السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أنا فتاة في العشرين من عمري، طالبة بالجامعة، متدينة والحمد لله، تعرفت على شاب بالإنترنت تصادف أنه صديق لزوج أخت لنا في الله، وأسرته تقطن بالمدينة التي أعيش فيها، إلا أنه يشتغل بمدينة أخرى.
أخبرني في بداية حديثنا أنه يتمنى أن يتزوج مبكرا وذلك اتقاء للفتنة والوقوع في الحرام ولو أن سنه مبكرة (24) عامًا .
علمت بعد السؤال عنه أنه شاب ذو أخلاق وأنه لم يسبق له أن أقام علاقات مع فتيات بغرض التسلية، إلا أنه ليس متدينا، يعني أنه إنسان عادي يؤدي الفرائض كأي مسلم، وثقافته الدينية ضعيفة شيئا ما، كما أنه لا يصلي الفجر في وقته بسبب العمل.
التقيته في المرة الأولى مع أختي الصغرى بهدف أن نرى بعضنا في أرض الواقع، ثم في المرة الثانية في الكلية التي أدرس بها. مر على حديثنا مع بعض أكثر من شهر، أحسست فيه أن هذا الشاب ارتاح لي وحدثني عن بعض خصوصياته، الأمر الذي أحرجني وأحسست أن الحوار بيننا اتخذ مجرى آخر، كما أنه يحب أن يمزح كثيرا مما يربكني ويتركني حائرة بعض الشيء...
لا أخفيكم سرا أنني تعلقت بهذا الشاب لكن ما يقلقني هو أنه لم يذكر موضوع "الخطوبة"، ولم يشر إليه بوضوح طوال فترة التعارف، وأحس أنني لست في إطار شرعي فيما أفعل، إلا أنني أرى أن هذه هي الوسيلة الوحيدة لنتعرف على بعضنا بشكل أفضل، كما أن طول هذه الفترة يؤرقني. أخاف جدا أن تنتهي هذه العلاقة بالفشل لأنني وثقت في هذا الشاب كثيرا وارتحت له وتبادلنا الصور وتحدثنا في عدة أشياء...
أود أن أعرف هل ما أقوم به مخالف للشريعة؟ ودلوني -جزاكم الله خيرا- كيف أتصرف، فأنا لا أريد أن أعصي الله وفي نفس الوقت لا أريد أن أخسر هذا الشاب..
انصحوني جزاكم الله خيرا.
29/8/2024
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا بك على صفحة استشارات مجانين. إن المشكلات المتعلقة بالتعارف -سواء عبر الإنترنت أو غيرها- والخطبة والحب تعتبر من أكثر المشكلات التي تصلنا، فالشاب والفتاة يحتاجان إلى إرشاد في هذه الفترة، فهي فترة يتأثر فيها قرار العقل بقرار المشاعر والأحاسيس. وفي كل فترات التعارف نجد قدرا من القلق الذي يعتبر طبيعيا وعاديا ومقبولا، بمعنى أنه يكون لهذا القلق أسبابه المنطقية؛ ففترة التعارف تعد مصدر قلق للطرفين.
بعد هذه المقدمة ندخل إلى مشكلتك الخاصة، فالشاب الذي تعرفت عليه بداخله أكثر من حسبة، ولابد أن هناك أمورا معينة في ذهنه يقيم عليها حساباته، وهذه الأمور لم يخبرك بها.
من الواضح أن ذلك الشاب حين طلب منك التعارف لم يوضح لك أنه لسبب معين، بمعنى أنه يريد أن يتم التعارف وبعدها يكون اتخاذ القرار من الطرفين، ولكن هذا الشاب لم يعلن ذلك صراحة في البداية.. وإلى الآن. في كثير من الأوقات يكون بداخل الشاب درجة من القلق أو التردد أو يكون في حاجة إلى وقت أطول كي يتخذ القرار، وقد لا تكون الصورة مكتملة إلى الآن كما هي واضحة بالنسبة لك، فأنت سألت عنه فهل سأل هو أيضا؟.. لا نعرف.
حبيبتي، الحل يحتاج إلى حنكة وذكاء في التصرف، فأنت تريدين أن تسأليه: "وماذا بعد؟" أو "إيه آخرتها معاك؟" أو "إنت ناوي تتقدم إمتى؟"، ولكن إن سألته بهذه الطريقة أظن أن قلقه سيزداد وقد يفر هاربا، والعكس أيضا غير مطلوب فالعكس يعني الاستمرار في التعارف وفي العلاقة واللامبالاة وعدم التفكير في نتاج العلاقة، وكلا الأمرين غير مطلوب!.
ما المطلوب إذن؟.. المطلوب في الفترة القادمة هو محاولة منك لدفع هذا التعارف في اتجاه معين تريدينه، فمن الممكن أن يظهر في كلامك وتصرفاتك ما يجعله يستشعر أنك ستقبلينه إذا كانت مشكلته هي التردد، وما يجعله مطمئنا تماما إن كانت مشكلته القلق، وما يجعله يفهم أنك لست من النوع الذي يرحب بالصداقة ولست من النوع المتحرر، وفي نفس الوقت لا يصل إليه أنك غير مهتمة به، بل يكون التركيز عليه وتكون معاملته مختلفة عن أي شاب آخر، ومن خلال هذه المعاملة المتوزانة والرسائل المقصودة في الفترة القادمة ستصله فكرة: أنك شخص مهم بالنسبة لي وأنا أقبلك زوجا!!.
وفي نفس الوقت آنستي، لا تتعجلي في اتخاذ القرار، فاستمرار العلاقة شهرا لا يعتبر فترة قصيرة أو طويلة، فإن كان اللقاء والحديث يوميا فإنها قد تعتبر فترة جيدة للتعارف، وإن كانت المقابلات قليلة واللقاءات عابرة مع حوار غير عميق فهذا يعني أن الشهر فترة لا تكفي.. وعلى أي حال إن كان يسألك عن أمور تخصك أو يحب أو يستمع إلى رأيك في بعض الأشياء فهذا يعني أنه مهتم بالفعل بالتعارف.
أحب أن أنوه إلى نقطة ذكرتها في سياق حديثك وهي انتهاء العلاقة.. في كثير من الأحيان يعتبر انتهاء العلاقة نجاحا وليس فشلا!!.. نعم؛ فاتخاذ القرار بإيقاف العلاقة خير من استمرار علاقة مؤلمة للطرفين أو من استمرار علاقة لا أمل فى أن تتطور إلى الزواج في يوم من الأيام.
أدرك أنك تشيرين إلى الألم النفسي الذي قد يبقى بداخلك إن توقف التعارف في هذه الأيام، ولكن الأمر لا يكون بهذا السوء فالتخلص من علاقة يشوبها القلق وذات مستقبل غير واضح يكون مريحا وليس مزعجا، وهناك ما يمكن تداركه من الآن؛ فتبادل الصور غير مطلوب، إذ كيف تكون النتيجة إن لم تتفقا معا أو كان الرفض من جانبك أنت؟.
وللوقوف على الحكم الشرعي في مشكلتك برجاء الاطلاع على: رفض الأهل لا يبرر الزواج سرًا
اقرئي أيضًا:
زواج الإنترنت... وصالون العائلات الإليكتروني
تساؤلات على هامش اختيار متزن
رفض الأهل ليس أهم الجوانب!
زواج الإنترنت ناجح لكن بشروط!