على أبواب الخريف: فتنة الزوج المستحيل مشاركة2
السلام عليكم ورحمة الله،
أبعث رسالتي هذه مشاركة لاثنتين من أخواتي.. الأولى كاتبة رسالة: على أبواب الخريف: تسقط أوراقنا الهشة، والثانية كاتبة رسالة على أبواب الخريف: غضبة مؤنثة.. مشاركة. وأبدأ بأختي الثانية؛ فأقول: بعد دعائي أن يتقبل الله سبحانه منك حرقتك على حدوده والالتزام بها، فقد وددت فقط لو أشاركك بعض الخواطر التي ربما -في ظل فورة إحساسك بـ"تجاوز" صاحبة الرسالة- لم تعطي نفسك فرصة للوقوف عندها:
1- من الواضح أنك مصرية (وأنا أيضا وأعتز بذلك)، لكن عندنا في مصر يجد المرء "كل" أنواع البشر وفي المجتمع من التعدد والحرية بحيث يمكن لأي فرد أن يجد "جوا عاما" وصحبة تناسب هواه ونشاطه. والكل جلي ويعمل في النور، مَن بداخلها حجاب نجدها تستر نفسها به من الخارج ومن بداخلها غير ذلك فلا داعي له -بل ولا تفكر- أن تستر نفسها لا بحجاب ولا غيره.
لذا فمن يختار طريق الالتزام يكون تميزه واضحا، ويعرف معنى الكلمة؛ لأنه يرى ضدها جليا أمامه، إعلامنا ونوادينا وأماكن تجمعاتنا (بل وأحيانا بيوتنا وعائلاتنا) لا تربي فينا الالتزام بحد أدنى متعارف عليه في المجتمع من ملبس مثلا ومعرفة بالدين ومظاهره؛ لذا كثيرا ما نتصور أن كل ملتزم هو "واعٍ" بالحياة التي يفرضها عليه هذا الالتزام، بل يتبعها بزهو ورضا دون إحساس بأي قهر أو استسلام للأمر الواقع أو ما هو سائد (فكل شيء سائد!).
أما صاحبة المشكلة المشكلة الأساسية فمن الواضح أنها من بلد عربي آخر لديه "جزء" من الالتزام الديني يأتي بالـ"وراثة" وتعاليم البيت والمجتمع. بالطبع تدخل الرغبة الشخصية، لكن هذا الجزء لا يوفر الإحساس القوي بأن هناك "بُعدا" عن الدين والإحساس القوي بالله يجب علي أن أسعى لتخطيه والعمل على تحري حقيقة ما يريده الله ويحبه وما لا يرضاه ويبغضه، كما أن مسألة سن المرأة والعلاقات الزوجية، وكذلك الزواج الثاني لها اعتبارات مختلفة والله أعلم.
لذا أختي ربما كنت أُفضّل أن تعملي أولا على توضيح المفاهيم لأختك في الله، لا أن تشاركي فقط برد فعلك الأولي تجاه ما كتبتْ.
2- ما أظن أن "حنيتنا" على من يخطئ -أو حتى يجرم- هي فعل في غير محله، لذا فلا ألوم د. أحمد عبد الله على أنه ما نهر أختنا على فعلها، بل إني ألوم عليه لأنه لم يوفها حقها، وأحسب أن ذلك بسبب انشغاله بأن يوضح ويدافع عن صورة الصفحة وصورة زملائه وتأكيده على محاولتهم احتواء الجميع، وقد قام بذلك لدرجة أنه ركز في عموميات (لا أختلف معه على أهميتها) وما وفَّى -من وجهة نظري- أختنا حقها في الحديث عن المشكلة نفسها وإبداء النصح الفعال لها حتى تتجاوز ما تعاني منه (وما أقول يقدم حلا؛ لأن أختي من الأصل لم تطلب ذلك).
الآن أكتب مشاركتي للأخت صاحبة الرسالة الأولى، أنا لم أفهم من رسالتك أبدا أنك لا تتقين الله سبحانه، بالعكس، لقد أحسست أن الله حاضر جدا في وجدانك وقلبك، وهو ما يشجعني أن أقف عند بعض العبارات التي استخدمتِها، واسمحي لي أن أشاركك ما شعرت وفكرت به وأرجو أن تتقبلي مني:
"ولن أستعرض الأحداث العائلية حتى لا يظن ظانّ أني أبحث عن مبررات"، ورغم أنك بالفعل ذكرتها لكنك -ما شاء الله- واعية بأن الخطأ في حق الله لا مبرر له وأرى -أختي- أن ذلك أول طريق أهل الحق والهداية، فكما قلت كل ابن آدم خطاء.
وعلى ذكر آدم، فلقد سن لنا سنة جميلة هي أن نركز على ما عندنا مما يحتاج إصلاحا بصرف النظر تماما عن الأطراف الأخرى المشاركة وموقفها وعن المبررات، لذا تقبل الله منه في الوقت الذي أقر لله سبحانه "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ".. فماذا قالا؟ "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"، بينما تحدث الطرف الآخر (قائلا لله عز وجل!!!) "قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ".
"كنت قد عاهدت نفسي أن تبقى مكانتي عند خالقي نقية طاهرة".. يا لها من معاهدة أغبطك عليها، يكفي أن الله سبحانه هو أول من خطر ببالك حين قررت التعامل مع أزمتك، لكن دعيني أذكرك بمشكلة تواجهنا جميعا وهي "اختزال" نقاء المرأة وطهرها في عدم الوصول للزنا بمعنى إقامة علاقة كاملة مع رجل أجنبي! ولست وحيدة في ذلك فالعين حين تأخذ على رؤية المنكر تألفه وكذلك الأذن وغيرها.
وبذكر إعلامنا فيكفي أننا الآن حين نرى فيه مشهدا "لزوجين" في مسلسل ويقبل مثلا الرجل يد مَن معه ورأسها ويربت على كتفها وظهرها نرى أنه مشهد نظيف ومسلسل محافظ ولا يخطر ببالنا كيف يلمس هذا الرجل تلك المرأة بتلك الطريقة وليست هي زوجته بالفعل؟!
وغير ذلك من مشاهد لسيدات في قمة العري والانحلال لكنها تجيء عند إقامة العلاقة الكاملة وتأبى فنجد أننا نشعر بأنها "تحافظ" على نفسها.
وتعليقا على حديث الزنا الذي ذكرته أختنا (التي أثق بحرصها عليك) فالحديث يقول: "إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" (حديث صحيح رواه البخاري ومسلم)، والحديث لا يحتاج إلى تفسير ومن الواضح أن مرحلة "النفس تتمنى وتشتهي" هي مرحلة متقدمة وخطيرة أرجو الله أن يعفيك منها وأن يقلل لي وإياك ولجوارحنا حظنا من ذلك البغيض فهي بداية الطريق.
وغض البصر أمر سنحاسب عليه -خاصة في حالة الشهوة- وليس مجرد خلق "يفضّل" أن نتصف به، وأما "حفظ الفرج" فلا يفسره العلماء فقط بالحفظ من الزنا، وإنما كذلك بستره. فاستري فرجك بعدم لفت النظر إليه، ليس فقط بلبس ملابس فضفاضة، بل بعدم جعله مجال جاذبية لأحدهم؛ لأن صاحبته عرضت نفسها عليه وإن لم تخص فرجها، إلا أنه في البيعة إذا تمت، وإن لم تتم فهو مكشوف في ذهنه يفكر به وبها -فما نحن إلا بشر لا نتجرد من غرائزنا- وإن بقي علينا تهذيبها لنقودها ونستمتع بها دون أن تقودنا فتهلكنا.
"إن اعترفت له سقطت من عينيه وأغضبت ربي، وانتفت عني صـفة الحافظات أزواجهن بالغيب بما حفظ الله" تقبلك الله حبيبتي لخوفك من غضبه، وجعله أهم عندك مما سواه، ورضي عنك وأرضاك، أما عن حفظ الزوج فالحديث يقول: خير نسائكم التي إذا نظر إليها زوجها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله" (حديث صحيح)، وحين أفكر في ذلك الحديث أسبح الله كم يفهمنا معاني كثيرة بكلمات قليلة على لسان نبيه.. "حفظته" هو في "نفسها" و"ماله" وكأن الاثنين له وملكه لذا تحفظهما له!. مالك لك أن تتصرفي فيه، وماله تحفظينه له، أما نفسك (بكاملها) فملكه! أفي ذلك ظلم للزوجة؟ حاشا لله.
فلنا أن نختار بكامل حريتنا من نرضاه زوجا، لكن متى اخترنا فعلينا تسليم الزمام والاستمتاع برجولته (وما تعني من واجب رعاية وقيادة و...و...) ونستمتع بأنوثتنا (بما فيها من حنان ووداعة و...و...) وإن لم نرض ورفضنا رفضا قاطعا فيما بعد فأحل لنا الطلاق، فكما حافظ الله على حقوقنا –لمصلحتنا- فعلينا أن نحافظ على حقوقه -لمصلحتنا كذلك!.
"كم سأحتقر نفسي أن تسببت في هلاكه" تثقين أختي الغالية بأن ما تشتهيه نفسك وتوسوس به إنما فيه الهلاك، ولله الحمد على البصيرة، لكن علينا أن نتذكر أن هلاكك حينئذ سيكون أكبر، والله أعلم، لأنك تسببت في فتنته، وما أدرانا ما فتنة مؤمن: "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ" يا الله! وكأنهم اختصوا بالنار أكثر من غيرهم، وكأن عذابهم في جهنم لا يقتصر على الحريق بل يشمل كل أنواع العذاب بها!.
وما أظن الفتنة فقط في تهديد المؤمنين بإلقائهم في النار المادية، فنار الشهوة قد تكوي النفس أشد وأقسى وعلى حد قولك إنك تكتوين "بنار الحرمان"، كما أرى أن هلاكه وفتنته لا تكون فقط بوقوعه معك في الرذيلة الكاملة فقد فتنته بالفعل، وتم فعلك وأكرمكما الله برد فعله، وتخيلي سيدتي حال المرأة إذا اقترب منها رجل وأثار شهوتها ثم تركها دون قضاء حاجتها كيف سيكون حالها؟ فما بالك الرجل؟ وما بالك إن كان "غريبا مغتربا"؟! وما بالك إن ظلت متاحة له "في عالم أصبحت فيه وسائل الاتصال تجمعنا رغما عنا".. يا لها من فتنة! فالحمد لله الذي ثبته في الإعراض عن ذلك، واستغفري لذنبك.
الآن يبقى لي أن أتحدث عن حياتك مع زوجك، وليس عندي الكثير لكني أرجو الله فيك أن تبدئي بالتفكير في حلول "عملية/ دينية/ أنثوية/ ذكية/ مثابرة/ حانية/ متسامحة/ مخلصة/ متحدية/ مبتكرة" لإنجاح حياتك الزوجية:
أولا: لأني أحسب أن الله سبحانه حين استثنى من الهالكين "من تاب وآمن وعمل صالحا" لم يكن ذلك فقط لأنه يريد دليلا على الإيمان بالعمل، ولكن ليحفظنا من العودة للذنب بسبب الفراغ، فاملئي الفراغ – بأنواعه – قبل أن يظهر "غريب" آخر..
ثانيا: لثقتي الشديدة أن مثلك إن حاولتْ بجد فستصل، وذلك لوضوح ذكائك وقدرتك على تحديد مواقفك – ما شاء الله- ولثقتي أن مَن تحرص على رضا الله سيهديها الله "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
أغناك الله بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبكرمه وجوده وفضله عمن سواه.. وأرجو ألا تأخذي سنوات لتطمئنينا على حالك كما أخذت سنوات لتطلعينا عليه،
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
3/9/2024
رد المستشار
وهذه مشاركة جديدة على مشاركة قديمة، وعلى الإجابة الأصلية على مشكلة على أبواب الخريف: تسقط أوراقنا الهشة، والأخت المشاركة هنا تدقق في النص الأصلي لتستخرج منه بدايات تنطلق منها لتراجع أختها، وتتحاور معها.
فقط أختلف معها في المقدمة التي حاولت فيها تحليل وتوصيف المجتمع المصري مقابل المجتمعات العربية الأقل انفتاحًا، ورأيي باختصار أن الفوضى هي القاسم المشترك بين مجتمعاتنا كلها، وما يُنظر إليه بوصفه انفتاحًا نسبيًا في مصر ليس سوى نمط من أنماط الفوضى غير المصحوبة بنضج يمكن للإنسان معه أن يختار بحرية، أو يتصرف كما يحلو له دون لوم من أحد وحتى الالتزام السائد في مصر، فهو وإن كان أكثر وعيا واختيارًا إلا أنه يظل أكثر شكلية وبدائية مما هو منشود وموجود في الدين بكثير، وكما في مجتمعات أخرى يظهر أن الأمر ليس له علاقة كبيرة بالالتزام الديني بمقدار ما له علاقة بالمحافظة والتقاليد التي تقولين إنها موروثة، وهي تتآكل بشدة جيلا بعد جيل، ولن أستطرد أكثر؛ لأن هذا ليس هو موضوعنا الرئيسي.
لا يهمني كثيرًا أن أدافع عن الصفحة ومستشاريها في إجابة سائلة ذكرت هذا عرضا، وعندما تأتي رسالة موضوعها الأساسي انتقاد الصفحة أو مستشاريها أجد لزامًا علي أن أقوم بالتوضيح؛ لأن الحوار وحده هو السبيل المتاح أمامنا لكسب ثقة الجمهور، ودعمها، وتطوير عملنا وخدمتنا.
أعترف أنني توقفت كثيرًا أمام الرسالة الأصلية، ولاحت لي صاحبتها من وراء سطورها حائرة.. محزونة وهشة أكثر مما رأيتها قوية أو متعدية وشجاعة، ولم أشأ أن أثقل على نفسها بلوم أو تقريع مباشر أو تفصيلي، ولا بمواعظ أو تكرار لما أيقنت أنها تعرفه جيدًا، ولكنها ضعيفة، لا تستطيع القيام بما هو مفروض ومطلوب ومنتظر من مثلها، ولكنني صرفت أغلب جهدي في تشريح مفاهيم وطرح أسئلة تتعلق بالخيانة، حيث ما تزال فكرة غائمة في عقول الكثيرين، وما تزال شائعة بسبب جهل وضعف وقلة كوابح وانضباط العديد من الرجال والنساء، وأزعم أن إجابتي قد ألقت الضوء على المشهد من زوايا متعددة كانت أساسًا للمشاركات التالية، والكمال لله وحده، من قبل ومن بعد.
مسألة أخرى جديرة بالذكر، وهي ما تحدثت عنه من قبل، وهي ما أسميه:
"الثغرة الموحية" وهي الفجوة التي تبقى -عن غير قصد غالبًا- في نص الإجابة، وبمقدار ما تكون الإجابة جيدة وتوليدية تكون هذه الثغرة أو الفجوة أو النقص بمثابة مساحة جاذبة لتنشيط المشاركات، أما الإجابات التي تبدو كاملة مصمتة فقلما يشارك عليها أحد؛ لأن لسان حال القارئ يقول عندها: ماذا أقول بعد كل ما قد قيل؟!!
أنا مغتبط بهذا الحوار النسائي حول العفة والخيانة، وسعيد بمشاركتك هذه يا أختنا الكريمة؛ لأنها تحاول إعادتنا إلى الأصل، حيث التقوى والضمير، ومراقبة الله عز وجل، وأقولها بلا مبالغة ولا مجاملة إنه لولا التقوى لانحرفت آلاف النساء في مجتمعاتنا، حيث المرأة مهجورة غالبًا، مقهورة أحيانًا، ووحيدة ضعيفة، قد تكون رُبيت تربية هشة، ثم تتعرض لرياح عاتية تقف في وجها عارية إلا من إيمانها بحسب قوته أو ضعفه، والمغريات كثيرة، والرفيق شحيح، والنفس تطلب، وتتمنى، والمبررات الشيطانية جاهزة، والالتباسات جاهزة، والحكمة غائبة مفتقدة، والعون على الخير قليل، والاتصالات مفتوحة، ولذلك فإن أي امرأة -أو رجل طبعًا- تغيب عن وعيها وإيمانها لحظة بشهوة أو شبهة يمكن أن تسقط، وليس لهاوية السقوط قعر، وليس للخيانة سقف أو حدود، إنما هي خطوات الشيطان يستدعي بعضها بعضا إلا أن يشاء ربي شيئا، نسأل الله العافية.
من أجل احترام الذات إذن، ومن قبل ذلك توقير الحق جل وعلا، ومن أجل أن يرضى فلا يسخط، ومن أجل تبييض الوجه يوم تبيض وجوه، وتسود وجوه، من أجل الصدق مع الله؛ لأن هذا خير من الدنيا وما فيها، ولا مرحبا بسرور عاد بالضرر.
من أجل الاستعداد ليوم الرحيل، والتأهب لحفرة القبر ووحشته وضمته، ومن أجل يوم العرض الأكبر حين تنكشف كل خافية إلا من ستره الله، ومن أجل راحة الضمير، وتوازن النفس، فإننا نقول لكل امرأة: توقفي وانتبهي قبل أن تنزلقي، فإن حدث لك بعضٌ من هذا وسترك الله، فلا تستسلمي للسقوط، ولكن انتصبي على قدميك وواصلي سيرك، واعتدلي على الصراط المستقيم، ولو "عرجا" فإن السير الأعرج على الطريق الصحيح خير من متابعة خطوات الشيطان.
ستبقى ملاحظتي المتكررة ودعوتي الدائمة في هذه الناحية كما هي:
البيئة التي نعيش فيها تخلق الكثير والكثيف من مناخ "القابلية للإغواء والخيانة". إعلامنا كما تصف أختنا المشاركة وأبشع من ذلك، تنشئة الفتاة ما تزال هشة وناقصة، وأحلامها عن الفتى المنتظر على الجواد الأبيض مسؤولة عن جزء من تدمير حياتها فيما بعد.
وأرجو قراءة المشاركة الأخرى التي وصلت على نفس النص الأصلي، وعنوانها: على أبواب الخريف: معا في الجهل والغباء مشاركة1.
العلاقات بين النساء والرجال في المجتمعات العامة التي تسمح بهذا ما تزال في حاجة للضبط والترشيد، والمجتمعات المنفصلة بين الجنسين ليست بأحسن حالا؛ لأن هذا الفصل القسري، والأجواء المتوترة قد خلقت نوعا من الحساسية الزائدة، والفتنة المضاعفة والمهلكة عند أول أو أبسط لقاء أو احتكاك؛ وبالتالي فإن هذا النوع من الترتيب الاجتماعي ليس ممكنا ولا مفيدًا في التحليل الأخير.
وفي المجتمع الإسلامي -كما نتصوره- شفافية وحوار وانفتاح، وحرية وتقوى وضمير، وتيسير على الناس في معاشهم وعلاقاتهم حتى ينصلح حال كل زوجين، أو يتفرقا "وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته".. ونعوذ بالله من الخيانة وتضييع الأمانة.