تخيلات وعادات
السلام عليكم، أنا شاب ٢١ سنة، الموضوع اللي هتكلم فيه بدأ معي من وأنا عندي تقريبا ١٢ سنة، كنت مثلا لو بذاكر وبكتب حاجة ويجيء في دماغي تخيلات وحشة زي إني يجيء لي مرض أو أنا رحت النار مثلا فكنت بمسح اللي كتبته وأكتبه ثاني بس لازم وأنا بكتبه ثاني متخيلش حاجة أو أتخيل حاجة حلوة زي إني في الجنة مثلا.
الكلام دا مكانش في المذاكرة بس، بل في كل حاجة حتى كنت أعيد الكلام اللي بقوله لو تخيلت حاجة وحشة، وعشان أقاوم التخيلات دي كنت بعمل حاجتين:
أول حاجة إني كنت بتخيل عكس التخيلات مثلا إني أتخيل إني في الجنة،
ثاني حاجة كل ما التخيلات الوحشة دي تجيء لي كنت أدعي وأقول مثلا يا رب دخلني الجنة ومتدخلنيش النار
(مثال الجنة والنار ذا مثال واحد من تخيلات كثيرة جدا)
الموضوع ذا فضل يتطور لحاجات كتير زي إني لو شفت لون أحمر ولون أخضر لازم أبص على اللون الأحمر وأقول يا رب متودنيش النار وبعدها أبص على اللون الأخضر وأقول يا رب وديني الجنة.
... لكن نجيء بقى على التطور الكبير الذي حصل لي وأنا في أولي جامعة، مبقتش قادر أركز في أي حاجة خالص والتخيلات مسيطرة علي ومفيش دقيقة بتعدي من غير تخيلات مع مقاومة التخيلات والدعاء الذي أقوله عشان أقاوم التخيلات بقيت أقوله بشكل تلقائي وبسرعة وبدون ما أحس لأني كنت متعود عليه سنين وذا كان يسبب عدم تركيز.
برضو حاجات ثانية غير التخيلات زي إني أبص على النور وأفضل أغمض عينيّ أو أبص على المسافات بين الكلام أو أقعد أحرك دماغي بشكل معين عشان أرتاح المهم رحت لدكتورين، دكتور قال لي متقاومش التخيلات ذي بس أنا كنت عايز دواء فرحت لدكتور ثاني إداني دواء مشيت عليه شهرين تقريبا ومعملش أي حاجة.
لكن بعد أول شهر وبعد ما فقدت الأمل قلت أنا لازم مقاومش التخيلات دي وأكون قاصد أتخيلها، مثلا أكون قاصد إني أتخيل إني في النار أو أتخيل إن البيت بيولع أو أتخيل إني أعمى... وطبقت ذا وموضوع التخيلات قل بشكل كبير.
لكن في تخيلات زي إني عندي مرض ملهوش علاج أو مثلا أتخيل إني أهلي عندهم مرض... التخيلات دي مش قادر أكون قاصد أتخيلها خالص خائف تتحقق! هل ستتحقق فعلا؟
حاجة ثانية موضوع سب الله، أنا برضو شايف إني مش هرتاح إلا لو سبيت الله فعلا.. أنا عارف إنه حرام طبعا بس لو في حالة إنه عشان أرتاح من تخيلات سب الله هل أقوم بسب الله عن قصد هل يجوز؟...
أسماء الأدوية التي كنت آخذها:
Elarpic 20mg tab
Apexidone 0.5mg tab
بعد كدا الجرعة زادت بقت apexidone 1 mg
سؤال أخير.. وأنا صغير تعرضت للتحرش أكثر من مرة من أكثر من شخص من نفس سني وأكبر مني فهل ذا السبب في كل الوساوس ذي؟
آسف على الإطالة وشكرا.
1/9/2024
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Hhh" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
لم تخبرنا حين قلت (دواء مشيت عليه شهرين تقريبا ومعملش أي حاجة، لكن بعد أول شهر وبعد ما فقدت الأمل قلت أنا لازم مقاومش التخيلات دي وأكون قاصد أتخيلها) هل تقصد أن الدواء بدأ يعمل بعدما فقدت الأمل أنت في ذلك يعني أنت لم توقف الدواء، وجاء التطور العلاجي الكبير المتمثل في القبول والتعرض وعدم القيام بالفعل القهري، إن كان ذلك حدث متأخرا بعد أسابيع على الدواء فإن هذه علامة جيدة على أنك ستستفيد منه بشكل متزايد في الأسابيع التالية.
الشكل الذي تصفه لنا من اضطراب الوسواس القهري مبكر البداية ويتخذ عرْضا سريريا نسميه وسواس الخرافة التحييد (الإبطال) القهري فهو يبدأ بالأفكار الخرافية التي ربما يعتنقها الطفل بشدة، وغالبا يبقيها سرا خوفا من الكلام عنها، فمثلا "إذا تخيلت وأنا أكتب تخيلا سيئا فلابد أن أمحو ما كتبت وأعيد كتابته مع تخيل جيد أو دون أي تخيل" هذه فكرة خرافية (أن للأفكار أو التخيلات الذاتية تأثيرا مباشرا في الواقع) يتم تحييدها بفعل قهري خرافي أيضًا (محو ما كتبته وإعادة الكتابة مع تخيل جيد)...
استمر التفكير السحري الخرافي معك منذ سن 12 سنة حتى الآن، وكنت قادرا على احتوائه ببعض الأفعال القهرية، لكنك أحسست بوطأته الثقيلة على حياتك منذ بداية الجامعة، وهو الوقت الذي كنت فيه قد أمضيت حوالي ست سنوات موسوسا يطيع وسواسه وينفذ القهر الخرافي المطلوب بحيث أصبحت استجابتك القهرية تلقائية دون أي تفكير، ولذلك فإن من المتوقع أن تجد بعض الصعوبة في العلاج السلوكي المعرفي لأنك اعتدت الاستجابة قهريا للتخيلات.
وأما ما غير التخيلات "زي إني أبص على النور وأفضل أغمض عينيّ أو أبص على المسافات بين الكلام أو أقعد أحرك دماغي بشكل معين عشان أرتاح" هذه أيضًا أفعال وسواسية قهرية منها ما يبدو متعلقا باضطراب العرات وهو اضطراب نفساني آخر من الطيف الوسواسي القهري.
رغم نجاحك الواضح حين أردت التخيل بدلا من تحاشيه وتعرضت له ولم تهرب أو تحاول تحييده وتقول (طبقت ذا وموضوع التخيلات قل بشكل كبير) رغم ذلك ليس واضحا ما إن كانت قناعاتك الوسواسية وتفكيرك السحري الخرافي تتغير لأن خوفك من بعض التخيلات التي تقول عنها (مش قادر أكون قاصد أتخيلها خالص خائف تتحقق! هل ستتحقق فعلا؟) يعني أنك ما زلت تفكر بنفس الطريقة تخاف أن يتحقق ما فكرت فيه لأنك فكرت فيه!
التخيلات التي تخشى تخيلها يجب أن تفعل معها ما فعلت مع غيرها من التخيلات وتذكر أن شيئا لم يحدث من التخيلات التي صارت أقل بعد تعاملك الناجح معها وبالتالي عليك تكرار التجربة السلوكية مع كل أنواع التخيلات السيئة، وكذلك أن تستمر على الدواء الموصوف لك.
أما سؤالك (في حالة إنه عشان أرتاح من تخيلات سب الله هل أقوم بسب الله عن قصد هل يجوز؟) هو نفسه السؤال (في حالة إنه عشان أرتاح من الوسواس الكفري هل أقوم بالفعل الكفري؟) والرد عليه هو لا يصح ذلك ما دمت قادرا على ألا تنزلق إلى مستنقع وسواسي جديد لأن ما سيلي السب الكفري سيكون وساوس وقهور جديدة وتكرار لا معنى له للسب الكفري، عندما يحدث ذلك السب الكفري والعياذ بالله غصبا عنك أو في غفلة منك يكون الحكم بأنك لا تكفر لأنه قهري! أما أن تسأل هل أسب الله لأستريح فإن الرد هو لا تفعل أبدا.
أخيرا فإن العقاقير التي تتناولها جيدة، ولكنك تحتاج أيضًا إلى علاج سلوكي معرفي يقوم به متخصص ذي خبرة في علاج الوسواس القهري الديني.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.