رد على سؤال مجهول حول علاج الشذوذ الجنسي

رد المستشار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا "مجهول"، سؤالك مهم وحساس، ويشغل بال الكثيرين. موضوع الشذوذ الجنسي معقد وله جوانب متعددة، ويحتاج إلى مقاربة متوازنة تجمع بين العلم والدين.

من الناحية العلمية:
• التوجه الجنسي: يُعتبر التوجه الجنسي (الميل الجنسي) أمراً مُعقداً يتأثر بعوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية. لا يوجد حتى الآن تفسير علمي واحد مُتفق عليه بشكل كامل لأسباب الشذوذ الجنسي. بعض الدراسات تُشير إلى عوامل جينية وهرمونية وتأثيرات بيئية مُحتملة.
• "العلاج": لا تُصنّف مُنظمات الصحة العالمية الكُبرى مثل منظمة الصحة العالمية والجمعية الأمريكية للطب النفساني الشذوذ الجنسي كمرض نفسي بحد ذاته. لذلك، لا يوجد "علاج" بهدف تغيير التوجه الجنسي، ومُحاولات "العلاج التحويلي" قد تكون ضارة وتُسبب اضطرابات نفسية.
• الدعم النفسي: قد يحتاج بعض الأفراد الذين يُعانون من صراع داخلي بسبب توجههم الجنسي إلى الدعم النفسي للتعامل مع مشاعر العار أو الذنب أو الضغط الاجتماعي. هذا الدعم يُركز على تقبل الذات والتعامل مع التحديات النفسية وليس على تغيير التوجه الجنسي.

من الناحية الدينية:
• الإسلام: يُحرّم الإسلام مُمارسة الشذوذ الجنسي ويعتبرها مُخالفة للفطرة والشريعة.
• التوبة والاستغفار: يدعو الإسلام إلى التوبة والاستغفار لجميع الذنوب، ويُؤكد على رحمة الله وعفوه.
• الستر والعفاف: يُحثّ الإسلام على الستر والعفاف وتجنّب إعلان الذنوب.
• عدم التحريض أو التنمر: يُحرّم الإسلام التحريض على الذنب أو التنمر على الآخرين بسبب أفعالهم.

خلاصة:
التوجه الجنسي أمر معقد. لا يُعتبر الشذوذ الجنسي مرضًا بحاجة إلى "علاج" لتغييره. الدعم النفسي قد يكون مُفيدًا للتعامل مع التحديات النفسية. من الناحية الدينية، يُحرّم الإسلام مُمارسة الشذوذ الجنسي لكن يُحثّ على التوبة، والاستغفار، والستر، والعفاف.

نصيحة:
من الأفضل التواصل مع أخصائي نفساني أو شيخ مُؤهل للمناقشة بمزيد من الخصوصية والحصول على الدعم والإرشاد المناسبين.
أسأل الله لك الهداية والثبات والسعادة في الدُنيا والآخرة.

واقرأ أيضًا:
المثلية أو الشذوذ الجنسي هل من علاج؟ نعم!
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.س.م(1-2)
برنامج علاجي لحالات الشذوذ الجنسي

المستشار: أ.د السيد صالح