بداية أشكركم جزيل الشكر وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على كل ما تقدمونه من نصائح تفيد سائليها وقارئيها.. سأحاول بداية سرد مشكلتي عليكم على هيئة نقاط، أسأل الله أن يوفقني في إيصالها لكم على أكمل وجهه:
تزوجت فتاة منذ حوالي السنة وثلاثة أشهر، وكنت قد سألت عن أخلاقها وتصرفاتها في مكان عملها الذي كانت تعمل به وفي مكان دراستها في الجامعة، ولم أجد شيئا يمنعني من الارتباط بها، واستخرت الله فيها ولم أجد أي عراقيل أو مشاكل تصدني أو تمنعني من الارتباط بها، وعزمت الأمر وتوكلت على الله وتقدمت لخطبتها وبعد سنة تزوجنا.
-مضى عام كامل كنا قد أمضيناه في سعادة تامة نحسد عليها، برغم بعض الاختلافات التي كانت تحدث بيننا، وهذا أمر بديهي بين أي زوجين جديدين، كان كل منا يتسابق لطلب الرضا والسماح من الآخر، وما أن تمضي تلك الزوبعة نكون قد حصدنا ودا أكثر واحتراما أكثر.
- مشكلتي بدأت عندما أيقنت أن كل الزوابع التي كانت تزيد من تقربنا كانت تصل إلى أهل زوجتي. في إحدى الأيام كنت مسافرًا، حاولت إجراء مكالمة هاتفية لزوجتي في أثناء وجودها في بيت أهلها، ولكن بعد عدة محاولات لم ترد علي فطلبت من أختي أن تتصل بها وتعرف سبب عدم ردها على مكالماتي، اتضح بعدها أن والدها هو من منعها أن ترد على مكالماتي، ومن هنا تبدأ مشكلتي الرئيسية.
-بعد رجوعي من السفر والذي استغرق عشرة أيام دخلت البيت وكنت غاضبا منها أتت لتسلم علي إلا أنني اكتفيت برد السلام وتجاهلتها كليا، وكان قصدي من ذلك توبيخها بطريقة غير مباشرة، في هذه الفترة اتصل والدها وهو على علم أنني راجع من السفر وأنني متعصب من تدخل والدها ومنعها من الرد على مكالماتي، ولم ترد عليها، بعد ساعة تقريبا كان والد زوجتي وأمها أمام بيتنا، وبمجرد دخولهما للبيت توجها فورا لغرفة نومنا وإذا بي أسمع أصواتا مرتفعة توجهت إلى غرفتي وإذا بزوجتي ممتدة على الفراش ومغمى عليها.
- لا أريد أن أصف كيف كانت أمها تهاجمني بكلامها ونظراتها وكأنني شيطان أمامها، وأخذت قليلا من الماء ورشتها على وجهها استيقظت وكأن شيئا لم يكن، سألها والدها هل ضربك أو شتمك فأجابت بنفي قالت فقط إنه لم يسلم علي، ومع هذا لم تكف أمها عن تجريحي بكلامها، والأكثر من هذا كله والذي يستغربه أي عاقل أن والدها أخذ يطلب من ابنته أن تذهب معه إلى مركز الشرطة وتشتكي؛ لأنني لم أعاملها بشكل حسن عند رجوعي من السفر، واستمر في تهديداته تارة بالشرطة وتارة بجلب -على حسب قوله- هؤلاء الناس كي يعلموني التربية وكيف يتعامل مع بنات الناس، كل هذا حدث على مسمع ومرأى والدي ووالدتي وإخوتي.
وقام وطلب من ابنته حزم أمتعتها والذهاب معهم إلا أنني رفضت هذا الأمر قائلا لو خرجت معكم فلن تعود إلى بيتها مرة أخرى، اختارت زوجتي البقاء رغم أن والدها قام بحلف اليمين لو لم تخرج معه فلن تصبح بعد اليوم ابنته. كبرت زوجتي في عيني وسمحت لها بالذهاب مع والدها كي لا تخسر أهلها. وعادت في اليوم الثاني وعادت المياه لمجاريها واختلف الأمر في شيء واحد وهو الفجوة التي سببها والدها بين أسرتي وأسرتها.
بعد شهر ونصف مرت بيننا زوبعة أشعلت فتيل قنبلة كان قد أوجدها والدها في حياة ابنته بتدخله وطريقة تعامله مع زوج ابنته، مع العلم أنه لم يسمع مني ولم يسألني في أي يوم من الأيام عن أي مشكلة، هذه الزوبعة دفعت زوجتي إلى أخذ كل ملابسها ولم تترك أي شيء يخصها وحاولت منعها من الخروج وكذلك كل أسرتي، وصل الأمر للجيران عندما سمعوا إلا أنها لم تعر أي اهتمام لأي أحد منا، وحضر أخواها وأختاها وبدأوا بتحميل أمتعتها.
وكأن حريقا بالداخل قد اندلع ولم يعيروا اهتماما لأي أحد منا، ولم يكن لدي سوى رادع واحد فكرت فيه وقتها وهو تهديدها بالطلاق وحلفت يمين الطلاق لو غادرت بيتها فإنها طالق، ظلت تقريبا ساعة أمام المنزل داخل السيارة وهي تقوم بإجراء عدة اتصالات مع والديها وقررت الذهاب.
-بعد أسبوعين ذهبت لها في مكان شغلها وطلبت منها أن ترجع إلى بيتها، طلبت مني الحضور إلى بيت أهلها كي نتفاهم، ولا أعرف علام نتفاهم، لقد كنا سعداء، إلا أنني رفضت هذا الأمر لأن والدها أهانني في بيتي وأمام أسرتي وهددني بالسجن وبأشياء أخرى، ليس هذا فقط بل اتصل والدها بوالدي وأخبره ألا أذهب إليها في عملها وألا أتعرض لها، فهي مطلقة، وإلا سأتعرض للمشاكل، وما زال ينتهج نهج التهديد.
-لم أقف عند هذا الحد، لجأت إلى أخوال زوجتي - لعلي أجد طريقة أرد بها زوجتي دون التصادم مع والدها- وبعد زيارة أخوالها لها أخبرني أحد أخوالها أن والد زوجتي طرده من بيت أخته، وأخبروني كيف يعامل والدها زوجته التي هي أختهم، وعلمت منهم أنه ينهج نهج الدكتاتورية، هنا أقف وأعترف أنني عندما سألت عنها وعن أخلاقها لم أسأل عن أهلها واكتفيت بتزكيتها لأهلها. مع العلم أننا لم نرزق بأطفال حتى الآن.
-وأخيرا أتمنى أن أجد في حكمتكم وخبرتكم ما يخرجني مما أنا فيه وأسأل الله "أن يهدي سر المؤمنين".
وجزاكم الله عني ألف خير.
03/09/2024
رد المستشار
صديقي
من حسن الحظ فعلا أن ليس هناك أطفال.
أفضل شيء تفعله الآن هو التزام الصمت... لقد حاولت ولكن زوجتك واقعة تحت تأثير أهلها الذين لم يعاملوك بإنصاف أو بمنطق.
إذا كان وصفك دقيقا فعليك انتظار فعل ما من ناحيتهم أو من ناحية زوجتك.. إذا عادت فلتعد بشرط عدم تدخل أهلها بعد ذلك الا بناء على طلبك... وإن لم تعد فدعهم يطلبون هم طلاقها.
سواء قمت بخطوة ما أم لم تفعل فسوف تكون متهما لا محالة بشيء أو بآخر... احم نفسك جيدا.
لست أدري مدى هذه "الزوبعة" الأخيرة وملابساتها ولست أدري ما هي الزوابع الأخرى أو سبب أو ضرورة وجودها، وبالتالي فإن الرد يقتصر على الوضع الحالي كما وصفته أنت.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.