السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الفريد والمفيد، أنا شاب قاربتُ الثلاثين من العمر، وأعمل في مركز مرموق، والمشكلة أنني أحببتُ فتاة بعد طول الانتظار فهي: جميلة، وعلى خُلُق، وجامعية، ومن عائلة محترَمَة.
تقدمتُ إليها؛ إلاَّ أن أباها رفضني، والسبب في ذلك أنني أتبع المذهب الشيعي، وشَرَطَ عليَّ إن أردتُ الزواج أن أترك مذهبي، وأتبع المذهب السني، ومن الناحية الأخرى أبي لن يرضى عليَّ إن تركتُ مذهبي.
وأنا الآن في حيرة من أمري.. لا أعرف الحل؟!
ولا تقل لي: ابحث عن فتاة أخرى؛ فنحن نحب بعضنا حبًّا جارفًا.
8/9/2024
رد المستشار
الأخ الكريم
أولاً: ينبغي التأكد من أن اختلاف المذهب لن يؤثر على حياتكما بعد ذلك؛ فالمذهب هو انتماء له تجليات في الثقافة والسلوك والطباع، وأحيانًا يتوافق هذا مع الشريك، وأحيانًا لا يناسبه؟!.. فهل درستما هذه النقطة؟! أرجو أن تأخذ حقها وتستوفيها من الدراسة والبحث بغض النظر عن رفض الأهل أو موافقتهم، مع بقية جوانب الاختيار الأخرى من نواحي العقل، والعاطفة، والتكافؤ، والتناسب.
ثانيًا: بعد ذلك ينبغي إقناع أحد الطرفين، أو الطرفين معًا أن المذهب غير الملة، وأن أتباع المذهب الجعفري مسلمون، والحمد الله، وهذا المذهب يدرسه طلاب الأزهر الشريف ضمن المذاهب الفقهية المعترَف بها رسميًّا في التعليم والتعبد في مؤسسة في حجم جامعة الأزهر الشريف.
وبالتالي فإن التحول إلى المذهب السني يكون بمثابة مَن كان يتبع الحنبلي ويتحول إلى المذهب الشافعي مثلاً مع ما يستتبعه ذلك من تغيرات في الاختيارات الفقهية التفصيلية، وليس في الأمور الأساسية، وإذا تحرينا الأصول الصافية فإن المذهب الشيعي الجعفري والزيدي... هي مذاهب فقهية معتمَدَة أكثر من كونها طوائف خارجة عن ملة الإسلام، أو غير ذلك مما يشيع بين عموم الناس.
وبدءًا بك، وبصبرك واستعانتك بأصحاب الفضيلة المرجعيات الشيعة والسنية يمكنك إقناع الطرفين بإذن الله، ولكن لا تنسَ التأكد من الذي ذكرتُه لكَ في بند: "أولاً".
وأدعو الله أن يكف الطرفان شيعةً وسنةً عن الكثير من المتداول من المُمَارَسَات والأساطير الحمقاء التي أورثت الأجيال الجديدة كراهيةً لا معنى لها، وصراعًا مزريًا في وقت يتحد فيه المتناقضون في المِلل والعقائد على أقل بكثير مما بيننا كمسلمين: شيعة وسنة.
وبرجاء مراجعة هاتين الاستشارتين:
الزواج مع رفض الأهل.. الاختلاف مذهبي
سنية وشيعي.. حرمنا الحلال فهربنا