السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي مشكلة، وأرغب منكم إعطائي النصيحة وتوجيهي للقرار الصحيح؛ فأنا شاب عمري 32 عاما، تعرفت مند أكثر من 5 سنوات على فتاة تصغرني بعشر سنين، أحببتها وصارحتها بذلك، لكنها رفضت وقالت "خلينا أصدقاء"، ورغم ذلك لم أتركها.
وضح بعد ذلك أنها مترددة في أمر حبها لي، أي أحيانا تحبني، وأخرى تبتعد عني، واستمرت على هذا الوضع فترة إلى أن أحبتني، غير أني صرت أشك فيحبها لي؛ لأنها كانت مترددة كما سبق أن أشرت. فضلا عن أنها في فترة من الفترات، بعد وفاة والدها -يرحمه الله- ازداد حبها لي، حيث أصبحت في حاجة ماسة لي بجانبها.
تطورت العلاقة بيننا بعد ذلك، وقمت بخطبتها، وأصبحنا نقضي أوقاتا طويلة معا. اكتشفت في إحدى المرات كذبها عليَّ، غير أنها تسمع كلامي كثيرا، وتفهم معنى الحياة، كما أنها "محجبة" وتصلي.
مشكلتي معها أنها لا تستطيع أن تجلس معي بدون أن نتبادل "القبلات"، وبعض "المداعبات" الأخرى، وهو ما يشككني فيها باعتباري رجلا شرقيا؛ لأني لا أريد أن أغضب الله، وهي كذلك ولكن في كل مرة يحدث هذا، ونقول لن نفعل ذلك، ونعود من جديد، لكني أشد الحرص منها، وحلفت بالله بأني لن ألمسها والحمد الله.
ونحن الآن على مشارف الزواج، فأرغب من المستشارين الأعزاء النصيحة في اتخاذ القرار الصحيح،
علما بأنها ترْبت على يدي، وتسمع كلامي وأحبها.
23/08/2024
رد المستشار
أخي الكريم.. بارك الله لك في خطبتك ثم في زواجك بإذن الله.. أدعوه سبحانه أن يختار لك الخير وييسر لك...
أنت تعاني من القلق بسبب نقطتين أساسيتين: الأولى تتمثل في "تردد" خطيبتك في مشاعرها نحوك. والنقطة الثانية هي "الشك" في خطيبتك؛ لأنها تطلب منك بعض الممارسات العاطفية.وقبل أن أتناول النقطتين أريد أن أسألك سؤالا واحدا على خلفية معرفتك بهذه الفتاة منذ 10 سنوات.. ما رأيك في أخلاقها بشكل عام؟ وحدك من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال لأنك تقول أنها ترْبت على يديك، وأنها تفهم معنى الحياة ومحجبة وتصلي.
هل هي عموما تتميز بأخلاق طيبة وتصلح لأن تكون زوجة لك، وأما لأولادك؟ وهل هناك توافق اجتماعي ونفسي بينكما؟ إن كانت الإجابة بـ"لا"، فلا داعي هنا لمناقشة النقطتين المثارتين لأن الفتاة عموما سيئة. أما إذا كانت الإجابة بـ"نعم" فيمكن أن نناقش النقطتين بشكل عام وإيجابي.
النقطة الأولى: مشاعرها نحوك.. لا يهم الأمس، بل الأهم هو اليوم وغدا؛ فاليوم هي تحبك، وغدا يمكن أن تستمر في حبك، إذا استمر التفاهم والعطاء وحسن العشرة بينكما، ويمكن أن تبغضك، إذا باعدت الأيام بينكما في الاهتمامات وغاب، الحوار والتفاهم وسادت الأنانية وسوء العشرة.
إن الذي يحدد مستقبل المشاعر هو سلوكنا في الغد، وليس الأمس، بدليل أن هناك قصص حب أسطورية وملتهبة تسقط بعد عام أو عامين من الزواج والمسؤولية، كما أن هناك زواجا يقوم على مجرد "القبول" ثم ينتهي بحب حقيقي صادق وعظيم.
النقطة الثانية: أنت تشك في سلوكها لأنها تطلب اللمس والقبلة! ألا ترى يا أخي أن هذا الضعف البشري -وإن كان مرفوضا شرعا ويجب مقاومته- فإنه لا يعني بالضرورة أن من يقع فيه هو إنسان ساقط سيئ السمعة؟! بدليل أنك أنت نفسك وقعت فيه معها. فالبنت أحبتك، وضعفت أمامك، وهذا لا يعني أنها فتاة منحرفة، وذات ماض دنس، هو يعني فقط أنها "بشر قد أحب"، ثم إنك أيها الرجل الشرقي قد حيرتنا، طاردتها لأنها رفضت حبك في البداية ثم عندما أوقعتها في حبك، وجعلتها تتعلق بك وتطمئن إليك تتهمها وتشك فيها؟!.
على أية حال أنا أدعو الله أن يطمئن قلبك، وأن تقبل على زواجك بها حاملا لها في وجدانك كل الحب والاحترام، وأن تنظر دائما للأمام أكثر من الخلف، وأن يكون هدفكما من الآن هو المحافظة على هذا الحب الجميل من تقلبات الأيام وتغير النفوس والظروف، ولا تنس الدعاء والاستخارة.
اقرأ أيضًا:
هارب من الخطيئة!
حين يقود الحب إلى الخطيئة
الحب والخطيئة: الأصل والمسار والمصير
اعترفت بماضيها.. فيفكر في فسخ خطبتها!