السلام عليكم
أعاني من مشكلتين: الأولى: لديّ صديقة حميمة، دامت صداقتنا أكثر من 5 سنوات، أحبها كثيرًا وأغار عليها أكثر من أهلها، لقد تدرجنا في المراحل الدراسية معا ودخلنا الجامعة معا، ودرسنا بها سنة، وحولنا إلى كلية أخرى معا ودرسنا بها، وفي السنة التي تليها تزوجت حبيبتي وأوقفت تعليمها سنة وتركتني وحيدة.
وكل ما كانت تقوله لي قبل زواجها كذب، كذبت عليّ؛ لأنها تركتني، وكنت أعشقها لحد الجنون وما زلت أحبها، وأعطيتها كل ما تريد، وهي بعد الزواج نسيتني، وهي إلى الآن تقول: إنها تحبني أكثر من زوجها ولكني أرى العكس.
أنا وحيدة ليس عندي أخوات، وأبي متوفى وعندي إخوة أولاد..
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل، أنا متعلقة بها كثيرًا، والكل يعلم بحالي.. وشكرًا
9/9/2024
رد المستشار
أختي الفاضلة، المشكلة ليست في حبك لصديقتك ولكن تكمن في أنك تحصرين معنى الحب فقط في هذه العلاقة التي تجمعكما..
ولو أن أحدًا ممن يسيئون الظن بالناس قرأ رسالتك لقال إن بينكما شيئًا غير طبيعي!!.
أختي، الحب أنواع ودرجات، ولا يغني أحدها عن الآخر. فحب الأب والأم، يختلف عن حب الأصدقاء، يختلف عن حب المتزوج، وحب الابن، ولا مجال لمقارنة أحدها بالآخر.. وفي القلب متسع لحب العالم كله، فلا تناقض ولا تصادم بين حب وحب.
ومشكلتك أنك استغنيت بحب صديقتك لك وحبك لها عن أي حب آخر، فمثلا أنت لم تحدثينا عن علاقتك بوالدتك وحبك لها، رغم أنك الابنة الوحيدة بين أولاد ذكور، فغالبًا ما تكون الابنة الوحيدة هي الصديقة المقربة لوالدتها.. فهل أنت كذلك؟
وليس من الطبيعي أن تحبك صديقتك أكثر من زوجها، بل لا مجال للمنافسة أو المقارنة؛ فلكل حب قدره ومكانته، وهي حين تقول: إنها ما زالت تحبك بشدة، لا تكذب في قولها هذا ولكن لديها اليوم حب جديد من نوع آخر.
لذا أنصحك:
1- أن تحاولي إقامة علاقات وصداقات عديدة؛ فليس من الصحيح أن يحب الإنسان صديقًا واحدًا فقط ويكتفي به عن العالم، وصدق الرسول إذ يقول: "أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما" (رواه الدارمي).
2- حاولي تفهم طبيعة المرحلة التي تعيشها صديقتك من زيادة الأعباء بعد الزواج مع الدراسة؛ فقد يؤدي ذلك لعدم قدرتها على الاتصال بك كسابق عهدكما ولكن لا يعني ذلك أنها لم تعد تحبك، وسيأتي اليوم الذي تكوني فيه مثلها وعندها ستلتمسين لها العذر.
3- وثّقي علاقتك بوالدتك، وحاولي الاشتراك في بعض الأعمال التطوعية والخيرية التي ستجعلك أكثر احتكاكًا بالناس وأقدر على إقامة العديد من الصداقات.
4- إياك أن تقطعي علاقتك بصديقتك ولكن ضعيها في حجمها، وتذكري: يا ابن آدم أحبب من شئت فإنك مفارقه؛ فهذه هي الحياة.
وأخيرًا لم تذكري لنا ما هي مشكلتك الثانية.. ونحن في انتظارها.
واقرئي أيضًا:
حبي لصديقتي: أين يأخذني؟
صديقتي وأنا إلى متى يبقينا زماننا؟
صديقتي على النت والتعلق المرضي
صديقتي وتغيري بعد الخطبة