السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة منذ 17 عاما ولدي ولدان في المرحلة الثانوية ومشكلتي منذ بداية زواجي ومستمرة إلى الآن أن زوجي يشرب الخمر ويشاهد الأفلام الجنسية بل ويحاول إجباري على مشاهدتها ولأني أرفض خوفا من الله ينهال علي ضربا وسبابا.
ولقد حاولت مرارا طلب الطلاق ولكنه لا يرضى ولا أعرف ماذا أفعل.
ساعدوني عظم الله أجركم.
14/9/2024
رد المستشار
إذا كان زوجك بهذه البشاعة التي تصفينهاـ منذ بداية الزواج فهل كان من المناسب الاستمرار معه، وإنجاب ولدين أصبحا الآن علي أعتاب الرجولة؟!
وهل صبرت كل هذه السنوات من أجلهما ثم فاض بك الكيل؟!
في مواجهة انحراف الزوج ماذا يمكن أن تفعل الزوجة؟!
أمامها خطوط مواجهة متنوعة...
الخط الأول: أن تتعامل مع انحرافه بنفسها وعظا وتلميحا أو تصريحا، واستخداما لكل الأساليب الأنثوية الحكيمة بغية ترويض هذا الرجل ليصبح أبا صالحا، وزوجا راعيا مسؤولا كما هو متوقع منه، ويدخل في هذا الخط الاستعانة بالدعاء والإلحاح فيه أن يهديه الله.
والخط الثاني: أن تستعين عليه بأطراف من داخل الأسرة "أسرته أو أسرتها أو كلاهما"، وينبغي أن يتوفر في هذا الطرف شرطان علي الأقل: الحكمة فلا يزيد الأمر تفاقما، والتأثير علي الزوج بلغة المنطق أو لغة القوة المعنوية، وأحيانا المادية بالتهديد والوعيد.
والخط الثالث: الطلاق، وهو طريق يبدأ من طلب الطلاق والإلحاح عليه، ويشمل الخلع، ورفع الأمر للقضاء... إلخ من أساليب خصم العلاقة الزوجية لاستحالة العشرة.
ولكل خط من هذه الخطوط خطواته ومتطلباته، ومميزاته وسلبياته، واختيار طريق بعينه لا يعني الاقتصار عليه ولكن يمكن استخدام أكثر من سبيل في نفس الوقت، ويمكن اعتبار الترتيب السابق مراحل تنفيذ بمعنى أن المشكلة؟ لها حل في إطار الزوجين فإن فشلت الحلول، وعجزت الجهود في إطار الأسرة الصغيرة خرجنا بها إلى الدائرة الأوسع... وهكذا حتى تفشل كل الجهود الخاصة والعامة، وتستحيل العشرة، ويستحيل صبر الطرف المتضرر فالطلاق يكون هو آخر الدواء المر.
وعليه يا أختي الكريمة فالسبل أمامك واضحة فاختاري لنفسك ما يناسب ظروفك، وما ترين أنه ينطوي علي أخف الأضرار لك وللأولاد، فإن تعارضت المصلح والمشاعر بمعنى أن تحملك من أجل أولادك سيكون علي حساب أعصابك وكرامتك... إلخ فاختاري ما تستطيعين تحمل الأمة فإن ضباع الأولاد مؤلم مثلما الجنون والانهيار العصبي مؤلم، واستعيني بالله، وبالصالحين والصالحات حولك في التخلص من هذا الزوج –إذا كان هذا هو اختيارك النهائي- أو في تخفيف آثار سلوكه المشين لها؟
ـإذا فشلنا في تعديله. علي نفسك وروحك، وانشغلي بأمور تصلح دنياك وأخرتك من زيادة في العلم، أو التعرف علي الخلق، أو التعاون على الخير ومجالات ذلك واسعة، وهموم البشر ثقيلة وكثيرة، وأفضل موقف يمكن أن يدعم نفس وشخصية الضحية أن تتحول إلى مساهمة إيجابية في التخفيف من إلهام الأخريين، وكوني معنا نشترك معك في الهموم، ونخفف عنك بعض الألم، ونتواصى بالحق ونتواصى للناس ولكنه حق وواجب أشارت إليه سورة العصر دستورا لحياة المؤمنين والمؤمنات والعلاقة بينهم :
"والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"