بسم الله الرحمن الرحيم
سنوات... عفوا... شهور الزواج الأول... لماذا يحدث لي هذا؟!
اعذروني على الإطالة وليتسع صدركم لي.. أنا شاب أبلغ من العمر الآن 35 سنة، أنتمي لأسرة بسيطة جدا ماديا واجتماعيا.. عشت فترة المراهقة والجامعة بدون أي تجارب مع أي فتاة وذلك لخجلي أحيانا أو خوفي من أن تشغلني تلك الأمور عن الدراسة، إلا أنني كنت أحس كثيرا بمشاعر الكبت وأنني غير قادر على تكوين علاقة مع أي فتاة، وكنت أصبر نفسي دائما بأنني عندما أتخرج فسوف أقترن بزوجة تنسيني مشاعر الكبت تلك.
وبالفعل تخرجت في إحدى كليات القمة وكان يومها عمري تقريبا 27 سنة، وذلك لأنني رسبت في الجامعة أكثر من عام لأنني كنت انطوائيا جدا وأحيانا تصيبني حالات من الاكتئاب الشديد وعدم الثقة في النفس التي تعيقني عن الدراسة. وبعد أداء الخدمة العسكرية دخلت معترك الحياة العملية وسافرت لإحدى الدول العربية للعمل، وبعد فترة رجعت لكي أرتبط وأبحث عن شريكة العمر ورشح لي أهلي بنتا من مدينتنا وتقدمت لها وأحسست بأن أهلها يرحبون بي جدا، إلا إنني أحسست أنها غير مقتنعة بي تماما، فقد كانت مخطوبة لواحد قبلي، وفشلت خطبتها، وأحسست أن بداخلها كسرا من هذه العلاقة السابقة، إلا أن إعجابي بها دفعني للاستمرار في هذه العلاقة رغم أنني كنت أعيب عليها طريقة لبسها وماكياجها وكذلك شخصيتها غير المتحفظة والتي لا تتناسب مع شخصيتي المتحفظة.
إلا إنني أكملت المشوار على أمل أن تتغير وبالفعل أحسست معها بمشاعر لم أحسها من قبل، وكانت بيننا لحظات جميلة لا تخلو من القبل واللمسات التي تحدث بين المخطوبين.
وبعد فترة خطوبة شهر واحد رجعت إلى البلد العربي الذي أعمل به ولكن بعد فترة وجيزة جاءني خطاب تعييني في الحكومة بمصر، وقررت العودة لاستلام العمل ثم العودة مرة أخرى، إلا أنني قررت أن لا أخبر خطيبتي بأنني سوف أعود للبلد العربي مرة أخرى، بل أخبرتها بأنني سوف أستلم العمل وأستقر في مصر فترة لنتزوج ثم أبحث بعدها عن عقد عمل جديد بالخليج.
ومنذ ذلك الحين لاحظت تغيرا كبيرا في تعامل خطيبتي معي، فأصبحت أكثر عصبية وحدة، وبعد أن كانت وعدتني بأنها سوف تغير من طريقة لبسها وماكياجها رفضت ذلك وبدأت المشاكل بيننا وأحسست أنني بعيد جدا عن قلبها وعقلها، وبدأت تنتقدني بشدة وتنتقد كل شيء فيّ، بداية من إمكانياتي المادية المتواضعة مقارنة بمن هم في الخليج ونهاية بملبسي ومظهري وحتى شخصيتي، وزاد الطين بلة أنني بدأت أشك فيها نتيجة لأنها كانت تحتفظ بموبايل مخزن عليه أرقام محفوظة بأسماء دلع مثل (هش هش)، وكانت تقول لي إنها صديقتها، ولكني اكتشفت بعد ذلك أنه رقم لشاب اسمه (هشام).. المهم بعد خلافات وشد وجذب قررت أن أنفصل عنها ولكن بعد انفصالي عنها أحسست بأنني أفتقدها بشدة وأفتقد اللحظات الجميلة التي كنت أقضيها معها، وتعذبت كثيرا لدرجة أنني حاولت مرات عديدة أن أرجع العلاقة بيننا مرة أخرى، إلا أنها رفضت بشدة بحجة أنني إنسان شكاك وعصبي.
المهم قررت أن أطوي صفحة الماضي وأبدأ من جديد، فرشحت لي إحدى زميلاتي في العمل زميلة لنا لكي أرتبط بها، وكانت آية في الجمال والحسن، وكان سنها حوالي 29 سنة إلا أنني أحسست أنه من الصعب أن أرتبط بها نظرا لجمالها وحسنها الشديد، وكذلك لأنها من بلد من الريف مشهور عنها مغالاتها الشديدة في المهور، فقلت لزميلتي التي رشحتها لي كلميها فإن وافقت أنا "معنديش" مانع.
فأخبرتها ووافقت، وكنت سعيدا بذلك جدا، وبالفعل ذهبت إلى خالها وهو ولي أمرها واتفقنا على كل شيء وقررنا أن يتم الزفاف بعد شهرين فقط؛ لأنني كنت أريد أن أعود للبلد العربي الذي كنت أعمل به. إلا أنني خلال فترة الشهرين لاحظت أنها غير متجاوبة معي في مشاعرها وأنها لا تبادلني الإعجاب، بل الأكثر من ذلك أنها أخبرتني أنها لا تحبني وأنها اختارتني بعقلها.
إلا أنني رغم ذلك قررت أن أستمر في إتمام الزواج لرغبتي في الاستقرار ونسيان التجربة الأولى وإعجابي الشديد بجمال هذه المرأة وقبل يوم الزفاف طلبني خالها وولي أمرها لمقابلته وفي المقابلة طلب مني أن أوقع على قائمة المنقولات وكانت مبالغا فيها بشكل كبير وتحتوي بعض المنقولات غير الموجودة ولكنه كان قد اتفق معي على ذلك ووافقت لأنني لم أكن أضمر أي شر أو عزم على أن أطلقها في يوم من الأيام.
وبعد أن وقعت على القائمة بدأ يحدثني عن آداب ليلة الزفاف وكان رجل ممن يقال عنهم "الإخوان المسلمون"، ولا يتحدث إلا بـ "قال الله وقال الرسول"، ومن ضمن ما أخبرني به أنه من الممكن أن يكون هناك سحر أو شيء من هذا القبيل نظرا؛ لأنها قد رفضت شبابا كثيرين من شباب القرية وأنه ربما يكون هناك من انتقم منها بالسحر وأخبرني كذلك ألا أقلق إذا تأخر فض غشاء البكارة لأنه من الممكن أن يكون من النوع المطاطي، وأنه هو شخصيا قد مكث شهرين دون أن يستطيع فض غشاء زوجته لأنه كان من النوع المطاطي ونصحني أن لا أستعجل بالذهاب للطبيب أو محاولة فض الغشاء بإصبعي لأن ذلك يؤلم المرأة ويجعلها تحتقر زوجها.. وكذلك نصحني أن أحاول ألا أتعجل في القذف لأن ذلك يؤذي المرأة وربما يجعلها تنظر لغير زوجها وبالفعل تم الزواج وجاء يوم الزفاف، هذا اليوم الذي غير مجرى حياتي كلها، هذا اليوم الذي جعل مني إنسانا محطما فاقدا الثقة في نفسي وفي كل من حولي.
وفي ليلة الدخلة جامعت زوجتي أكثر من مرة، ولكن لم أشعر بأني فضضت غشاءها، فأخبرتني أنها من الممكن أن يكون غشاؤها مطاطيا، وأحسست عندها فعلا بأنني مجهد وأنني مضغوط، وأصبحت ممارسة الجنس ليس للمتعة ولكن الهدف منه هو فض ذلك الشيء اللعين المطاطي.. فقررت أن أستخدم إصبعي لفض الغشاء ولكن لم يحدث شيء ولم ينزل دم أيضا ولم أحس بأي عائق وأدركت كذلك أن الفترة التي أمضيها معها غير كافية وأنني ربما مصاب بسرعة القذف، ويمكن أن يكون ذلك السبب في تأخر فض الغشاء فخرجت من المنزل وذهبت إلى الصيدلية واشتريت بعض حبوب التقوية الجنسية والمقويات، وبالفعل جاءت بمفعول، ولكن بعد عده محاولات لم ينفض الغشاء أيضا رغم طول فترة الجماع وتكراره، فقررنا أن نذهب للطبيبة في اليوم التالي، وفي الصباح بعد الجماع قالت لي إنني فضضت غشاءها وأرتني دليلا على ذلك.
لا أستطيع أن أصف إحساسي وقتها، فقد أحسست أن هناك شيئا غير طبيعي ولكني أحب هذه المرأة وأرغب في أن أكمل معها حياتي وربما تكون محقة وأن غشاءها كان مطاطيا وربما تكون محقة في أن ما أرتني إياه كان بكارتها رغم أنني لم أحس بأي عائق أثناء جماعي بها.
المهم.. قررت داخل نفسي أن أنسى الموضوع وأفوض أمري إلى الله وأكمل حياتي معها عادي.. ولم أشعرها على الإطلاق بشكي فيها.. كنت أحب جدا ممارسة الجنس معها كثيرا.. ووجدت أن الحبوب التي كنت أستعملها كانت تعطيني فترة أطول، و لم أعط نفسي الفرصة للمحاولة بدون الحبوب، علما بأنني أدركت فيما بعد أن الرجل الذي لم يمارس الجنس قبل الزواج تكون شهوته سريعة، وأنه يحتاج وقتا حتى يتمرس على الممارسة الجنسية ويستطيع أن يطيل فترة الجماع، وأن هذا الشيء يأتي بالتدريج، وكانت مشكلتي أساسا في سرعة القذف إلا أنني ربما لم يكن عندي الصبر، أو ربما كنت أخاف أن تتأثر زوجتي بسرعة القذف وألا أشبعها، فكنت أستسهل وآخذ الحبوب لأثرها الطيب معي، و لكن حدث أن رأتني زوجتي وأنا آخذ هذه الحبوب وعلمت أنني أستخدم منشطات جنسية إلا أنها لم تعقب في حينها.
ولكن بعد أسبوعين تقريبا من زواجنا حدث شيء قلب حياتنا رأسا على عقب، حدث أن زارنا زميل لها بالعمل ومعه زوجته وأولاده ليبارك لنا، وكان رئيس القسم الذي تعمل به، وكان رجلا وسيما عمره يتجاوز الأربعين بقليل، و في هذه الجلسة لاحظت أن هذا الرجل يتعمد إحراجي أمام زوجتي وأحسست بعدم ارتياح تجاهه، وفي نهاية الجلسة عزمنا على الغداء في بيته فاعتذرت بدبلوماسية وقلت له إننا مش فاضيين وإننا نستقبل الزوار ليباركوا لنا، وعندما نكون مستعدين للخروج فسوف نلبي الدعوة، وبعد خروجه طلبت من زوجتي أن أرفض أي دعوة من هذا الرجل إذا حدث وعزمنا بعد رجوعها للعمل وبعد تلك الزيارة بيومين فقط حدث أنني كنت وزوجتي في غرفة النوم ورن جرس التليفون رنة واحدة ثم توقف، وبعدها رنتين ثم توقف، ثم رن مرة أخرى بدون توقف فقالت زوجتي سوف أرد على التليفون وخرجت من غرفة النوم إلى الصالون لترد على التليفون وبعد 3 دقائق قمت لأرى من على الهاتف فوجدت زوجتي تتكلم في التليفون بصوت منخفض ولا أسمع منه شيئا، فقلت لها مين اللي يتكلم فلم ترد فكررت السؤال فأعطتني سماعة التليفون وقالت لي كلم أستاذ / س، وهو زميلها الذي زارنا، فأحسست أنه يكلمني وهو مرتبك وقال لي إحنا متشكرين أوي على المقابلة الكويسة اللي قابلتوها لنا، وأنت عملت معانا الواجب وأحسنت ضيافتنا وأنا عازمك أنت والمدام يوم الجمعة على الغداء، فأحسست بضيق شديد وكلمته بانفعال وقلت له لقد عرضت علينا هذه الدعوة من يومين فقط وقلت لك إننا مش فاضيين، فما الداعي لتكرار الدعوة فقال لي أنت باين عليك عاوز تحدد العلاقة، فقلت له بعصبية زي ما قلت لك إحنا مش فاضيين، فقال لي خلاص فكر.. فكر.. وأنهى المكالمة.
أغلقت السماعة والدنيا تدور بي ولا أعرف كيف أتصرف وتذكرت ما حدث بيني وبين خطيبتي الأولى وأنني تركتها بسبب شكي، وأنني أحيانا أكون متسرعا في الحكم على الأمور، وأنني لا بد أن أهدأ قبل مناقشة أي أمر مع زوجتي فأردت أن أرتدي ملابسي وأخرج حتى أهدئ أعصابي ولكن زوجتي سألتني: أنت رايح فين؟
وأحسست أنها مرتبكة أيضا فقلت لها: أنا خارج.
فقالت لي: هو كان عاوزك في إيه؟
فقلت لها: كان عازمنا على الغداء.
فقالت: هو مش عزمنا قبل كده وأنت اعتذرت؟
فقلت لها بانفعال: مش عارف إيه اللي خلاه يتصل والله.
فقالت لي بانفعال: طيب أنت مضايق ليه أنت بتشك فيا؟
فقلت لها: أنا مش بشك.. أنا مضايق وعاوز أخرج عشان أهدي ولما أرجع نتكلم.
فبدأت تعلي صوتها وتتكلم بعصبية وتقول كلام مثل (أنت بتشك فيا.. أنت إنسان بشع.. كان يوم أسود يوم ما اتجوزتك)، وأنا مذهول من رد فعلها الغريب وبدأت هي في البكاء، وعلمت منها بعد ذلك أنها كانت تخشى أن أخرج وأخبر أهلها وأن إخباري أهلها بما حدث سوف يحدث مشكلة حتى وهي بريئة.
وفي اليوم التالي جاءت أمها لزيارتنا فلاحظت أنني مش طبيعي فسألتني ما بك، فلم أخبرها بشيء رغم إلحاحها علي، غير أن زوجتي أخبرتها بما حدث وأنني أشك فيها، فقلت لأم زوجتي إنني لم أشك فيها ولكني غضبت من اتصال زميلها غير المبرر وأردت أن أخرج لأهدئ أعصابي، فقالت لي معك حق وبدأت توجه اللوم لزوجتي، فبدأت زوجتي تنفعل على أمها وبدأت أمها تضربها حتى أن زوجتي دخلت المطبخ وأخذت سكينا و قطعت خرطوم البوتاجاز وعاوزة تولع في الشقة، وكل هذا وأنا في حالة ذهول لا أصدق ما أرى و لا أعرف السبب، فاتصلت بخالها وأخبرته بالأمر فقال لي إن في احتمال يكون فيه سحر وحاول إنك تهديها.
بدأ الشك يزداد في قلبي نتيجة تصرفات زوجتي غير الطبيعية، وبدأت أبحث في أرقام التليفونات التي تتصل بها على تليفون المنزل واكتشفت أنها تتصل برقم تليفون زميلها هذا، و لما واجهتها بذلك أخبرتني أنها تتصل بزوجته لأنها صديقة لها، فقلت لها أنا مش مصدق القصص دي أنا هاتصل بخالك يجي ويشوف الحكاية دي أصلها إيه، فجن جنونها وجرت على المطبخ وأخذت سكينا وهذه المرة رفعتها علي أنا وبدأت في سيل من الشتائم والسباب وتحول هذا الملاك الجميل إلى وحش.. تحولت إلى امرأة من أقذر البيئات، فاتصلت بخالها وجاء إلي منزلي ومعه أحد المشايخ الذين يعالجون بالقرآن، فقرأ عليها وبالفعل هدأت وبدأت في البكاء، فرق لها قلبي وعادت علاقتي بها للهدوء وأيضا استمرت العلاقة الخاصة بيننا بشكل عادي، فلم يكن يمر يوم إلا وأمارس معها الجنس مرة أو مرتين ولكن كما قلت لك كنت أستخدم الحبوب.
وبعد فترة عادت زوجتي للعمل لانتهاء إجازة الزواج ومع رجوعها للعمل عاد التوتر بيني وبينها وبدأت أحس بتغير في سلوكها معي، فحاولت أن أصالحها وأستمر في حياتي معها لأنني ظننت أنه ربما سبب هذا التغير في علاقتها بي هو أنها تحس بشكي فيها الذي كان موجودا بالفعل ولا أنكر ذلك.. إلا أنها بدأت تسيء معاملتي وترفض العلاقة الخاصة وبدأت تلمح لي أنني ضعيف جنسيا وأنني لا أكفيها وتذكرني بأنني أتناول الحبوب المقوية وأن هذه الحبوب لا يتناولها إلا الأزواج في سن متأخرة، وفشلت كل المحاولات لإصلاح ما انكسر بيني وبينها فكلما أتحدث معها وأطلب منها أن ننسى ما حدث ونبدأ من جديد تتحدث معي بلهجة انفعالية ومستفزة وكأنها لا تريد إعادة العلاقة بيني وبينها للشكل الطبيعي وتقول لي إن ما حدث بيني وبينها لا يمكنها أن تنساه، وأن الرجل الذي يشك في زوجته لا بد أن يطلقها وأنا في ذلك ما بين الشك فيها بسبب ما حدث في موضوع غشاء البكارة وموضوع التليفون وما بين رغبتي في الاستمرار معها كزوج وما بين سوء معاملتها لي وكلامها المستفز الذي وصل لدرجة أن تقول لي إنها كانت ترغب في معاشرتي فقط لكي تنجب طفلا لتحتفظ بالشقة، و لكنها غيرت رأيها لأنها كانت سوف تكره هذا الطفل وأنها نادمة على الارتباط بي وأن ما يحدث لها هو نتيجة لأنها رفضت شبابا كثر وكسرت قلوبهم وأن الله يعاقبها على ذلك بي، فلم أستطع تحمل المزيد فطلقتها بعد زواج استمر شهرين فقط، وتركت لها كل شيء في قائمة المنقولات التي اشتريتها كلها تقريبا بمالي والتي كلفتني كل ما ادخرته في الغربة.
والآن أنا أعيش في جحيم و تدور في ذهني أسئلة لا تبرح عقلي ليل نهار:
1- هل سبب هذه المشاكل أنني ضعيف جنسيا فعلا وأنها افترضت أنني لا أستطيع إتمام العلاقة بدون الحبوب وأنها اتخذت قرار الانفصال بسبب هذا الضعف، وجاء شكي فيها بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير أو الحجة التي تتخذها لتبرر رغبتها في الانفصال عني أمام أهلها فبدأت في إساءة معاملتها لي لإجباري على طلاقها؟!
2- هـل هـــي فعـــلا لــم تكــن بكــرا؟!
3- هل شكي فيها كان في محله أم لا؟!
4- هل أقدم على الزواج مرة أخرى أم أنني إنسان لا أصلح للزواج أو الارتباط من أي فتاة وأنني أفسد أي علاقة تجمعني بأي امرأة أو أنني سوف أظلم أي فتاة أرتبط بها؟! والأهم من ذلك.. لماذا يحدث لي كل هذا؟!
لماذا أفقد كل امرأة يتعلق بها قلبي؟! لماذا لا أجد الحب في قلب أي امرأة أرتبط بها؟! أين الخطأ؟! لماذا تسيء معاملتي كل امرأة أقترب منها وأشعرها بحبي لها؟!
أرجوكم أن تدلوني وليكن ردكم علي كمشرط الجراح الذي ربما يؤلم وقتيا ولكنه يعالج للأبد.
8/9/2024
رد المستشار
الأخ الكريم..
بداية هون عليك وحاول أن تلتقط أنفاسك بهدوء حتى تستطيع أن ترى المشكلة معنا من كل جوانبها وكأنك شخص خارج عنها وليس متداخلا فيها، فهذا سيساعدك على اختياراتك فيما بعد.
ثم أنا أتفهم رغبتك في سرد أدق التفاصيل الخاصة بلقائك الحميم مع زوجتك ربما لتثبت على الورق أنك زوج قادر على أداء مهامه الزوجية ولست عاجزا أو عنينا.. ولكني أتمنى ألا تلجأ لذلك مرة أخرى فإن في ذلك فضحا لعورات كثيرة والدخول بالحوار إلى مناطق غير مستحب التعامل معها، وذلك لسببين:
أولا: أنت لا تسأل متخصصا في الذكورة والعقم يحتاج إلى هذه التفاصيل.
ثانيا: أنت لا تبحث عن علاج لقدراتك الزوجية أو وسائل لتنمية وجعل العلاقة الزوجية مع امرأتك أكثر حميمية ونجاحا.. أنت تريد وجهة نظر خبير في مشكلتك الاجتماعية.. قد يكون جزء من أسبابها اتهام الزوجة إياك بالعجز أو ما شابه.
إذن أخى الكريم.. وأرجو أن تتقبل نصحي.. لا يجوز سرد تفاصيل الفراش إلا في الحالتين اللتين ذكرتهما لك سابقا. نعود إلى مشكلتك التي إن اختزلنا كل تفاصيل فراشك فيها لوجدناها تنحصر في ثلاث نقاط:
- رغبة حقيقية ومشروعة في الارتباط بأنثى عن طريق الزواج جعلتك تتخبط في اختياراتك.
- زواج سريع جدا بدون معرفة وتعارف حقيقي على الطرف الآخر.
- إتمام للزواج رغم ظهور واضح وجلي لعدم التجاوب من الطرف الآخر.
فأنت مدفوعا برغبتك في الارتباط، بدأت بإنسانة لا تملك أي مقوم زواجي بالنسبة إليك.. أنت ترفض ملابسها المتحررة ومكياجها.. والتحرر لا يكون فقط في الملابس.. التحرر سمة وصفة تلازم الإنسان.. والقضية لا تتعلق بالحجاب.. فكم من إناث غير محجبات ولكنهن غاية في الاحتشام والخلق العالي، وهذه سمتهم الأخلاقية.. والبعض قرر وضع متر من الشاش على رأسه وتصور أنه بذلك قد حقق الصدق في حياته وإيمانه وكل التصرفات والأفعال تقول إنها إنسانة متحررة غير ملتزمة.
فطبيعي أن اختيارك الأول التي تركتك تلمسها وتقبلها أن يكون لها أصدقاء ومعارف من الرجال.. فلا تؤاخذني قد أغاظني واستفزني تعليقك: وكانت بيننا لحظات جميلة لا تخلو من القبل واللمسات التي تحدث بين المخطوبين!!
أي مخطوبين؟! من يلتزم بشرع الله ويخافه ويراقبه؟! محال.. فالخطيب في النهاية شخص أجنبي لا يجوز له أي شيء من خطيبته غير الكلام والنظر.
نأتي لطليقتك التي اندفعت إلى الارتباط بها لدرجة أنك لم تتخيل إطلاقا أنها قد تتنازل وتقبلك لمجرد أنها بارعة الحسن والجمال.. فلم تحصل على وقت كاف للتعرف عليها.. ورغم ضيق الوقت فلقد ظهر لك جليا أنها لا تريدك.. فما تشرحه أنت بكلمة: لاحظت عدم التجاوب.. نضربه نحن في عشرة أضعاف حتى نصل إلى حقيقة المشاعر.. فما يظهر على السطح عادة هو ما استحال كتمانه.. من بحر وجبل المشاعر.. هي لم تتجاوب معك لأنها لا تريدك ولا تحبك.. أما لماذا استمرت في مراسم الزواج؟! فهناك ألف سبب وسبب.. وأنا لا أحب الحكم على النوايا أو التدخل فيها.
والصفة التي خلعتها على خالها بأنه من الإخوان المسلمين (بتوع قال الله وقال الرسول) لا تنطبق على ابنة أخته بالتبعية.. وهي شابة عمرها 29 سنة وأنت تعديت الثلاثين، ولقد أعجبتك وجئت تطلبها بنفسك، فأنت مسؤول عن اختيارك.. أما تدينه هو من عدمه فلا ينسحب على أي فرد في عائلته.. وإلا لكان أبو لهب مسلما وابن سيدنا نوح قديسا.
هذا الخال قبل الزفاف تحدث إليك حديثا بلا معنى ولا منطق ولا أي أساس علمي.. فأي ولي أمر هذا الذي يتحدث إلى العريس عن غشاء البكارة؟! ألم يثر هذا في عقلك أو قلبك أي ريبة أو رغبة في التوقف عن إتمام الموضوع فقط للسؤال والتأكد.. بدل أن يقتلك الشك بعد الزواج؟!
إن حديث الخال له مدلول واحد لمن يعقل أو حتى يحاول أن يعقل: ستحدث أشياء غريبة في ليلة الزفاف.. أشياء غير منطقية إطلاقا.. فلا تقلق سببها السحر!! هذه تخاريف.. إنما ما دمت أتممت الزواج فهو على مسؤوليتك.. فأنت لست طفلا.
أنت تعجلت.. أنت أردت إفراغ شهوتك يا ولدي في الحلال ونسيت أو تناسيت أن الزواج مؤسسة كاملة وليس ليالي من الجماع المستمر الذي ينطلق طوله إلى أجزاء من الساعة.. هذا هراء وأقرب إلى علاقات المواخير منه إلى مؤسسة الزواج.
وهذا يجيب على سؤالك الأول.. لا يا سيدي الكريم لم تكن ضعيفا جنسيا، ولم يكن هناك داع لتعاطي أي حبوب زرقاء أو برتقالية.. وهذا ليس سبب الطلاق.. هي أرادت الطلاق من قبل الزواج ودليلها، كان أكثر من واضح.. إنسانة لا تتجاوب مع خطيبها ولا تريده.
أما سؤالاك الثاني والثالث فالإجابة عنهما مستحيلة.. أستطيع أن أضع التصور المنطقي الوحيد لما فعلته هي وأهلها.. ولكن هذا سيكون قذفا لامرأة أنت أحصنتها.. وعلى ذلك أنصحك بنسيان ما فات برمته وتفويض أمرك إلى الله.
وأخيرا.. أنت شاب ومن حقك الزواج.. ولكن بأصول الزواج وحقيقته.. حدد اختياراتك الزوجية.. حدد ما تريده وما تتمناه وما هو هدفك من بناء هذه المؤسسة.. إن الزواج في الإسلام اسمه البناء.. هل هناك تعبير أقوى من ذلك ليثبت لك أنه عملية مستمرة لحين إتمام هدف معين وليس ليالي حمراء في فراش ملكة جمال؟!
أنت أسأت اختيار المرأة التي ارتبطت بها في المرتين.. فمرة متحررة منحتك أشياء لا تجوز لأنها شعرت بلهفتك للأنثى.. وكانت تنتظر منك المال والترف في المقابل.. والمرة الثانية صاحبة أجندة وأهداف محددة حصلت عليها وانتهى الأمر.. فلا هذه ولا تلك أحبتك أو أرادتك.
وكيف يحدث ذلك وأنت في كل مرة تدخل على الارتباط بدون ترو أو تفكير.. ثم بدون سؤال أو نقاش أو تحاور، أو أي نوع من أنواع مهارات الاتصال التي تنشأ منها النعرة الحقيقية التي يبني الإنسان على أساسها قرار الزواج الذي هو واحد من أهم القرارات المفصلية في حياته.. حاول أن تضع أساسا تختار به زوجة المستقبل.. مع التدين وحسن الخلق والسمعة الطيبة لها وليس لخال أو عم، ثم ابحث تبعا لهذا الأساس وخذ وقتا كافيا للتعرف عليها والتحاور معها ووضع أطر للحياة المقبلة.
ولكن عليك أن تعرف أن تجربتيك السابقتين قد تحدد من بنود الشروط في اختيارك، فكن عاقلا وواقعيا قبل وضع شروطك.. فقط تأكد أنها تصلح لك زوجة قبل أن تتزوجها.. فالزواج ليس جوربا أو قميصا.. وحتى القميص نقوم بتجربته في المحل ونتأكد أنه يناسبنا قبل أن نشتريه.. فلعلك تتعامل مع الزواج والارتباط بجزء من الاهتمام الذي توليه شراء قميص.