السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجو منكم مساعدتي لأن حياتي تنهار تدريجيًّا بصفة عامة وأحتاجكم بجانبي.
تعرفت على فتاة منذ سنة ونصف في أحد المصائف، كنت حينها مع صديق لي يقف مع فتاة تعرف عليها وجاءت فتاة أخرى لتأخذها؛ لأنهم سوف يرجعون إلى البيت، وحدث كلام بيننا فأعجبني أسلوبها وطريقه تفكيرها، وشعرت أنها الفتاة التي انتظرها.
عرفت عنها في هذه المقابلة أنها تسكن خارج القاهرة وأن والدتها منتقبة وأن لهم شقة في القاهرة وأن أخوالها يعيشون هناك.
انجذبت إليها وأصررت أن أعرف أي طريقة للاتصال بها فأعطتني البريد الإلكتروني الخاص بها. وفي نفس اليوم قبل أن يرحلوا كان صديقي سيقابل الفتاة التي يعرفها فأصررت أن تأتي هذه الفتاة معها لأراها. وجدت نفسي أهرب منها ولا أريد أن أتكلم معها؛ لأني لا أريد أن أتعلق بها أو تتعلق بي، وكنت قليل الكلام وقتها وتركناهم في ذلك الوقت، وعرفت رقم جوالي وعرفت رقمها.
بعد ذلك حدث بيننا مكالمات هاتفية وطلبت منها أن نكون أصدقاء فقط؛ لأني لا أفكر في الزواج الآن ولكن هي رفضت ذلك تمامًا وقالت لي إنها لن تكلمني بعد ذلك؛ لأنها عمرها ما تعرفت عليّ شاب وكلمته ولا تربت عليّ ذلك. وأنا أيضًا عمري ما كلمت فتاة في الهاتف وعندي فكرة دائمًا أن ذلك خطأ وهي أيضًا. وجدت نفسي أوافق؛ لأني وجدت فيها الفتاة المحترمة المتدينة تحفظ أجزاء من القرآن، وهي أيضًا وجدت في الشاب الملتزم المحافظ في كلامه فتعلقت بي وتعلقت بها.
في خلال هذه الفترة لم أرها إلا أقل من ستة مرات، ولكن في كل مرة كنت لا أشعر في الرغبة في المقابلة، ولكن كنت أذهب وكان في أماكن عامة.
في بداية تعارفنا حاولت أن أتركها مرتين لشكي بها وخوفي من أن تكون بنت سيئة؛ لأني لا أعرف شيئًا عن بلدها ولا جامعتها ولا أهلها ولا ماضيها، وفي نفس الوقت أشعر أن شكلها ملفت وفي المرتين كانت تبكي وتقول إني أظلمها وعمر ما أحد جرحها هكذا كما أفعل، وأرجع مرة أخرى أثق بها، وكنت أسألها أسئلة غريبة عن تفاصيل بيتها لأستكشف مستواهم مثلاً عندكم سجاد في البيت شكل المطبخ الشقة، وهكذا...
هي متعلقة بي بشدة ونفسها تسعدني وتحل لي مشاكلي وترضيني وترضي الله. في بداية علاقتنا كنت أشعر أحيانًا بأنها لا تجذبني، وأشعر بالرغبة في البعد عنها، ولكن في كل مرة هي تتمسك بي وتقول لي إن أنا سأضيعها من يدي بدون أسباب حقيقية. بعد استمرار علاقتنا فترة ذهب عني الشك بهذه الطريقة.
في خلال علاقتنا كنت أشعر طول الوقت بحمل ثقيل وغير ذلك كنت دائم التفكير في أهلها ومكان عيشها والمجتمع المحيط ودائمًا كانت تسيطر عليّ الأفكار السلبية وفي نفس الوقت أنا أرى فيها الراحة من مشاكلي وحبها الشديد لي والحنان وأحس براحة عندما أتكلم معها أو أراها أشعر أنها تفيقني مما أنا فيه وأشعر أنها مثلي في أشياء كثيرة ودائمًا لا أرغب في أن أجرحها وأريد أن أسعدها.
كنت عرفت منها من فترة أنهم لا يملكون شقة في القاهرة كما قالت لي، وعندما سألتها لماذا كذبت قالت لي إنها قالت هذا وقتها لاثنين لا تعرفهما ولم يكن قصدها أنها تكذب علي.
بعد فترة شعرت أني سأنفجر من كثرة الحمل فقررت أن أنزل إلى البلد التي تعيش بها. نزلت هناك ووجدت ما كنت أخشى منه مستوى بلدهم أقل منا بكثير.. الشوارع الضيقة غير الممهدة الناس الغلابة. يمكن هما داخل المنزل يكون مستواهم أعلى من ذلك بس هو ده المكان الذي تربت به.
صدمت طبعًا وشعرت أني في حلم وفقت منه ماذا سأفعل أتركها بعد كل هذه الوعود والأحلام؟ ولكن هي بنت كويسة وتحبني ولن أجد مثلها مرة أخرى وغير ذلك هي انتظرت سنة ونصف وترفض من يتقدم لها وممكن يكونوا أحسن مني ماذا سأفعل؟؟
رجعت إلى البيت والدنيا سوداء في عيني وظللت أبكي هل سأتركها؟؟
قررت أن أحكي لوالدتي لكي أخفف الحمل وأجد مشاركة لأني لم أحكِ لأحد عن هذا الموضوع. والدتي كانت تعرف فقط أني أكلم فتاة، ولكن لا تعرف التفاصيل وكانت دائمًا تسألني ماذا سأفعل، ولكن كنت خائف أحكي لها وغير مستقر وكنت خائف من أن أكون أخطأت الاختيار ومن رأي والدتي ومن أني يمكن أن أجد أفضل من ذلك. كان رأي والدتي أن المكان ليس مشكلة والأهم الفتاة وأهلها.
هذا الكلام حدث قبل عيد الأضحى بثلاثة أيام فقط ولم أشعر بالعيد كئيب وحزين لا آكل لا أعرف ماذا أفعل؟
صارحت البنت بما حدث فقالت لي أفعل ما تشاء، لكن ما أعرفه هو أننا أسرة طيبة، وأنا أريد إسعادك وإن لم تكن تريد أن تكمل ما بدأناه فقل لي وسأبتعد عن طريقك وبكت.
أنا الآن لا أعرف ماذا أفعل ودائم البكاء هل أنا أحبها فعلاً هل سأكون سعيد إذا ارتطبت بها أنا أكره المكان الذي تعيش به ماذا سأفعل هل حرام علي إذا تركتها الآن؟ هل هذه فعلاً ستكون زوجتي هل نصلح لبعض؟
أنا أشعر أني سأكون قليل وسط إخوتي وأقاربي وأصدقائي إذا رأوا المكان؟
طلبت منها أن نبتعد عن بعض فترة لأفكر في الأمر وبعدها شعرت بأنه لا يمكن أن نرتبط، كلمتني هي بعدها وأخبرتها بذلك وبررت لها بأني لا أعمل الآن وأمامي فترة، بكت وقالت لي أنتظرك! وأنهينا المكالمة ولم أكلمها فترة وبعدها كلمتني وعرفت أنها دخلت المستشفى أربعة أيام وأنها غير قادرة على العيش بدوني، طلبت هي أن أقابلها فوافقت وقابلتها أمس، والله تعبت من هذه المقابلة تحبني بدرجة كبيرة ونفسها تكمل معي في بداية المقابلة كنت ثابتًا على رأي بأن أتركها، ولكن شعرت بأني عديم الإحساس والمشاعر وشعرت بأن الله سينتقم مني في يوم من الأيام بصراحة صعبت عليّ وشعرت بأني يجب أن أكمل معها وهي مش وحشة وأنا اللي ظالمها وهي قالت سوف تحبني مع الوقت إذا لم تكن تحبني الآن.
كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق ورغبة في الابتعاد. دائمًا أشعر أن الحياة ستكون مملة وروتينية.
هل أكمل معها أم أتركها؟ ما هو الحل؟ وكيف؟؟ أشعر بأني لن أجد حبًّا كهذا في حياتي وإني طماع، وفي نفس الوقت أنا كنت أسعى لأفضل من ذلك ماديًّا واجتماعيًّا، وأخاف ألا أجد ما أبحث عنه أو أن أفعل معها كما أفعل الآن.
والله تعبان من داخلي وأبكي من أقل تفكير في الظلم أو أن هي ستعذب لو تركتها
أتمنى أن أستيقظ في يوم وأجد أني أعيش في عالم ثان، وأني لم أعرفها أصلاً.
7/9/2024
رد المستشار
أخي الكريم..
رغم أن رسالتك طويلة ومليئة بالتفاصيل، بل والتناقضات أحيانًا فإن هناك بعض العبارات "الفسفورية" التي لا تستطيع العين تجاهلها لخطورتها وأهميتها في اتخاذك لقرارك.
من هذه العبارات: (أنا كل ما أفكر في الارتباط والزواج أشعر بقرف وضيق)، وكذلك: (بصراحة صعبت علي) يستحيل أن ينجح أي زواج بهذه الروح!!
تتزوج من فتاة مضطرًّا (لأنها صعبت عليك)، وتشعر وأنت تساق لهذا الأمر (بالقرف والضيق)!!
ما الذي يضطرك لهذا؟!
تعالى نحلل الأسباب:
1 - تقول (لن تجد مثلها مرة أخرى).. هذا خطأ!! فهذا الحب الملتهب الذي تشعر به، الفتاة تجاهك لن يستمر على نفس الدرجة من الاشتعال بعد الزواج، فالفتاة عندما تجد عريسًا مثلك تستميت في التمسك به، ولكن يختلف الأمر كثيرًا، بعد الزواج عندما يسقط العصفور في الأسر، ليس هذا لخبث في نفسها ولكن هذا هو طبع البشر.. وخاصة إذا وجدت نفسها تعيش مع زوج (قرفان) (مستعلي عليها وعلى أهلها).
2 - تقول (إن الله سينتقم مني).. لماذا ينتقم الله منك؟
إن كنت تتصور أنه سينتقم منك عن العلاقة غير الشرعية التي ربطتك بالفتاة هذه الفترة، فالحل ببساطة هو التوبة والندم.
وإن كنت تتصور أنه سينتقم لأنك انفصلت عنها دون سبب، فهذا غير صحيح.. أنت انفصلت لسبب محترم جدًّا، وهو عدم التكافؤ الذي اكتشفته بمرور الوقت.. الله سبحانه وتعالى شرع فسخ الخطبة، بل وشرع الطلاق إن كان هناك سبب موضوعي، فالإنسان ليس مضطرًّا أن يعيش مع شريكة لحياته مضطرًّا لمجرد أنه وعدها، ثم اكتشف عدم التكافؤ بينهما، ثم إنك إن كنت تخشى انتقام الله بسبب فسخ وعدك، ألا تخشى انتقامه بعد زواجك منها عند تسيء معاملتها بسبب عدم رضاك عن الزواج منها.
3 - تقول (إنها مش قادرة تعيش من غيرك) وأنها دخلت المستشفى أربعة أيام بسببك..
وأقول لك يا أخي.. لا يوجد أحد في الكرة الأرضية لا يستطيع العيش بدون أحد، ولو كان هذا لمات كل الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وبما يمر الإنسان بفترة تعب وعذاب بعد الفراق ولكنه يعيش.. وهذا التعب والعذاب -رغم قسوته- فإنه أهون كثيرًا من عذاب زواج فاشل.. لا يوجد مبرر يضطرك للزواج من فتاة غير مكافئة لك، ليس صحيحًا أنك لن تجد مثلها، وليس صحيحًا أن الله سينتقم منك، وليس صحيحًا أنها ستموت بدونك..
المبرر الوحيد الذي يدفعك للزواج بهذه الفتاة هو أن تشعر من داخلك، وبدون ضغط من أحد، أو إلحاح من دموعها.. أنك متمسك بها، وأن الفارق الاجتماعي بينكما لا يعني لك شيئًا، وأنك -من أعماقك- (لا تشعر أنك قليل وسط إخواتك وأقاربك إذا رأوا المكان).. عندما تشعر بهذا من داخلك تزوجها، وإن لم تشعر به فلا داعي أن تظلها أو تظلم نفسك..
وأخيرًا.. لا تنسَ الدعاء واستخارة الله عز وجل.