أخي إنني أعاني من الكثير من المشاكل التي تواجه كل فتاة في مثل سني، وهي:
1- المشاكل الدراسية، فأنا أدرس في الجامعة، وهذه أول سنة لي وأجد صعوبة وخطورة كبيرة؛ فأنا لا أستطيع التماشي مع نظام الدراسة الجديد الذي يختلف تمامًا عن المدرسة، إضافة إلى أنني أشعر بأني فقدت شخصيتي القوية التي كنت أمتلكها أيام المدرسة، فقدت كل شيء، وأنا في غاية الحزن على حالي.
2- أحب شابًّا وهو حب من طرف واحد على ما أعتقد، وأرى أنه سبب في فشلي الدراسي ولا أستطيع نسيانه..
وشكرًا..
04/9/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة،
هذه هي المعالم الشائعة للعام الجامعي الأول لدى الفتيات والشباب:
مشاكل دراسية ناتجة عن الانتقال إلى وسط جديد، وأسلوب جديد في الدرس والتحصيل، واختلاف المناخ الدراسي المحيط بالطالبة أو الطالب. إنها الحياة الجامعية التي تحدثت عنها العديد من الأقلام والأفلام..
فما تشعرين به طبيعي، وكذلك فإن الشعور بالميل الجنسي الآخر هو صفحة تتفتح في حياة كثيرات مع دخول الجامعة حيث الزملاء موجودون ومتاحون بشكل تفاعلي يومي، والصورة الذهنية التي زرعتها الأفلام والمسلسلات في الأذهان أن الارتباط العاطفي من معالم المرحلة الجامعية؛ فالطالب يدخل إلى المدرج أو المعمل، ويتحرك في كليته ولديه هاجس التأقلم مع هذا النمط الجديد من التحصيل، ويبحث في الوقت ذاته –ولو بشكل غير واع- عن طرف من الجنس الآخر يتوجه إليه بمشاعر الاهتمام.. هذا أيضًا معروف وشائع.
إذن هذا الإحساس بفقدان التوازن والسيطرة على الأمور، ووجود صعوبة أو صعوبات في التكيف مع المناخ الجديد، وترافق هذا مع الشعور بالحاجة إلى رفيق نتقاسم معه هذه المشاغل والهموم، كل هذه التركيبة مفهومة ومتوقعة ولكن يجب ملاحظة ما يلي:
الحياة الجامعية ليست تعثرًا دراسيًّا أو نشاطًا عاطفيًّا فحسب، بل هي دنيا أوسع ينبغي الاستفادة من آفاقها المتاحة في تكوين صداقات جديدة، والتفاعل مع العالم الواسع بثقافاته وقضاياه، والانشغال باهتمامات نافعة وممتعة.
التعرف على الأكبر سنًّا، وفي سنوات سابقة عليك يُعينك على الاستفادة من خبراتهم خاصة فيما يتعلق بالمذاكرة والتحصيل، ومن شأنه تهدئة مخاوفك، ومساعدتك على استعادة توازنك الدراسي، وهذا عون هام أن تطلبيه.
العاطفة غير المستقرة أو غير الواعية هي نتاج للاضطراب المصاحب للبدايات، وحين تكون العاطفة مضطربة فإن اختياراتها لا تكون دقيقة، ولذلك أرجو ألا تتسرعي بوصف مشاعرك تجاه هذا الشخص بالحب لأنها غالبًا مجرد إعجاب واحتياج عاطفي يمكن أن يتغير عندما تنضبط أمورك وتستعيدين توازنك.
أرجو ألا تشعري بالأسى وأنت تحاولين تناسي هذا الميل العاطفي وتشعرين بالفشل المستمر في التخلص منه، أو مقاومته.. حبذا لو تتوقفين عن هذا النهج.
وأرجو أيضًا أن تحتفظي بهذا الميل في مساحة ما من عقلك ووجدانك تخصِّصينها لما لا تقتنعين به، أو لا تستطيعين حاليًا التخلص منه، وهذا الاحتفاظ يعني تأجيل هذه المسألة حتى الانتهاء من ضبط حركتك في بقية المساحات. وعندها تعودين لهذا الشعور، وتراجعين عقلك وقلبك بشأنه، وتقررين هل هو رغبة أصيلة مؤسَّسة على عاطفة حقيقية، ومعلومات كافية، واقتناع أم أنه كان مجرد اشتباه اختلطت عليك رؤيته بسبب حالة عدم الاتزان التي تمرِّين بها في سنة .."أولى جامعة".
واقرئي أيضًا:
التفوق الدراسي رؤية أعمق!
بورك في ابنة موقعنا الطموحة!
المذاكرة بين وجود الرغبة وغياب الإرادة!