النسيان والوسواس القهري
السلام عليهم ورحمة الله وبركاته، أنا أعاني من مشاكل كثيرة أكبرها الوسواس القهري والنسيان لا أذكر متى بدأ كل شيء بالضبط لكن أنا متأكد أن الوسواس كان معي منذ 7 سنوات طيلة هذه السنوات كنت أتعايش مع المرض ظنا مني أنه شيء طبيعي بسبب أنني أعاني من النسيان والسرحان بكثرة.
وبدون أن أنتبه أصبحت أصلي صلاة لا تمت لأي دين بصلة في كل صلاة سجود سهو أكرر الفعل أكثر من مرة أشك في كل شيء حرفيا حتى حروف كل كلمة أصبحت أبتدع أشياء لا توجد في الصلاة وربما تبطل الصلاة لكن أرضي الوسواس القهري وكنت أظن أن هذا الشيء الصحيح كل هذا وأكثر كان عذابا علي.
لكن العذاب الحقيقي بدأ قبل ثلاثة أشهر عندما فهمت أنني في مصيبة ولابد أن أتعالج من الوسواس هنا بدأت حالتي تزداد سواءً بدأت في التجاهل لكنني في كل مرة كنت أتجاهل الوسواس كنت أشعر بالخوف من أن يكون كلام الوسواس صحيحا لذلك كنت أقضي الكثير من الوقت خصوصا في وبعد الصلاة أعصر دماغي لكي أتذكر إذا أخطأت أو لا حتى وقت الصلاة الثانية. وكنت أبحث في الإنترنت عن أحكام كل شيء لكن المصيبة أنني لم أكن أصدق الفتاوي بسبب أنني لم أفهم لذلك كنت أبحث حتى في كتب الدين في الإنترنت حتى أفهم لماذا إفتاء الفتوى وعلى ماذا يستند هذا فقط جزء بسيط من العذاب.
والآن أنا وصلت لحالة التفكير بشكل جاد في الانتحار الآن أنا لا أعرف ماذا أفعل عندما أفعل أي شيء الشيطان يخبرني أن هذا يبطل الصلاة عندما أنوي أي شيء يجب أن أتأكد لماذا أنا أفعل هذا؟ وماذا أريد من هذا؟ وهل هذا يبطل الصلاة أو لا؟ مثل اليوم الشيطان جعلني أعيد صلاة المغرب ثلاث مرات وبسبب الشك وفي المرة الأخيرة لم أعد أحتمل لذلك تجاهلت الشك وانتهيت من الصلاة لكن نسيت أن الشك بعد العبادة لا عبر له وأتى الشيطان جعلني أشك في التسليم بدأت أتذكر لكن في نفس الوقت كنت أتحرك عرفت أن التسليم كان صحيحا وأن الشك بعد العبادة لا عبر له لكن شككت أن التحرك أثناء الشك أبطل الصلاة وبدأت أحاول أثبت أن ذلك حدث سهوا أو أنه لا يبطل الصلاة في نفس الوقت استمريت في الحركة لا أعرف ماذا حدث لي كنت أظن أن الحركة تبطل الصلاة واستمريت فيها!!!!!
وليس فقط الحركة حتى عض الشفاه وأكل لحمها ظننت أنه يبطل الصلاة واستمررت في فعل ذلك كل هذا حدث في نفس الوقت، مخي أصبح عبارة عن فوضى تماما في النهاية قمت بإعادة صلاة المغرب مع العشاء وتكرر نفس الموقف لكن نجوت بأعجوبة وعلى فكرة هذا الموقف يتكرر مرات كثيرة بأشكال مختلفة وهناك الكثير من المشاكل الأخرى التي لا أستطيع قولها في الاستشارة بسبب أنها تحتاج الكثير من الشرح
والآن أنا لم أعد أحتمل بدأت أفكر الانتحار لا أستطيع أن أكفر وأترك الإسلام ولا أستطيع أن أعيش في هذا الجحيم أكثر، قبل ذلك كنت أدعو على نفسي بالموت الطيب وحسن الخاتمة عاجلا غير آجل وأنتظر استجابة الدعوة ويوم بعد يوم يزداد هذا العذاب والحياة تزداد صعوبة فقر مرض طلاق أمي وأبي لم أعد أستطيع احتمال أي شيء
أنا عمري اثنان وعشرون سنة طيلة حياتي كانت مليئة بالألم والعذاب كنت أدعو بجنة الفردوس الأعلى وأحلم بالسعادة والراحة الأبدية عند الله لكن الآن أنا تعبت من الانتظار.
تعبت من كل شيء أريد أن أرتاح
أرجوكم ساعدوني
31/8/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
من المعتاد أن تتأخر معرفة مريض الوسواس القهري أن ما يحدث له هو علامات مرضية لسنوات فضلا عن احتمال وجود مستوى ضعيف (تحت سريري) من اضطراب الانتباه معك منذ الطفولة، لكن الخبر الجيد هو أنك عرفت وبدأت محاولة العلاج.
تقول: (كل مرة كنت أتجاهل الوسواس كنت أشعر بالخوف من أن يكون كلام الوسواس صحيحا) هذا الشعور بالخوف طبيعي ومطلوب أن تتوقعه وأن تجبر نفسك على تحمله بداية، وعادة ما تكتشف بعد فترة أنك فعلا تستطيع تحمل الخوف وربما شيء من الضيق وأنك غير مضطر للقيام بالفعل القهري، كذلك من المهم أن تكون واعيا -على الأقل بعد كل ما عانيت من عذاب- أن الوسواس ليس أبدا بالناصح الأمين لتصدقه... والأهم من هذا أن كل عبادات الموسوس مقبولة منه بغض النظر عن أخطائه المهم أن ينجز الفروض الواجبة دون أن يراقب نفسه ثم بمجرد أن ينتهي من عبادته عليه ألا يفكر وألا يكرر مهما كان الشك ومهما كان الإحساس ومهما كان الخوف ومهما كان الوسواس.
كذلك من المهم أن تعرف أن محاولة الموسوس التفريق بين ما هو وسواس وما هو صحيح اعتماد على ذاكرته هي محاولة محفوفة بالمخاطر لأنه لن يستطيع التواصل الواثق مع ذاكرته بسبب الوسواس وهو ما تجد شرحه في مقالنا: الوسواس القهري: الشك وعمه الدواخل، ولعل هذا هو سبب معاناتك الشديدة أثناء محاولات التذكر القهري أو التحقق الاستبطاني فأنت لا تصل إلى شيء تثق فيه تماما وغالبا بعد المحاولات المضنية للتذكر تضطر إلى الإعادة!، ومهم أن تعرف أيضًا أن العيب ليس في ذاكرتك وإنما في مقدار ثقتك فيها وهذه الأخيرة تتناقص كلما زادت محاولات التذكر واقرأ مقالنا عن وسواس الشك التحقق القهري أبعاد معرفية ووراء معرفية2 لتعرف سبب شكواك من النسيان.
واقرأ أيضًا:
الوسواس القهري والنسيان: و.ت.غ.ق × و.ش.ت.ق!
وساوس الصلاة: وسواس الشك التحقق القهري و.ش.ت.ق
كل الأحكام والفتاوى التي قرأتها لا علاقة لها بك ولا تخصك ولا يصح في حالتك الأخذ بها يا "محمد" لأن مريض وسواس قهري وللموسوس في الشرع أحكام خاصة يجب عليه الأخذ بها للنجاة بعباداته وعليه العمل بالأيسر وليس الأحوط... من المضحك المبكي والحال هكذا أن تقول: (المصيبة أنني لم أكن أصدق الفتاوي بسبب أنني لم أفهم لذلك كنت أبحث حتى في كتب الدين في الإنترنت حتى أفهم لماذا إفتاء الفتوى وعلى ماذا يستند هذا فقط جزء بسيط من العذاب)، بداية لا يطلب من غير المتخصص في علوم الفقه أن يسأل عن سند الفتوى ولا أن يعرف لماذا الفتوى بهذا الشكل يعني الإنسان الصحيح لا يهتم لهذا والذي يسأل عنه هو الموسوس غالبا سواء كان وسوسته مرفوضة ذاتيا (اضطراب وسواس قهري) أو مقبولة ذاتيا (سمات شخصية قسرية) في حين أن الموسوس تحديدا له أحكام خاصة به ولا جدوى من استفتائه المتكرر وعليه الأخذ بالأيسر بغض النظر عن المذهب.
واقرأ هنا:
الموسوس وفتوى تحري الأيسر حكما في العبادات
مسألة أنك عرفت أن فعلا ما يبطل الصلاة سواء كانت الحركة أو عض الشفتين وأكل الجلد المتقشر منهما (وليس لحمهما بالتأكيد) أو كان غير ذلك فإن صلاتك لا تبطل مهما حدث لأنك مريض وسواس قهري، وسأضع لك أدناه ارتباطات تساعدك في حل المشاكل المتعلقة بالعبادات، ولكن يجب أن تدرك أن كل ما يمكننا تقديمه لك نحن أو غيرنا من المواقع الإليكترونية لا يكفي لحل مشكلتك، بل يجب التواصل الحي مع طبيب ومعالج نفساني متخصص.
اقرأ على مجانين:
وسواس الصلاة: القطار أحادي الوقوف!
وساوس الصلاة: الشك فيما بين السجدتين!
وساوس الصلاة: لا شيء يبطل صلاة الموسوس!
وسواس الصلاة: القبول اللا مشروط ثم التجاهل!
وسواس الصلاة قهري ومناكف! واصل لا تقف!
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.