السلام عليكم
تتلخص مشكلتي في أنني أصبحت في نظر زوجتي زوجًا غير مخلص وعلى علاقات مع أخريات. حدث ذلك بعد أن كنت في نظرها ـوطوال 9 سنوات هي عمر زواجنا حتى الآن ـالزوج الوفي المثالي المخلص الذي يخشى ربه دائمًا، لماذا؟ إليكم السبب الغريب والعجيب: كنا نعيش كأسرة صغيرة حياة سعيدة هادئة سواء في موطننا الأصلي أو في بلد الإقامة الحالي، ولم يحدث أن شكت زوجتي في سلوكي لحظة واحدة، ومنذ عام مضى اضطرت أسرتي للعودة لمصر وبقيت بمفردي في الإمارات لمدة عام تقريباً، تعرفت خلاله على بعض الأصدقاء والصديقات عبر الإنترنت أثناء استخدامي له في مطالعة العديد من المواقع المفيدة؛ وذلك للاستفادة من وقت فراغي، وشاءت المصادفة أن أحتفظ دون قصد بصورة مطبوعة لصديقة عبر الإنترنت بين أوراقي في المنزل، وبعد تغير ظروف العمل وعودة أسرتي للعيش معي مرة أخرى وجدت زوجتي هذه الصورة فور وصولها للمنزل.
وبعدها تغيرت معاملة زوجتي لي، ورغم اعترافي بحقيقة هذه الصورة وكونها لا تعدو أن تكون صديقة عبر الإنترنت واعتذاري الشديد لها، فإن زوجتي لم تنس هذا التصرف وظلت لفترة تحاصرني بأسئلتها وتحقيقاتها معي، وأصبحت لا أطيق ذلك بسبب المبالغة الشديدة في رد فعلها تجاهي.
وما يزيد من غضبي وحزني أنني مخلص فعلاً لزوجتي وبيتي وأعرف ربي جيداً ولا أفعل ما يغضبه، لكن هذه النقطة السوداء لا تزال عالقة في ذهن زوجتي. لقد ضغطت على أعصابي ومشاعري وأصلحت كثيراً في علاقتنا الزوجية؛ لدرجة أنها أصبحت أفضل مما كانت عليه في السابق في كثير من الأمور إلا أمراً واحداً وهو عدم الثقة والشك المستمر!!
والسؤال الذي يؤرقني هو: ماذا أفعل لكي أعود كما كنت زوجاً مخلصاً وفياً في نظر زوجتي؟
وتتوقف هي عن ملاحقتي بأسئلة الشك والريبة التي تقتلني؟ ولكم جزيل شكري.
12/9/2024
رد المستشار
الأخ الكريم، حظيت مشكلتك باهتمام كل أعضاء فريق الحلول، وربما لأنها متعلقة بالإنترنت، ذلك الضيف الجديد الذي أصبح ثقيلاً على نفوس البعض، وأصبح "صاحب بيت" في حياة آخرين.
هل رد فعل زوجتك مبالغ فيه؟ وهل مسلكها الآن غريب وعجيب؟!
ضع نفسك أنت مكانها: تغيب عنها فترة ثم عندما تعود تجد –قدرًا– صورة رجل وسط أوراقها، وعندما تسألها تقول لك: أبدًا يا حبيبي.. هذه صورة صديق من الإنترنت.
ومطلوب منك بعد هذه الإجابة أن تبتسم، وتقول لها مثلاً: الله.. كم هو وسيم.. ما اسمه؟!! وفي أي حجرة دردشة تعرفت عليه؟!!
وإذا تسلل القلق إلى نفسك، أو لعبت الغيرة بعقلك، أو شعرت بريبة، وظهر منك هذا.. قالت لك: أمرك عجيب.. ماذا حدث لك؟!! ألا تثق في زوجتك وأخلاقها؟!!
أنت وحدك تحكم في ضوء ما تقدم من مقارنة: هل أخطأت أنت في حقها؟!! وما حجم هذا الخطأ؟! وما سبب رد الفعل الحالي الذي يبدر عنها؟!!
ما فعلته زوجتك وتفعله هو متوقع منها تمامًا، وفقدان الثقة هو الثمن العادل لخيانة الثقة، والخيانة هنا تقاس بالصورة المثالية التي وضعتك زوجتك فيها، وبالتالي لم تكن زوجتك تتصور أنك، ومع أول غياب لها، ستبحث عن أصدقاء وصديقات تحتفظ بصورهن بين أوراقك، وبمقدار ما كانت تثق فيك بمقدار ما أصبحت اليوم تشك، فما الغريب أو العجيب في هذا؟!!
النقطة السوداء تكون أكثر وضوحًا في الثوب ناصع البياض، ويظل الإخلاص والوفاء هو مسلك كل الأزواج –تقريبًا– في حضور زوجاتهم، والاختبار يكون حين تغيب، وأنت فشلت –في نظر زوجتك– في أول امتحان، وربما تصورت هي أن هذه الصورة ليست سوى قمة جبل الجليد، وأن ما خفي كان أعظم!!
إذن يا أخي أنت لست ذلك المظلوم الذي ترسمه، ولا زوجتك مبالغة في رد فعلها على خلفية استقامتك، وثقتها فيك منذ اليوم الأول.
ولعل عدم اعترافك لنفسك بالخطأ هو السبب الأكبر في مضاعفة شكوك الزوجة وقلقها، وربما يصل الشك إلى الظن بأن تحولاً جذريًا طرأ على أخلاقك في غيابها؛ لأنها لم تر تفهمًا لمشاعرها وشكوكها، ولم تر صدقًا في العدول عن الخطأ، ولعلها تعتقد أنك مع أول فرصة تسنح لك ستفعل ما فعلت، وربما أكثر، ولا يستطيع أحد لومها.
أما عن كيفية استعادة ثقتها، فيحتاج الأمر إلى بعض الزمن والجهد والإجراءات، وعليك أن تتحمل لبعض الوقت، وتعطي الفرصة لجسر الثقة المتبادلة أن يعود، دون كثير تذمر أو شكوى، خاصة وما تفعله زوجتك إنما ينم عن اهتمامها بك وغيرتها عليك، الأمر الذي جدد مشاعر الحب بينكما، وأصلح في علاقتكما الزوجية "ورب ضارة نافعة".
ولعلك تقترب منها أكثر وتشركها في اهتماماتك، واستخدامك للإنترنت في مطالعة المواقع المفيدة التي تدخل عليها في وقت فراغك، وبذلك تعرف هذا العالم، وتتكون لديها صورة أوضح عنه فلا تعاديه، والناس أعداء ما جهلوا.
*وكن واضحًا متدفقًا في التعبير عن مشاعرك وأفكارك وأحلامك؛ فهذا مما يزيد الثقة، وإذا حاصرتك زوجتك بالشكوى أرجو ألا تتبرم، ولكن اصبر، وتعامل بلباقة وسعة أفق.
*إياك واللف والدوران، أو محاولة إخفاء أشياء ولو دون داعٍ، ودعها تشعر أنك مثل الكتاب المفتوح لا تحتاج هي إلى التنقيب بين سطوره لتفهم محتواه، إنما هو ساطع.
*بادلها الحب والغيرة المحمودة، وأشعرها بالأمان والثقة من جديد، فلا تناقض بين قول وفعل، وإنما خشية لله تظهر في العلن كما هي في السر، وتتأكد في الغياب كما هي في الحضور، وأعطِ الزمن فرصة، وإياك أن ترسب مرة أخرى في اختبار الثقة، ووافنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
لماذا يخون الرجال؟!
متى يخون الرجل؟
الخيانة الإليكترونية: محاولة للفهم والتحليل!
زوجي والأخرى نمط شائع في الخيانة!
خيانة زوجي أونلاين وأوفلاين
الإسقاط والخيانة العاطفية: أريد قتله!