السلام عليكم
تزوجت ابن عمتي بعد أن تمت خطبتي له وعمري 19 سنة، وأثناء الخطبة حاولت جهدي أن أتركه، لكن لم يكن هناك مجال لذلك؛ لأن أهلي لم يوافقوا على الانفصال.
تزوجت ابن عمتي بعد أن تمت خطبتي له وعمري 19 سنة، وأثناء الخطبة حاولت جهدي أن أتركه، لكن لم يكن هناك مجال لذلك؛ لأن أهلي لم يوافقوا على الانفصال.
وأثناء زواجنا كذلك حاولت كثيرًا أن أنفصل عنه؛ وذلك لأني لا أحس بأي مشاعر تجاهه؛ فهو إنسان ضعيف، ولا يحسن التحدث، ولا يتمنى الخير للناس فهو يحقد ويكره، وبالمقابل أنا لم أستطع التفاهم معه أبدًا، فأنا لا أطيقه ولا أحبه ولا أستطيع تحمل الحياة معه.
ولكن بعد مرور 12 سنة على زواجنا أصبحت أنا نفسي لا أستطيع تحمل فكرة الانفصال، لكني أتمنى وأطلب منه أن يتزوج امرأة ثانية لينشغل بها ويبعد عني.
ولكم أن تسألوا كيف عشنا هذه السنين معًا؟ فأجيب بكل بساطة: أنا أظل في عملي من الساعة 8 صباحًا وحتى الساعة السادسة مساء، وبعدها أذهب لزيارة أهلي حتى الساعة الثامنة مساء، وعندما يعود من عمله أذهب أنا للنوم حتى لا يكون هناك مجال للتحدث معه، ولم نرزق بأطفال حتى الآن؛ لضعف عنده ولا يستطيع أن ينجب ولا يمتلك مالاً من أجل أن نلجأ إلى الأنابيب.
إن حياتي نوع من الجحيم والمشاكل الدائمة، ولا أعرف ماذا أعمل.. فأنا متدينة نوعًا ما، وأخاف أن أحاسب على عدم قيامي بواجباته، وكذلك لا أقبل أن يقترب مني.. وأقول له بصراحة: إنني أبرّئ نفسي أمام الله لتقصيري في واجباتك وأطلب منك الطلاق لذلك، ولك أن تتزوج بأخرى.. ولكنه دائمًا يرفض..
فهل فعلا أقع في الحرام بسوء معاملتي له.
وجزاكم الله عني كل خير.
11/9/2024
رد المستشار
الأخت الكريمة، لا أدري – في بعض الأحيان – ما الذي يدفع أحدهم أو إحداهن لترسل لنا سؤالاً أو مشكلة، وبخاصة حين تكون الإجابة في السؤال!!!
هل هو الميل الإنساني الفطري للمشاركة في الهموم؟! أم محاولة التحقق من سلامة الموقف!! أم الظفر بمنطق يبرر الوضع القائم المختل؟! أم ماذا؟! وهناك من الأحوال ما يبدو صعبًا مستعصيًا على الفهم.
وعلى كل حال.. نحن نرحب بكل هذا، وبغيره.. ونرجو أن نكون عند حسن ظنكم دائمًا، وأن تغفروا لنا تقصيرنا، فالكمال لله وحده.
لقد أخطأ أهلك بالطبع حين أجبروك على هذه الزيجة، ويبدو أن مرارة هذا التعسف ما زالت عالقة في حلقك غصة تأبى أن تذهب أو تطويها الأيام، وأحيانًا تختلط علينا الأمور مثل الأطفال حين لا يرون في الدواء إلا مرارته، وحين نعجز عن رؤية الحقائق فيما يتعلق بإمكاناتنا، وما لدينا، وما لدى الآخرين من حولنا؛ إذ ربما لا يناسبنا إلا الذي نزهد فيه، ونعرض عنه، ونشكو منه..!!
وأنت قد تأقلمت على وضع مختل كمن بنى خيمته في العراء دون أن يحفر لها ، ولأوتادها كما ينبغي، ويمكن أن تقتلع الخيمة، وتتناثر أشلاؤها مزقاً وشظايا مع أول ريح قوية تهب عليها.
والاحتمالات كثيرة وخطيرة، والاختيارات واضحة ومحددة:
-الاستمرار على هذا المنوال، ويبدو الخيار الأسهل، ولكنني أقول لك: إنه محفوف بالكثير من المخاطر، مليء بالأخطاء والمخالفات الشرعية، والألغام النفسية، ومهدد بشدة.
-الانفصال بالطلاق أو الخُلع، ولا بد أن تتوافر له إرادة من طرفك، بأن تنظري إلى نفسك: امرأة في عنفوان شبابها وأنوثتها تستسلم -كما تعتبره- خطأ أسريًا وعائليًا قديمًا، وتنام في بيت بارد لا حب فيه، ولا ود، ولا تفاهم... فوق برميل من البارود ينتظر شرارة. فما هذه الحياة البائسة الشقية، ولماذا تصبرين عليها؟!
تخافين من مغامرة الطلاق؟! ولا تخافين على دينك، وتماسك نفسك، ومستقبل حياتك؟! ألا تستحقين أفضل مما أنت فيه؟! هل هذا هو المصير الذي ارتضيته لنفسك بعد أن ارتضاه لك أهلك؟! فأصبحت شريكة أساسية لهم في الجريمة.
أختي، إذا كان زوجك كما تقولين وما بينكما "لا شيء" فعلام الاستمرار؟!! وماذا يمكن أن تخسري بالانفصال غير المشاكل والجحيم كما تسمينه..؟! إما أن لديك بصيص أمل في قيام علاقة حقيقية لا تخلو من ثغرات ومشكلات -طبعاً مثل كل زواج – مع زوجك، أو أنك ينبغي أن تنخلعي من هذا الفخ، ويكفي ما فات، فأنت لست مخلوقة للشقاء والتعاسة، وهو كذلك ليس مكتوبًا عليه أن يستمر مع زوجة لا تطيقه، ولو تزوج بأخرى، وصدق الله سبحانه: "وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته".
بالطبع لكل اختيار ثمن، وجهد لا بد من بذله في الاتجاه الذي تختارين؛ لأن بقاء الوضع على ما هو عليه لا يُرضي الله فهو ظلمُ لنفسك ولزوجك، والله لا يرضى الظلم، فاختاري الأصلح لدينك ودنياك.