الشعور بالكره وسواسا والشعور بالحب وسواسا!

رد المستشار

الأخ السائل الفاضل "مجهول" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.

إن ما تصفه في قولك (أصبحت أشعر بالضيق أو الكره لبعض أحكام الدين عندما أتذكرها أو أتعرض لها) لا علاقة له بالكفر، فالمطلوب منا تجاه أحكام الدين ليس أن نحبها ولا أن نكرهها وإما المطلوب أن نلتزم بها، والمشاعر من حب أو كره أو غير ذلك هي حالات وجدانية لا إرادية ولا حساب عليها، لكن عندما يتأثر سلوك الإنسان بالمشاعر يبدأ الحساب فإذا أدى كرهك لحكم لألا تلتزم به فقد أذنبت أو قصرت لكن ليس كفرت، وهذا الكلام موجه لك باعتبارك صحيح العقل لا موسوس، والمشاعر التي وصفتها قد تكون مشاعر طبيعية عادية تحدث لكل الناس.

في نفس الوقت لن يختلف الكلام إذا كنت مريضا بوسواس الكفرية حيث يرتعب هذا المريض من الكفر، وكثيرا ما تأتيه أفكار مثل "بما أنك تنقبض عند سماع الأذان فقد أصبحت تكره صوت الأذان فقد كفرت"، أو "بما أنك تشعرين بالرفض للحجاب فقد رفضت حكما شرعيا يعني كفرت"، أو بما أنك ترفضين تفضيل الرجل على المرأة وترين الدين منحازا فقد كفرت إلخ. مثل هذه الأفكار كثيرا ما تترتب على مشاعر لا يرضى عنها مريض الوسواس لكنها تبدو واحدة من أدوات الوسواس بشكل أو بآخر.

هناك أيضًا في مريض الوسواس القهري ما نسميه تلبيس المشاعر، والمشاعر جزء من الدواخل أو حالات ومعلومات الإنسان الداخلية ولدى الموسوس ما يمكن وصفه بصعوبة الوصول الواثق إلى دواخله كما تجد شرحا في إجابة:
ط.ب.ح.د الموسوس والتفتيش في الدواخل وفي هذه الحالة يمكن أن يعجز المريض عن استشعار إيمانه كما يمكن أن يعجز عن استشعار كرهه للكفر كما يحدث أن يجد الشعور المعاكس لطبيعته، وكل هذا من حيل الوسواس القهري.

إذا كانت لديك مشكلة باقية بعد ما ذكرته لك، فيمكنك إن أردت التواصل الحي معي أن تحدد موعدا عبر هذه الصفحة أو صفحة مؤسس الموقع ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.

المستشار: أ.د وائل أبو هندي