة، لكن المشكلة في موضة تربية الكلاب كحيوان أليف، التي بدأت تنتشر في بلادنا إذ هي محرمة في المذاهب كلها، ويجوز تربيتها -فقط- لصيد أو ماشية أي حراسة ونحو ذلك... نسأل الله العفو والعافية
الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه كلب، ومربيه ينقص كل يوم من أجره قيراطان
ففي الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: ((من اقتنى كلبًا ليس بكلب ماشية أو ضارية، نقص كل يوم من عمله قيراطان)). وكلب الماشية المقصود: كلب الحراسة. والضارية المقصود: كلب الصيد. والقيراطان: مقدار معلوم عند الله من ثواب عمل المربي....
وفي الحديث الصحيح أيضًا، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل)). ومن باب الاستطراد، كثيرون هم المعترضون على هذا الحكم، ولماذا؟؟ والكلب لطيف! وهو من خلق الله!
الجواب الذي ينبغي أن يقنع كل مؤمن: أن الله حر في ما يخلق، وفيما يشرع، وفيما يأمر به عباده، ونحن كعبيد ليس علينا سوى الامتثال....
أما ما الحكمة من تشريع هذا الحكم، وقد تعودنا أن الله حكيم في كل أفعاله؟ فإيماننا بالغيب يجعلنا نقرّ بوجود حكمة بالغة في هذا، ولكن ليطمئن قلبنا قام علماء الدنيا والدين بتعداد حكم مختلفة ظهرت لهم، وليس المقام مقام بسط لها، وهي متاحة على الشبكة لمن أراد؛ لكني شخصيًا ما زلت في غاية الحيرة من هذا الوعيد الشديد، المتعلق بتربية الكلاب!! وأتمنى لو يظهر الله لي الحكمة، وإن كان عدم معرفتي بها، لا ينقص من امتثالي للحكم وإيماني بوجوب تطبيقه....
وإنما كان هذا الاستطراد مني، لأن ما يظهر من كلامك، أنك تلمسين الكلب وتخالطينه، وأرجو ألا تكوني ممن يربي الكلب لغير الحراسة....
وفقك الله وعافاك
ويتبع>>>>>>>: وسواس العقيدة، وسواس العبادات و.ذ.ت.ق م