السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لو سمحتم يا جماعة أنا في مشكلة مع إحدى صديقاتي..
(أنا فتاة عندي 19 سنة وبدرس في كلية الآداب)، والحمد الله أصحابي كلهم محترمين وعلى خلق بس فيه واحدة هي لم تكن صحبتي هي صحبة صحبتي وبعد ذلك تعرفت عليها، هي غيري في التربية والعادات وفي كل حاجة، بس فيها كتير مني وكمان طيبة وحنينة وخدومة جدا.
المهم أنها على علاقة بولد مش كفء لها خالص وهي تعرف ذلك، ومستمرة في العلاقة وبجد أنا مش عارفة أتأقلم معها في وضعها الجديد ونصحتها كتير وهي قالت هتسيبه كمان شهر بس هي غيري في التصرفات والسلوكيات وحاسة أنها جريئة زيادة عن اللازم..
مش عارفة أكمل معها ولا أخلي علاقتي بها سطحية؟
يا ريت تفيدوني.. وشكرا جزيلا.
8/9/2024
رد المستشار
الصداقة كالعملة المعدنية يختلف وجهاها في الشكل والرسم؛ لكنهما يظلان من معدن واحد يحمل نفس القيمة!
فهي علاقة اختيارية من أجمل علاقات الاختيار التام والخاص جدا، فيها نلتقي عن "قرب" مع آخر بأقل رتوش وأقل حذر، وهي تحمل في طياتها مساحتين يبدو أنهما سر جمالها.
الأولى: مساحة اتفاق في أهم الأفكار وأغلب التصرفات ومعظم المبادئ.
والثانية: مساحة اختلاف تمكنّا من التكامل والإضافة لبعضنا البعض دون المساس بمساحة الاتفاق.
لذا هي "شرف" نمنحه لآخر نأمن معه على أنفسنا ونثق فيه؛ فيرى بعض "زلاتنا" بأمان؛ لأننا نتوقع منه أنه سيقوي من ضعفنا ويربت على كتفنا ويشدّ من عزمنا حين تعصف بنا أزمات أو اختبارات معتمدين على أنه من نفس معدننا.
فلا يصلح إذن في حق الصداقة أن تكون علاقة اضطرارية أو مضطربة أو علاقة مجاملة أو علاقة وعظ دائم وتهذيب.
وأتصور أنك لو كنت مقتنعة تمامًا بأنها صداقة لا تناسبك، وأنك لا تتأقلمين مع تصرفاتها، خصوصًا بعد التطور الأخير وتعرفها على هذا الشخص وعدم تركه مع تكرار نصحك لها؛ ولما أرسلت لنا وكنت نهيت قصتها وحدك دون اللجوء لنا!
وهنا تكمن خطورة قربك منها، حيث إنها تمثل لك بنسبة ما نافذة للتعايش الواقعي مع عالم تسمعين عنه ولا تعيشينه؛ عالم يحمل لافتة كُتب عليها كل المحظورات التي تؤمنين بتجنبها أو تربيت عليها، ولكنه عالم مُغلّف بجرأة لم تعتاديها، ووجود "بعض" مساحات تشابه بينكما وبعض المميزات، فتورطت في عدم القدرة على اتخاذ قرار واضح تجاهها، ونحن نغفل عن أن طريق التغيُّر والتنازل عن مبادئنا يبدأ من الرفض السلبي والتعايش مع ما لا يمكننا القيام أو الاقتناع به فتتوالى سلسلة التغيرات.
وأتصور أن رجوعك معها خطوة للوراء لتتحوّل العلاقة بينكما لعلاقة زمالة عادية سيكون هو الأصلح بينكما، وسيواجهك استنكارها وتساؤلاها إذا فعلت ذلك فجأة بالطبع؛ ولكنني سأثق في ذكائك ولبقاتك في الابتعاد تدريجيًّا عن الجزء الذي يتطلب التداخل معها بعمق.. ورويدا رويدا ستأخذ العلاقة شكلها المطلوب دون ضغوط منها أو تأنيب.
اقرأ أيضًا:
عن الصداقة والدراسة والمراهقة
الصداقة في المراهقة!
صداقة البنات
مقياس الحب والصداقة